انكسار النور

توقف الزمن في القاعة الكبرى. وقفت أمام سيرافيم وسيرينا، الغضب يشتعل في عينيه، بينما كانت هي تراقبني بحذر. الهواء كان مشحونًا بالتوتر، وكل من في الغرفة يعلم أن المواجهة باتت وشيكة.

"أمانة؟" قال سيرافيم، صوته يمزج بين الغضب والاستهزاء. "أنت تقتحم قلعتي، تدمر ممتلكاتي، والآن تدّعي أن لديك حقًا هنا؟"

ابتسمت، متجاهلاً نبرته. "ما تملكه ليس ملكًا لك، سيرافيم. إنه جزء مني، وأنا هنا لاستعادته. ستمنحني ما أريد، أو... سأنتزعه منك."

تقدمت سيرينا خطوة للأمام. "أنت مجنون إذا ظننت أنك ستغادر هذه القلعة حيًا. لا أحد يتحدى سيرافيم ويعيش ليحكي القصة."

ضحكت بصوت خافت. "الكثيرون قالوا هذا، ولكن يبدو أنني ما زلت هنا. وربما هذا يخبرك بشيء عني."

تقدم سيرافيم، ملامحه تجسّد شبحًا من الغضب والقوة. "لقد لعبت دورك جيدًا حتى الآن، لكن هنا ينتهي الأمر. هذه القلعة ستكون قبرك."

رفعت يدي، وببطء، بدأت الظلال في القاعة تتحرك. الجدران الحجرية، الأعمدة الضخمة، وحتى أقدامهما... كل شيء بدأ يتلاشى في بحر من العتمة. "أتعرف؟ ربما ستكون القلعة قبرًا لك أنت."

بسرعة مذهلة، اندفعت الظلال نحوهما. سيرافيم رفع يده، ووهج من الضوء الذهبي انفجر من راحتيه، مبددًا الظلام حوله. في اللحظة ذاتها، بدأت سيرينا تحرك أصابعها برشاقة، ساحبة خيوطًا من الطاقة السحرية التي تحولت إلى سيوف متوهجة، أطاحت بظلالي قبل أن تصل.

"إذن، تحب اللعب بالنور؟" قلت بابتسامة. "لكن النور لا يدوم طويلاً."

اندفعت نحو سيرافيم، مستخدمًا الظلال كأجنحة تدفعني للأمام بسرعة لا تصدق. لكنه كان مستعدًا. قبضته المتوهجة اصطدمت بدرعي المظلم، وتردد دوي الصدمة في أنحاء القاعة. التراجع لم يكن خيارًا. بدأت الظلال تلتف حول قدميه، محاولًا تقييد حركته، لكنه أطلق موجة من الطاقة دمرت القيود قبل أن تحكم قبضتها.

"لن تهزمني بأسلوبك الرخيص هذا!" صاح سيرافيم، وقوته تتصاعد مع كل كلمة.

"ليس أسلوبي هو الرخيص، بل ثقتك الزائدة بالنفس هي ما سيقضي عليك،" رددت بحدة، بينما كنت أوجه الظلال لتغمر المكان، محولاً القاعة إلى ميدان حرب من العتمة والنور.

من الجانب الآخر، سيرينا لم تكن مجرد مراقبة. اندفعت نحوي بسيوفها المتوهجة، كل ضربة كانت سريعة ودقيقة، تضطرني للتراجع وإعادة التفكير في استراتيجياتي. كانت تنسق تحركاتها مع سيرافيم بشكل مذهل، وكأنهما يتشاركان عقلاً واحدًا.

"سيرينا، أبقِه مشغولًا. سأجهز الخاتمة!" صرخ سيرافيم، بينما كان ينسج تعويذة معقدة في الهواء.

أدركت أن خطتهما كانت لتحطيم قوتي بضربة قاضية. لم يكن لدي خيار سوى تغيير قواعد اللعبة. بينما كنت أتفادى هجمات سيرينا، بدأت بتوجيه الظلال لتتسرب ببطء إلى التعويذة التي ينفذها سيرافيم. كانت الخدعة بسيطة: إفساد سحره من الداخل.

"ما الذي تفعله؟!" صرخت سيرينا، مدركة أن شيئًا ما كان خاطئًا.

لكنني لم أرد. استغليت لحظة ارتباكها لتوجيه انفجار من الظلال نحوها، دفعها للخلف لبضع خطوات، ثم ركزت على سيرافيم.

"قوتك عظيمة، لكنك لست معصومًا، سيرافيم،" قلت بينما بدأت تعويذته تتشوه. خطوط الضوء التي كان يرسمها تحولت إلى طلاسم مشوهة، والوهج بدأ يخفت.

"هذا مستحيل!" صاح، لكن الوقت كان قد فات.

في لحظة، اندفعت نحوه، موجهاً كل قوتي نحو صدره. سيرينا حاولت التدخل، لكنني كنت أسرع. الظلال تغلغلت إلى داخل جسده، وأخيرًا، انطفأ النور من حوله.

جلس سيرافيم على ركبتيه، عيناه تملؤهما الدهشة. "أنت... لم تكن مجرد عدو. كنت كارثة،" قال بصوت واهن.

"كارثة؟" رددت ببرود، وأنا أسحب الظلال من حولي، تاركًا القاعة غارقة في صمت. "ربما، لكن كل كارثة لها غرض."

سقط سيرافيم إلى الأرض، جسده ينهار ببطء، لكنه لم يكن مستسلماً. بآخر رمق من حياته، نظر إلى سيرينا، ثم إليّ. "سيرينا... لا تسمحي له بأن يكمل... ما بدأه..."

ثم أغلق عينيه إلى الأبد.

الصمت الذي تلا موته كان ثقيلاً، لكنه لم يدم طويلاً. سيرينا ركعت بجانبه، عيناها تفيض بالدموع والغضب. "لقد أخذت مني كل شيء..." همست بصوت مختنق.

وقفت أمامها، أنفاسي متثاقلة من الإرهاق. "دوره انتهى، سيرينا. الآن... دورك."

رفعت عينيها نحوي، الغضب في وجهها يتحول إلى تصميم قاتل. لكنها لم تتحرك، فقط نظرت إليّ، وكأنها تحاول فهم الكارثة التي حلت بها.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon