الفصل الخامس

الشئ في الصندوق..

بعد ساعتين عاد التيار الكهربائي، فاطفأ عادل الشموع التي اشعلها في الصالة لم يشعر احد من النائمين بالانقطاع،

اما هو فقد كاد يفرغ احشاءه ذعراً تذكر اسطورة لعنة الفراعنة وكيف انقطع التيار الكهربائي عن القاهرة لحظة فتح تابوت توت عنخ آمون. قرر ان يعود ليلقي نظرة علي القصيدة التي كتبها منذ قليل...

هنا وجد الأبيات التالية في نهاية القصيدة...

تراك ستصمد حتي الصباح؟..

تراك ستصبر صبراً جميلاً...؟

هنا شعر بشعر رأسه ينتصب.. هذا بيت لم يكتبه.. هذا بيت كتب نفسه في الظلام.. القصيدة مصرة علي ان تستطيل

لم تقنع بالبيتين الأخيرين..

وفي هذه اللحظة شعر بتلك الرغبة المجنونة هرع الي المطبخ وانتقي اكبر سكين هناك.. عاد لغرفة النوم وقف يراقب اخاه النائم في نهم.. يرمق شريان عنقه النابض..

الدم الدافئ ينتظر بالداخل.. دم احمر قان...

ثم فطن لنفسه فتراجع مذعوراً.. هناك الابوان النائمان في غرفة النوم لن يشعرو بالرحيل سوف يكون موتاً رحيماً..

وماذا عن الكيروسين؟ هناك موقد بريموس به كيروسين

لو سكب منه في ارجاء الشقة واشعل عود ثقاب فلسوف ينتهي كل شيء.. ثم فطن لنفسه من جديد قرأ المعوذتين

انه واقع تحت تاثير نفسي كاسح...

يمكن ان ينتهي هذا بان يثب من النافذة ان يقتل نفسه سيكون هذا افضل الحلول الممكنة من دون ان يؤذي احداً

سواه ثم عاد يتيقظ من جديد هذا هراء انه يهذي..

الشئ في الصندوق وضعه في مازق يفضل معه الانتحار علي ان يذبح احبابه.. لكن لماذا يختار بين الاثنين؟؟

تراك ستصمد حتي الصباح؟

تراك ستصبر صبراً جميلاً؟

لا لن يستطيع الصمود.. لو مرت ساعة أخري سيكون قد ذبح كل احبائه او قتل نفسه...

جلب زجاجة الحبر الشيني ووقف عند حوض المطبخ وسكب كل قطرة فيها علي القصيدة، حتي تشوهت تماماً وصارت عسيرة القراءة وضعها في العلبة، ثم غادر البيت..

بالتأكيد سمعوا صوت الباب وهو ينغلق.. بالتأكيد اصابهم الذعر وتساءلو اين هو.. لا يهم..

راح يركض في الشارع الخالي...

راح يركض عبر تلك الأرض الخالية المظلمة.. أرض لم يتم بناؤها بعد وان كانت بعض الأساسات قد وضعت فيها وجد عموداً من خرسانة فركع جواره في الظلام، وراح ينبش وينبش.. فريشت.. فريشت... فريشت..

الصوت يحطم الأعصاب.. يمكنك ان تجن بلا مبالغة.. هناك تلك النغمة المكتومة، وهناك ذلك الاحساس القوي بالتربة الرطبة.. وضع الصندوق الصغير في حفرة ثم راح يهيل فوقه التراب.. عندها رأي ذلك الشخص قادماً من بعيد..

الظلام دامس لكنه يراه في ضوء النجوم.. توقف قلبه للحظة من الذعر، ثم نهض ونطلق يجري بلا توقف

انت تعرف انه سيجن ويقتل نفسه في الأيام القادمة..

لن يفهم احد سبب هذا الضغط العصبي الشنيع الذي اذاه كثيراً.. لكن هذا ليس موضوعنا طبعاً..

انا وجدت القصيدة..

يمكنني الان ان اقدم لك هذا الاعتراف الصغير.. كنت عائداً من دار صديق لي شعرت بنداء غريب يدفعني الي عبور هذه الأرض الوعرة الخالية من المباني كنت اشعر بذعر لكني تمالكت نفسي..

رايت عادل يدفن شيئا ويفر كالمذعور.. مشيت الي حيث دفن ما بيده.. واخرجت ذلك الصندوق الصغير..

وعندما فتحت الصندوق شعرت بأنني أعرف القصة كلها اعرف الفتي فارس وشرين وعادل والوغدين نادر وعلي

القصيدة قد تلوثت بالحبر الشيني كلها لكني اعرف كل حرف فيها سوف تكتمل القصيدة.. ربما تبلغ الف بيت

ويوماً ما سوف يكملها احد رجال التبو في منطقة تسيلي..

ممن يجيدون العربية ويضيع في الصحراء وسط العواصف الرملية وسوف يموت لكن القصيدة سوف تصل كاملة الي اوباري الان ان أملك الصندوق والشئ في الصندوق..

قصيدة واملك ان انلقها لك.. واعرف انها ستكتمل.

لهذا كتبت هذه القصة...

تسعة ابيات في هذه القصة أحدنا سوف يكتشف انها عشرة أبيات... والقصة تزداد طولاً وتنتقل من يد ليد.. اوباري.

قد قمت بواجبي... فهل انت مسرور؟؟

تٌمًتٌ

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***