--
كان اليوم يمر ببطء، والظلال التي كانت قد اختفت مع بداية الصباح بدأت تعود لتغطي الأفق. ليلى كانت تجلس في غرفتها، أفكارها تتنقل بين الماضي والمستقبل، بين الأمل الذي بدأ يلوح في الأفق والخوف الذي كان يضغط على صدرها. كان قلبها مليئًا بالتردد، ولا تستطيع أن تتخيل كيف ستواجه ما ينتظرها.
بعد الموافقة على إعطاء آدم الفرصة، أصبحت مشاعرها أكثر تعقيدًا. كانت مستعدة لمواصلة الرحلة معه، ولكنها كانت تخشى أن يظل الماضي يطاردهما، وأن تكون هناك أسرار أخرى لم يكشفها بعد. وكان سؤال واحد يلاحقها بلا توقف: هل يمكن للحقائق المخفية أن تُنسى، أم أنها ستظل تطاردهم إلى الأبد؟
**في القصر – العودة إلى المجهول**
مر أسبوع منذ تلك اللحظة التي قررت فيها ليلى منح آدم فرصة جديدة. كانت الحياة اليومية تجري بشكل طبيعي في القصر، ولكن هناك شيء في الأجواء كان مختلفًا. كانت هناك أوقات يتبادل فيها آدم وليلى النظرات الصامتة، وكأن هناك شيئًا غير مُقال بينهما، وقلوبهم تتحدث بصمت. لكن رغم الهدوء الذي كان يخيّم على المكان، كان هناك شيء ما يُنذر بشيء أكبر قادم.
في تلك الأيام، بدأ آدم يظهر بشكل مختلف. لم يعد ذلك الشخص الذي تحكمه مشاعر الخوف من ماضيه. بل كان يبدو أكثر هدوءًا، وأكثر استعدادًا للحديث عن الأشياء التي كانت تُؤرقه. وفي كل مرة كان يقترب فيها من ليلى، كانت هناك مسافة غير مرئية بينهما، تلك المسافة التي كانت تجعل ليلى تشعر أن هناك شيئًا يعيق تواصلهما الكامل.
كانت ليلى تتساءل: هل كان آدم يحاول حقًا تغيير ماضيه؟ أم أنه لا يزال يحاول إخفاء جزء منه؟
**اللقاء الغامض**
في أحد الأيام، وبعد أن أكملت ليلى بعض مهامها في القصر، شعرت بشيء غريب يحدث. كانت تسمع همسات خفيفة، وصوت خطوات تقترب منها. وعندما التفتت، اكتشفت أن شخصًا ما كان ينتظرها في إحدى الزوايا المظلمة.
"من هناك؟" نادت ليلى بصوت منخفض، قلبها ينبض بسرعة.
ظهر أمامها رجل غريب، عينيه مليئتان بالقلق والحذر. كان يحمل في يديه ورقة قديمة، تبدو وكأنها تحمل أسرارًا قديمة قد تكون متعلقة بماضي آدم.
"أنتِ ليلى، أليس كذلك؟" قال الرجل بصوت خافت، وقد كان هناك نوع من التوتر في صوته.
"نعم، من أنت؟ ولماذا تخفي وجهك؟" سألت ليلى بفضول، ولكنها كانت تشعر بشيء غير مريح يحيط بالموقف.
"أنا… شخص يعرف عن ماضي آدم أكثر مما تعتقدين." قال الرجل، وهو يقترب خطوة نحوها. "هناك أشياء قد تخفيها عنكِ، وأريد أن أريكِ شيئًا قد يغير كل شيء."
كانت ليلى تشعر بالارتباك، وبينما كانت تفكر في ما يمكن أن يحدث، أخذ الرجل الورقة القديمة منه، ومدها إليها.
**السر الذي تغير كل شيء**
عندما نظرت ليلى إلى الورقة، بدأت عيناها تتسارع في القراءة. كانت مكتوبة بخط يد قديم، وتبدو وكأنها تحمل أدلة على شيء مظلم كان قد وقع في العائلة التي ينتمي إليها آدم. كان الأمر يتعلق بمؤامرة كبيرة، وهو ما جعل آدم يهرب في الماضي. كانت هناك تفاصيل لم تكن قد سمعتها من قبل، تفاصيل عن أفعال قد تكون وراء اختفاء بعض الأشخاص المهمين في القصر.
"ماذا يعني هذا؟" همست ليلى، وهي تشعر بشيء يثقل قلبها. "هل هذا هو سبب كل شيء؟"
"نعم، وهذا أكثر مما تعتقدين." قال الرجل بحزن. "أنتِ بحاجة إلى معرفة الحقيقة، لأنكِ إذا بقيت مع آدم دون أن تعرفي كل شيء، قد تدفعين الثمن."
**القرار الكبير**
بدأت الأفكار تتزاحم في ذهن ليلى. كانت كل خلية في جسدها تشعر بالفزع، وكانت تلك اللحظة هي نقطة التحول. هل ستتمسك بالحب الذي بدأت تشعر به تجاه آدم، أم أنها ستواجه الحقيقة التي قد تهدم كل شيء؟
في تلك اللحظة، قررت ليلى أن تواجه آدم بكل شيء. لا يمكنها أن تكون في الظلام بعد الآن. كانت الحقيقة لا بد أن تظهر، وكان الوقت قد حان لتقف أمام كل شيء.
**الحديث الأخير**
في المساء، عندما عاد آدم إلى القصر، وجد ليلى في انتظاره في نفس المكان الذي تلاقت فيه أنظارهما لأول مرة. كانت عيونها مليئة بالتساؤلات، ولكن أيضًا بعزم لم تكن قد شعرته من قبل.
"آدم، هناك شيء يجب أن أخبرك به." قالت ليلى، وعيناها لا تفارقان عينيه. "لقد رأيت شيئًا اليوم. شيء لا يمكنني تجاهله."
**المواجهة**
توقف آدم عن الحركة. عرفت ليلى أن تلك كانت اللحظة الحاسمة. كانت تراه يرتجف قليلاً، وكانت عيناه تشعان بالخوف، لكن هناك شيئًا ما في قلبه كان يتمنى أن يكون صريحًا معها.
"ليلى، لا أريد أن أخفي عنك أي شيء بعد الآن." قال آدم بصوت منخفض. "أريدك أن تعرفي كل شيء، لأنني لا أريدك أن تعيشين في شك دائم."
وهكذا، في تلك اللحظة، أدركت ليلى أن الحب الذي جمع بينهما كان يستحق كل التضحيات، ولكن الحقيقة كانت هي الاختبار الذي سيثبت أن هذا الحب قوي بما يكفي لتحمل ما سيأتي.
25تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments