الفصل5: الحظ الجيد الذي نتج عن سوء الحظ

...من المدهش أن ابنة عم الماركيزة بيل التي تحدثت عنها كانت هي الدوقة كي....

...توقفت عربة إيلمونغ أمام لورتيز، التي كانت تابعةً لدوقية كي، ولم يكن القصر بعيداً من هناك....

...وخلال الطريق إلى القصر، جلست ساشا بجانب الماركيزة وأرضتها بحديثها الذكي ودلالها اللطيف، لكن ذلك لم يدم طويلاً، فبمجرد الوصول إلى القصر تغيرت الأوضاع....

...كانت الدوقة كي، صاحبة القصر، واحدةً من أرفع سيدات النبل في لورتيز بل وفي بريسِن أيضاً....

...وبناءً على طلب ابنة عمها، منحت عائلة السيد فينوش غرفةً للمكوث فيها لبضعة أيام دون تردد...

...لكنها لم تستقبلهم بنفسها أو تتكلف بلقائهم....

...وبعد مرور يومين، خرج السيد فينوش وإنزو إلى محطة القطار. كان ذلك للتحقق من موعد القطار التالي المتجه إلى إيليمان....

...أما الماركيزة بيل فقد غادرت لمواساة ابنة عمها، فقد كانت الدوقة كي تعاني من حزن شديد بعد تدهور صحة زوجها مؤخراً....

...ساشا التي تُركت وحدها كانت تموت من الملل، فراحت تتجول داخل الغرفة كجروٍ صغير لا يهدأ ثم أخرجت رأسها بخفة من النافذة....

...أثارتها ستائر الصيف البيضاء في القصر، والتي زُينت بدانتيلٍ على شكل وردات بيضاء، كأنها تغريها...

..."ساشا، لا تتجولي وحدكِ من الملل، عليكِ أن تنتظري بهدوء حتى نعود أنا ووالدكِ، مفهوم؟"...

...إنزو أوصاها بعدم التجول في الخارج، لأنها قد تضيع في هذا المكان الغريب. فحديقة قصر كي، وإن بالغنا قليلاً، كانت بحجم غابة مانولي تقريباً. وكان هناك عددٌ من البستانيين يعتنون بها....

...لكن أن تبقى ساكنةً لمجرد سماع تلك الكلمات، كان أمراً صعباً، فجمال مناظر لورتيز كان ساحراً للغاية....

...اقتربت ساشا بوجهها من الستارة التي أعجبتها أكثر من غيرها. ومن بين الدانتيل المنسوج بإتقان، تسللت حرارة الظهيرة الصيفية الساحرة حتى كادت تخطف الأنفاس....

...بالمقارنة مع لورتيز، التي زُينت كذيل فستانٍ لؤلؤي تلبسه الملكة، بدت غابة مانولي ريفيةً وبسيطة للغاية...

...ومع ذلك، كانت ساشا لا تزال تحب غابة مانولي أكثر من أي مكان آخر....

...“فووو_ها”...

...زفرت أنفاسها الحارة التي كانت تحبسها، فاحمرّ وجهها بشدة....

...كانت تريد الخروج، و لم تعد قادرة على كبح الرغبة المفاجئة والقوية التي اجتاحت قلبها....

...“ساشا؟ هل أنتِ بالداخل؟”...

...فجأة سُمِع صوت طرقٍ على الباب من الخارج، فأسرعت ساشا وفتحت الباب....

...“جان!”...

...كان الخادم الذي ساعدها في نقل الأمتعة إلى الغرفة في اليوم الأول من وصولهم إلى القصر....

...“أرسلتني الماركيزة لأنها اعتقدت أنكِ ستشعرين بالملل وحدكِ، وقالت لي أن أرافقكِ لتلعبي على القارب إن أردتِ.”...

...في تلك اللحظة، كانت كلمات جان هي أكثر ما تمنته ساشا في العالم، وخُيّل إليها أن هالةً من النور تشع خلف ظهر الماركيزة....

...قفزت ساشا فرحة، وارتدت بسرعةٍ قبعتها الخضراء المفضلة، وانطلقت راكضةً قبل أن يتمكن جان من منعها....

...كان جان مساعدُ أقدم بستاني في القصر، وكان في نفس عمر إنزو....

...أثناء طريقهما إلى البركة التي يمكن ركوب القارب فيها داخل الحديقة، حدّث ساشا عن أوضاع عائلة كي....

...قال أن الدوق كي يعاني من مرضٍ مزمن تفاقم مؤخراً، بعد أن سقط عن جواده في رحلة صيد قبل عدة سنوات....

...وللدوقين ابنٌ وحيد، يبلغ من العمر ستة عشر عاماً هذا العام، وأضاف أن ذلك الفتى يدرس حالياً في أكاديمية سارساي العسكرية....

...“بعد أن ينهي حفل التخرج هناك، سيتجه إلى بورونا، وعندما يُتم خدمته العسكرية التي تستمر لعامين، سيعود ليتسلم لقب الدوق.”...

...كانت عينا جان تلمعان بإعجابٍ عميق وهو يتحدث عن الابن الوحيد لعائلة كي....

...جلست ساشا على الأرض بجانب القارب المربوط عند طرف البركة التي تطفو عليها زهور الزنبق....

...كم هو مدهشٌ أن تستطيع اللعب بحريةٍ في هذه الحديقة الواسعة. و شعرت فجأة بالغيرة من ابن الدوق كي، الذي لم تره من قبل، لكن لسببٍ مختلف هذه المرة....

...“الأمير لم يأتِ إلى هنا من قبل. لم يعش في لورتيز ولا مرةً واحدة.”...

...بدت كلمات جان غريبةً على أذن ساشا. أن يملك شخصٌ ما حديقة بهذا الجمال ولم يزرها قط؟...

...“هل الأمير ذو ذوقٍ غريب؟ أم أن القصر انتقل إلى هنا مؤخراً؟”...

...“بالطبع لا لقد أُرسل إلى عائلة والدته بعد ولادته مباشرة، بناءً على رغبتها وعندما بلغ السابعة من عمره، التحق بمدرسةٍ داخلية، وتخرج منها مبكراً في سن الرابعة عشرة لقد اجتاز اختبار أكاديمية سارساي العسكرية في سن الخامسة عشرة، وهو أمرٌ نادر الحدوث وبعد تخرجه، عُين برتبة ملازم في بورونا ولهذا السبب لم يعش في لورتيز حتى الآن”...

...وعندما نظرت إليه ساشا بعينين مليئتين بالاستغراب، ابتسم جان بإحراجٍ ورفع كتفيه...

...“هذا أمرٌ معتاد في العائلات رفيعة المقام.”...

...ورغم أنها لم تستطع أن تفهم تماماً، إلا أن ساشا اكتفت بهز رأسها....

...رفعها جان برفق وأجلسها في القارب، ثم بدأ في التجديف. ...

...ثم مدّت ساشا يدها في مياه البركة وبدأت تلهو برش الماء....

...***...

...عادت ساشا إلى الوقوف على رصيف القطار مجدداً....

...وكان ذلك الشيء الأسود الضخم يقترب مسرعاً كما لو كان يندفع نحوها....

...كان سريعاً وصاخباً وضخماً تماماً كما كان في المرة الأولى التي رأته فيها. لقد بدا كوحشٍ غاضب حقاً....

...وكانت المحطة مكتظةً بالناس الذين يتدافعون للصعود إلى القطار المتوقف....

...أيام ساشا الخمسة الماضية في قصر لورتيز، بهدوئه ورقّته، بدت لها الآن وكأنها حلمٌ غامض في ليلة صيف....

...وقفت ساشا بثباتٍ تحمل حقيبتها المزينة بوشاح وردي، منتظرة عودة السيد فينوش بالتذاكر....

...أما الماركيزة فلم تأتِ معهم. فقد كانت حالة الدوق الصحية تزداد سوءاً كل يوم، مما جعل الحزن يشتد في قلب الدوقة. ...

...وقد وصل نبأ خطير عن تدهور حالة الدوق إلى ابنه أيضاً، بينما كان يستقل القطار متوجهاً إلى بورونا بعد تعيينه ضابطاً....

...وبعد أن استلم برقيةً عاجلة، غيّر وجهته وتوجّه إلى لورتيز....

...أما الماركيزة فقد قررت تأجيل رحلتها لتواسي ابنة عمها في حزنها، ولتلتقي بابن أختها الذي لم تره منذ زمنٍ طويل....

...وبكرم منها، أعارت الماركيزة عائلة السيد فينوش عربتها الخاصة، وهكذا استطاعت ساشا الوصول إلى محطة القطار براحة تامة....

...'هل سيتمكن ابن الدوق كي هذه المرة من رؤية بركة الزنابق؟'...

...تسللت تلك الفكرة فجأةً إلى عقلها....

...وفي تلك اللحظة تماماً، شق صفيرٌ حاد الهواء كأنما يلحّ على الركاب بالصعود....

...فأسرعت ساشا إلى ركوب القطار من الدرجة الثالثة خلف إنزو....

...أضاءت إشارة الانطلاق، وغادر القطار رصيف لورتيز...

...و وصل القطار الثاني بأمان إلى إيليمان....

...شحن السيد فينوش الأمتعة، وودّع ابنه هناك، ثم عاد مع ساشا إلى مانولي....

...لكن حتى بعد عودتها إلى منزل البوابة الصفراء، بقيت ساشا مأخوذةً بذكريات تلك الرحلة....

...“ساشا، ما الذي ترغبين في الحصول عليه كهديةِ ميلادٍ هذا العام؟”...

...“ألوان! أريد أن أرسم البركة التي رأيتها في قصر الدوق!”...

...عندما سألها السيد فينوش ذلك ذات مساءٍ على مائدة العشاء، أجابت دون تردد. لكن تعبير وجه السيد فينوش تجمد فجأةً عند سماعه كلماتها....

...فوضعت ساشا شوكتها على الطاولة بهدوء، وهي تراقب ملامحه بحذر....

...“لكن لا بأس إن لم تكن ألواناً. في الحقيقة، كنت أرغب أكثر في قفازاتٍ جديدة مزينة بخرز، مثل التي تباع في المتاجر.”...

...غيّرت ساشا طلبها على الفور، وطلبت قفازاتٍ جديدة مزينةً بالخرز. فارتاح السيد فينوش ووافق بسرور هذه المرة....

...وعندما أشرقت شمس صباح يوم ميلادها، كان هناك صندوقٌ أزرق سماوي من متجر ديني عند رأس سرير ساشا....

...فأسرعت بفك الشريط الوردي، لتجد بداخله قفازاتٍ مزينة بلآلئ اصطناعية موضوعة بعناية. ...

...نزلت ساشا الدرج بسعادةٍ تكاد تطير، وطبعَت قبلة امتنانٍ على خد السيد فينوش....

...***...

...بعد يومين، عادت الجدة لولّو من جولة في وسط مانولي....

...وكان في سلتها قماشٌ للرسم وفرش وألوان....

...ساشا، التي نزلت الدرج تتثاقل لتساعد في حمل الأغراض، لم تستطع أن تغلق فمها من الدهشة....

...“هذه هدية ميلادكِ هذا العام.”...

...ناولتها الجدة لولو السلة بوجه خالٍ من التعابير....

...رفعت ساشا رأسها بسرعة ونظرت إلى جدتها الطويلة....

...“لكنني تلقيتُ بالفعل هدية ميلادي.”...

...“تلك كانت من والدكِ أما هذه، فهي مني. لا تعجبكِ؟ إذًا أعيديها.”...

...قالت الجدة لولو ذلك وهي تعقد حاجبيها وتهمّ بسحب الهدية، فأُصيبت ساشا بالذعر وانتزعت السلة بسرعة....

...بعد أن وضعت الهدية في غرفتها، نزلت الدرج لتشكرها...

...لكن الجدة لولو كانت قد خرجت بالفعل في نزهةٍ على الشاطئ مع الجدة إيلودي، وكان الصالون خالياً تماماً....

...عادت ساشا إلى غرفتها وبدأت بترتيب الألوان على قاعدة الكتب التي تركها إنزو لتستخدمها في الرسم....

...وما إن استنشقت رائحة الألوان مجدداً، حتى تذكّرت تلقائياً ذلك الرسّام الفقير المدمن على الكحول....

...الرجل في ذاكرتها كان يصرخ كثيرًا في وجه ساشا لأن أرضية الأتيليه متسخةٌ والفرشاة غير نظيفة....

...ولكي لا تصاب جبينها بالأشياء التي كانت تُقذف فجأة أو تُطرد، كان عليها أن تظل متيقظة....

...ذلك الرجل كان والد ساشا نفسه....

...تلك المشاهد الكثيرة التي رأتها خلال الرحلة الماضية كانت تصرخ داخل رأسها مطالبةً أن تُرسم أولًا....

...أنهت ساشا أول لوحةٍ وذهبت لعرضها أولًا على الجدة لولو....

...“ما رأيكِ؟ هل أعجبتكِ؟”...

...“…..رائعةٌ حقًا.”...

...أدلت الجدة لولو بتعليقٍ قصير بعد صمت طويل....

...وتحرك خيط النظارات الذي تمايل وهي ترفع اللوحة لتتفحصها عن قرب مما جعل ساشا تشعر بالفخر....

...“لكن من هذا؟”...

...اتبعت ساشا بنظرها إصبع جدتها الذي كان يشير إلى نقطةٍ ما....

...عند ضفة بحيرة لورتيز الجميلة التي نُقلت إلى اللوحة، كان هناك فتى بشعرٍ أسود جالسًا....

...“إنه السيد كي، يقال أنه ابن الدوق الذي يعيش في ذلك القصر.”...

...تمنت ساشا لو أن الفتى رأى بركة التدريب حتى ولو من خلال اللوحة....

...'لكني لا أعرف كيف يبدو شكل السيد كي، فماذا أفعل؟'...

...غرقت ساشا في الحيرة وفجأة تذكرت الفتى الذي قابلته في غابة مانولي الصيف الماضي....

...ذلك الفتى الذي تقاسمت معه الفاكهة وساعدها في الواجب الصعب وأنقذها من كلب الصيد....

...لم تعرف لماذا تذكّرته فجأة، ربما لأنه الوجه الغريب الوحيد الذي تعرفه؟...

...استخدمت ساشا وجه ذلك الفتى كنموذجٍ ورسمت السيد كي عند ضفة بحيرة لورتيز....

...عندما رأى السيد فينوش تلك اللوحة، اعتقد أنه يجب تسجيل ساشا في مدرسة لوران الملكية للفنون....

...و قدّم لوحتها في مسابقة نظمتها الأكاديمية الملكية، لكنها بالطبع لم تدخل ضمن المراتب الفائزة....

...“لا بأس، لم أكن أتوقع الفوز من البداية أصلًا.”...

...رغم أن قبولها في المدرسة الملكية قد فشل، لم تشعر ساشا بخيبة أمل. فحتى لو لم يكن الأمر متعلقًا بالرسم، كانت هناك أشياء كثيرة ممتعة....

...وقبل كل شيء، كانت ساشا تحب مانولي. و لم تكن ترغب في مغادرة هذا المكان....

...أما سبب عودة الحديث عن تلك اللوحة التي نسيتها عائلة فينوش لفترة، فكان بسبب مبلغٍ تعويضي أرسلته الأكاديمية الملكية....

...الرسالة المختومة بختم القصر الملكي كانت تقول باختصارٍ ما يلي،...

...أحد الزوار في المعرض أعجبته لوحة ساشا واشتراها، ولأنهم لا يستطيعون إعادة اللوحة، أرسلوا تعويضًا ماليًا بدلًا منها....

...ذهبت ساشا إلى متجر بيرتران، الوحيد في مانولي الذي يبيع أدوات الرسم، واشترت ألوانًا جديدة بفرحٍ شديد....

...رغم أن المبلغ لم يكن كافيًا لشراء الألوان التي كانت تريدها فعلًا. لكنها عادت إلى البيت وهي تغني وتقود دراجتها الهوائية....

...'من يا ترى الذي اشترى لوحتي من معرض الأكاديمية الملكية؟ ولماذا اشترى لوحتي بالتحديد مع أني لم أفز بجائزة؟'...

...راحت ساشا تفكر بذلك وهي تدوس على الدواسات بقوةٍ وتشق النسيم المنعش....

...ولو أتيحت لها فرصة مقابلته، لأرادت أن تسأله حتمًا...

...ما الذي أعجبه في لوحتي وجعله يشتريها؟...

...وعندما وصلت إلى قمة التل، رفعت قدميها عن، الدواسات وانطلقت بسرعة في طريقٍ منحدر كأنها تنزلق....

..._____________________...

...ترااا ترااا البطل والبطله فرق العمر بينهم 6 سنوات😘...

...عادي الصراحه لأن في الوصف واضح بيتقابلون مره ثانيه اذا كبرت🙂‍↕️...

...يحزن ليه ودوه لأهل امه من يومه صغير؟ يعني امه ماربته؟ ...

...المهم ساشا تجنننن شخصيتها حلوه بس الله ياخذ ابوها طلع هو رسام بعد ...

...شفتوا العنوان؟ قصدهم ابو ساشا بالحظ السيء والحظ الجيد موهبتها✨...

...ياقوها صدق حبت الرسم مع ان الي كان يعذبها هي وامها المجنونة رسام ...

...Dana...

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon