"صفقة مؤقتة"

بينما كانت ليلى تغادر المطعم، كان الجو قد بدأ يبرد قليلاً، مما جعلها ترتدي معطفها بسرعة. وبينما هي في طريقها إلى سيارتها، شعرت بهاتفها يرن داخل حقيبتها. كان الاتصال من "الخادم جاد"، الخادم الذي يعمل لدى والدها في القصر. على الرغم من أن اسم جاد قد يكون عادياً، إلا أن نبرته في هذا الاتصال أثارت قلقاً في قلب ليلى، مما جعلها تسرع في فتح الخط.

"سيدتي الصغيرة، أنا آسف لإزعاجك في هذا الوقت المتأخر، لكن هناك أمر طارئ. السيد الكبير قد وقع في المنزل وأخذناه إلى المستشفى. نحن الآن في غرفة الفحوصات. هل يمكنك المجيء على الفور؟"

كان صوته مليئاً بالقلق، ولم تستطع ليلى أن تتجاهل ما سمعته. قلبها كان يخفق بسرعة، وبدون أن تفكر كثيراً، أجابت بسرعة:

"ماذا؟ ماذا تعني؟ هل هو بخير؟"

"لا داعي للقلق، سيدتي. هو بخير إلى حد ما، لكنه بحاجة إلى فحوصات طبية عاجلة. إذا كنت تستطيعين المجيء بسرعة."

"أعطني العنوان الآن، سأذهب فوراً." قالت ليلى وهي تتعجل في خطواتها نحو السيارة، حيث كانت لا تزال تتسارع ضربات قلبها.

وصلت إلى المستشفى بعد نصف ساعة، وركضت بسرعة إلى مدخل غرفة الطوارئ، حيث كان ينتظرها جاد. عرفها على الفور عندما دخلت من باب المستشفى، فهرع إليها قائلاً:

"سيدتي، لقد أخذناه إلى هذه الغرفة." وأشار بيده إلى غرفة مجاورة.

دخلت ليلى غرفة الطوارئ بسرعة، حيث كان والدها ممدداً على السرير، يبدو عليه الإرهاق. الطبيب كان واقفاً بجانب السرير. فور رؤيتها لوالدها، ركضت نحوه ووضعت يدها على رأسه، وقالت بصوت مرتجف:

"أبي، ما الذي حدث؟ هل أنت بخير؟"

قال الطبيب بهدوء:

"لا داعي للقلق، هو بخير. فقط أصيب بنزلة برد شديدة بسبب الطقس البارد. كونه في هذه السن، فإنه أكثر عرضة للإصابة بالعدوى."

ثم نظر إلى ليلى وقال:

"نحتاج إلى التأكد من أنه سيبقى مستريحاً. الظروف الجوية الآن ليست في صالح كبار السن."

كانت ليلى لا تزال قلقه، ولا تستطيع أن تهدأ. كانت عينها مليئة بالدموع، فماذا لو كان هناك شيء أكبر؟ ماذا لو كان الوضع أكثر خطورة مما يظهر؟ نظرت إلى والدها وقالت بحزن:

"لقد كنتِ دائماً مصدر قوتي، يا أبي. كيف سأعيش دونك؟"

ابتسم والدها بابتسامة خفيفة، وقال بصوت ضعيف:

"لا تفزعي، ابنتي. أنا بخير. فقط عليك أن تهتمي لنفسك، ولا داعي للقلق."

ثم تحول حديثه إلى موضوع آخر. قال:

"أخبريني، كيف كان الموعد مع الشاب؟ هل هو شخص مناسب؟ هل يعجبك؟"

فكرت ليلى قليلاً، ثم قالت بتردد:

"هو... مزعج، مغرور، أعتقد أنه ليس من ذوقي، لكنه في بعض الأحيان يكون لطيفاً."

كان والدها ينظر إليها بعناية، ثم قال بحكمة:

"إذا لم يكن مناسباً لك، فلا داعي للاستمرار. لا تتزوجي من شخص لا تحبينه، أريدك أن تعيشي حياة سعيدة. لا تظني أن الزواج يجب أن يكون على حساب سعادتك."

ثم ابتسمت ليلى، رغم قلقها المستمر على والدها، وقالت:

"لا تقلق يا أبي، سأكون بخير. أنا في أيدٍ أمينة."

