12 الفصل

ريون تملكه الصمت حيث جلس، وكان يفكر فيما إذا كان عليه استدعاء حراسه الشخصيين ليقفوا عند باب غرفته أم لا. عيناه تسللتا نحو غرفة آيلي بنظرات تفحص وتحرٍّ. "لن تكون حقًا تخطط لأمر ما، أليس كذلك؟" تساءل مشككًا. "آمل أن لا يكون الأمر كذلك! فهي قد أتت في الأصل للعمل"، قال يحاول طمأنة نفسه.

توجه ريون إلى غرفته، حيث خلع قميصه ودخل إلى الحمام ليغتسل ويزيل عنه عناء العمل وتعب اليوم. ثم خرج وقد استبدل ملابسه بأخرى مناسبة للنوم، واسترخى على الفراش الوثير الذي يخصه.

في الجانب الآخر، كانت آيلي منهمكة في غرفتها تكتب شيئًا يعلمها هي وحدها فوق مكتبها. كانت آيلي لا تجد في نفسها متسعًا للحزن بسبب مرضها أو بسبب صفعة والدها لها. كانت تركز فكرها حول كيفية إنجاز ما تخطط له.

"قوته تفوق قوتي، كيف لي أن أعتدي عليه؟" همست آيلي تتذكر كيف كادت أن تسقط حين حاول ريون دفعها بعيدًا عنه، فجاهدت بكل قوتها الداخلية.

"هل يمكن أن يقوم به حين يكون نائمًا؟ وإذا لم يقم، كيف لي أن أدخله؟" تفكر آيلي لأنها تعلم أن رجلاً وهو نائم لا بد أن يكون طريًا.

بذلت آيلي جهدًا في التفكير، "هل يجب أن أحاول البحث عن منشطات أولًا؟ كيف لي أن أحصل على هذا الشيء؟" تفكر. "يا له من جنون، مجرد التفكير في الأمر يصيبني بالدوار!"

"لا، تشجعي يا آيلي! الوقت يداهمك، تسعة أشهر للحمل، وثلاثة أشهر فقط أستطيع أن أرى وجه طفلي. فاستثمري كل لحظة متبقية لكِ يا آيلي." تحدّثت بحماسة، لكن تذكرها لموعد مماتها أثار في قلبها الحزن، ودون انتباه بردت دموعها.

مسحت دموعها بقسوة من على وجنتيها وخرجت من غرفتها، فلم تعد آيلي تريد أن تبقى تبكي كما فعلت ظُهر اليوم الذي نشب فيه الخلاف مع والدها. لم ترغب في أن تكون تلك الغبية التي تبكي قدرها.

"هل هذه غرفته؟" تهامست وهي أمام الباب. فتحت آيلي الباب برفق وتسللت إلى الغرفة وهي تتخفى. كانت لا تعلم ما تود القيام به، ولكنها شعرت بأن قلبها يدفعها نحو اللقاء بذلك الرجل الوسيم.

ألقت نظرة عن قُرب إلى وجه ريون، ولو أنّها لم تكن يومًا خائبة الأمل من الرجال لشعرت حقًا بالعشق تجاه الواقف أمامها. من لا يسحره هذا الرجل الأخّاذ، صاحب الملامح الإغريقية الوسيمة، والثروة الهائلة؟ ثم طالعت بعينيها جسده المخبأ تحت الغطاء. "أنا متأكدة إن كان ملكه جميلًا كما وجهه،" همست لنفسها.

شعرت آيلي بالنعاس يتسلل إليها فتسلقت فوق الفراش وتغطّت باللحاف. "كل ما أريده الليلة هو أن أنام بجانبك" قالت لنفسها لأنها شعرت بإرهاق شديد بعد يوم من البكاء.

احتضنت تلك العضلات القوية معلقة "هذا مريح جدًا" وهي تغلق عينيها. شعرت آيلي بنبض قلب ريون واستنشقت عبير جسده، وكانت المرة الأولى التي تجد فيها أمانًا في حضن رجل. منذ المرة الأخيرة التي احتضنت فيها والدها وهي في الخامسة من عمرها.