...“السيد روبرت هو الدوق كي؟ هذه أطرف نكتةٍ سمعتها هذا العام.”...
...قالت الجدة إيلودي ذلك وهي تضحك بصوت عالٍ بينما كانت جالسةً على الكرسي المتحرك....
...لكن لم يضحك أحدٌ آخر في المكان....
...أنزو ضرب صدره بيده وقد شعر وكأنه سيجن من الصدمة....
..."يا للجنون. من كان يصدق أن الدوق كي، الذي اختفى فجأةً وأثار ضجة في لوران، كان يتناول الطعام في منزلنا."...
...“كيف لأحد ألا يتعرف على الدوق كي؟ لا أحد في هذه القرية؟”...
...قطعت السيدة بينوش الصمت وتحدثت أخيرًا....
...“في المرة السابقة، هل تصرفنا معه بوقاحةٍ دون أن ندري؟”...
...“أنا فقط أعطيته بعض البيض، هل يمكن أنه شعر بالإهانة وظن أننا نقلل من شأنه؟”...
...اعترف السيد بينوش وهو يتلعثم بأنه قدم سلة بيض للسيد روبرت عندما كان يغادر من باب المنزل....
...وأقسم أنه لم يقصد شيئًا سيئًا....
...فقط ظن أنه لا يطلب توصيل الطعام لأنه لا يملك المال، فأراد أن يعطيه هديةً بدافع الشفقة....
...“لا يملك المال؟ الدوق كي؟ يا إلهي، هذا الرجل مليونير.”...
...“لهذا السبب، نحن لم نكن نعلم……”...
...جلس السيد بينوش مذهولًا، وغطى وجهه بيديه مطأطئًا رأسه. أما أنزو، الذي فقد كل قوته، استلقى على الكرسي....
...كان الأمر صادمًا. لم يستطع فهم السبب الذي جعل ذلك الرجل يقبل تلك الهدية. فالدوق كي كان شخصيةً بارزة في الطبقة الراقية في لوران....
...اسمه روبرت لوبلان دو غيين دو برافان. الحفيد الأكبر المفضل لدى الملكة....
...الدوق الشاب. عبقريٌ في مجال الفنادق. أغنى رجلٍ في بريسان....
...بعضهم وصفه بأنه رأسماليٍ مبتذل خان شرف النبلاء، لكن ذلك لم يكن مهمًا. ففي النهاية، الشخص الذي سيُسجل في كتب التاريخ بعد مئة عام سيكون هو، الدوق كي....
...النبلاء انتقدوا الدوق لأنه دخل عالم الأعمال بسرعة، والتجّار كانوا يتحفظون منه لأنه يملك أكثر مما يملكون بكثير، لكن في كل الأحوال، كان محط إعجاب وحسد من الطرفين معًا....
...شخصيات المجتمع المخملي دائمًا ما كانت تنتظر حضوره لمآدب العشاء، وكانت ترسل له دعوات الصالونات باستمرار....
...تلك الدعوات النادرة التي يتهافت الجميع للحصول عليها، كانت مكدسةً في شقته، حتى أن حراس البناية كانوا يستخدمونها لإشعال النار كأنها أوراقٌ لا قيمة لها....
...وفوق ذلك، كان الدوق يُعتبر أحد أقوى المرشحين للزواج من الأميرة ديبورا، الحفيدة الوحيدة للملكة....
...وكان كبار الشخصيات في لوران يشعرون بفخرٍ بالغ إذا زارهم الدوق في منازلهم، معتبرين ذلك دليلًا على قربهم من العائلة المالكة....
...“الدوق كي تناول الطعام في هذا البيت الأسبوع الماضي، إذًا.”...
...لقد قبل الدعوة بسعادة، وزارهم في الوقت المحدد وهو يحمل هديةً بكل احترام، بل وحتى أخذ سلة البيض ذات الرائحة الكريهة بروث الدجاج عندما غادر....
...“……لماذا بحق؟”...
...في هذه المرحلة، لم يعد أنزو يستطيع لوم عائلته ببساطة. فعدم تخيلهم أن الجار هو الدوق لم يكن خطأهم في النهاية....
...من كان ليتخيل أن أرقى رجلٍ في بريسان سيجمع البيض في قريةٍ ريفية؟...
...“على الأقل، هناك شيء واحد سار. ساشا لن تضطر إلى ركوب القطار إلى لوران وحدها.”...
...أول من استعاد وعيه كانت الجدة لولو. فهي أكثر أفراد عائلة بينوش عقلانية، وما إن خرجت من صدمتها حتى بدأت تفكر في تأثير هذا الحدث الاستثنائي على عائلتهم....
...“ذلك الرجل كان أقرب أصدقائكِ في مانولي، أليس كذلك يا ساشا؟ إذا طلبتِ منه أن يرافقكِ إلى لوران، فسيقبل على الأرجح. وقد يحالفك الحظ فيوصلكِ حتى إلى القصر الملكي.”...
...عند سماع ذلك، نظر أفراد عائلة بينوش جميعًا إلى ساشا في آنٍ واحد. لكن ساشا، التي عقد لسانها الذهول، لم تستطع قول أي شيء....
...السيد روبرت، سيد المنزل المجاور الذي كانوا جميعًا يشعرون بالأسى له ويساعدونه بسبب جهله بالحياة الريفية، كان بالفعل صديقًا لساشا....
...لكن……هل سيعتبرها صديقةً أيضًا وهو الدوق كي؟...
...وقبل كل شيء، كان هناك أمرٌ لا يعرفه أفراد العائلة....
...'إذًا……لمن اعترفت بحبي وتلقيت الرفض؟'...
...قبل عدة أيام، كانت ساشا بينوش قد اعترفت له بمشاعرها، لكن السيد روبرت قابل اعترافها بتعبير حرج للغاية، وكأنها وضعتَه في موقفٍ لا يُحسد عليه، ورفضها....
...اعتقاد ساشا بأن الوقت الذي قضياه معًا كان مميزًا بالنسبة له أيضًا لم يكن سوى وهمً من صنع خيالها،...
...أما هو، فكان يتصرف وكأنه كان يتصرف بدافع المجاملة لا أكثر....
..."لا تضعيني في موقف محرج، يا ساشا. لم أفكر بك أبدًا كأكثر من ذلك."...
..."لكنني……كنت أظن أنكَ تراني مميزة، ولو قليلًا. ظننت أنكَ تحمل لي بعض المشاعر....
...هل كنتُ مخطئةً تمامًا؟ لم يكن هناك أي شيءٌ من هذا؟"...
...قالت ساشا ذلك بصوت متقطع ووجهها محمر بشدة....
...كانت اعترافًا اندفعت إليه من دون أي استعداد أو تفكير، لكنها لم تتوقع أن يُقابل اعترافها برفض بارد بهذا الشكل....
...لم يرد عليها. و كل ما سمعته كان صوت تنهدٍ ضيق يخترق أذنيها كجرح مؤلم. فأوجعها....
...كان من المؤلم أن تكون مخطئة، وأن تشعر بالذل، لكن أكثر ما أوجعها هو الفراغ الذي شعرت به وكأن شيئًا ما قد انكسر بداخلها....
...و في وسط الصمت، مرر يده في شعره. ثم وقف من مكانه الذي كان يتكئ فيه على الكرسي، ونظر إليها مطولًا....
...بدا وكأنه منزعجٌ من الموقف، وربما حتى خائب الأمل....
..."أنا آسفة……لن أفعل ذلك مجددًا."...
...قالت ساشا ذلك وقد غمرها الخجل، ثم نهضت فجأةً وركضت إلى الحديقة. ...
...اختبأت تحت الأشجار وظلت تبكي لفترة طويلة، ثم بدأت قطرات المطر تتساقط واحدةً تلو الأخرى....
...وعندما أدركت ذلك، كانت قد ابتلت تمامًا حتى أخذ جسدها يرتجف من البرد....
...الرجل الذي وجدها اقترب منها بخطواتٍ واسعة. ثم سمعت صوت تنهد ثقيل من فوق رأسها....
..."سأوصلكِ. هيا بنا."...
...حتى في هذه اللحظة، حين عرض أن يعيدها إلى المنزل، كان يتصرف كالسيد النبيل تمامًا....
...لم يكن لطيفًا معها لأنه يحبها. بل لأنه ببساطة هكذا……...
...هكذا مع الجميع، حتى مع فتاةٍ رفض لتوه اعترافها بالحب، يظل قادرًا على أن يُظهر اللطف والمجاملة....
...وإذا طلب السيد بينوش منه أن يرافق ساشا إلى لوران، فلن يستطيع الرفض....
...سيفعل ذلك مجبرًا، وسيتعين على ساشا أن تستقل القطار إلى لوران معه وحدهما....
...'لقد انتهى أمري.'...
...شعرت بدوارٍ وهي تتخيل الأمر....
...فكرة أنها ستضطر إلى رؤية الرجل الذي كانت تتجنبه بيأس منذ ذلك اليوم جعلت وجنتيها تشتعلان بحرارة لا يمكن السيطرة عليها....
...كانت شجرة البرتقال تتمايل خارج النافذة، لكن رياح آخر النهار العنيفة التي كانت تهزها لم تكن كافية لتبرد حرارة خديها المشتعلين....
..._______________________...
...المقدمه غير عن القصه ياهوه ملوني افهم ...
...الروايه حلوه بس 124 فصل وحالياً مالها فصول جانبيه مدري اذا بتنزل او لا ...
...وين وقعة الدوق ومدري وش طلع رفضها ؟ ولا يمكن مب هو الدوق نفسه؟ ولا مستحي؟ توء توء ...
...المهم هذي المقدمة خفيفه بسيطه وقوه للفصل الأول ✨...
...قبل الفصل الأول ذي حساباتي انستا dan_48i و توتر Dana_48i...
...Dana ...
...تحت شجرة البرتقال، جلست فتاةٌ على كرسيٍ حديدي مطلي باللون الأخضر، تبدو عليها ملامح الملل....
...وعلى الطاولة الحديدية المطلية بنفس اللون، وقد تقشر جزءٌ من طلائها، كانت هناك كراسة واجبات مدرسية مفتوحة، متروكةٌ بإهمال بعد أن خُربشت فيها بعض الخطوط....
...تطايرت الأوراق غير المثبتة مع نسمات الرياح، لكنها لم تنجح في جذب انتباه الفتاة ذات العشرة أعوام....
...“ارسمي مكاناً بعيدًا. يجعلكِ تحلقين مع الريح إلى مكانٍ لا يمكن لأنزو أن يجدكِ فيه.”...
...أدت ساشا واجباتها التي أعطاها لها شقيقها، وهي تحرك أطراف قدميها بكسل....
...كان يومًا جميلًا، جميلًا لدرجة أنه من المؤسف أن تقضيه محبوسةً داخل المنزل هكذا. ولم تحتمل الملل أكثر، فانزلقت بجسدها المتكئ على الكرسي بانزعاج....
...خارج السياج المتدلّي عليه نباتات الكرمة الخضراء الداكنة، كان بعض المارة يقفون على رؤوس أصابعهم وينظرون إلى الداخل كما لو كانوا يطمئنون على الحال قبل أن يتابعوا طريقهم....
...الخبر عن أن ساشا، التي كانت تذهب إلى قصر توت العليق لتؤنس ساكنه، كادت أن تموت في حادث،...
...كان قد انتشر في القرية وأصبح معروفًا لدى الجميع....
...منذ اليوم الذي عادت فيه محمولةً على ظهر إنزو، مُنعت ساشا من مغادرة المنزل إلى أي مكان....
...'يا لها من كارثة……حظر خروج!'...
...ركلت الأرض بذهول....
...أشعة الشمس، الناضجة بقدر نضج ثمار البرتقال، كانت تمتد بقوة، وكأنها تسخر من حظها السيئ وهي محبوسةٌ في الداخل. ومع ركلتها الممتعضة، تدحرجت قطعةٌ معدنية تصدر صوتًا معدنيًا عاليًا....
...'ساشا بينوش! أيتها المشاكسة!'...
...لكن التوبيخ المعتاد الذي كان يُفترض أن ينهمر عليها في مثل هذا الوقت لم يُسمع....
...التقطت ساشا القطعة التي سقطت تحت الأرجوحة، ثم تسلقت شجرة البرتقال بسرعة....
...من خلال النافذة المفتوحة في الطابق الثاني، كانت الستارة المزينة بالدانتيل تتمايل وكأنها تلوّح لها....
...و كانت الجدتان غارقتين في نوم القيلولة العذب....
...الجدة لولو في الكرسي البنفسجي المفضل لديها، والجدة إلودي مستندةٌ إلى ظهر السرير....
...كلتاهما كانتا في نومٍ عميق جدًا. و بينما كان هؤلاء الحراس نائمين، تسللت ساشا بهدوءٍ عبر البوابة الصفراء المضيئة....
...مع صوت صريرٍ خفيف، أغلقت البوابة، لكن لم يلاحظ أحد. فصرخت ساشا فرحًا وهربت بسرعة. إلى الغابة التي لا يمكن لأحد أن يجدها فيها....
...في الصيف، كانت غابة مانولي تتلون بلونٍ داكن. و كانت ساشا تحب المغامرات التي تقوم بها في الغابة الكثيفة الزرقاء....
...غابة مانولي كانت دائمًا ثابتة، لكن لم تكن أبدًا كما هي تمامًا في كل مرة. ...
...في الغابة كان هناك كل الألوان....
...لحاء الأشجار البني الذي يشبه الشوكولاتة. أحمر التوت البري العطر. اللون الوردي الفاتح لزهور الورد الصغيرة……...
...كانت ساشا تحب جمع كل تلك الألوان....
...أيضاً. في هذا الوقت، من المحتمل أن تكون هناك فراشاتٌ بيضاء في حقل الزهور البنفسجية....
...كانت خطواتها خفيفة لأنها كانت متحمسة لرؤية الفراشات....
...***...
...مانولي كانت قريةً صغيرة تقع في جنوب مملكة بريسين. و كان سكان مانولي يسمون قريتهم “غابة بريسين”. ...
...أليست العاصمة لوران، المحاطة بالأنهار والجداول، تُسمى جزيرة بريسين؟ إذاً، كانت مانولي، المحاطة بالأشجار، بمثابة غابة بريسين لا محالة....
...في الواقع، لم يكن أحدٌ سوى أهل مانولي يطلقون عليها “غابة بريسين”. وكان غالبية سكان بريسين لا يعرفون حتى بوجود قرية مانولي في الزاوية الجنوبية....
...لكن، ما الفرق في ذلك؟ مهما قيل، كان أهل مانولي فخورين بمكانهم....
...دخلت ساشا إلى أعماق غابة مانولي بكل فخر. ولكن عند الجدول حيث كانت تزرع بصيلات الزهور مثل الزنبق والنرجس، لم تكن هناك فراشاتٌ بأجنحة بيضاء، بل كان هناك فتى يرتدي زياً مرتباً. ...
...كان وجهًا غريبًا لم تره ساشا من قبل في القرية....
..."ربما ليس من سكان مانولي.”...
...همست ساشا كما لو كانت تُحدث نفسه ...
...بدا وكأنه لا ينبغي أن يكون هنا، و ربما بسبب شعور الغربة الذي أثارته ملابسه الغريبة....
...كان هناك زُخرفةٌ حمراء على كتفي سترته السوداء، وتطريزٌ بخيوط ذهبية على الياقة الزرقاء، وكانت الأزرار الذهبية تتدلى من أكمامه....
...كان هذه زيًّا يرتديه طلاب أكاديمية سَارساي العسكرية، لكن ساشا لم تتعرف عليه....
...لم يكن ينسجم مع هذه الغابة، و كان يبدو كملاكٍ سقط بالخطأً من السماء....
...تذكّرت ساشا اللوحة التي رأتها وهي تمسك بيد السيدة فينوش في المتحف الذي ذهبت إليه على دراجة...
...الصبي النائم وقد أسند رأسه إلى جدول جارٍ، كان يشبه الملاك في تلك اللوحة حقاً....
...عندما حرّكت أصابعها صدرت خشخشةٌ من ورق التغليف الذهبي لشوكولاتةٍ نسيت أنها وضعتها في جيبها أثناء قدومها...
...استفاق الصبي على ذلك الصوت....
...“ما هذا.”...
...نهض متضايقًا، و تشكلت تجاعيدٌ بين عينيه شبه المغلقتين بخمول....
...بلعت ساشا ريقها و رحبت بتحية....
...“مرحبًا، أنا ساشا فينوش.”...
...لكي تُظهر حسن النية، أخرجت ساشا حبّة خوخٍ من السلة التي كانت تحملها على ذراعها وقدّمتها له...
...كانت تلك من إنزو. ...
...و في الحقيقة، كل من الشوكولاتة والخوخ كانا مكافأةً يُسمح لها بأكلهما بعد الانتهاء من واجباتها...
...لكن الصبي لم يلقِ نظرةً واحدة على هذا الخوخ الثمين....
...ساشا التي اعتُبرت فجأةً دخيلة أزعجت نومه العميق في منطقته الخاصة شعرت بالظلم، فجدول غابة مانولي كان المكان الذي اعتادت ساشا زيارته كل يوم....
...أقله قبل أن تذهب هذا الصيف إلى قصر توت العليق....
...لكن هذا الفتى، الذي استولى على ضفة الجدول من تلقاء نفسه بينما غابت هي للحظة، يتصرف الآن وكأنه صاحب المكان....
...تنهد الصبي بانزعاج....
...“هل ستبقين هنا؟”...
...عندما أومأت ساشا برأسها، التقط الصبي قبعته التي كان قد وضعها جانبًا ونهض....
...كانت القبعة زرقاء جميلة تمامًا مثل ياقة سترته....
...من الواضح أنه كان يستخدمها كوسادة....
...تبعت ساشا الصبي الذي كان يمشي بخطواتٍ سريعة....
...“لماذا تتبعينني؟”...
...التفت الصبي أخيرًا بوجه ينضح بالدهشة وكأنه لا يصدق....
...“ألا يُسمح لي بأن أتبعك؟”...
...سألت ساشا بحيرة، فالغابة مكانٌ مفتوح، أليس من حقها الذهاب إلى حيث تشاء؟....
...“لا يُسمح”...
...“لماذا؟”...
...لم يعرف الصبي ما يجيب به، فبعثر شعره القصير بيديه بغيظ ثم جلس من جديد حيث كان، على مسافة قصيرة من الجدول....
...انتزع الخوخ من يد ساشا وكأنه يأخذه بالقوة. لكن ساشا فرحت لأن هديتها قُبلت، وجلست في مكان يبعد نصف خطوةٍ عنه....
...“هل تعيش هنا؟ في مانولي؟”...
...أومأ الصبي إيماءةً خفيفة دلالة على الإيجاب...
...هزّت ساشا رأسها بحماس. ثم ساد الصمت من جديد....
...رفع الصبي ذقنه وحدّق بشرودٍ في السماء حيث كانت الغيوم القطنية تنساب، كان وجهه يشبه وجه ساشا عندما تجلس أمام دفتر الواجبات الذي يعطيهُ لها إنزو....
...تساءلت في نفسها متأخرة، ترى، ما نوع المحتوى الذي يوجد في دفتر واجبات شخصٍ مثله؟...
...عرضت ساشا أن تغسل له الخوخ في ماء الجدول، لكنه رفض. و فرك الصبي الثمرة بطرف سترته السوداء كيفما اتفق، ثم قضَمها بقشرتها دفعةً واحدة....
...أخرجت ساشا ثمرةً من سلتها كانت مخصصةً لها وبدأت تقضم منها بهدوء تقلده....
...أنهى الصبي الخوخ في لحظة، ثم مسح شفتيه بإبهامه....
...'هل كل من يرتدون الزيّ الرسمي هكذا؟'...
...كانت وضعية جسده مستقيمةً وأنيقة بطريقةٍ لم ترَها ساشا من قبل، و كان يعرف كيف يأكل بنظافة لدرجة أن الآخرين لا يمكنهم حتى ملاحظة أنه أكل شيئًا....
...أما ساشا، فكانت فوضويةً لدرجة أن عصير الفاكهة سال حتى ساعدها وجعلها لزجةً بالكامل....
...فجأة شعرت بالخجل، فمسحت ذلك بخفية على كمّها....
...بعد أن تقاسما الفواكه واحدةً تلو الأخرى، أصبحت السلة فارغة، و حاولت ساشا جاهدةً أن تقسم حبّة الخوخ الأخيرة إلى نصفين....
...لكن الصبي، وقد ضاق ذرعًا برؤيتها تكافح، أخذها منها وشطرها إلى نصفين في لحظة، وعندما أعادها لها، كان لبّها الطري قد تهشّم قليلًا...
...قطّب الصبي حاجبيه بخفة، ثم مسح ظهر يده من عصير الخوخ بشفتيه....
...كان عبق الفاكهة الصيفية الحلو يعبق في المكان لدرجة قد يجذب النحل....
...“رائحة الخوخ تملأ في المكان.”...
...قالت ساشا ذلك وهي تقضم الخوخ الذي قسمه لها....
...“وأنت تفوح منكِ رائحة البرتقال.”...
...ردّ الصبي بفتور....
...“حقًا؟”...
...رفعت ساشا كمّها لتشمّه، لكنها لم تشم شيئًا....
...كانت رائحة الخوخ التي تفوح منها قوية لدرجةٍ طغت على أي رائحة برتقال قد تكون هناك....
...“انتهى.”...
...تمتم الصبي وهو يرمي نواة الخوخ بعيدًا....
...كانت ملامحه تقول ان هذا النوع من الحديث العابر تافهٌ وممل....
...طارت النواة بعيدًا، لمسافةٍ لم تكن ساشا لتجرؤ حتى على تجربتها، واصطدمت بشيء ما كأنها ارتطمت بشجرة، فأصدرت صوتًا خفيفًا قبل أن تختفي عن الأنظار....
...“كيف جئتَ إلى هنا؟ أنت لست من سكان مانولي، أليس كذلك؟ صحيح؟”...
...لكن ما عاد إليها كان فقط الصمت....
...صدى صوت ساشا هو وحده الذي تردّد بخفوت. ...
...كان ذلك تجاهلًا واضحًا....
...تأملت ساشا الموقف قليلًا، ثم حاولت أن تفتح الحديث من جديد....
...“هل ضللتَ الطريق؟ إن كان الأمر كذلك، يمكنني أن أدلّك على الطريق إلى القرية.”...
...رغم الرفض المحرج، واصلت سؤاله بصوتٍ واضح مثل الزجاج، صافٍ كماء النبع....
...كانت تلك الفتاة الصغيرة الجريئة تشبه الغابة التي يجلسان فيها جنبًا إلى جنب، غابة بريسين، يا له من اسم جريء لقريـة ريفية منسية في أحد أركان البلاد....
...“اصمتي……”...
...وضع الصبي قبعته الزرقاء على وجهه وأغلق عينيه. رغم أن الأغصان الممدودة من الأشجار كانت تحجب عنه أشعة الشمس....
...و بدلًا من النحل الذي جذبته رائحة الفاكهة الحلوة، كان صوت الفتاة الصغيرة يطنّ في أذنه بلا توقف...
...لكنه تجاهل هذا الإزعاج الطفولي ونام....
...____________________________...
...البطلة ساشا وشكل ذاه كذا بس كذا ماضي من طفولتها ؟...
...ومن الورع الي كأنه ملاك ؟ البطل؟ i don’t know و الله...
...المهم الروايه الوصف فيها حلو مره 🤏🏻...
...Dana...
...“ساشا فينوش!”...
...صرخ إنزو فينوش، الذي بلغ من العمر خمسة عشر عامًا هذا العام، وهو يمسك بشقيقته الصغيرة التي كانت تتسلل عبر البوابة الصفراء بخفة، ثم بدأ يزمجر....
...“كدت أقول لأمي أنكِ نائمة. لو اكتشفوا أنكِ خرجت خلسة، ما كنتِ لتتمكني من الخروج مرة أخرى لمدة عشرة أيام.”...
...“شكرًا، إنزو.”...
...كانت رائحة الشوكولاتة تفوح من شفتي ساشا التي تمتمت بالكلمات. ...
...كان قد طلب منها أن تنتظر في المنزل بينما تأكل الشوكولاتة، ولكنها لم تأخذ بنصيحته وخرجت لتتمشى بمفردها....
...شعر إنزو بالإحباط وأمسك جبهته. تساءل إذا كانت هذه الفتاة تدرك حقيقة أنها كانت قريبةً من الموت قبل فترةٍ قصيرة....
...“ماذا عن الواجب الذي أعطيتكِ إياه؟”...
...'لابد أنها قد أنجزت ذلك قبل أن تخرج.'...
...أغمض إنزو عينيه بتشكك....
...“كنت حقًا أرغب في القيام به، لكن عن طريق الخطأ طار دفتر الواجب مع الرياح.”...
...“هل طار كله؟”...
...سأل إنزو بعبوس وهو يطوي ذراعيه. و أومأت ساشا برأسها دون تردد، بابتسامةٍ عريضة....
...“كله!”...
...“إذا كنتِ ستكذبين، فعلى الأقل أظهري بعض الجدية.”...
...حين تلألأت عينا إنزو الواسعتان كما لو كان قد صادف شيئًا في الظلام، شعرت ساشا بالخطر وحاولت بسرعة تغيير الموضوع....
...“لا تكن هكذا واسمعني. لقد قابلتُ شخصًا لأول مرة في الغابة اليوم. كان يرتدي زيًّا رسميًا.”...
...“زياً رسمي؟”...
...عندما سمع إنزو ذلك، ألحّ عليها لتشرح المزيد من التفاصيل. وبعد أن سمع من ساشا أن الشخص الذي صادفته في الغابة كان يرتدي زيًا رسميًا أسود بياقةٍ زرقاء وأزرار ذهبية، شعر أخيرًا بالاطمئنان....
...“إنه زي أكاديمية سارساي العسكرية. من المحتمل أن ابن الكونت لافاييت، الذي يدرس هناك، و قد عاد إلى القصر. فهذه آخر عطلةٍ صيفية له قبل التخرج.”...
...لسببٍ ما، شعرت ساشا أن نبرة إنزو كانت وكأنه يلومها لأنها لم تكن تعرف، فنفخت شفتيها....
...كانت تعرف على الأقل أن ابن الكونت هنا يدرس في أرقى مؤسسةٍ تعليمية في بريسين. و فقط لم تكن تعرف كيف يبدو زي تلك الأكاديمية....
...“إذًا، هل الشخص الذي قابلتهُ هو ابن الكونت لافاييت؟”...
...“بالطبع لا. ماذا كنتِ تسمعين للتو؟ ابن الكونت يقيم في القصر. من الأرجح أنه زميله في الأكاديمية أو أحد الضيوف.”...
...“فهمت. أنا فقط لم أكن أعرف من أي أكاديمية جاء ذلك الشخص.”...
...وعندما نظر إليها عن كثب، بدت ساشا متحمسةً على غير العادة....
...خدّاها المستديران كانا أحمرين كحبتَي كرز، وعيناها الكبيرتان كانت تلمعان بفضول لا يمكن إخفاؤه....
...توقف إنزو عن فرك ذقنه وسألها،...
...“هل أرعبكِ ذلك الشخص بأي شكل؟”...
...“لا، لم يُعرني أي اهتمامٍ على الإطلاق. سألته إن كان قد أضاع طريقه، لكنه تجاهلني ونام.”...
...يبدو أن تذكّر التجاهل جعل ساشا تنكمش فجأة....
...عيناها الكبيرتان والواضحتان، اللتان تكادان تشغلان نصف وجهها، انسدلتا إلى الأسفل بحزن....
...و وجنتاها البيضاء والممتلئة ارتفعتا قليلًا مع انكماش أرنبةِ أنفها الصغيرة التي لا تزال مسطحةً كأنف الأطفال....
...وجهها كان يشبه تمامًا أرنبًا صغيرًا أُمسِك من أذنيه....
...وضع إنزو يديه على خصره وكتم تنهيدة خرجت منه بلا إرادة. ...
...كانت ساشا طفلةً محبوبة جدًا، وكانت على دراية تامة بذلك. وعندما تقع في موقفٍ محرج، كانت تستغل جاذبيتها بمهارة لتفلت من المواقف، سواءً فعلت ذلك بوعيٍ أو بشكل لا إرادي....
...ولهذا السبب، كان إنزو يواجه صعوبةً شديدة في مجالسة ساشا وتعليمها بجدية....
...“ساشا، أنتِ تريدين الذهاب إلى الغابة للعب مرة أخرى غدًا، أليس كذلك؟”...
...يبدو أن ساشا بدأت تشعر بالضيق من كثرة التوبيخ، فصارت تلتف بجسدها محاولةً الفرار، لكنها توقفت فجأة عندما سمعت تلك الكلمات....
...تلألأت عينا إنزو الذي كان غارقًا في التفكير. لقد خطرت له فكرةُ لترويض هذه الفتاة المشاكسة....
...***...
...عندما عادت إلى غرفتها واستلقت على السرير، صدر صوتٌ خافت من الفراش....
...أخذت ساشا تحدق في السقف، محاولةً أن تجد في أرجاء غرفتها لونًا يشبه لون شعر الشاب الذي قابلته قبل قليل....
...كانت غرفة ساشا مليئةً بشتى أنواع الأغراض المبعثرة. و كلها كانت أشياء قديمة حصلت عليها من الآخرين، أو جمعتها من غابة مانولي، أو صنعتها بنفسها....
...من بين كل تلك الأشياء، أعز ما تملك هو مصباحٌ نفطي قديم يبدو أنه صُنع قبل خمسين عامًا، وقد ورثته عن الجدة إيلودي....
..."هذه الغرفة ذات الذوق الأغرب مما رأيت في حياتي. تبدو كعش طائر ٍهاجمه أحدهم للتو."...
...كان تقييم الجدة رولو الجاف قاسيًا وصريحًا....
..."رائع يا ساشا! تبدو كأنها متحفٌ غامض وعتيقٌ مليء بالتحف القديمة."...
...كان إعجاب الجدة إيلودي بمثابة عزاءٍ بسيط لساشا. و على أي حال، كلتاهما كانتا طيبتين....
...تذكّرت ساشا باقة أزهار القطيفة البنفسجية التي قطفتها في طريق عودتها إلى المنزل، فنهضت فجأةً من على السرير....
...أين يجب أن أضعها لتبدو في أجمل هيئة؟...
...بعد تفكيرٍ طويل، وضعتها في زجاجةٍ كانت تحبها، ثم وضعتها على حافة النافذة حيث تصل أشعة الشمس جيدًا....
...الزجاجة على شكل صدفةٍ مزينة بشريط وردي كانت في الأصل زجاجة عطر اشتراها السيد فينوش لزوجته من لوران. وقد نالتها ساشا كهدية في ميلادها العام الماضي، بعدما ألحت كثيرًا للحصول عليها وهي فارغة....
...جلست ساشا على وسادةٍ مزينة كانت رائجةً قبل عشر سنوات، وبدأت تفكر في ذلك الفتى الذي قابلته اليوم....
...بدا أنه في عمر إنزو تقريبًا. لكنه كان يبدو أكثر نضجًا بكثيرٍ منها....
...أما شعره، فكان بلونٍ لم ترَه في حياتها من قبل....
...كان يشبه قطعةَ شوكولاتة ذابت في وضح النهار، أو خشب شجرة الأبنوس التي رأتها في الغابة....
...لكنه لم يكن بنيًا. كان أسود ناعمًا للغاية....
...“الآن بعد أن فكرت في الأمر، ما لون عينيه؟ هل كانتا زرقاوين؟ لو رأيته مرة أخرى فقط، سأعرف بالتأكيد.”...
...تمنت لو أن الغد يأتي بسرعة لتعود إلى الغابة....
...كان إنزو قد وعدها أنه إذا أنجزت واجباتها في الصباح، فسيسمح لها بالخروج في نزهةٍ إلى الغابة بعد الظهر. قال إن ذلك الفتى، إن كان حقًا طالبًا في أكاديمية سارساي العسكرية، فسيبقى هنا حتى نهاية عطلة الصيف....
...لكن، حتى لو كان كذلك، لا أحد يعلم إن كان سيعود إلى الغابة مجددًا. ...
...وإن كان ضيفًا لدى عائلة لافاييت، فلا بد أنه يقيم في القصر. و ربما مرّ بالغابة اليوم فقط بدافع المزاج أو الفضول....
...لذا، لا يوجد ما يضمن عودته....
...ومع ذلك، كانت ساشا تشعر بطريقةٍ غريبة أن ذلك الفتى سيكون مستلقيًا في نفس المكان غدًا أيضًا....
...لم تعرف السبب، لكنها فقط كانت تشعر بذلك....
...وقعت عينا ساشا، التي كانت قد أرجعت رأسها إلى الوراء بطريقةٍ خطيرة كانت لتجعل الجدات يوبخنها لو رأينها، على شيءٍ موضوع فوق المكتب....
...كان ظرفًا يحمل رسمًا لأسد، وتحت الرسم كُتبت بالأحرف المزخرفة أول حروفٍ من اسمٍ ما. كانت رسالةً من قصر توت العليق....
...قال إنزو أنه يجب تمزيقها فورًا، لكن ساشا لم تفعل ذلك. ...
...الصبي الذي قِيل إنه ابن أخت الطبيب بريسون في القرية، جاء إلى بيت المصيف في مانولي في ربيع العام الماضي....
...حتى قبل قدومه بوقتٍ طويل، اعتاد سكان مانولي أن يطلقوا على ذلك البيت ذي السقف الأحمر، حيث نُصب في فناءه شجرة توت العليق ضخمة، اسم “قصر توت العليق”....
..."لا يستطيع الخروج من القصر؟ لماذا؟"...
..."لأن صحته سيئةٌ جدًا."...
...أنصتت ساشا باهتمامٍ إلى ما قاله السيد بريسون عن فتى قصر توت العليق، الذي يعيش حياته في الداخل بسبب مرضه....
..."ساشا، أنتِ فتاة يحبها الجميع. وإن تحدّثت إليه فتاةٌ مشرقة مثلكِ تجيد الابتسام، فسيستعيد قوته بسرعة."...
...كان الطبيب، الذي طُلِب منه أن يجد صديقًا لابن أخته، قد قصد منزل السيد فينوش أولًا، لأن ساشا فينوش كانت الطفلة التي تعرف كيف تبتسم بأجمل شكلٍ في مانولي....
...وقد قبلت ساشا هذا الاقتراح بسرور. فالزوجان اللذان قيل أنهما محاميان شهيران في لوران، دفعا لها أجرًا جيدًا....
...وكانت ساشا تعلم أن السيد والسيدة فينوش يعانيان من الصداع بسبب محاولاتهما توفير تكاليف دراسة إنزو في الخارج....
...في أحد أيام أوائل الصيف، التقت الصبي للمرة الأولى تحت شجرة توت العليق، وكان لون عينيه رماديًا مائلًا إلى الأخضر، يشبه لون ماء البحر في يومٍ غائم....
...وقد أحبت ساشا ذلك اللون، ولذا آمنت بأن من يملك عيونًا بتلك الدرجة لا بد أن يكون شخصًا طيبًا....
...لكن في الحقيقة، كان ذلك الصبي طاغيةً صغيرًا يشبه البحر في يوم غائم....
...كان يتعامل معها بلطفٍ في البداية، ثم ينفجر غضبًا لأتفه الأسباب، ثم يعتذر لاحقًا....
...كان شخصاً من الصعب تمامًا فهمه أو التنبؤ بتصرفاته....
..."هل يمكنني التوقف عن الذهاب إلى ذلك البيت؟ أريد فقط الذهاب للعب في الغابة."...
...في أحد الأيام التي بدأت فيها الحرارة تزداد حتى صار العرق يتصبب، اعترفت ساشا على مائدة العشاء بأنها لم تعد ترغب في الذهاب إلى قصر توت العليق....
...عندما سمع السيد والسيدة فينوش ذلك، وقعا في حيرة. فقد كان الطبيب بريسون قد أثنى على ساشا قائلًا أتها ساهمت كثيرًا في تحسّن حالة الصبي، كما أخبرهم أن ذلك الفتى قد تعلّق بساشا ويعاملها كأنها أخته الصغرى ويكنّ لها محبةً كبيرة....
...لذلك، كان قد طلب منهم أن يسمحوا لها بالاستمرار في زيارته....
..."إنه مجرد دلال أطفال، أليس كذلك؟ إن تحدثتم معها بلطف، فستقبل بالعودة قريبًا. ساشا فتاةٌ طيبة."...
...كان الطبيب بريسون يتوسل إليهم بلهجةٍ جادة، حتى جعل السيد فينوش يشعر بالحرج والتوتر....
...فقد كان الطبيب في السابق هو من عالج إنزو من مرض السل، ويُعتبر منقذ العائلة. ...
...ثم إن ساشا لم تعارض الذهاب إلى هناك بجدية. لذا لخّص الزوجان فينوش إلى أن ما قالته ساشا كان مجرد دلالٍ عابر....
...وساشا وافقت على ذلك....
...فقد كان ما أزعجها فقط هو عناء الذهاب يوميًا إلى قصر توت العليق، أما قولها بأنها لا تريد الذهاب هناك، فكان مجرد كذبة....
..._______________________...
...لحظه ليه وقف الفصل هنا ابي اعرف طيب وش صار مع الورع المجنون كيف رجعت من القصر وهي قدها تموت 😭...
...المهم كذا تأكدت ان الولد الي كلا معها الخوخ هو البطل بس الباقي؟ هذا ما سنعرفه ...
...إنزو اخو ساشا يضحك يارب مب بس طالع في الماضي ذاه...
...هذا خشب الابنوس: ...
...Dana...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon