وجد أريان نفسه يركض في شوارع المدينة القديمة المظلمة، والكتاب العتيق بين يديه ينبض بقوة غريبة. كان قلبه يخفق بسرعة، وعقله مليئًا بالأسئلة. من كان ذلك الرجل الذي ظهر فجأة؟ ولماذا أمره بالهرب؟ وما الذي كان يقصده بـ "لا وقت للشرح"؟
لم يكن لديه إجابات لهذه الأسئلة، لكنه كان يعرف شيئًا واحدًا: يجب أن يعود إلى هناك. يجب أن يعود إلى حيث ترك ألين وأبيه.
توقف أريان للحظة، ونظر حوله. كان في زقاق ضيق ومظلم، окружен بالأبنية القديمة التي كانت تبدو وكأنها تتحدث عن قصص وحكايات من الماضي البعيد. كان القمر يضيء بشكل خافت، لكنه لم يكن كافيًا لتبديد الظلام الذي كان يلف المدينة.
أخرج أريان الكتاب من حقيبته، و فتحه. بدأت الصفحات تتوهج بضوء غريب، وبدأت الحروف تتحرك وتتشابك. كان أريان يشعر وكأن الكتاب يحاول أن يخبره بشيء، لكنه لم يكن يستطيع فهمه.
فجأة، سمع صوتًا يناديه. كان صوتًا خافتًا، لكنه كان واضحًا بما يكفي ليسمعه.
"أريان،" قال الصوت. "أنت هنا."
نظر أريان حوله، لكنه لم ير أحدًا.
"من هناك؟" سأل.
"أنا هنا،" قال الصوت. "أنا ألين."
ركض أريان في اتجاه الصوت، ووجد ألين جالسة على الأرض، وكانت تبدو متعبة.
"ألين،" قال أريان. "ماذا حدث؟"
"لقد هاجمنا ظل،" قالت ألين. "لقد كان قويًا جدًا."
"أين أبي؟" سأل أريان.
"لقد أخذه الظل،" قالت ألين. "قال إنه سيقتله إذا لم يحصل على الكتاب."
شعر أريان بالغضب. لم يكن يستطيع أن يصدق أن والده قد أُخذ منه مرة أخرى.
"لن أدعه يفعل ذلك،" قال أريان. "سأعود وأنقذ أبي."
"ولكن كيف؟" سألت ألين. "الظل قوي جدًا. لا أعرف كيف سنهزمه."
"لدي خطة،" قال أريان. "الكتاب يمكن أن يساعدنا."
"كيف؟" سألت ألين.
"لا أعرف بالضبط،" قال أريان. "ولكنني أعرف أن الكتاب يحمل أسرارًا. يجب أن نجد طريقة لفتح هذه الأسرار."
أخذ أريان الكتاب، وبدأ يقلب الصفحات. كان يبحث عن أي شيء يمكن أن يساعده.
فجأة، عثر على صفحة عليها رسم غريب. كان الرسم يشبه متاهة.
"ألين،" قال أريان. "انظري إلى هذا الرسم."
نظرت ألين إلى الرسم، وقالت: "أعتقد أنني رأيت هذا الرسم من قبل."
"أين؟" سأل أريان.
"في مكان ما في المدينة القديمة،" قالت ألين. "أعتقد أنه يوجد كهف يحمل نفس الرسم."
"هل تعتقدين أن هذا الكهف يمكن أن يساعدنا؟" سأل أريان.
"لا أعرف،" قالت ألين. "ولكن أعتقد أنه يستحق المحاولة."
قرر أريان وألين الذهاب إلى الكهف. كانا يأملان في أن يجدا فيه شيئًا يمكن أن يساعدهما في إنقاذ والد أريان.
وصلا إلى الكهف، ووجدا أن الرسم الذي على الصفحة مطابق للرسم الذي على جدار الكهف.
"هذا صحيح،" قالت ألين. "هذا هو المكان الذي رأيت فيه الرسم."
دخلا إلى الكهف، ووجدا أنه مظلم جدًا. أخرج أريان مصباحًا من حقيبته، وأضاء الطريق.
مشيا في الكهف لفترة طويلة، ووصلا إلى غرفة كبيرة. كان في وسط الغرفة بئر قديم.
"ما هذا؟" سألت ألين.
"لا أعرف،" قال أريان. "ولكنني أشعر بأنه مهم."
اقتربا من البئر، ونظرا إلى الأسفل. كان هناك ضوء خافت في الأسفل.
"ما هذا؟" سألت ألين.
"لا أعرف،" قال أريان. "ولكنني أشعر بأنه يجذبني."
قرر أريان النزول إلى البئر. ربط حبلًا حول خصره، وأمسكت ألين بالطرف الآخر.
نزل أريان إلى البئر، ووصل إلى غرفة صغيرة. كان في الغرفة صندوق خشبي.
فتح أريان الصندوق، ووجد فيه كتابًا صغيرًا. كان الكتاب مكتوبًا بلغة غريبة.
"ما هذا؟" سألت ألين.
"لا أعرف،" قال أريان. "ولكنني أشعر بأنه المفتاح."
أخذ أريان الكتاب، وصعد إلى الأعلى.
"ألين،" قال أريان. "أعتقد أن هذا الكتاب هو المفتاح الذي نبحث عنه."
"ماذا تعني؟" سألت ألين.
"أعتقد أن هذا الكتاب يمكن أن يفتح الأسرار التي في الكتاب العتيق،" قال أريان.
"ولكن كيف؟" سألت ألين.
"لا أعرف،" قال أريان. "ولكن يجب أن نحاول."
فتح أريان الكتاب الصغير، وبدأ يقرأ. فجأة، بدأ الكتاب يتوهج، وبدأت الحروف تتحرك وتتشابك.
شعر أريان بشيء غريب يحدث له. كان يشعر وكأن قوة غريبة تدخله.
فجأة، توقف كل شيء.
نظر أريان حوله، ووجد أنه في مكان غريب. كان المكان يشبه
المدينة القديمة، لكنه كان أكثر حداثة.
"أين أنا؟" سأل أريان.
"أنت في الماضي،" قال صوت.
نظر أريان، ووجد رجلًا يقف أمامه. كان الرجل يرتدي ملابس غريبة.
"من أنت؟" سأل أريان.
"أنا حارس الزمن،" قال الرجل. "أنا هنا لأساعدك."
"كيف؟" سأل أريان.
"الكتاب الذي معك هو مفتاح،" قال حارس الزمن. "يمكن أن يفتح لك أبوابًا إلى الماضي."
"ولكن لماذا؟" سأل أريان.
"يجب أن تعرف الحقيقة،" قال حارس الزمن. "الحقيقة عن
الكتاب، وعن الظلال، وعن المدينة القديمة."
"ولكن ما هي هذه الحقيقة؟" سأل أريان.
"هذا ما يجب أن تكتشفه بنفسك،" قال حارس الزمن.
"ولكن كيف؟" سأل أريان.
"استخدم الكتاب،" قال حارس الزمن. "سيقودك إلى الحقيقة."
اختفى حارس الزمن، ووجد أريان نفسه وحيدًا في المدينة الغريبة.
أخرج الكتاب من حقيبته، وبدأ يقرأ. بدأت الحروف تتحرك وتتشابك مرة أخرى.
شعر أريان بقوة غريبة تدخله. كان يشعر وكأنه يسافر عبر الزمن.
فجأة، وجد نفسه في مكان آخر. كان المكان كهفًا مظلمًا.
كان هناك شخصان في الكهف. كانا يتحدثان.
"لقد وجدنا الكتاب،" قال أحدهما.
"هذا يعني أننا نستطيع أن نفتح البوابة،" قال الآخر.
"ولكن ماذا عن الظلال؟" قال أحدهما.
"سوف نقتلهم جميعًا،" قال الآخر.
عرف أريان أن هذين الشخصين هما من يريدان الكتاب.
اقترب منهما، وسمع أحدهما يقول: "أين هو؟"
نظر الاثنان حولهما، و رأيا أريان.
62تم تحديث
Comments