أجاب والدها وهو يحاول أن يريحها:

"أعلم، لكنك أيضاً يجب أن تكوني سعيدة في حياتك. لا أريدك أن تعيشي في ظل شخص لا تشعرين بالراحة معه."

في تلك اللحظة، دخل الخادم جاد وقال:

"سيدتي، لا داعي للقلق، سنعتني به جيداً."

ثم قال لوالدها:

"لقد ضمنت الراحة الكاملة له، سنشرف على حالته بشكل دوري."

ابتسمت ليلى وقالت:

"أبي، الآن عليك أن تستريح. لا داعي للقلق حولي. سأذهب إلى المدرسة الآن وأتعامل مع الأمور."

خرجت من الغرفة بسرعة، وكانت تفكر في كل ما حدث. كانت أمور الزواج التي كان يجب أن تكون هادئة، أصبحت أكثر تعقيداً مع كل لحظة تمر. ماذا لو كانت أخطأت في قراراتها؟ هل كان يجب أن ترفض هذا الزواج منذ البداية؟

بينما كانت تغادر المستشفى، بدأت في التفكير في موعدها مع ليو. ربما كان من الأفضل أن تقبل هذه الصفقة المؤقتة، على الأقل كان هو الشخص الوحيد الذي بدى مهتماً بها. لكنها كانت تشعر بالضياع في هذه اللحظة. هل كان حقاً هو الشخص المناسب؟

في الطريق إلى المدرسة، كانت ليلى تحاول التركيز على دراستها، لكن أفكارها كانت تشتت انتباهها. كانت تفكر في مشاعرها نحو ليو، وكيف أن التوافق بينهما قد يكون أكثر تعقيداً من مجرد اتفاقية زواج. هل يمكن أن تتحول هذه الاتفاقية إلى شيء آخر مع مرور الوقت؟

وصلت إلى المدرسة، حيث كانت تلتقي بزملائها الذين رحبوا بها كالمعتاد. ولكن في داخلها، كانت مشاعر القلق والشكوك لا تزال تسيطر عليها. لم تكن تعرف ماذا سيفعل المستقبل، وهل سيبقى هذا الزواج الذي تم الاتفاق عليه لمدة سنة فقط مجرد صفقة أو سيتحول إلى شيء أكثر عمقاً؟

عندما كانت تجلس في صفها الدراسي، رن هاتفها مرة أخرى. كانت المرة الثانية التي يتصل فيها "جاد".

"سيدتي، الطقس سيصبح أكثر برودة في الأيام المقبلة. يجب أن نحرص على أن يتلقى السيد الكبير العلاج المناسب، مع أخذ كل الاحتياطات."

أجابت ليلى بشكل مقتضب:

"شكرًا لك، سأكون هناك قريباً."

كانت تشعر أن هذه اللحظة كانت حاسمة. هل ستستمر في هذه الحياة التي فرضت عليها؟ أم أن هناك شيئاً ما سيحدث ويغير مجرى كل شيء؟

في المساء، عندما عادت إلى منزلها، كان والدها قد شعر بتحسن طفيف، مما جعل ليلى تشعر ببعض الراحة. على الرغم من أنه لا يزال يعاني من بعض الأعراض، إلا أنه بدا أكثر هدوءاً وأقل قلقاً.

أعادت النظر في شروط الاتفاق بينها وبين ليو. هل كان من الممكن أن يكون هناك طريق آخر؟ أم أن الزواج المؤقت هو الحل الأمثل؟

أخذت نفساً عميقاً، ثم قررت أنها لن تترك الشكوك تسيطر عليها. سيكون عليها مواجهة هذا التحدي بكل قوتها وذكائها.

الجديد

Comments

جميل 😂االلووووو

2024-09-11

3

𝕸𝒊𝓪.... 💋

𝕸𝒊𝓪.... 💋

بطله مزه

2024-09-07

4

مـ⃪ﹻـٰٰٰٖٖٖٜ۬لا᭓⃟ـᬼٰٰٰٰٖٖـ͜ك

مـ⃪ﹻـٰٰٰٖٖٖٜ۬لا᭓⃟ـᬼٰٰٰٰٖٖـ͜ك

اووووة

2024-09-05

3

الكل
مختارات
مختارات

25تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon