الفصل11: لا يجب أن يكون شيئاً آخر

...لم يُقفل السيد روبرت الباب مجددًا. و أصبح بإمكان ساشا الدخول والخروج بحرية إلى قصر توت العليق كما كان من قبل....

...حتى السيدة فينوش، بعدما علم أن ساشا قد جرحت راحتي يديها وركبتيها أثناء تسلقها سور القصر، رفعت يديها استسلامًا....

...في ذلك المساء، بينما كانت السيدة فينوش تقشر البصل في المطبخ استعدادًا لوجبة العشاء، لمحت من بعيد السيد روبرت وهو يحمل ساشا على ظهره، فتنهدت....

...عندما نقلت السيدة فينوش القصة إلى زوجها، رأى السيد فينوش ركبة ساشا المليئة بالجروح. ثم نظر إلى السقف الخشبي العتيق، و خفض رأسه لينظر إلى ساشا....

...كرر ذلك عدة مرات، ثم في النهاية تنفس بعمقٍ وسمح لها بزيارة قصر توت العليق....

...“لكن بدلًا من ذلك، قومي فقط بالتنزه في الحديقة، أو برسم اللوحات. إن لم تفعلي أحد هذين الأمرين، فلا تفعلي شيئًا آخر. لا تزعجِ السيد روبرت، ولا تقتربِ منه، ومن الأفضل ألا تتحدثِ إليه إن أمكنكِ ذلك.”...

...“سأبذل قصارى جهدي.”...

...بعد أن أقسمت على ذلك، حصلت أخيرًا على الإذن بالدخول والخروج بحرية إلى قصر توت العليق مرة أخرى. ...

...عندها فقط اطمأن السيد فينوش واستدعى طبيب القرية، السيد بريسون....

...“لكي تلتئم الجروح بسرعة، من الأفضل تناول الكثير من البيض، والحليب، واللحم الأحمر. و الحصول على قسط كافٍ من النوم أمرٌ مهم أيضًا، لكن ربما لن تستطيع النوم جيدًا الليلة بسبب الألم في موضع الإصابة. و في تلك الحالة، سيكون من المفيد أن تأخذ نفسًا عميقًا وتطبق تقنيات النوم العلاجية.”...

...وبما أن الإسعافات الأولية كانت قد أُجريت بالفعل في قصر توت العليق، فلم يكن هناك الكثير ليفعله السيد بريسون. ثم أعطاها مرهمًا موضعيًا مع وصفة بسيطة فقط....

...لكن في تلك الليلة، بينما كانت ساشا مدفونةً تحت لحاف مخططٍ بالأخضر، لم تشعر بألم يُذكر. و كان الألم الوحيد في أسفل ظهرها، الذي ظل مشدودًا من شدة التوتر أثناء وقوفها أمام السيد روبرت....

...أما راحتي يديها التي تكونت عليها قشرة الجروح، وكاحلها المتورم، فكانا لا يزالان يثيران فقط شعورًا بالحكة....

...كان أمرًا غريبًا. ربما يكون السيد روبرت طبيبًا أفضل من السيد بريسون....

...كأن ريشة طائرِ الحاجب الأبيض، الذي رأته يومًا ما في حديقة قصر السيد روبرت، كانت تدغدغ راحة يدها....

...هل هذا ما يشعر به الإنسان حين يُخلق لحمٌ جديد مكان الجلد الممزق؟...

...على عكس ما أوصى به السيد بريسون، لم تكن ساشا عاجزةً عن النوم بسبب الألم، بل لأسبابٍ أخرى، فقد ظلت تتقلب في سريرها عدة أيامٍ دون أن يغمض لها جفن بسبب أفكارها....

...***...

...توقفت دراجةٌ مربوطة بشريطٍ برتقالي على المقبض عند الجزء الخلفي من قصر توت العليق مصدرةً صوت صرير....

...ترجّلت ساشا وهي تدندن بلحنٍ خفيف، ثم وضعت دراجتها بين الشجيرات قرب الباب الخلفي، حيث لا يمكن للناس رؤيتها بسهولة، وأنزلت السلة....

...في السلة كان هناك بيضٌ طازج، وكريمة، وزبدة، وعجينة فطيرة، وشرائح لحمٍ مقدد، وسبانخ. جميعها أحضرتها من المنزل....

...في طريقها إلى القصر عبر الحديقة، قطفت حفنةً من الأعشاب التي كانت قد لاحظتها بالأمس، وأخذتها معها....

...مرّت عبر الردهة الأمامية بثقةٍ كما اعتادت، لكنها بدلًا من أن تتجه كالمعتاد إلى غربة الرسم، ترددت قليلًا ثم توجهت إلى المطبخ ووضعت الأشياء هناك....

...كانت ساشا قد عزم على ألا تزعج السيد روبرت كل صباح. لكن حين تنتبه لنفسها، كانت دومًا تبدأ بالفعل في الحديث معه وسرد كل ما يخطر ببالها....

...كان السيد روبرت يعرف أكثر حتى من الجد بيرتران، الذي يدير محل البقالة، وكان مثقفًا ذا دراية عميقة خاصةً في مجال الفنون....

...لم يسبق لساشا أن التقت أحدًا في عمر إنزو ويكون أذكى منه....

...'أنا أريد أن أقترب منه أكثر.'...

...أنا أحبه. أريد أن أقترب منه. أريد أن أقضي وقتًا أطول في قصر توت العليق. و أتمنى لو يبقى السيد روبير في مانولي طويلًا حتى بعد انتهاء الصيف....

...لكن ذلك الرجل كان يحذر بشدة من اقترابي منه. لا أعرف لماذا، لكنه كان يولي أهميةً كبيرة للمسافة بيننا....

...في أحد الأيام، نفخت ساشا مداعبةً في أذن السيد روبرت بينما كان نائمًا على المكتب. فغضب بشدة ووبّخها على تصرفها غير اللائق....

...لكن ساشا كانت تتصرف معه كما تتصرف مع إنزو لا أكثر. وعندما قالت ذلك، أغلق عينيه بشدة وكأنه في موقفٌ محرج....

..."أنا لست كأخيك. لست من عائلتكِ حتى."...

...وحين فتح عينيه من جديد، قال إنهما ليسا من نفس العائلة، لذا لا ينبغي القيام بتصرفاتٍ مبالغ فيها في الألفة....

...لم تستطع ساشا أن تفهم لماذا لا يمكنها الاقتراب من السيد روبرت، لكنها قررت أن تحترم رغبته على أي حال. فإن أرادت أن تبقى ضيفةً مرحبًا بها في مساحته، فعليها أن تلتزم بقوانينه....

...منذ ذلك الحين، كانت ترسم بهدوء في غرفة الرسم، ثم تعود إلى بيت البوابة الصفراء الليمونية راكبةً دراجتها عند حلول المساء....

...قررت، كما قال السيد فينوش والسيد روبرت، ألا تقوم بأي شيءٍ آخر. واستمرت على هذا الحال إلى أن اكتشفت أن سكان القرية ما زالوا لا يوصلون الخبز أو اللحم إلى منزل السيد روبرت....

...“مرحبًا! سيد روبرت! هل كنت تقرأ كتابًا؟”...

...وضعت ساشا السلة في المطبخ، ثم وقفت على أطراف قدميها وفتحت النافذة على مصراعيها....

...كان السيد روبرت جالسًا على كرسي شاطئي تحت ظل شجرة التفاح في الحديقة، يقرأ كتابًا مستمتعًا بأشعة الشمس....

...حقًا كانت حياة عطلةٍ مترفة....

...من أين له بكل هذا المال لينفقه بهذا الشكل؟ ...

...أحيانًا كانت تقلق من أن يُكتشف أمره ويُطرد من منصبه كمديرٍ على القصر....

...“هل يمكنني استخدام المطبخ؟ سأقوم بتنظيفه جيدًا بعد أن أنتهي.”...

...نظر إليها السيد روبرت بنظرةٍ جانبية، ثم قال لها أن تفعل ما تشاء. فعادت ساشا إلى المطبخ، لكن بعد قليل ركضت مجددًا وأطلت برأسها من النافذة....

...“بالمناسبة، هل تحب السبانخ؟”...

...كان سؤالًا غامضًا. فأجاب روبرت بأنه لا يكره السبانخ. و عندها اختفت ساشا بسرعة إلى داخل المطبخ....

...ساشا فينوش كانت مشتتة. على عكس الفنانين الذين عرفهم من قبل، أولئك الذين كانوا ينعزلون في غرف الرسم لعدة أشهر متواصلة، منهمكين في العمل إلى أن يُتمّوا أعمالًا عظيمة....

...أما ساشا، فكانت أفكارها تتنقل من هنا إلى هناك حتى وهي ترسم. و لم تكن تعرف كيف تتوقف عن التفكير. وهي تخلط الألوان، أو تمسك الفرشاة، قد يخطر لها فجأةً أن تتجول في الحديقة، فتقوم بذلك فورًا....

...كان معدل تقدمها على القماش بطيئًا بشكل ملحوظ. كانت تنتقل بين لوحةٍ وأخرى كفراشة تبحث عن الأزهار....

...وفي غرفة رسم قصر توت العليق، بدأت لوحاتٌ غير مكتملة تتزايد واحدةً تلو الأخرى....

...كلما سنحت لها الفرصة، كانت تهرع إلى الخارج، ثم تعود بعدما تتأمل زهرةً أو شجرة تحبها، لتعيد رسمها فوق قماشٍ جفّت عليه الألوان....

...“هل تعرف كيف تستخدم الفرن؟”...

...وسط سيلٍ لا ينتهي من الأسئلة، توجه روبرت في النهاية بنفسه إلى المطبخ....

...“ما هذا؟”...

...التفتت ساشا إلى مصدر الصوت المفاجئ، وكانت تلتقط قشر البيض المكسور من وعاءٍ فضي....

...كان السيد روبرت قد التقط ورقة وصفةٍ غارقة في الزبدة المذابة وسأل عنها....

...كانت وصفة الكيش* التي دونتها ساشا من الجدة إيلودي في الليلة الماضية....

...*آخر الفصل...

...“إنها طريقةُ صنع الكيش. هل تحب الكيش؟”...

...الجَدّات كنّ يرين أن الشاب الذي يدير قصر توت العليق بمفرده ليس خطيرًا كما تقول الشائعات. وبالأخص الجدة إيلودي، كانت تُقدّره كثيرًا لأنه ذكّرها بأيام الشامة التي كان يضعها جدها الراحل، رغم أن مدى صحة هذا الادعاء غير مؤكد....

...“ساشا، ضعي السكين وانزلي من هناك.”...

...“لقد كانت مجرد غلطة. فقط شرُدت قليلاً. لكنني كنت أعمل جيدًا قبل أن تأتي.”...

...“ابتعدي.”...

...في لحظةٍ ما، دفع السيد روبرت ساشا بلطفٍ جانبًا واستولى على وسط المطبخ. وهنا خطرت لساشا فكرة أن السيد روبرت ربما يكون جيدًا في الطهي....

...لكن في النهاية، كان كلاهما سيئًا في الطبخ. وإن كان لا بد من المقارنة، فربما كان روبرت أفضل منها بقليل....

...ومع ذلك، كانت رائحة الكيش التي أُعدت وفقًا لوصفة الجدة إيلودي رائعة. رغم أن شكله لم يكن مثاليًا تمامًا، إلا أن رائحة الزبدة واللحم المقدد كانت متناسقةً بشكل مذهل....

...ابتلعت ساشا أول لقمة بشجاعة....

...“لذيذ!”...

...وبعدها، تذوق السيد روبرت لقمةً كبيرة بوجه متشكك، ثم بدأت ملامحه تتخذ تعبيرًا غامضًا....

...“يقال أن الفنانين لديهم حاسة تذوقٍ حساسة.”...

...“أنا لستُ فنانة.”...

...قالت ساشا ذلك وهي تبلع قطعة الكيش التي كانت في فمها....

...“إذاً ما أنتِ؟”...

...كان السيد روبرت يضع الشوكة جانبًا ويحدق فيها بنظرةِ تساءل. لقد قالت ساشا ذلك عدة مرات بالفعل، لكنَّه لا يزال يسأل بنفس الطريقة. ...

...فبدأت ساشا تشعر بالضيق قليلاً....

...“أنا ساشا فقط. ساشا فينوش.”...

...تمتمت ساشا وقالت ذلك، ثم تناولت قطعتين من الكيش. أما الرجل الذي كان يجلس مقابلها، فقد تناول قطعةً واحدة فقط....

...تركت الكيش المتبقية على الطاولة، ولا تعرف إن كان قد تناولها لاحقًا أم لا....

...ابنة السيد فينوش كانت تزور قصر توت العليق بشكلٍ متكرر. وقد أثار هذا الأمر الكثير من الهمسات في مانولي....

...كان أهل مانولي يستخدمون ساشا كعيونٍ لهم، وكأنها جاسوسٌ أو حارس. ومع مرور الوقت، ومع رؤيتهم لساشا وهي تزور قصر توت العليق يوميًا ثم تعود بأمانٍ في المساء، بدأوا يعتقدون أن السيد روبرت قد يكون شخصًا جيدًا....

...وفي تلك الفترة تقريبًا، بدأ بعض الأشخاص يتحدثون عن طباعه الهادئة وأسلوبه المهذب. ...

...و كانوا هؤلاء نفس الأشخاص الذين في الماضي قد جعلوا السيد روبرت يشرب حتى الثمالة تحت ذريعة أنهم يريدون اكتشاف هوية مالك قصر توت العليق الجديد، واستغلوا ذلك للحصول على كميةٍ كبيرة من الكحول....

...بدأ أصحاب المحلات في إعادة توصيل الخبز واللحوم إلى قصر توت العليق. كما بدأ سكان القرية يمرون بالقرب من القصر أحيانًا، ويلقون تحيةً وهم يطلون عبر السياج....

...على الرغم من التحفظات التي كانت موجودةً سابقًا، بدأ الناس يظهرون لطفًا تجاه قصر توت العليق....

...و طالما لم يكن الشخص يمثل تهديدًا لسلامة القرية، كان سكان مانولي مهتمين كثيرًا بالشاب الوسيم القادم من لوران....

...في صباح يومٍ استيقظت فيه متأخرةً عن المعتاد، كانت ساشا تسرع في الذهاب إلى قصر توت العليق عندما اضطرت فجأةً إلى الضغط على المكابح....

...كانت حفيدة صاحب متجر المواد الغذائية، السيد ديني، تتحدث مع السيد روبرت. وكان السيد روبرت قد خرج لاستقبالها حتى باب القصر....

...كان السيد روبرت يبدو في الوهلة الأولى شخصًا مهذبًا، لكن بمجرد أن تبدأ في التحدث معه، يظهر أنه شخصٌ حذر جدًا وصعب المراس، مما يجعل من الصعب أن تقترب منه....

...فكرت ساشا بأنها يجب أن تساعد حفيدة السيد ديني حتى لا تشعر بالإحراج، لأنها على الأرجح غير معتادة على ردود فعل روبرت الغليظة فأسرعت بدراجتها....

...______________________...

...وهم في المطبخ يضحكون ماعندهم سالفة😭...

...المهم ساشا هي سنشاين القرية تجنن بس عشانها هي طلعت ودخلت من بيته حبوه الناس تجنننن🤏🏻...

...عنوان الفصل قصده ان ساشا يوم قال انا فقط ساشا فينوش بس صدق ليه ماتبي تكون شي غير كذا؟ عشانها متبناة؟😔...

...هذا الكيش كأنه فطيرة مالحة والمعروف عنه خلطة بيض : ...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon