**الفصل 20 – تحت المطر**

كان الليل قد حل، والسماء مكفهرة كأنها تعكس ما في قلب ليلى من اضطراب. جلست في غرفتها بجوار النافذة، تحدق في الخارج حيث بدأت قطرات المطر تتساقط بخفة. شعرت أن الجو يعكس مشاعرها. كان كل شيء باردًا وثقيلًا، وكل محاولة للتفاهم بينها وبين يول تزداد سوءًا.

نهضت فجأة، وكأن جسدها لم يعد يحتمل البقاء محبوسًا في هذا المكان. ارتدت معطفًا خفيفًا، وخرجت من المنزل دون أن تفكر. كانت الأرض مبللة، والهواء البارد يلسع وجهها، لكن ذلك لم يمنعها. مشيت تحت المطر، الذي ازداد قوة مع مرور الوقت، حتى بدأت تشعر ببرودته تتسرب إلى عظامها.

**الهروب من الألم**

مع كل خطوة، كانت مشاعرها تتصاعد. الغضب، الحزن، الكراهية، وحتى الندم. كل ذلك تداخل بداخلها. شعرت وكأنها تحاول الهروب من نفسها، من يول، ومن كل ما حدث بينهما.

لكن، وسط صوت المطر والظلام الذي غطى الشوارع، سمعت صوتًا يناديها.

"ليلى!"

توقفت عن المشي، واستدارت لتجد يول يقف على بُعد أمتار، مبللاً بالمطر مثلها تمامًا. كانت عيناه تبحثان عنها بجنون، وصوته يحمل مزيجًا من الغضب والخوف.

"ماذا تفعلين هنا؟! الجو بارد وستمرضين!" قال بغضب، بينما يقترب منها.

"وما شأنك؟" صرخت ليلى، عيناها تلمعان بالدموع والمطر. "أتركني وشأني، يول. لا أريد أن أكون هنا بعد الآن!"

اقترب منها أكثر، رغم محاولتها الابتعاد. "لن أترككِ. هل تريدين أن تدمري نفسك تمامًا؟ هذا يكفي!"

"يكفي؟" ضحكت ليلى بمرارة. "أنت الذي حولت حياتي إلى كابوس، والآن تخبرني أن هذا يكفي؟"

**لحظة الرومانسية الأولى**

فجأة، ومن دون أي كلمات أخرى، أمسك يول بذراعيها بقوة، وكأنه يحاول حمايتها من نفسها. "ليلى، توقفي عن إيذاء نفسك. لا يمكنني أن أتحمل رؤيتك هكذا."

شعرت بالارتباك من كلماته، ومن الدفء الذي شعرت به رغم البرودة التي تحيط بها. لم تعرف كيف ترد. نظرت إلى عينيه، ورأت فيهما شيئًا لم تتوقعه: قلق حقيقي.

"لماذا؟" همست بصوت مكسور. "لماذا تهتم؟"

"لأنكِ... رغم كل شيء، أنتِ تعنين لي أكثر مما تريدين أن تصدقي."

كانت الكلمات كالصاعقة بالنسبة لها. للحظة، شعرت بأنها تفقد السيطرة على مشاعرها. لكنه لم يعطها وقتًا للتفكير. ألقى معطفه فوق كتفيها ليحميها من المطر، وضمها إليه.

**العودة إلى المنزل**

سحبها بلطف إلى المنزل رغم احتجاجاتها الخافتة. عندما وصلا، كانت ليلى ترتجف من البرد، وشعرها يلتصق بوجهها. ساعدها على الجلوس بجوار المدفأة، وجلب لها بطانية لتدفئتها.

"كان يمكن أن تموتي من البرد هناك." قال بنبرة حانية، وهو يجلس على الأرض بجوارها.

"ربما كان ذلك أفضل." تمتمت بصوت بالكاد يُسمع.

نظر إليها بغضب، لكنه لم يقل شيئًا. بدلًا من ذلك، أمسك بيديها بين يديه لتدفئتها. شعرت بحرارة يديه، وللحظة، تلاشى كل شيء آخر.

"أنا آسف." قال فجأة، وكسر الصمت الذي كان بينهما.

نظرت إليه بذهول. "آسف؟ على ماذا؟"

"على أنني كنت السبب في وصولك إلى هذه الحالة. أعلم أنني قسوت عليكِ... لكنني لم أستطع التحكم في غضبي."

**لحظة الرومانسية الثانية**

ارتعشت ليلى، لكن ليس من البرد هذه المرة. كانت كلمات يول غير متوقعة. حاولت أن تجد ردًا، لكنها لم تستطع.

"لم أكن أعلم... أنكِ ستؤثرين عليّ بهذا الشكل." تابع يول بصوت منخفض. "أنتِ أول شخص ينجح في جعلني أشعر بهذا القدر من الضعف."

نظرت إليه ليلى، ورأت في عينيه شيئًا جديدًا. كان يول، الرجل الذي اعتادت أن تكرهه، يبدو الآن كإنسان حقيقي، مليء بالعيوب والخوف.

"أنا أيضًا آسفة." قالت بصوت متهدج. "لم أكن أعلم أنني سأؤذيك بهذا الشكل. لم أكن أعلم أنني سأؤذي نفسي أيضًا."

**النهاية المفتوحة**

جلس الاثنان بصمت، يتأملان النار المشتعلة أمامهما، وكأنهما يحاولان فهم ما حدث بينهما. كانت اللحظات التي جمعتهما تحت المطر ما تزال عالقة في ذهنهما، وكأنها شرارة صغيرة من شيء قديم يحاول أن يُبعث من جديد.

لكن، مع كل هذا، لم يكن أي منهما متأكدًا مما سيحدث بعد ذلك. هل ستشفى جراحهما، أم أن ما بينهما قد تحطم إلى الأبد؟

> **نهاية الفصل:**

يتوقف الزمن عند تلك اللحظات الرومانسية المتقطعة، تاركًا المشاهدين في حالة من الترقب لمعرفة ما إذا كانت علاقة يول وليلى ستأخذ منعطفًا جديدًا نحو المصالحة، أم ستغرق أكثر في دوامة مشاعر متناقضة.

مختارات
مختارات

25تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon