لا تصدقوا الدوق الكذاب !
...“السيد روبرت هو الدوق كي؟ هذه أطرف نكتةٍ سمعتها هذا العام.”...
...قالت الجدة إيلودي ذلك وهي تضحك بصوت عالٍ بينما كانت جالسةً على الكرسي المتحرك....
...لكن لم يضحك أحدٌ آخر في المكان....
...أنزو ضرب صدره بيده وقد شعر وكأنه سيجن من الصدمة....
..."يا للجنون. من كان يصدق أن الدوق كي، الذي اختفى فجأةً وأثار ضجة في لوران، كان يتناول الطعام في منزلنا."...
...“كيف لأحد ألا يتعرف على الدوق كي؟ لا أحد في هذه القرية؟”...
...قطعت السيدة بينوش الصمت وتحدثت أخيرًا....
...“في المرة السابقة، هل تصرفنا معه بوقاحةٍ دون أن ندري؟”...
...“أنا فقط أعطيته بعض البيض، هل يمكن أنه شعر بالإهانة وظن أننا نقلل من شأنه؟”...
...اعترف السيد بينوش وهو يتلعثم بأنه قدم سلة بيض للسيد روبرت عندما كان يغادر من باب المنزل....
...وأقسم أنه لم يقصد شيئًا سيئًا....
...فقط ظن أنه لا يطلب توصيل الطعام لأنه لا يملك المال، فأراد أن يعطيه هديةً بدافع الشفقة....
...“لا يملك المال؟ الدوق كي؟ يا إلهي، هذا الرجل مليونير.”...
...“لهذا السبب، نحن لم نكن نعلم……”...
...جلس السيد بينوش مذهولًا، وغطى وجهه بيديه مطأطئًا رأسه. أما أنزو، الذي فقد كل قوته، استلقى على الكرسي....
...كان الأمر صادمًا. لم يستطع فهم السبب الذي جعل ذلك الرجل يقبل تلك الهدية. فالدوق كي كان شخصيةً بارزة في الطبقة الراقية في لوران....
...اسمه روبرت لوبلان دو غيين دو برافان. الحفيد الأكبر المفضل لدى الملكة....
...الدوق الشاب. عبقريٌ في مجال الفنادق. أغنى رجلٍ في بريسان....
...بعضهم وصفه بأنه رأسماليٍ مبتذل خان شرف النبلاء، لكن ذلك لم يكن مهمًا. ففي النهاية، الشخص الذي سيُسجل في كتب التاريخ بعد مئة عام سيكون هو، الدوق كي....
...النبلاء انتقدوا الدوق لأنه دخل عالم الأعمال بسرعة، والتجّار كانوا يتحفظون منه لأنه يملك أكثر مما يملكون بكثير، لكن في كل الأحوال، كان محط إعجاب وحسد من الطرفين معًا....
...شخصيات المجتمع المخملي دائمًا ما كانت تنتظر حضوره لمآدب العشاء، وكانت ترسل له دعوات الصالونات باستمرار....
...تلك الدعوات النادرة التي يتهافت الجميع للحصول عليها، كانت مكدسةً في شقته، حتى أن حراس البناية كانوا يستخدمونها لإشعال النار كأنها أوراقٌ لا قيمة لها....
...وفوق ذلك، كان الدوق يُعتبر أحد أقوى المرشحين للزواج من الأميرة ديبورا، الحفيدة الوحيدة للملكة....
...وكان كبار الشخصيات في لوران يشعرون بفخرٍ بالغ إذا زارهم الدوق في منازلهم، معتبرين ذلك دليلًا على قربهم من العائلة المالكة....
...“الدوق كي تناول الطعام في هذا البيت الأسبوع الماضي، إذًا.”...
...لقد قبل الدعوة بسعادة، وزارهم في الوقت المحدد وهو يحمل هديةً بكل احترام، بل وحتى أخذ سلة البيض ذات الرائحة الكريهة بروث الدجاج عندما غادر....
...“……لماذا بحق؟”...
...في هذه المرحلة، لم يعد أنزو يستطيع لوم عائلته ببساطة. فعدم تخيلهم أن الجار هو الدوق لم يكن خطأهم في النهاية....
...من كان ليتخيل أن أرقى رجلٍ في بريسان سيجمع البيض في قريةٍ ريفية؟...
...“على الأقل، هناك شيء واحد سار. ساشا لن تضطر إلى ركوب القطار إلى لوران وحدها.”...
...أول من استعاد وعيه كانت الجدة لولو. فهي أكثر أفراد عائلة بينوش عقلانية، وما إن خرجت من صدمتها حتى بدأت تفكر في تأثير هذا الحدث الاستثنائي على عائلتهم....
...“ذلك الرجل كان أقرب أصدقائكِ في مانولي، أليس كذلك يا ساشا؟ إذا طلبتِ منه أن يرافقكِ إلى لوران، فسيقبل على الأرجح. وقد يحالفك الحظ فيوصلكِ حتى إلى القصر الملكي.”...
...عند سماع ذلك، نظر أفراد عائلة بينوش جميعًا إلى ساشا في آنٍ واحد. لكن ساشا، التي عقد لسانها الذهول، لم تستطع قول أي شيء....
...السيد روبرت، سيد المنزل المجاور الذي كانوا جميعًا يشعرون بالأسى له ويساعدونه بسبب جهله بالحياة الريفية، كان بالفعل صديقًا لساشا....
...لكن……هل سيعتبرها صديقةً أيضًا وهو الدوق كي؟...
...وقبل كل شيء، كان هناك أمرٌ لا يعرفه أفراد العائلة....
...'إذًا……لمن اعترفت بحبي وتلقيت الرفض؟'...
...قبل عدة أيام، كانت ساشا بينوش قد اعترفت له بمشاعرها، لكن السيد روبرت قابل اعترافها بتعبير حرج للغاية، وكأنها وضعتَه في موقفٍ لا يُحسد عليه، ورفضها....
...اعتقاد ساشا بأن الوقت الذي قضياه معًا كان مميزًا بالنسبة له أيضًا لم يكن سوى وهمً من صنع خيالها،...
...أما هو، فكان يتصرف وكأنه كان يتصرف بدافع المجاملة لا أكثر....
..."لا تضعيني في موقف محرج، يا ساشا. لم أفكر بك أبدًا كأكثر من ذلك."...
..."لكنني……كنت أظن أنكَ تراني مميزة، ولو قليلًا. ظننت أنكَ تحمل لي بعض المشاعر....
...هل كنتُ مخطئةً تمامًا؟ لم يكن هناك أي شيءٌ من هذا؟"...
...قالت ساشا ذلك بصوت متقطع ووجهها محمر بشدة....
...كانت اعترافًا اندفعت إليه من دون أي استعداد أو تفكير، لكنها لم تتوقع أن يُقابل اعترافها برفض بارد بهذا الشكل....
...لم يرد عليها. و كل ما سمعته كان صوت تنهدٍ ضيق يخترق أذنيها كجرح مؤلم. فأوجعها....
...كان من المؤلم أن تكون مخطئة، وأن تشعر بالذل، لكن أكثر ما أوجعها هو الفراغ الذي شعرت به وكأن شيئًا ما قد انكسر بداخلها....
...و في وسط الصمت، مرر يده في شعره. ثم وقف من مكانه الذي كان يتكئ فيه على الكرسي، ونظر إليها مطولًا....
...بدا وكأنه منزعجٌ من الموقف، وربما حتى خائب الأمل....
..."أنا آسفة……لن أفعل ذلك مجددًا."...
...قالت ساشا ذلك وقد غمرها الخجل، ثم نهضت فجأةً وركضت إلى الحديقة. ...
...اختبأت تحت الأشجار وظلت تبكي لفترة طويلة، ثم بدأت قطرات المطر تتساقط واحدةً تلو الأخرى....
...وعندما أدركت ذلك، كانت قد ابتلت تمامًا حتى أخذ جسدها يرتجف من البرد....
...الرجل الذي وجدها اقترب منها بخطواتٍ واسعة. ثم سمعت صوت تنهد ثقيل من فوق رأسها....
..."سأوصلكِ. هيا بنا."...
...حتى في هذه اللحظة، حين عرض أن يعيدها إلى المنزل، كان يتصرف كالسيد النبيل تمامًا....
...لم يكن لطيفًا معها لأنه يحبها. بل لأنه ببساطة هكذا……...
...هكذا مع الجميع، حتى مع فتاةٍ رفض لتوه اعترافها بالحب، يظل قادرًا على أن يُظهر اللطف والمجاملة....
...وإذا طلب السيد بينوش منه أن يرافق ساشا إلى لوران، فلن يستطيع الرفض....
...سيفعل ذلك مجبرًا، وسيتعين على ساشا أن تستقل القطار إلى لوران معه وحدهما....
...'لقد انتهى أمري.'...
...شعرت بدوارٍ وهي تتخيل الأمر....
...فكرة أنها ستضطر إلى رؤية الرجل الذي كانت تتجنبه بيأس منذ ذلك اليوم جعلت وجنتيها تشتعلان بحرارة لا يمكن السيطرة عليها....
...كانت شجرة البرتقال تتمايل خارج النافذة، لكن رياح آخر النهار العنيفة التي كانت تهزها لم تكن كافية لتبرد حرارة خديها المشتعلين....
..._______________________...
...المقدمه غير عن القصه ياهوه ملوني افهم ...
...الروايه حلوه بس 124 فصل وحالياً مالها فصول جانبيه مدري اذا بتنزل او لا ...
...وين وقعة الدوق ومدري وش طلع رفضها ؟ ولا يمكن مب هو الدوق نفسه؟ ولا مستحي؟ توء توء ...
...المهم هذي المقدمة خفيفه بسيطه وقوه للفصل الأول ✨...
...قبل الفصل الأول ذي حساباتي انستا dan_48i و توتر Dana_48i...
...Dana ...
15تم تحديث
Comments