بين الصراع و الاهتمام

في الشركة:

جلس لوكاس خلف مكتبه، ينظر إلى مجموعة من الأوراق بحذر. أمامه، وقفت رايلا وهي تمسك بملفٍ بين يديها، عيناها مليئتان بالثقة والانتصار.

لوكاس: (بصوت هادئ لكنه حازم) "الأوضاع تحت سيطرتنا. الشركة التي يديرها والد كارولين على وشك الانهيار. كل محاولاتهم لإعادة الاستقرار فشلت."

رايلا: (بابتسامة خفيفة) "هذا متوقع. لا يمكنك إدارة شركة كبيرة بهذا القدر من الجشع وعدم الكفاءة. و هل تمكنوا من التفاوض مع أي بنك؟"

لوكاس: (يهز رأسه) "لا. لم تتركِ لهم أي مجال. البنوك ترفض حتى الاجتماع بهم، وكل ذلك بسبب تحركاتك الذكية. لقد أغلقتِ كل الأبواب فعليًا."

رايلا: (تضع الملف على المكتب وتجلس) "لم أفعل سوى ما يستحقونه. هذا أقل ما يمكنني القيام به بعد كل شيء."

فجأة، سُمع صوت ضجيج عالٍ يأتي من الخارج. رفع لوكاس رأسه، بينما التفتت رايلا نحو الباب بفضوب .

لوكاس: (بغضب واضح) "ما الذي يحدث هناك؟"

لم تمر سوى لحظات حتى اندفع الباب بقوة، وظهرت كارولين. كانت عيناها تلمعان بالغضب، وخطواتها تعكس توترها.

كارولين: (بصراخ) "رايلا! أنا أعلم أنك وراء كل هذا! أنت السبب في كل مشاكل شركتنا ! كيف تجرؤين؟!"

رايلا: (بهدوء مستفز) "أوه، كارولين، من الجميل أن أراكِ. ولكن يبدو أنكِ تمرين بوقتٍ عصيب وأيضا اتهام شخص بلا دليل واضح أمر في قمه السخافة."

كارولين: (تتقدم نحوها، مشيرة بإصبعها) "لا تتظاهري بالبراءة! لقد دمرتِ كل شيء! لماذا؟ لماذا تستهدفينني أنا وعائلتي بهذا الشكل؟"

رايلا: (تبتسم بسخرية) "لا تلوموا سوى أنفسكم ، عزيزتي. قراراتكم السيئة، الغرور، والجشع... كل ذلك أدى إلى هنا. أنا فقط أسرّعت العملية."

كارولين: (بغضب أكثر) "أنتِ شريرة!"

لوكاس: (ينهض من كرسيه) "هذا يكفي، كارولين. أنتِ لستِ في وضع يسمح لكِ بالصراخ هنا. حراس!"

دخل الحراس بسرعة إلى المكتب.

لوكاس: (بصوت حازم) "خذوها وأخرجوها من هنا فورًا. لا أريد رؤيتها مجددًا في هذه الشركة."

كارولين: (بينما يجرها الحراس للخارج) "رايلا، هذا لن يمر بسلام! ستندمين على هذا!"

رايلا: (بهدوء وسخرية، تنظر إليها) "أتمنى لكِ حظًا سعيدًا... ستحتاجينه كثيرا في الأيام القادمة."

بعد خروج كارولين، جلس لوكاس مرة أخرى، وهو يتنهد بعمق.

لوكاس: (ينظر إلى رايلا) "لن تتوقف عن إثارة المشاكل."

رايلا: (بابتسامة هادئة) "ليس لدي أي اعتراض. فليحاولوا. لكن النتيجة ستكون دائمًا لصالحنا."

لوكاس: (يهز رأسه ويبتسم) "حسنًا، لنرَ ما سيحدث بعد ذلك."

رايلا: (بصوت هادئ وجاف) "هل أحضرت لي معلومات ذلك الشخص؟"

لوكاس: (يمد يده إلى الدرج، يخرِج ملفًا ويسلمه لها) "هنا كل ما طلبتِه. لكن رايلا، ما الذي تخططين له بالضبط؟"

رايلا: (تفتح الملف وتنظر إلى محتوياته ببرود، ترتسم على شفتيها ابتسامة خفيفة) "لا شيء يخصك، لوكاس. فقط تأكد أن الضربة القادمة ستكون قاضية."

لوكاس: (بتردد) "أحيانًا أشعر أنني أعمل مع شيطانة."

رايلا: (تنظر إليه بنظرة باردة) "وأحيانًا أنا أشعر أنني أعمل مع طفل فضولي."

بعدها عادت رايلا إلى المنزل كان المطر يهطل بغزارة، وصوت الرعد يملأ الأجواء. نزلت رايلا من سيارتها، متجاهلة المياه التي تغمر الطريق. لم تكترث لبلل معطفها، بل خطت نحو المنزل بخطوات ثابتة.

توقفت فجأة عندما رأت أندرو يقف تحت المطر. كان جامدًا، رأسه منخفض، والمطر يتساقط عليه بلا رحمة.

رايلا: (بتجهم وملل) "أندرو، ما الذي تفعله هنا؟"

لم يرد عليها. بقي صامتًا، وكأنه لم يسمعها.

رايلا: (تتنهد وتستدير لتدخل المنزل) "إذا كنت تنوي البقاء تحت المطر، فلا تجعلني جزءًا من مشهدك الدرامي."

قبل أن تدخل، سمعت صوت سقوط. التفتت ببطء لترى أندرو ممددًا على الأرض.

فلاش باك: قبل نصف ساعة

بدأ المطر يهطل بغزارة، وأندرو في مكتبه يتذكر اليوم الذي أجبر فيه رايلا على الوقوف تحت المطر. كانت مريضة، لكنه لم يهتم. خرج من المنزل دون معطف أو مظلة، متجهًا إلى المكان نفسه.

وقف هناك، متجمدًا تحت المطر وكأنه يحاول معاقبة نفسه، لكنه لم يدرك أن جسده لم يتحمل.

عودة إلى الوقت الحاضر

نظرت رايلا إلى أندرو الممدد على الأرض ببرود. اقتربت منه ببطء، وقفت فوقه للحظات، ثم انحنت لتتحسس جبينه.

رايلا: (بصوت منخفض وساخر) "حمى؟ بالطبع. يبدو أن عقابك لنفسك فاق قدرتك، أندرو."

بدأت بسحبه إلى الداخل. لم تفعل ذلك بدافع القلق، بل لأنها لا تريد جثة أمام باب منزلها.

في غرفة أندرو:

دخلت به إلى الحمام، وأسندته على الحائط. ملأت الحوض بالماء الدافئ، ثم وضعته داخله دون تردد.

رايلا: (وهي تنظر إليه بلا مبالاة) "ربما يستحق أن يبقى هكذا. لكن، للأسف، لدي أشياء أكثر أهمية من الاعتناء به الآن."

بلا أي تعبير عاطفي، دفعت رأسه تحت الماء للحظة قصيرة بهدف خنقه لكنها تراجعت ، ثم أخرجته عندما بدأت عيناه ترتجفان.

رايلا: (تتمتم لنفسها) "لا أحتاج إلى فضيحة موتك هنا."

بعد أن تأكدت من انخفاض حرارته قليلا، ساعدته على ارتداء ملابس جافة، وألقت به على السرير وكأنها تتخلص من عبء ثقيل.

جلست للحظة، تنظر إليه بصمت، ثم هزت رأسها وكأنها تسخر من الموقف.

رايلا: (بجفاف) "كم أنت تافه."

وقفت لتغادر، لكنه أمسك بمعصمها فجأة. التفتت إليه بملل.

أندرو: (بهمس ضعيف وهو نائم) "رايلا..."

نظرت إليه للحظة، ثم حررت يدها بقوة.

رايلا: (بصوت خافت مليء بالاحتقار) "حتى وأنت مريض، لا تزال عبئًا."

غادرت الغرفة دون أن تنظر خلفها.

في الصباح:

استيقظ أندرو على صوت خافت للمطر الذي لا يزال يهطل بالخارج. فتح عينيه ببطء ليجد نفسه في السرير، مرتديًا ملابس نظيفة وجافة. أدار رأسه ببطء وحدق في الغرفة قبل أن يرفع حاجبه باستغراب.

أندرو: (يتحدث لنفسه) "كيف انتهى بي المطاف هنا؟"

مد يده إلى المنضدة بجانب السرير ليأخذ هاتفه، لكن نظره وقع على ورقة صغيرة وعلبة دواء. التقط الورقة وقرأها بصوت منخفض:

"اشرب هذا الدواء، وتوقف عن هذه الدراما السخيفة. ولا تسبب لي المزيد من المشاكل."

ابتسم بخفة، وكأنه شعر بلمحة اهتمام مختبئة خلف كلماتها الباردة.

أندرو: (بهمس) "حتى عندما تحاول أن تكون قاسية، يظهر اهتمامك."

أخذ الهاتف وفتح الشاشة، ثم لاحظ التاريخ. توقف للحظة، وعيناه تلمعان وكأن ذكرى معينة عادت إلى ذهنه. ابتسم بسعادة غامرة.

في مقهى فاخر:

في زاوية هادئة من المقهى، جلس رجل في الأربعينيات من عمره. مظهره الأنيق وملامحه الجذابة جعلت من الصعب تصديقه أنه تجاوز الثلاثينيات. كان يحتسي قهوته ببطء، ينظر من النافذة وكأنه غارق في أفكاره.

دخلت رايلا بخطوات ثابتة، ترتدي معطفًا أسود أنيقًا، وجلست أمامه بابتسامة خفيفة.

رايلا: (بهدوء وسخرية طفيفة) "سيد شيد رافيري، لم أتوقع أن تكون شخصًا جذابا هكذا."

رفع الرجل حاجبيه بابتسامة بسيطة.

رافيري: "ولم أتوقع أن المتصل شابة صغيرة."

بدأ حديث طويل بينهما. تحدث شيد عن ماضيه، عن أيام شبابه عندما كان شابا مدللًا لعائلة ثرية. تذكر ذلك اليوم الذي قابل فيه فتاة تعمل كنادلة في مطعم صغير. كانت إليزابيث، بجمالها وبراءتها، قد أسرته. أحبها بجنون، وقرر الهروب معها والزواج بعد اعتراض عائلته.

لكنه اكتشف الحقيقة المرة. خدعته إليزابيث وسرقت أمواله، تاركة إياه محطمًا ومنهارًا. ومنذ ذلك الحين، كرّس حياته للبحث عن الانتقام منها.

رايلا: (بابتسامة هادئة) "إنها ليست ذكية فقط، بل خبيرة في الاختفاء. لقد غيّرت شكلها وهويتها. ولهذا السبب لم تجدها."

نظر إليها رافيري باستغراب عندما لاحظ كيف تتحدث بثقة. قبل أن يرد، نظرت رايلا إلى وجهه بتمعن ولاحظت شامتين قرب عينه. ابتسمت بخبث، وكأنها وجدت ورقة رابحة جديدة.

رايلا: (بهدوء ودهاء) "هذا سيكون مثيرًا للغاية."

بعد الاتفاق على خطة الانتقام، غادرت رايلا المقهى وعادت إلى المنزل.

بعد عودة رايلا إلى المنزل :

كان المنزل مظلمًا وخاليًا من أي حركة. تقدمت بخطوات واثقة نحو الداخل، لكنها توقفت فجأة عندما أضاءت الأنوار وتساقطت الورود الحمراء حولها. بدأت موسيقى جميلة تملأ المكان، وظهر رون مرتديًا بدلة سوداء أنيقة.

رون: (بابتسامة عريضة) "عيد ميلاد سعيد، رايلا."

توقفت رايلا للحظة، ثم انفجرت في ضحك شديد.

رون: (مندهش) "ما الأمر؟"

رايلا: (تحاول كتم ضحكتها) "لم أتوقع أنك ستتذكر. لكن للأسف، عيد ميلادي الحقيقي كان منذ شهر. التاريخ الذي تعرفه مزيف."

نظر إليها بصدمة، وكأنه يحاول فهم ما سمعه. وقبل أن يتمكن من سؤالها عن ذلك، لاحظ أنها أمسكت جبينها وبدأت تترنح وكأنها على وشك السقوط.

رون: "رايلا!"

ركض نحوها وأمسك بها قبل أن تقع. حاولت دفعه بعيدًا، لكنه تجاهلها تمامًا، وحملها بين ذراعيه بثبات.

رون: (بصوت هادئ وجاد) "سأأخذك إلى غرفتك. أنتِ بحاجة إلى الراحة."

أدخلها إلى غرفتها ووضعها على السرير بلطف.

