الفصل الخامس

" لكنك لم تكتب حرفاً.. كتبت مايملي عليك فحسب.

انت مجرد سكرتيرة ""

اتجه للنافذة المطله علي البحر وراح يرمق الامواج الغاضبة من وراء الزجاج، ثم قال بعد تفكير..

في الحقيقة عملية الالهام نفسها نوع من تلقي ما يملي عليك سلي عن هذا اي اديب موهوب..

في لحظة من اللحظات يتحول الي قلم تكتب به يد خفية

انا قد بحثت عن افكار في عالم الابدية ووجدتها وضحيت بالكثير من اجل ذلك اذن انا استحق المجد "

"والتجانس "

"اي تجانس؟"

" كل اديب يكتب افكاره ويستخدم مفردات عالمه..

لا تتوقع ان تتجانس هذه الافكار لتصنع رواية متكاملة مقنعة.. لاحظ ان دستويفسكي يتكلم عن اكواخ الحطابين والملازم جريجوري راسالييف، بينما ديكنز يحكي عن اطفال الشوارع والميتم. وكاترين مانسفيلد غارقة في

عوالمها الانثوية المرهفة مازال الافكرافت لا يتكلم الا عن الكيانات القديمة تحت المحيط وكتولو لا شك ان فكتور هوجو يتكلم عن عوالم الثورة الفرنسية"

ضحك ضحكة وحشية وقال وهو يشير لراسه.

"الان كل هذا يدخل الخلاط هنا. هنا.. من ثم اصنع منه مزيجاً متجانساً غير متناقض .. الملازم جريجوري راسالييف سوف يصير رجل شرطة اسكتلندياً قرية كازنتزاكيس اليونانية سوف تصير مول اوف كنتاير"

ثم استدار واعلن ان وقت العودة للكتابة قد حان..

كل شيء كان مخيفاً وغريباً لكنه كذلك يستحق المشاهدة

في ظروف اخري كانت. سامانتا ستقول انها تجربة مثيرة،

لكن السأم استبد بها وتحول ظهرها لقطعة حديد..

مع الوقت فقدت وقارها فنزعت حذائيها وصارت تجلس كانها لاعب كرة قدم بين الشوطين وليس كانثي..

المشكلة الاخري هي انها لم تكن تعرف مصيرها.

ليس بوسعك ان توْدي اي عمل وانت لا تعرف مصيرك.

بعد ساعة. جثة ممزقة ام حي ترزق..

واصلت الكتابة بلا توقف. في الساعات الاولي من الصباح بدا راي جورج يتارجح ثم نام..

لاحظت ان النيران تتوهج في المدفاة وصارت هي المصدر

الوحيد للضوء وبدات الشموع تقصر وتنطفئ لاحظت ان

كل جمجمة تنطفئ الشموع في محجريها تصمت

مع الوقت بدات تأمل..

سوف اغادر هذا البيت اللعين.. سوف امشي بضعة اميال

واجد.. أجد فلاحين او صيادين او رجل شرطة علي دراجة

في خفة القطط نهضت اتجهت الي الباب نظرت الي الخلف.

فلم يحدث شيء ولم يتحرك جورج..

فتحت الباب في خفة وخطت الي الخارج عليها ان تهبط في الدرج بهدوء وعسي الا يحدث الخشب صريراً لو حالفها الحظ فلسوف تصل لبر الامان خلال نصف ساعة..

اما ان اكتشف محاولتها!!!

سوف تكون طريقته في اسكاتها قاسية جداً

اللعنه علي جورج وعلي الحب وعلي مول اوف كنتاير كله

انها فتاة بلهاء وثقت بالحب اكثر من اللازم ويا ليتها وجدته

غارقاً في خيانتها! وجدته منهمكاً في طقوس السحر الاسود... الان هي في اسفل الدرج تتجه بخفة الي الباب

سوف تخرج بعد لحظات...سوف.؟؟

فجاة دوت صرخات حادة من الطابق العلوي..

"الفتاة تهرب!! الفتاة تهرب!!"

تباً هذه لكنة المانية واضحة.

توماس مان ايها اللعين.. ظلت شمعتك مشتعلة ولم الحظ هذا.!!

الضباب ياتي من ناحية البحر..

ارغب دوماً في ان اكون هنا..

سافرت كثيراً ورايت كثيراً..

رايت جبال سوداء واودية خضراً.. ورايت نيران الغروب

علي الصحاري..

لكني اعود دوماً الي مول اوف كنتاير..(اغنية لبول مكارتني)

تجري فوق الصخور بثوبها الابيض تبدو كانها يمامة بيضاء

تهشم جناحها..

تنزلق قدمها فوق الحواف الحادة ويتناثر الزبد اكثر..

لا تستطيع الركض بالحذاء ذي الرقبة فالارض زلقة،

لكن لو نزعت الحذاء لشطرت الصخور قدمها نصفين

ام جو الفجر البارد الازرق يغلف كل شيء،

ومن بعيد تري فناراً مضيئاً.. ذلك الطابع الرهيب الموجس لانوار الليل عندما تظل مضاءة مع زحف نور الصباح

يبدو المشهد كله كانه كابوس سوف تصحو منه في لحظة ما. تعثرت وسقطت علي الصخور. واستطاعت ان تري خيط الدم يجري من ساقها ليبلل الصخر المغطاة بالطحالب..

لا يهم لا تكوني بلهاء هستيرية يجب ان تهربي يا فتاة

لابد انه صحا من النوم لابد انه مسعور لابد انه يحمل السكين العملاقة ويبحث عنك..

توماس مان صار ثرثاراً شمعته حية وكان هذا خطأ جسيماً

تري الي اي اتجاه تمضي؟

فقط لو تشرق الشمس أخيراً بعد ما غابت عده قرون.

سوف يبدد نورها هذا الخوف ولسبب ما كانت قد بدات تعتقد ان جورج لا يعمل اي شيء في الشمس..

انه كائن طيفي اقرب لمصاصي الدماء غالباً هذه هي الحقيقة لابد انه لا يستطيع عمل اي شي الا ليلاً.

تعثرت من جديد..

هناك فجوة بين الصخور تغطيها شجيرة صغيرة. حاولت ان تتماسك لكن قدمها انزلقت، وسرعان ما وجدت نفسها تتدحرج لاسفل.الاغصان تتهشم..تحاول ان تمسك باي شيء

بلا جدوي..القاع عميق فعلاً هاهي ملقاة في القاع مهشمة العظام ممزقة الاوصال تلهث. تحاول ان تعرف ما حل بجسدها اقسمت لنفسها انه مهما كان ما سيحدث فهو خير

من البقاء في البيت ومساعدة جورج في تلك الرواية

الرهيبة الرواية التي تكتبها الشياطين..

ان كاحلها ملتو لا باس هذا افظع شيء حدث لا مشكلة

سوي ان عليها ان تظل هنا فترة طويلة فعلاً وربما الي ان يلقي فلاح او صبي كشافة بنظرة الي الفجوة

المكان مظلم بشدة لكن عينيها سوف تعتادان هذا

الحب قاس جداً ويلقي بك في اماكن غريبة

"" جورج راح يبحث كالمخابيل راح يركض في المكان ويثب فوق الصخور ويركل كل شجيرة بقدمة لو راي نفسه امام عينيه لذبحه ذبحاً.. كيف يسمح لنفسه بان تنام في تجربة مهمة كهذا؟؟

والاسو ان الشموع انطفأت كلها لابد ان الارهاق والتوتر العصبي غلباه في النهاية.. سامانتا فرت. وبالتاكيد هي في طريقها الي الشرطة معني هذا ان كل شيء قد انتهي

لماذا وثق فيها وفك وثاقها؟

كان بوسعه ان يربطها يربط ساقيها علي الاقل..

الان لو انك رايت جورج لتجمد الدم في عروقك..

هذه النظرة المجنونة والعين المحمرة والفم المفتوح لقد صار شيطاناً او اقرب الي شخصيات لافكرافت التي قضت حياتها في قراءة كتب السحر الاسود فجنت مع الوقت

توقف فجاة اذ راي شيئاً...

كان هناك منحدر وعر يقود الي البحر والموج الثائر ينتشر

وهناك بين الصخور يري ذلك الحذاء الابيض الحذاء ذا العنق بدا يشعر ببعض الراحة. لا يمكن لمخلوق ان يجتاز هذه الصخور عاري القدمين، ومعني وجود الحذاء هنا ان سامانتا لم تعد بيننا...

علي الارجح انزلقت قدمها وسقطت في البحر لا يمكن لمخلوق أيضاً ان يسقط فوق هذه الصخور ويظل حياً

بالتأكيد فقدت وعيها ثم تكفل الموج بباقي المهمة.

حاول ان يتذكرها رقيقة نضرة وتحبه حاول ان يتذكر انه كان يحبها لا يدري السبب لكن هذا الجزء من روحه تلاشي تماماً.. لا يعرف سوي انها فتاة كانت ستقضي عليه..

هناك امل اذن...

بدأ يهدأ نوعاً واتجه الي البيت والقي نظرة اخيرة علي المشهد. ضوء النهار قد ملا المكان لكن العاصفة لم تهدأ

سوف يعود لداره ويواصل كتابة القصة لكنه مرهق فعلاً

سوف ينام بقية اليوم ثم يواصل العمل ليلاً...

سامانتا في ذلك الوقت كانت في أسوأ حالاتها جائعة.

تشعر بالبرد ويعتصرها الالم تحاول جاهدة ان تزحف للخارج لكن كاحلها يجعل اي حركة مستحيلة..

عندما استطاعت ان تسترخي قليلاً جلست متكورة جوار

الجدار الجدار عبارة عن نوع من الطفلة او صخر هش جداً.

لا تعرف اسمه. راحت تدق بقبضتها فتساقط الكثير من الغبار. ثم بدات تدرك انها في الحقيقة تزيح الغطاء عن اشياء كانت موجودة في هذه الفجوة

واصلت الدق لن ازعم انها شجاعة الي هذا الحد،.

لكنها كانت ترغب في تجد ممراً يخرجها من هذه الفجوة

كانت تفكر في الثعابين. يزعمون في ايرلندا انه لا توجد ثعابين لان القديس باتريك طردها كلها من البلاد.. لكننا لسنا في ايرلندا ماذا لو تحرر ثعبان من مكان ما؟

لكن ليس لديها خيار يجب ان تواصل المحاولة

أخيراً بدا الغبار يسقط وبدات تصنع فجوة اخري في جدار الفجوة كانت عيناها قد اعتادتا الظلام لذا رات وجه المومياء. الذي يحدق فيها وادركت ان هناك جثثاً اخري.

هذه مقبرة اذن مقبرة منسية لا يعرف احد انها هنا

مرحباً بك يا سامانتا في مول اوف كنتاير حيث طريقة الاستمتاع بالوقت هي قضاء يوم مع الجثث المتحللة...

يتبع...

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***