لقد ولدت في أحد الأيام عندما كان العالم يغرق في الظلام والفوضى. كنت ابن زعيم إحدى العشائر الكبرى في عالمنا، ولكن لم أكن طفلاً عاديًا. منذ اللحظة التي فتحت فيها عينيّ على هذا العالم، كنت مختلفًا. لم يكن أحد يعلم أنني وُلدت حاملاً لعنةً غامضة. لعنة كانت تحمل في طياتها قوة غير محدودة، ومعرفة تتجاوز حدود الإنسان. بملامح جذابة وعينين تلمعان بالذكاء، كنت محط أنظار الجميع.
كلما تقدمت في العمر، كلما ازدادت قوتي بشكل مرعب. وكانت المعرفة التي أكتسبها تتراكم في عقلي كأنه لا حد لها. إلا أن هذه القوة والمعرفة التي منحوني إياها تلك اللعنة لم تجلب لي سوى الوحدة. كنت أقوى من أقراني، وكنت أرى في أعينهم الخوف والاحتقار. حتى عائلتي كانت تبتعد عني، تفضل أن تتركني وحيدًا في عزلتي.
لقد كنت دائمًا منعزلًا، وكان أهل عشيرتي يشاهدونني بنظرات خوف وازدراء. كلما ازدادوا ابتعادًا عني، كلما ازدادت كراهيتي للعالم من حولي. لم يكن هناك من يفهمني، ولم يكن هناك من يستطيع أن يقف في طريقي. وما زاد الطين بلة هو اكتشافي لخيانة أقرب الناس لي. أبي، زعيم العشيرة، كان يخفي عني حقيقة لعنتي، وكان يخطط للتخلص مني منذ ولادتي.
في يوم من الأيام، سمعت حديثًا بين والدي وقادة العشيرة. كانوا يتحدثون عني وكأنني مجرد أداة يجب التخلص منها. أبي قال: "هذا الطفل يمثل تهديدًا لنا جميعًا. قوته تزداد يومًا بعد يوم، ويجب أن نتخلص منه قبل فوات الأوان."
تلك الكلمات حفرت في قلبي ندوبًا لا تندمل. شعرت بالخيانة العظمى. أبي، الذي كان يجب أن يكون حاميًا لي، كان يتآمر ضدي. كان هذا السبب الذي أشعل في قلبي نيران الكراهية والحقد. قررت في تلك اللحظة أنني لن أترك أحدًا يعيش. لا أحد يستحق الحياة، كلهم خونة وكلهم يجب أن يدفعوا الثمن.
ثم، في أحد الأيام، أدركت الحقيقة البشعة. لم يكن هناك أحد يستحق الحياة. لم يكن هناك بريء واحد في هذا العالم. كلهم كانوا جزءًا من هذا النظام الكوني الفاسد. قررت أن أجعلهم يدفعون الثمن. بدأت بعشيرتي، ودمرتها بيدي. لم ينجُ أحد من سيفي ولا من قوتي.
بعد ذلك، أصبحت أتنقل بين العوالم، أزرع الخراب في كل مكان أذهب إليه. أخذت على عاتقي مهمة تدمير النظام الكوني، ليعيش الجميع في الظلام الذي يعكس حقيقتهم البشعة. اتخذت من قناع طبيب الطاعون رمزًا لي، ليخفي ملامحي ويعبر عن الخراب الذي أتركه خلفي.
لكن أعمالي لم تمر دون أن تُلاحظ. الكيانات العليا لم تستطع تجاهل الخراب الذي كنت أسببه. دخلوا في معركة معي، وكانت تلك المعركة هي الأكثر شراسة في تاريخ الأكوان. كانوا يملكون قوة عظيمة، لكنني لم أكن أخاف منهم. لكن غروري وثقتي الزائدة كانوا أكبر أعدائي. نرجسيتي جعلتني أعتقد أنني لا أقهر.
في النهاية، خسرته. الكيانات العليا تمكنوا من إلحاق الهزيمة بي، ولم يكتفوا بذلك. قرروا معاقبتي بأن أخذوا مني نصف قوتي، ووزعوها على ثلاثين عالمًا مختلفًا، كل جزء محمي من قبل بطل.
الآن، بدأت رحلتي لاستعادة قوتي، قطعة بعد قطعة. لن أستسلم حتى أعيد قوتي الكاملة، وأجعل الكيانات العليا يدفعون الثمن.
هذا هو ماضيَّ. كانت لعنتي قوة ومعرفة، لكنها كانت أيضًا لعنة الوحدة والكراهية. في نهاية المطاف، لم يكن هناك من يقف إلى جانبي. ولدتُ مع لعنة، ولكنني سأستعيد قوتي وأكتب مصيري بيدي.
كان هذا هو البداية فقط. رحلتي لاستعادة قوتي لن تكون سهلة، ولكنني لن أتوقف حتى أحقق هدفي. كل عالم يحمل جزءًا من قوتي المسلوبة، وكل بطل يقف في طريقي سيواجه نفس المصير الذي واجهته عشيرتي. سأستعيد كل شيء، وسأظهر لهم جميعًا أنني لا أقهر. سأكون الظلام الذي يبتلع النور، والفوضى التي تدمر النظام.
21تم تحديث
Comments