الفصل السادس: لحظات مفصلية تحت ضوء القمر

داخل القصر، حيث الأضواء الخافتة تنبعث من الثريات الفاخرة وتنعكس على جدران الجناح الكبير، جلس الجميع حول الطاولة الفاخرة. الأجواء كانت هادئة، لكن الغموض يلف المكان. كان هناك شيء مميز في هذه اللحظة، شيء في الهواء يوحي بتغيير قريب. لم تكن هذه مجرد مأدبة عشاء عادية، بل كانت بداية شيء غير متوقع.

قال نورمان، والد ليلى، بابتسامة دافئة وهو ينظر إلى الجميع: "لقد مر وقت طويل، هيا، تفضلوا بالدخول."

نظر الجميع إلى بعضهم البعض، بينما تقدم يلو خطوة للأمام، مبتسمًا بلطف بينما يأخذ بيد ليلى.

قال يلو وهو يشير إلى الطاولة: "دعونا نأخذ أماكننا، فالمأدبة هنا لا يمكن أن تنتظر."

جلس الجميع، عيونهم تراقب الحركة في كل زاوية من الغرفة. في هذا الجو المشحون، كانت الكلمات القليلة التي يتم تبادلها تحمل في طياتها الكثير. بين الأطباق الفاخرة التي كانت توضع أمامهم، كان يلو يسرح في تفكير عميق، لكن قلبه كان ينبض بشكل غير عادي بسبب الجالسة أمامه.

توجهت ليلى بنظرة خفية نحو يلو، كان يلو هو من سرق الأنظار بأناقته، وشخصيته الهادئة التي كانت تحمل بداخلها غموضًا يثير الفضول. لم تكن تستطيع نسيان تلك اللحظة الأولى عندما التقت به. كانت تلك اللحظة قد أثرت في قلبها بشكل لم تكن تتوقعه. كانت تشعر بشيء مختلف، شيء عميق، وكأن قلبها ينبض بطريقة لم يسبق لها مثيل.

ليلى، التي كانت عادة تفضل التفكير بعقلانية، وجدت نفسها مشوشة في حضرته. كان كل شيء فيه يتحدى توقعاتها، كل كلمة منه تحمل معاني كبيرة، وكل حركة منه تنبض بالجاذبية. كانت تخشى أن تظهر مشاعرها بوضوح، لكنها لم تستطع إلا أن تشعر بأن هناك شيئًا ما بينهما.

قالت لوسي، والدة يلو، وهي تبتسم: "ليلى، أنتِ فتاة رائعة بالفعل. لا أستطيع أن أصدق كم تبدين شابة وجميلة، رغم أنكِ كتبت الكثير من القصص الرائعة التي أثرت في الكثير."

ابتسمت ليلى بخجل وردت بصدق: "شكرًا، سيدتي. أنا فقط أكتب ما يشعر به الناس، وما أعتقد أنه يمكن أن يلمس قلبهم."

كانت كلماتها خفيفة، لكنها كانت تعني الكثير لقلوب الحاضرين، خاصة يلو الذي كان يراقبها عن كثب.

بعد فترة من تناول الطعام، بدأ الجميع في الحديث عن أمور متنوعة، لكن كانت عيون يلو دائمًا تتنقل بين الحضور ليعود بعدها ليضع تركيزه على ليلى. كانت الكلمات القليلة التي يتبادلها معها مليئة بالأحاسيس غير المعلنة. كان هناك شيء في عينيه يخبرها أن هناك اهتمامًا يتجاوز مجرد كونها ضيفًا في المنزل.

قال يلو أخيرًا، وهو ينظر إليها بشكل مباشر: "ليلى، لديكِ قدرة غير عادية على فهم الناس، وهذا شيء نادر اليوم. أعتقد أن ذلك يجعلكِ مختلفة عن الجميع."

لم تكن ليلى قادرة على الرد فورًا. كانت الكلمات تُثقل قلبها، لكنها قررت أخيرًا أن ترد بابتسامة هادئة: "شكرًا، أعتقد أن كل شخص لديه عالمه الخاص الذي يعيشه. وأنا فقط أكتب عما أراه، وعما أشعر به."

الصمت الذي ساد لعدة ثوان كان يحمل في طياته الكثير. كانت الأنظار تتجه إليهم، لكنهما كانا في عالمهما الخاص.

بينما كان الجميع يتبادل الحديث، شعرت ليلى بأن يلو يراقبها بهدوء، مثلما كان دائمًا يفعل. كانت تلك اللحظات التي يتبادل فيها النظرات معها تزداد كثافة، وكأنها فرصة صغيرة لكنها مليئة بالوعود الخفية.

قال يلو في النهاية، مبتسمًا قليلاً: "هل ترغبون في مشاهدة شيء مختلف بعد العشاء؟ لدينا هنا في القصر مجموعة رائعة من اللوحات الفنية التي قد تعجبك، ليلى."

أجابته ليلى بابتسامة خجولة: "بالطبع، أحب أن أرى تلك اللوحات. أنا دائمًا أبحث عن الفن الذي يثير مشاعري."

وهكذا، بعد العشاء، توجه الجميع إلى المعرض الخاص بالفن داخل القصر. كانت الأضواء تتناثر بلطف على اللوحات الفخمة، وداخل تلك الأجواء، وجد يلو نفسه يقترب أكثر من ليلى.

عندما وقف بالقرب منها أمام إحدى اللوحات، كان الصوت الوحيد الذي يملأ المكان هو همساتهم. قال يلو، وهو ينظر إلى إحدى اللوحات بصمت: "الفن يملك طريقة خاصة في نقل المشاعر. أعتقد أنكِ تفهمين هذا تمامًا."

أجابت ليلى بهدوء: "نعم، الفن يحمل رسالة عميقة، لكنه أيضًا يعبر عن الجمال الخفي في عالمنا."

اقترب يلو أكثر منها، معبرًا عن إعجابه بهذا التفاهم المشترك بينهما. كانت كل كلمة بينهما تبني جسرًا من التواصل الذي كان ينمو بشكل طبيعي بينهما. وفي تلك اللحظة، شعر كلاهما بشيء لم يسبق له مثيل.

عندما شعرت ليلى بقربه، أصبح قلبها ينبض بشدة، وكأن لحظات الزمن تتسارع حولهم. تذكرت ابتسامته، واللطافة في حديثه، وكل تلك اللحظات التي كانت تجمعهما سويًا.

قال يلو وهو يبتسم بابتسامة دافئة: "ربما الفن ليس كل شيء، لكن الشعور الحقيقي، الارتباط، هو الأهم."

لم تكن ليلى قادرة على الرد فورًا. كانت نظراته قد أخبرتها بكل شيء.

سادت لحظة صمت بينهما، قبل أن يقول يلو أخيرًا بصوت خافت: "ليلى، هل تعلمين أنني لم أقابل شخصًا مثلكِ من قبل؟ أنتِ مختلفة، وأنا أشعر بذلك بوضوح."

كان هذا الكلام هو اللحظة الفاصلة. ابتسمت ليلى، وقلوبهم كانت تتحدث بصمت. لم يكن هناك حاجة لكلمات أكثر من ذلك.

ولكن هذا لم يكن نهاية قصتهم، بل كان بداية لشهر من التغييرات التي ستحدث في حياتهما، حيث كان كل لقاء بينهما يبعث الأمل في قلوبهم.

مختارات
مختارات

25تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon