part 8 : أين الحقيقة ؟

فكان أودلف يستكمل الطريق بحذر ممزوج بخوف مع معرفته انها ليست النهاية المحتمة و لكن بعض الرسائل بالطريق توضح له بداية و نهاية ذلك الطريق حتى و إن لم يكن هذا الطريق الاخير .

 

و لكن هل طاقة كلا منهم تقدر على الاستيعاب أكثر ما بداخل ذلك الطريق فتلك الطاقة الأساس الذي سيعتمد من خلاله وقت طريقة الخروج من ذلك الطريق الافتراضي المخلق فقط لفقدهم ما هي الأساس لخروجهم مما هم فيه إما ستجلب لهم الحياة لمجرد التنفس أو الحياة للتذوق المعنى الحقيقي لوجود كلا منهم بها .

فتكمن الحياة في عدم الاستسلام للعيش و ليس مجرد التنفس للعيش دون طاقة للمقاومة للنفس حتى .

فكان يتجه نحو طريق ضبابي يظلم أكثر و أكثر كلما تقدم و مع ذلك كان يتقدم بكل ابتسامة امل و يقين انه لن يفقد اعز ما لديه مرة أخرى كما سبق كان في الوسط ضباب فقط

و خلفه ظلام حالك كما أن أمامه نفس ذلك الظلام و كأن اللحظة فقط المتواجد فيها و يقف بها على جزء من ذلك الطريق منيرة بشكل ضبابي بسيط تجعل عيناه تدرك جزء صغير للغاية من الضوء وسط كل هذا الضباب و لكن حتى ان كان خلفه و أمامه مظلم فإنه مازال يمتلك نور يشع من داخله و ضبابا يدرك عيناه بجزء بسيط من الضوء الخارجي.

 

و لكنه وصل لنقطة أظلم المكان بأكمله لا يعلم أن تلك اشارة انه من الممكن أن يكون فقدها للابد بعد استسلامها لكل ما يحدث لها الان و ستظل جثتها معلقة في ذلك المكان الافتراضي المخلق بواسطة ذلك الخائن ، ام انه يتلاعب مرة اخرى بقواعد المكان و القوانين كعادته الحقيرة و لكنها اخر فرصة متاحة و لم اجد بداية المشهد حتى تعتمد على أفعالي نتائج واضحة يستغلها ضدنا.

يا الهى ماذا يحدث؟؟؟

فظل يركض بشكل عشوائي محاولا الا يفقد اعصابه كما يعمل الأخر على فقده اياها لعدم خروجه من مملكته اللعينة و يتوهان في تلك الاماكن الافتراضية للابد مفقودين سواء احياء أو اموات و ينفذون خطتهم المدبرة منذ قرون عديدة .

بالتأكيد ساجد في ذلك الظلام ضوء واحدا فقط يدلني على بداية الطريق لن استسلم ...

و اصبح يتصبب عرقا و لا يستطيع أن يأخذ أنفاسه ثم وقع ارضا مستسلما متذكرا ما حدث مسبقا و كيفما هزموا و لكن خبط بيده على الأرض قائلا: ما دمتي حقيقية صلبة تحمليني جالسا و واقفا لن ابقي انا الوهم الموجود هنا في وسط ذلك الظلام الحالك لن أجعل ما صار يتكرر بوهم زار ضعفي لكي ينال مني .

 

فنهض بكل عزيمة و شعر ان النور يخرج من عينه و إن لم ينعكس ليراه بها فأغمضتها حتى لا توهم عقله بأن ذلك الظلام نهايته و نهايتها و إن ما فرض من افتراضية ذلك الخائن لن يكون حقيقة مهما طال امده و أخذ يصرخ بكل ما لديه مناديا عليها دون أن يتحرك من مكانه

 

أودلف : انالياااا أعلم انكِ هنا و قد تكوني أمامي وقد تكوني استسلمتي ايضا لوهم ارهقك من كثرة واقعيته

و ظننتي انه حقيقة لا مفر منه .

 

إن تسمعينني فاغمضي عيناكي و اطردي ذلك الشعور بالألم الجسدي من تلك الجروح السطحية الوهمية و ركزي فقط على شعور واحد هو الخروج من ذلك الموقع الافتراضي بتصديق شعور أنكِ بخير و على النهر تجلسين بكل هدوء بعد ان اخذتك قيلولة صغيرة فزارك بها ذلك الكابوس و لتتأكدي انك تسيري وراء صوتي بعد ان تتحرري من وهمك الحاضر .

 

فسمع أودلف صوت المستئذب يسخر مما يقوله : أهذا ما تملكه حقا من قوه أهكذا ستنقذها و ارها الان ميتة أمامي قد حصلت على ما اريد لا تقلق ليس بالضرورة تموت كليا و مع ذلك كنت منتظرا أرى ملحمة حقيقية و احضر النقانق لأتسلى بالدرما و الاكشن الذي كان سيحدث و لكم لما أرى أن الفيلم تحول لكوميدي سنظل نضحك كثيرا هكذا حتى نمل أتعلم حقا اعطيتك أكثر من حجمك و انت اقل بكثير من المقدار الذى قدر لك وسط الممالك كم أن رؤية ضعفك يشفي غليلي...

 

اخذ يضحك أودلف: مادمت تقول هكذا اذا فأنا على الطريق الصحيح اشم رائحة التوتر و الخوف في نبرة صوتك فمهما تكلمت لن تثبط من عزيمتي فتأكدت من غبائك الان انها تسترجع قوتها مما قولته و انك فقدت السيطرة على الوضع شكرا لك يا ابن العم فرسالتك هذه أحيت قلبي مرة أخرى كم انا ممتن لغبائك حقا تلك المرة .

المستئذب لجنوده : فلتحددوا بالموقع المكان الذين سيتواجدون به خطوة خطوة حتى لا نفقدهم و المكان الاخير المفترض النجاة الوحيد لهم هو النهر كما هو مرسوم بالخطة لهم بالمشاهد فحاصروهم هناك و حاولوا بقدر الاستطاعة أن تفرقوهم فلا يتجمعون معا عند النهر فلتجعل بالموقع نهرين يتفرقوا فيه لأنهم أن اجتمعوا بالمكان سنفقد اثرهم للابد و ستفوق قوتهم قوانا.

و اذاع المستئذب بصوته المفزع بالمدينة كلها : ان لم يمت الغريبين اليوم سيقْتل كل من فالمدينة بأكملها و تعلمون انى فعلتها بمدن عدة فبعد ساعة من الان فالتجتمع المدينة كلهم على كل الطرق المؤدية للنهر و لتقتل اى شخص يمر خلالها سواء من المدينة بالتأكيد يساعدهم و من يراهم و يقتلهم سيضمن لحياته معي مستقبل اخر فحياتكم أنتم من ستقررونها.

و على الجانب الأخر من الأمور وجد أودلف و هو مغمض عيناه ضوءا طفيفا بدا بالظهور فاتجه وراءه مسرعا فبدأت الصورة من ذلك الضوء تتضح شيئا فشيئا حتى وضحت صورة النهر فاتجه اليه مسرعا و فدخل يده بالماء خمس مرات بأعماق مختلفة للتأكد من وجوده حقا ثم أخذ بيديه غرفة ماءا صغيرة و شربها و رمي بها حجر بخفة ليرى سرعة سريانه.

 

أودلف: ان له نوعا ما مذاق لم يجعلني اطوق لشرابه ثانية كما أن حركة الحجرة عليه ليست مسرعة بالدرجة الكبيرة ثم سقطت بداخله فهو إذن نهرا حقيقيا ، لكن يجب الان ان تكون اناليا هنا .

 

و لكن أناليا كانت تحاول التحرر من قيودها بعد سماعها لما قاله اودلف بعد ان استجمعت عزيمتها و نهضت بداخلها من استسلمها فبدا بالفعل بعض الجروح تختفي و البعض الأخر يتلائم و لكن بعد تحررها أظلم المكان بالكامل من حولها لا ترى شيئا و سمعت اصواتا كثيرة لمن فالمدينة بشرا و حيونات لا تميز بينهم صوت اودلف كلما تقدمت خافت و رجعت مرة أخرى فتذكرت كلامه و اغمضت عينها و لكن اصواتها كانت تعلوا أكثر يكاد راسها ينفجر و تسد اذنها و لكن لا فائدة .

 

اودلف : اى ما نحن به ليس حقيقي و إن كنا نراه و نسمعه و نلمسه بايدينا فليس هو بحقيقة تكمل به عقولنا و تلمس به قلوبنا فهما فقط مقياس الحقيقة لنا اى شئ اخر ينخدع فيخدعنا بوهم على أنه حقيقة و لكنه فخ ممزوج بحقائق ملموسه اليد و الاذن و العين فقط لا غير لا تمس بأضعف الإيمان لتوب الحقيقة بشى حتى و إن كانت مست واقعنا باشياء كثيرة فالنغلق أعيننا لنرى ما في عقولنا و قلوبنا و نلحق بها وقتها ستصلي لمكان الأمن اناليا وقتها سنلتقي لنخرج من ذلك العالم الكاذب المخلق من مجانين يقودهم قائد اجن و سيموت على كل حال .

 

فسمعت اناليا صوته فسكنت باقي الاصوات و بدا يظهر ضيه الأزرق فظلت تتجه ورائه ليكمل شئ فشيئا الصورة كاملة و لكن فجأة نار المكان ففتحت عيناها ووجدت نفسها امام نهرا و لكن ليس نفس النهر الذي تواجدوا عليه قبل تلك الملحمة و فجأة رأت أمامها المستئذب مع جنوده

 

المستئذب: و ستنتهي تلك القصة بيدي كما كانت فالمشاهد و لم يصدقني ذاك المجنون الذي يظن انه سيقدر على تغير ما لن يتغير أبدا بعد كل هذا الترتيب لعقودا عديدة

 

فربطوها بحديد و اغلقوا فمها حتى لا يعثر أودلف عليها وضعوها بقالب مبرمج على التجمد بعد ١٠ دقائق ثم رموه بالنهر المزيف الموصل بالنهر الحقيقي حتى يصل في تلك المدة فور وصوله يكون أمامه القالب دقيقة و نص ثم تتجمد كليا .

 

المستئذب: لنرى من منا صادق في كلامه فبعثتها لك حية و خلال دقيقة ستكون أمامك و بكل عجز ستموت متجمدة ثم سيسهل الطريق على الكل بعد ذلك و سيكون لا داعى لتاخرها أكثر من ذلك فسنكون انتهينا من نسل عائلتها و من ابن العم ايضا و سأحصل على البؤرة اخيرا ...

****

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon