19 الفصل

بعد أن أنهى علاج ذراع آيلي التي تعرضت للحرق بالشظايا، لم يدرك ريون حجم الدمار الذي لحق بشقته إلا حينها. منهمكًا بحال آيلي، كان إدراكه متأخرًا وقد غمرته موجة من الغضب.

تراجعت آيلي خطوةً للخلف تفاديًا لانفعال ريون، وهي تدرك تبعات فعلتها، فسألها ريون وهو يمسك بياقة قميصها "إلى أين تظنين أنك ذاهبة؟"

بلعت آيلي ريقها بصعوبة وحاولت الاستنجاد بالسيد لي السكرتير الذي أبدى عدم اكتراثه، "أ-أسف يا أخي، إنه لم يكن عمدًا" أجابت آيلي.

بدا وجه ريون متوهجًا بالحمرة، "قلت لكِ الترتيب والعناية بكامل الشقة! فلماذا قمتِ بتحويل الشقة إلى فوضى أكثر يا آي!!" صرخ بها وهو في قمة الغيظ.

"عذرًا يا أخي، أرجوكِ سامحني" قالت آيلي والخوف يملأ قسمات وجهها، وهي تجمع ذراعيها وتفركهما بعضهما بعضًا أمام عيونها المغمضة. "الجهاز جذب كل الأشياء المحيطة وتمخض ذلك عن إحداث الفوضى العارمة في شقتك" أدلت آيلي بشكواها وهي تشير إلى مكنسة الفراغ الكهربائية.

نظر ريون إلى آيلي بحدة، من المستحيل أن يأمرها بتنظيف شقته مرة أخرى. لا محالة سيزداد الأمر سوءًا، "لي، قم بترتيب شقتي!"

"أ-أنا مجددًا؟" تساءل لي مصدومًا، لماذا يتوجب عليه دومًا تحمل العواقب عندما يتعلق الأمر بآيلي. ‘ليتني فررت من هنا منذ البداية!’ همس في نفسه.

"نعم، فمن غيرك!" صاح ريون بحدة، فذهب السكرتير لي لجلب أدوات التنظيف دون رغبة في جدال مع الرجل العنيد.

فرك ريون رأسه الذي بدأ يؤلمه بشدة، "أسحب كلماتي التي سمحت لكِ بموجبها بالأكل بملء شهيتك وفعل ما تشائين!" هدد ريون بقسوة. كان يندم حقًا لأنه طلب من آيلي ترتيب شقته النظيفة، والتي تحوّلت الآن إلى حالٍ من الفوضى بفعلها، بدءًا من التحف الثمينة المحطمة وحتى الأشياء الخارجة عن مكانها المعتاد.

وفعلاً، اعترى آيلي الخوف من تهديد ريون، خصوصًا إذا ما قرر طردها، فأين ستذهب بعد ذلك؟ اندفعت آيلي واحتضنت ظهر ريون المهموم وهي تتمسك به بقوة، "سامحني يا أخي، أعدك بأنه لن يتكرر."

"آي!! اتركيني! كفي عن هذه التصرفات الغريبة التي تزيد من غضبي نحوكِ!" صاح ريون وبدا أن قبضة آيلي بدأت تخف.

"لن أتركك يا ريون، حتى تغفر لي" دعت آيلي وهي تضغط خدها على ظهر ريون بأريحية بالغة.

"لِمَ تلمسينني دون إذني دائمًا يا آي!!" صرخ ريون ثانية وهو يشعر بحرارة جسده عند تلامسه بذلك الفتاة الصغيرة خلفه.

"إذًا، أطلب إذنك للمسك يا أخي."

"لا يوجد مَن يفعل هكذا! الإذن يجب أن يسبق الفعل، وليس أن تفعل أولًا ثم تطلب الإذن!" فاض غضبًا ريون بشكل متزايد من تصرفات آيلي. "يبدو أنكِ تلمسين كل الرجال كما يحلو لكِ!" شك ريون في آيلي التي لم تتردد في لمسه كما لو أنها اعتادت على ذلك، وبذل جهدًا لفك ذراعي آيلي التي كانت تحتضن خصره.

"لا تتركني يا أخي! على أي حال، لم ألمس وأعانق أي شخص عشوائيًا كما تظن! أنت الرجل الأول الذي تابعته، وأول قبلة لي كانت معك!" أجابت آيلي بشرح موسع، وهي تشد من أحضانها مع إغماض عينيها.

أما ريون، فقد توقف عن محاولاته لتحرير يدي آيلي عندما استمع إلى كلماتها، وقد انتابته حالة من الصدمة. "لماذا فعلتِ ذلك معي؟"

"بالطبع لأنني أردت امتلاكك" أجابت آيلي 'بل هو أكثر لرغبتي في الحصول على جيناتك الفائقة يا أخي.' همست آيلي في نفسها وهي تقهقه بهدوء.