لم تكن الحياة بين يول وليلى كما كانت في السابق. في بيت العائلة الكبير، تحوّلت الأيام إلى سلسلة متواصلة من البرود والجفاء. كان يول يتصرف بصرامة، وكأنه يُعاقبها بصمته البارد، بينما ليلى كانت تكافح بين شعورها بالذنب واستياءها من تصرفاته القاسية.
**البرود المستمر**
في أحد الأيام، وبينما كانت ليلى جالسة على مائدة الإفطار، دخل يول الغرفة بهدوء ثقيل. ألقى نظرة خاطفة عليها دون أن يبادلها التحية.
"ألم تفكري في تنظيف الحديقة؟ إنها تبدو مهملة تمامًا." قالها بنبرة جافة، وكأن حديثه معها واجب ثقيل.
رفعت ليلى رأسها بحدة. "إن كنت ترى ذلك، يمكنك فعلها بنفسك، يول. أنا لست خادمة هنا."
لم يرد عليها. تناول كوب قهوته بهدوء، ثم قال ببرود: "توقعت أن تشعري بالامتنان على الأقل."
"امتنان؟ على ماذا؟ على معاملتك لي وكأنني لا أساوي شيئًا؟" ردّت ليلى بنبرة غاضبة.
ابتسم بسخرية وقال: "ربما على أنني لم أتركك بعد أن أفسدتِ كل شيء."
**تصاعد التوتر**
اشتعلت الكلمات كالنار في قلب ليلى. نهضت من مكانها بغضب، وصوتها يرتفع رغم محاولتها ضبط نفسها. "هل تعتقد أنني لا أشعر بالذنب؟ هل تعتقد أنني لم أندم؟ ولكن طريقتك هذه تجعل الأمور أسوأ!"
نهض يول هو الآخر، ووجهه متجهم. "الندم لا يعني شيئًا عندما تكونين قد أظهرتِ لي بوضوح أنني كنت الخيار الثاني في حياتك!"
"وأنت؟" صرخت ليلى. "هل تعتقد أن معاملتك هذه ستجعلني أحبك؟ أم أنك تستمتع بجعل حياتي جحيمًا؟"
اقترب منها بخطوات ثقيلة، عينيه تلمعان بالغضب. "لا أحتاج حبكِ. أحتاج أن تفهمي أنكِ ملكي، ولن أسمح لكِ بإفساد ما تبقى من هذه العلاقة."
**الجفاء يتفاقم**
مرت الأيام بعد ذلك أكثر برودة مما سبق. أصبح يول يراقب ليلى بصمت مستمر، يلاحظ كل حركة تقوم بها، ويتدخل في أدق تفاصيل يومها.
في أحد الأيام، وبينما كانت ليلى تحاول قراءة كتاب في غرفتها، دخل يول فجأة دون أن يطرق الباب.
"ألم تفكري في تناول العشاء معي؟" قالها ببرود، وكأنه يجبرها على شيء.
"لم أعد أطيق هذا الوضع، يول." قالت ليلى، تنظر إليه بعيون مشتعلة بالغضب. "أنت تتعامل معي وكأنني مجرد شيء تملكه. متى ستتوقف عن معاقبتي؟"
اقترب منها ببطء، وصوته مليء بالبرود. "سأتوقف عندما أتأكد أنكِ لن تكرري خيانتكِ لي. إلى أن يحدث ذلك، ستبقين هنا، تحت نظري."
"هذه ليست حياة. هذه سجن!" صرخت ليلى، ودموعها تملأ عينيها.
"إن كنتِ ترين الأمر كذلك، فربما يجب أن تفكري فيما أوصلنا إلى هنا." قالها بتهكم، ثم استدار وغادر الغرفة، تاركًا ليلى تغرق في خليط من الغضب واليأس.
**الاحتدام في الليل**
في تلك الليلة، حاولت ليلى مواجهة يول مرة أخرى. دخلت إلى مكتبه، حيث كان يجلس بهدوء يكتب شيئًا على مكتبه.
"يول، لا يمكننا الاستمرار هكذا." قالت ليلى بحزم.
لم يرفع عينيه عن الأوراق أمامه. "إذا كنتِ تريدين المغادرة، فالأمر بسيط. الباب مفتوح."
"أنت تعلم أنني لا أريد المغادرة." قالت ليلى، محاولة كبح دموعها. "ولكنك تجعل الأمر مستحيلًا."
أخيرًا، رفع يول عينيه لينظر إليها. "ما الذي تريدينه مني، ليلى؟ أن أسامحك وكأن شيئًا لم يحدث؟ أن أتصرف وكأنني لم أكتشف أنكِ كنتِ تفكرين في رجل آخر بينما كنتُ أضعكِ فوق كل شيء؟"
"أريد فقط أن نحاول مرة أخرى." قالت بصوت متهدج.
"المحاولة؟" ضحك بسخرية. "أعتقد أنني فعلت ذلك عندما قررتُ ألا أترككِ في اللحظة التي علمتُ فيها الحقيقة."
**النهاية المؤقتة**
غادرت ليلى الغرفة وهي تشعر بثقل شديد على صدرها. كان يول واضحًا في مشاعره، وكان بروده يقتل أي أمل لديها في إصلاح الأمور.
في غرفتها، جلست ليلى بجوار النافذة تنظر إلى السماء المظلمة. كانت تعرف أن الأمور لن تتحسن بسهولة، ولكنها كانت على يقين بأن العلاقة بينهما لم تعد كما كانت، وأن الحب الذي جمعهما يومًا قد تحطم تحت وطأة الجفاء والغضب.
>
25تم تحديث
Comments