14 الفصل

ما زال ريون يلعن نفسه بسبب سلوكه الذي فاجأه، فهو لم يكن يتوقع أن يفقد السيطرة على هذا النحو. "يجب أن أتصرف مع تلك الفتاة المجنونة"، همس بفكّ مشدود وهو يحاول تهدئة شيء ما في الأسفل.

في المرة الثالثة يُشعره اللقاء بتلك الفتاة المجنونة بالصلابة، لكن الأجن أنه يستمتع بكل ذلك. مشى ريون نحو الحمام ليؤدي طقوس الصباح من استحمام وارتداء الملابس الأنيقة، ولكن هذا الصباح كان يضمن شيئًا آخر وهو الاعتناء بذاته ليُهدئ الأسد الذي استيقظ بداخله.

وفي غرفة أيلي، صرخت "لعنة، لقد خدعني!" غاضبة، فقبل أن تستحم نظرت في المرآة لتتحقق من كلام ريون الذي اتهمها بأن بها ريقاً على خدها.

اختارت أيلي قطعة ملابس من حقيبتها التي لم تتمكن من ترتيبها وارتدتها استعداداً للعمل في شقة ريون. كانت قد خططت لما يجب عليها فعله للإفطار، ومن ثم ترتيب الغرفة كلها. سرعان ما خرجت واتجهت نحو المطبخ.

عندما كانت تقترب من المطبخ، رأت ريون يرتب الطعام على طاولة الطعام، فتفوهت بدهشة "يا إلهي، كيف تقوم بذلك بنفسك"، شاعرة بالأسى لعدم مساعدته. ريون لم يجب.

سرعان ما أخذت أيلي على عاتقها مهمة ما كان ريون يقوم به، "اصمت!" صاح ريون وهو لا يزال مشحونًا بالغضب تجاهها.

وقفت أيلي صامتة وجامدة في مكانها، "اجلسي!" أمر ريون مجددًا. وجلست أيلي، متأملة كيف يقوم هذا الرجل بشكل بارع بترتيب الطعام على الطاولة. ومع ذلك، كان تركيزها يتشتت بالنظر إلى عروقه التي تبدو جذابة على ذراعي ريون، "افرغي طعامك ثم يجب أن نتحدث جديًا"، أمرها دون أن ينظر إليها. لا يريد ريون الانجذاب مجددًا لتلك الفتاة، فيحاول أن يحتفظ بهدوئه بينما وعدته أخته بمساعدته على إبطال خطوبته.

"أمم، لذيذ جدًا. إنك ماهر في الطهي يا ريون"، قالت أيلي بحماس بعد أن استمتعت بالمذاق الرائع للطعام.

"لا تصدري ضوضاء وأنتِ تأكلين!" صرخ مجددًا مما جعل أيلي تعود إلى أكلها في صمت.

طوال الوجبة، كان ريون يفكر كيف يُمكنه جعل أيلي تكف عن لمسه طالما هي تقيم في شقته. لا يرغب أن يستمر في الشعور بالحيرة عندما لا يكون قادرًا على كبح رغباته بسبب لمسات أيلي.

كان يراقبها سرًا وهي تأكل بلا هم ولا ذنب كل ما على الطاولة.

"لقد انتهيت"، قالت أيلي بحماس كونها أصبحت قادرة على الكلام بعد الانتهاء من طعامها. رأت أيلي أن ريون انتهى أيضًا من وجبته، وكانت منذ بداية الوجبة ترغب بشدة في التحدث مع ذلك الرجل الوسيم.

"أخي، أرغب بالحديث"، قالت أيلي متشجعة.

"لا يمكن! استمعي جيّدًا إليّ!" صاح ريون وهو ينظر إليها بنظرات حادة. "أثناء إقامتك هنا، يمكنكِ العيش كما تشائين. ولكن بشرط واحد، لا تجرؤين على الاقتراب مني! على الأقل يجب أن يكون بيننا مسافة مترين!" قالها بجفاء، وكان ذلك مجرد تحذير بسيط في رأيه. فهو سيعاقب أيلي قريبًا لأنها جرأت بالدخول والنوم في غرفته.

"لا! لا أستطيع البعد عنك!" صرخت أيلي بينما وقفت ثم جلست على حجر ريون، مما جعله ينظر إليها نظرة حادة. كانت الفتاة تشعر بالخوف بالفعل، ولكن لا بُدَّ من نجاح محاولتها هذه.