في تلك الليلة، شعرت ليلى بشيء غير مألوف. كان الهدوء يعم القصر، ولكن هذا الهدوء لم يكن مطمئنًا. كانت تتنقل بين جدران القصر الطويلة، وكل زاوية كانت تحمل طيفًا من الماضي، وكل خطوة كانت تشعرها بأنها تقترب من كشف حقيقة لم تكن تعرفها بعد.
كانت تفكر في آدم، ذلك الرجل الذي أصبح جزءًا من حياتها في وقت قصير. منذ لقائهما الأول، وهي تشعر بانجذاب قوي تجاهه، لكن في نفس الوقت، كان هناك شيء غريب في وجوده. كان ماضيه غامضًا، وكان هناك شيء في عينيه، في ابتسامته الهادئة، يوحي بأسرار لا يُفصح عنها.
في تلك اللحظة، تلقت رسالة نصية على هاتفها. كانت رسالة من يلو.
**"أحتاج إلى التحدث معك."**
لم يكن يلو ليطلب منها لقاءً إلا إذا كان هناك أمر مهم. شعرت ليلى بشيء من القلق، لكنها قررت أن تذهب لملاقاته.
**في مكتب يلو – منتصف الليل**
دخلت ليلى إلى المكتب، الذي كان مظلمًا إلا من ضوء خافت ينبعث من نافذة صغيرة. كان يلو جالسًا خلف مكتبه، وعيناه تعكسان توترًا واضحًا، لم يسبق لها أن رأت منه هذا التعبير.
"ماذا هناك؟" سألته ليلى، وهي تشعر بشيء غير مريح في الهواء.
"هناك شيء يجب أن تعرفيه." قال يلو بصوت منخفض. "لقد اكتشفت شيئًا قد يغير كل شيء."
عندما نظر إليها، كان في عينيه بريق غريب، وكأنما كان يحاول أن يقرر إذا كان عليه أن يخبرها أم لا. لكن شيئًا ما في تلك اللحظة جعل ليلى تشعر أن الحقيقة لا مفر منها.
"ماذا يعني ذلك؟" سألته ليلى بصوت خافت، وقلق بدا ينمو في قلبها.
"آدم... ليس كما يبدو." قال يلو أخيرًا، وقد بدا مترددًا. "إنه ليس مجرد شخص عادي."
تجمدت ليلى في مكانها، كان قلبها ينبض بشدة، وكأنها لا تستطيع أن تصدق ما تسمعه. "ماذا تقصد؟"
"لقد قمت بالتحقيق فيه." قال يلو، وهو ينظر إليها بجدية. "آدم ليس هنا بالصدفة. لقد جاء إلى هذا القصر من أجل شيء ما، ومن غير المعروف ما هو."
**سر مظلم**
لم تستطع ليلى أن تحرك مشاعرها في تلك اللحظة. كانت تعرف أن يلو لا يقول كلامًا عاديًا. كان هناك شيء وراء كلامه، شيء مظلم وغامض.
"أنتِ لا تعرفين عن ماضيه." تابع يلو، وهو يقترب منها. "آدم كان مرتبطًا بعائلة كبيرة، عائلة تمتلك هذا القصر. لكنه اختفى لعدة سنوات، والآن، لا أحد يعلم ما الذي دفعه للعودة."
كانت ليلى تشعر وكأن الأرض تهتز تحت قدميها. هذا ما كان يلو يحاول أن يخفيه عن الجميع. كانت تحاول أن تستوعب ما يسمعه عقلها، لكن قلبها كان يرفض تصديق ما قاله يلو.
"ولكن لماذا؟" سألته ليلى، وهي تشعر بالضياع. "لماذا أخفى هذا عني؟"
"لأنكِ إذا علمتِ الحقيقة، لن تكوني قادرة على الوثوق به." أجاب يلو، وهو ينظر إليها بحذر. "آدم ليس شخصًا يمكن أن تُثق فيه بسهولة."
في تلك اللحظة، أدركت ليلى أن الطريق الذي كانت تسير فيه أصبح مظلمًا. كان يلو يقدم لها الحقيقة، لكن هل كان مستعدًا هو أيضًا لمواجهة عواقب تلك الحقيقة؟ هل كان آدم جزءًا من هذا العالم الغامض والمظلم الذي يحيط بالقصر؟
**الاختيار الصعب**
أمسكت ليلى بهاتفها، ثم خرجت من مكتب يلو بسرعة. كان عقلها يغلي بالأسئلة، وكان قلبها يصرخ بالشكوك. لم تعرف إلى أين تذهب، لكن كل شيء كان يبدو ضبابيًا. قررت أن تلتقي مع آدم، وأن تواجهه بما اكتشفته.
دخلت الحديقة، التي كانت في تلك اللحظة تكتسي بالظلام. كانت أشجارها تتحرك برفق مع الرياح، وكأنها تحمل معها رسالة غامضة. هناك، تحت الشجرة القديمة، كان آدم يجلس وحده، عينيه تنظران إلى السماء كما لو كان ينتظر شيئًا.
اقتربت منه، وحين لاحظ وجودها، ابتسم ابتسامة هادئة، لكن تلك الابتسامة كانت تخفي شيئًا عميقًا وراءها.
"ليلى، هل كل شيء على ما يرام؟" سألها آدم، كما لو أنه لا يعلم ما الذي يدور في ذهنها.
أجابته بصوت مرتجف: "ماذا أخفيت عني؟"
لم يكن هناك مفاجأة في عينيه عندما سمع سؤالك. "ماذا تقصدين؟"
"أعرف كل شيء، آدم." قالت له بلهجة حازمة. "أنتَ لم تأتِ إلى هذا القصر صدفة. لديك سر، وأنا أريد أن أعرفه."
كان الصمت طويلًا بينهما. ثم أخيرًا، تنهد آدم بعمق، وقال: "أنتِ على وشك اكتشاف شيء أكبر من ما تتصورين، ليلى."
في تلك اللحظة، شعر قلبها بالارتباك. كانت تعلم أن الأيام المقبلة ستكون مليئة بالغموض والاختيارات الصعبة، ولكنها لم تكن تعرف إذا كانت ستستطيع مواجهة الحقيقة المظلمة التي كانت ستكشفها.
**النهاية المفتوحة**
كان لقاءهما في تلك الليلة بداية لفصل جديد من الغموض والشكوك، بداية لحب معقد ومليء بالأسرار. في عالم مليء بالتحديات والألغاز، كانت ليلى في مفترق طرق. كانت تعرف أنه سيكون عليها الاختيار، لكن أي طريق ستسلكه؟ هل ستتبع قلبها أم ستسعى وراء الحقيقة؟
25تم تحديث
Comments