رون: (وهو يغطيها بالبطانية) "سأحضر لكِ شيئًا تأكلينه وبعض المكملات الغذائيه لتستعيدي القليل من طاقتك . فقط ابقي هنا."

تركها في الغرفة وذهب، بينما نظرت رايلا إلى الباب الذي أغلق خلفه، وابتسامة صغيرة وساخرة ارتسمت على شفتيها.

جلست رايلا على السرير بعد أن أنهت تناول الطعام الذي أحضره أندرو. رفعت عينيها لتراه يقترب حاملاً الأطباق ليخرجها من الغرفة.

رايلا: (ببرود) "لا داعي لهذا، أستطيع تنظيفها بنفسي،و أيضا كيف هي نايلا؟ ."

أندرو: (بابتسامة هادئة) "لا أظن أنكِ بحالة تسمح بذلك. دعي الأمر لي."

حاولت الرد، لكنه خرج من الغرفة قبل أن تضيف شيئًا.

بعد لحظات، عاد أندرو ودخل الغرفة وهو يخلع سترته ويضعها على الكرسي.

رايلا: (بصوت جاف) "ما الذي تفعله الآن؟"

أندرو: (وهو يقترب من السرير) "سأنام هنا."

رايلا: (بغضب مكبوت) "ماذا؟! هل جننت؟ إذهب إلى غرفتك أو هناك غرفة أخرى يمكنك النوم فيها."

أندرو: (بإصرار) "لا. ربما تحتاجين مساعدة أثناء الليل. لا أريد أن يحدث لك شيء وأنا غير موجود."

رايلا: (ببرود وسخرية) "أوه، كم هذا نبيل منك."

أندرو: (بابتسامة هادئة) "نبيل أم لا، هذا قراري."

حاولت النهوض للاعتراض، لكنه جلس بجانبها بثبات وأمسك بمعصمها بخفة ليعيدها إلى السرير.

رايلا: (تتنهد بغضب) "حسنًا، افعل ما تريد. لكن لا تقترب مني."

ظل صامتًا للحظة، ثم ابتسم وقال:

أندرو: "بالمناسبة، سألتِني عن نايلا."

توقفت عن الحركة ونظرت إليه باهتمام، فتابع قائلاً:

أندرو: "لا تقلقي. لقد تم الاعتناء بها. إنها نائمة الآن في سريرها بأمان."

بدت رايلا مطمئنة للحظة، لكنها سرعان ما استعادت برودها وقالت بصوت خافت:

رايلا: "جيد."

بعد لحظات من الصمت، بدأت تشعر بتثاقل جفونها وكأن النوم يتسلل إليها رغماً عنها. لاحظ أندرو ذلك، فابتسم بهدوء.

رايلا: (بصوت متثاقل) "ما الذي... يحدث لي؟"

أندرو: (بنبرة واثقة) "أعلم أنك تعانين من الأرق. وضعت لك أعشابًا طبيعية في طعامك تساعدك على النوم. لا تقلقي، ليس لها أي آثار جانبية."

فتحت عينيها بصعوبة ونظرت إليه بغضب خافت.

رايلا: (بهمس غاضب) "كيف تجرؤ..."

أندرو: (يقطع كلامها بهدوء) "أنا فقط أريدك أن تنامي بشكل جيد. وهذا ما ستفعلينه الآن."

قبل أن تتمكن من الرد، غلبها النعاس وأغلقت عينيها. جلس أندرو بجانبها للحظة، ثم استلقى بهدوء على الجانب الآخر من السرير.

نظر إليها وهي تغرق في نوم عميق لأول مرة منذ فترة طويلة، وابتسم لنفسه.

أندرو: (بهمس) "حتى عندما ترفضين، سأهتم بك دائمًا، رايلا."

غرق الاثنان في صمت الليل، بينما المطر بالخارج يعزف لحنًا هادئًا على النوافذ.

*يتبع *......

الجديد

Comments

♡ﮩ٨ـﮩﮩ٨ 𝓐❦ℛـ♡ﮩ٨ـﮩﮩ٨ـ

♡ﮩ٨ـﮩﮩ٨ 𝓐❦ℛـ♡ﮩ٨ـﮩﮩ٨ـ

اخيرا فصل نزل /Determined//Determined//Determined//Determined//Determined//Determined//Determined//Determined/جميل حبيت 💋/Smirk/

2025-01-12

5

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon