قبل 20سنه
ــــــ
كان قصر ريتشارد يعج بالحياة، وكانت الحديقة الخلفية مشهدًا لسعادة عائلة صغيرة. لوكاس الصغير، بعمر خمس سنوات، يركض تحت أشعة الشمس، وضحكاته تملأ المكان.
لوكاس (بضحكة بريئة):
"أمسكيني، ماما! لن تستطيعين اللحاق بي!"
آرلا (وهي تجري خلفه، تضحك بصوت عالٍ):
"حبيبي كن حذرا ستقع و تأذي نفسك ، يا صغيري!"
جلس ريتشارد على كرسي خشبي قريب، يراقب المشهد بابتسامة دافئة. لكن عندما رأى تعثر آرلا وهي تحاول اللحاق بلوكاس، نهض بسرعة وامسك لوكاس، وضحك قائلاً:
"أيها المشاغب الصغير، ألا ترى أنك تتعب أمك كثيرًا؟"
لوكاس (محاولًا التملص من بين ذراعي والده):
"لكنها تحب اللعب معي!"
آرلا (بابتسامة وهي تلتقط أنفاسها):
"وأنا أحبك يا صغيري، لكنني لست خارقة. تحتاج أمك لبعض الراحة!"
كان المشهد ينضح بالسعادة والانسجام. لم يكن أحد يتوقع أن تُغتال هذه اللحظات السعيدة قريبًا. بعيدًا عن العائلة السعيدة، كانت هناك نظرات مليئة بالكراهية.
وقفت المربية إليزابيث خلف نافذة المطبخ، تراقب العائلة بابتسامة خبيثة، بجانبها رون، المساعد الشخصي لريتشارد.
إليزابيث (بهمس مليء بالغل):
"لديهم كل شيء... المال، الحب، القوة. لكنهم لن يحتفظوا به طويلًا."
رون (بصوت واثق):
"الصور جاهزة، والأدلة تبدو حقيقية بما يكفي لجعل ريتشارد ينهار."
كان الاثنان يخططان معا لبناء مستقبلهما على حساب الآخرين
---
مرت بضعة أيام فقط، قبل أن ينهار ذلك الهدوء. كان ريتشارد يقف في غرفة المعيشة، يحمل مظروفًا كبيرًا في يده، عينيه تلمعان بالغضب.
ريتشارد (يصرخ بصوت يزلزل أرجاء القصر):
"آرلا! تعالي فورًا!"
هرعت آرلا إلى الغرفة، وهي تنظر إليه بقلق:
"ما الأمر يا ريتشارد؟ ما الذي يحدث؟"
ألقى ريتشارد بالمظروف أمامها. انسكبت منه صور مزورة تظهر آرلا في مشاهد خيانة مع رجل غريب.
ريتشارد (بغضب لا يوصف):
"كيف تجرؤين على فعل هذا بي؟ بعد كل شيء بيننا؟ كيف استطعتِ أن تخونيني؟"
آرلا (وهي تلتقط الصور بدهشة):
"هذا مستحيل! أنا لم أفعل شيئًا كهذا أبدًا! بالتأكيد هذه الصور مزورة!"
ريتشارد (يسخر):
"مزورة؟ هل تعتقدين أنني أحمق؟ الأدلة واضحة. أنتِ مجرد خائنة!"
تراجعت آرلا خطوة للخلف، والدموع تملأ عينيها. في الزاوية، كان لوكاس يقف، عينيه متسعتين من الخوف.
لوكاس (بصوت مرتجف):
"ماما، لماذا يصرخ عليكِ بابا؟"
آرلا (تحاول تهدئته):
"لا تخف، صغيري. كل شيء سيكون بخير."
لكن ريتشارد لم يمنحها فرصة. أمسك بيد لوكاس، وسحبه بعيدًا عنها.
ريتشارد (بصوت قاسٍ):
"لن أسمح لكِ بأن تؤذي ابننا. أنتِ لم تعودي جزءًا من حياتنا."
آرلا بنهيار:" ماذا تعني يا رتشارد؟……لا"
نادى على الخدم وأمرهم بجمع أغراضها و وضعها خارج القصر فهي لم تعد سيدة هذا المكان……
---
بعد طردها من القصر، عادت آرلا إلى منزل عائلتها في سويسرا. كانت الأيام تمر ببطء، مليئة بالحزن والوحدة. جلست في غرفتها معظم الوقت، تنظر إلى صور لوكاس الصغيرة، وتمسح دموعها بصمت.
لكنها لم تكن وحدها. إليزابيث، التي تبعتها إلى سويسرا تحت ستار الولاء، كانت دائمًا قريبة، تتظاهر بالدعم بينما تخطط لخطواتها القادمة مع رون الذي ظل مع ريتشارد حتى لا يراقبه ولا يسمح للخطة أن تفشل.
إليزابيث (بصوت ناعم):
"لا تقلقي يا سيدتي. سنجد طريقة لاستعادة لوكاس."
لكن الحقيقة كانت مختلفة. في أحد الأيام، زارتها صديقتها المقربة مارجريت. دخلت إلى الغرفة، واحتضنت آرلا بقوة.
مارجريت (بقلق):
"آرلا، ما الذي حدث؟ أخبريني بكل شيء."
بدأت آرلا تبكي، ثم قالت بصوت متقطع:
"لقد دمروا حياتي يا مارجريت. أخذوا مني ابني، وتركوا قلبي فارغًا."
قبل أن تتمكن مارجريت من الرد، فقدت آرلا وعيها فجأة.
في وقت لاحق، في المستشفى، أخبرهم الطبيب بخبر غير متوقع.
الطبيب:
"سيدتي، أنتِ حامل. يبدو أن الحمل متقدم."
مارجريت (بدهشة):
"آرلا، هذا خبر رائع! هذا الطفل سيكون قوتك الجديدة."
آرلا بحزن شديد:"ما الذي تقولينه؟أنا لن أكون سعيدة أبدا قبل أن يعود طفلي إلى أحضاني لماذا؟لماذا؟ لا يسمح لي برأيته ولا الطلاق منه؟"
احتضنتها مارجريت وهي تواسيها.
---
بعد بضعة أشهر، وفي ليلة عاصفة، اندلعت النيران في منزل آرلا فجأة. كان الدخان يملأ كل زاوية، وأصوات الانفجارات الصغيرة تملأ المكان.
استيقظت آرلا بصعوبة، تحاول فهم ما يجري. صرخت بأعلى صوتها:
"مارجريت! هل أنتِ هنا؟" حاولت الخروج لكن الباب كان مغلقا وكانت تختنق بالدخان الكثيف
فجأة سمعت صوت مارجريت خلف الباب:" آرلا ابتعدي سأكسر الباب"
كسرته بالفأس ثم دخلت مارجريت الغرفة، وساعدتها على النهوض.
مارجريت (بصوت مذعور):
"علينا الخروج الآن! المنزل يحترق بالكامل!"
تمكنت مارجريت من إخراج آرلا من المنزل، لكن الحريق كان مدمرًا.
آرلا بألم وأنفاس متقطعه و صراخ:" آاااا بطني مارجريت سألد لااا".
نُقلت آرلا إلى المستشفى، حيث أجريت لها عملية قيصرية و أنجبت طفلة صغيرة .
آرلا (بصوت ضعيف):
"سأسميها... رايلا. ستكون نور حياتي."
آرلا:" مارجريت لدي طلب ……لوكاس أريد رأيته أرجوكي أحضريه إلي ".
مارجريت بحزن شديد:" أنتي في حالة صعبة لن أترككي بمفردك".
و مع اصرار آرلا الشديد قررت مارجريت الخضوع و تركها وحدها مع طفلتها لتذهب إلى ريتشاد لكن لم يكن لديها الكثير من الوقت.
، تمكنت مارجريت من الوصول إلى ريتشارد، الذي كان في طريقه لسفر إلى سويسرا أيضا ، بمجرد أن رأها شعر بالفزع و أسرع نحوها.
ريتشارد :" مارجريت ماذا تفعلين هنا؟ أين هي آرلا؟……لا تقولي تركتها وحدها"
مارجريت:" آرلا في سويسرا لم أستطع إحضارها….أتيت لأنها تريد لوكاس بشدة".
مارجريت (بحزم):
"لقد دمروا حياتها، يا ريتشارد. الصور مزورة، والخيانة كانت خطة مدبرة."
ريتشارد:" أعلم كل شيء… أعلم أنها لم تخني حتى لو فعلت أنا لن أترك آرلا لكن كان هناك من يحاول قتلي لذلك أبعدتها عني حتى لا تتأذى و أرسلت لوكاس إلى منزل العائلة فذلك المكان آمن جدا، يجب أن نسرع إليها قبل أن يأذوها"
ركب الاثنان الطائرة الخاصة ليتوجها إلى سويسرا و تابعا الحديث معا ، أخبرته مارجريت بكل ما حصل.
ريتشارد:" رون هو الخائن لقد أمسكت به ولكن يبدو أنه كان مستعدا لقد هرب و غير وجهه حتى لا يتم التعرف عليه………لقد كان مساعدي حتى قبل أن أتزوج لا أصدق أنه خانني هكذا".
مارجريت:" رون خانت هذا يعني إليزابيث أيضا معه لقد اختفت بعد الحريق مباشره ولم نجد جثثها أبدا".
ريتشارد:" آمل أن تكون آرلا و طفلتي بخير فقط". ودفن وجهه بين يديه.
---
عندما وصل ريتشارد مع مارجريت إلى المستشفى، كان الأوان قد فات. غرفة آرلا كانت خالية، والشرطة أبلغتهم أن آرلا قُتلت و لم يجدوا الجاني بعد وأن طفلة اختفت.
ريتشارد (ينهار على الأرض):
"لا... هذا ليس حقيقيًا. آرلا... كيف يمكنني أن أغفر لنفسي؟"
مارجريت حاولت دعمه، لكن الدموع خانتها أيضًا.
مارجريت (وهي تمسح دموعها):
"علينا أن نجد طفلتها. لا يمكننا ترك هذا الأمر ، بما أنها اختفت قد تكون حية ولم يقتلوها."
---
في جنازة آرلا، وقف ريتشارد أمام قبرها، محاطًا بالصمت. أمسك وردة بيضاء ووضعها فوق القبر.
ريتشارد (بصوت مبحوح):
"وعدًا مني يا آرلا... سأجد رايلا، وسأجعلهم يدفعون ثمن كل ما فعلوه."
إليزابيث ورون كانا في الخلفية، يراقبان المشهد بابتسامة خبيثة، متأكدين أن خطتهما نجحت.
إليزابيث (بهمس لرون):"لن يجدنا أبدًا".
رون بخبث:" نعم حبيبتي… لم يتعرفوا علينا فقد غيرنا وجوهنا و هوياتنا ، الآن سنعيش برفاهية بأموال آرلا وهذه الطفلة ستكون سلاحا رائعا سأستغلها لصالحي في المستقبل ههههه".
و من وقتها وريتشارد يبحث عن طفلته بعد أن تزوج مارجريت ليكسبا قوة أكبر بتحاد العائلتين لأجل الانتقام لآرلا…….
---
17تم تحديث
Comments