8 الفصل

ريون جلس على كرسي مكتبه وانحنى برأسه وهو يغطي وجهه بكلتا يديه.

احمرار وجه ريون من الغضب واضطراب الرغبة التي سيطرت عليه، والآن وجهه منخفض نحو الأسفل، يتأمل الانتفاخ الذي تصلب ويتململ للخروج.

تذكر ريون ما حصل بالأمس عندما قبلته فتاة ما بالقوة، شعر بأنه أيضًا يتفاعل مع لمسات وقبلات تلك الفتاة المجنونة.

"لياندرو!" صاح بانزعاج، إذ شعر بأن المسؤولية تقع على عاتق سكرتيره الذي فشل في حمايته.

كان لديه الكثير من الحراس الشخصيين، لكن لا أحد منهم أدرك الخطر الذي كان يواجه مولاهم.

سبّ ريون تلك الفتاة المجنونة في قلبه، وجد نفسه أمام حتمية إنهاء ما بدأ بمفرده في الحمام، كما فعل بالأمس، عليه أن يتحمل طوال الرحلة إلى مكتبه لأنه من غير الممكن أن يقوم بذلك داخل حمام المستشفى.

ثم مشى ريون نحو الحمام، مفعمًا بمشاعر الغضب المتضاربة. وعد نفسه أنه بعد ذلك سيعاقب سكرتيره بشدة.

**

ظلت أيلي واقفة تحدق في المبنى الشاهق الارتفاع، وبمزاج سيء، لعنت تلك البناية الفخمة.

"أقسم أنك سوف تقع في حبي حتى لا تطيق البعد عني ولو شبرًا!" صرخت أيلي وهي تشير بيدها وتتطلع لأعلى إلى ذلك العمارة.

كيف يمكن لرجل أن يتخلى عن فتاة لطيفة مثلها، حتى أن الرجل لم يتأثر قيد أنملة بجمالها.

"سأجعلك نادمًا لأنك عاملتني هكذا!" صاحت أيلي وهي تعانق نفسها وتتخطى بقفزات لتجنب الشعور بالحرارة في قدميها.

بقسوة، أخرجها السكرتير لي من المبنى حتى الباب الرئيسي وتركها هكذا ببساطة. حتى أنه لم يسمح لها بالعودة لاسترجاع حذائها الذي سقط.

ركضت أيلي نحو سيارة أجرة وقررت ترك باحة مبنى شركة ذلك الرجل، غاضبة من نظرات الناس من حولها التي تتهمها بالجنون بسبب صراخها أمام العمارة.

داخل الأجرة التي انطلقت نحو مآلها، نظرت أيلي لشاشة هاتفها المتذبذبة. فجأة، اختفى شعور الغضب المحيط بها عند تلقيها مكالمة من امرأة تحبها جدًا.

"إيريا!" صرخت أيلي نوعًا ما دلّاً.

"يا أيلي لا تصرخي، أذني قد تنفجر إذا ناديتيني هكذا"، قالت إيريا وهي تنظف أذنها بأصبعها.

"أنا غاضبة يا إير، إنهم طردوني وأنا بلا حذاء"، أخبرتها أيلي وهي تجعّد شفتيها.

"ماذا! من فعل هذا؟"، سألت إيريا وهي منفعلة بسماع أن صديقتها العزيزة تعاملت بهذه الطريقة.

"لي... السكرتير لي، إنه شرير"، تذمرت أيلي بنبرة دلع.

"لياندرو الوقح! سأريه ما سأفعله به!"، صاحت إيريا.

صمتت أيلي، فهي تسمع لأول مرة صديقتها تغضب بهذا الشكل. حتى نبرة صوتها كانت تبدو مستاءة جدًا.

"أيلي... هل ما زلتِ هناك؟"

"آه، نعم أنا هنا. يا إيريا، هل تعرفين السكرتير لي؟ وكيف ستحاسبينه؟"، سألت أيلي.

"أ– أنه مجرد تعليق صغير يا أيلي لأدخل الفرح إلى قلبك"، اعتذرت إيريا لكي لا تشك بها أيلي.

وفعلاً، صدقت أيلي ذلك وعادت لابتسامتها مجددًا.

"أين أنتِ؟ فلنأكل، أنا بالخارج أمام الشركة التي كنت تعملين فيها اليوم."

"ياه، لماذا لم تقولي إنك قادمة؟ أنا بالفعل في الخارج أمام المنزل"، أجابت أيلي وهي ترى أن الأجرة التي تستقلها قد وصلت إلى وجهتها.

"إذًا سأأتي لعندك في المساء، هناك أمر عليّ تدبيره أولًا"، ردت إيريا عبر الهاتف.

بعد إنهاء المكالمة، دفعت أيلي ثمن الأجرة وخرجت متجهة نحو منزلها. المنزل الفاخر الذي تعتبره جحيمًا، لكن عليها العودة لأنها لا تستطيع استئجار مسكن بأموالها الخاصة. لأن أيلي تريد فقط استلام الأموال للمصاريف التعليمية. لكن نواياها تمضي لترك المنزل ما أن تجد وظيفة. فهي متعبة من المشاجرات مع أختها وأمها بالتبني.

"من أين أتيتِ؟ مغادرة المنزل منذ الصباح الباكر!"، سألت أغاتا الأم بالتبني لأيلي.

توقفت أيلي ونظرت إلى امرأة أنيقة جدًا تقترب منها. "متى بالضبط بدأتِ تهتمين بأمري!"، قالت أيلي بنظرة فاترة لأمها بالتبني.

"أنتِ! لماذا أنتِ وقحة جدًا يا أيلي!"، صاحت أغاتا. كانت أغاتا غاضبة جدًا من تصرفات ابنتها بالتبني التي دائمًا ما تثير غضبها.

"أيلي!"، صاح رجل في منتصف العمر الذي كان يستمع للمحادثة بينهما منذ البداية.

.

.

*يتبع…*

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***