الفصل الرابع

بدأت الجمجمة تتكلم راح جورج كالملهوف يبحث عن شيء ما يقلب اوراقه. ينهض باحثاً، ثم في النهاية هرع الي سامانتا وبمطواة صغيرة حرر معصميها من الشريط اللاصق

تحسست معصميها اللذين تأذيا كثيراً وقالت.

"هل لي ان ارحل"

قال. بالطبع لا. كانت الجمجمة مستمرة في الكلام بلا توقف،

كانها تعمل بارادة ميكانيكية.. قال لها جورج وهو يفتح حقيبتها. لا اجد جهاز التسجيل وسط هذه الفاضي،

لذا سوف تمسكين بقلم وورقة وتكتبين كل حرف يقال

" انت مجنون.. سوف اهرب "

لكنها كانت تعلم انها لن تقدر علي ذلك.. كانت اسيرة لقواه

الجسدية قبل هذا، اما الان فقد صارت هناك حبال من الخوف في كل مكان من حولها لو ركضت في اي اتجاه فسوف تتعثر لا تقدر علي ان تتجه للباب وتفر فوق الصخور وسط هذه العاصفة الامر اكبر من جورج.. الامر يدخل في نطاق اخر مفزع واقوي من اي تصور هكذا راح مزيج

من الدموع والمخاط يسيل من عينيها وانفها ويبلل كل شيء، لكنها راحت تحاول ان تري الورقة التي تكتب عليها..

كان الصوت يقول بلكنة اجنبية...

" تهب الريح عبر السهوب، بينما الملازم جريجوري راسالييف. يشق طريقه علي جواده محاولاً العثور علي أرنب يصطاده وسط هذه الثلج. من بعيد هناك كوخ من اكواخ الحطابين.. وهناك كنيسة صغيرة تراكمت امامها الثلوج، لكن لابد ان الخوري ساهر حتي هذه اللحظة

سوف يقرع الباب قبل ان تتجمد اطرافه وقبل ان تصيبه نوبة صرع تودي به "

ما هذا الكلام العجيب؟

هل هذه الجمجمة تحكي قصة؟ ولماذا يتجشم المرء مشقة السحر الاسود وهذا الدم لتاتي جمجمة تحكي قصة؟

ان الراس المقطوع يخص اخت جورج، وهذا يعني ان التضحيات لم تكن هينة.

توقفت الجمجمة عن الكلام فقال جورج

فاتني جزء لا باس به لكني ساحاول تخمينه تكلم يا سيد الرواية.. مستر ديكنز "

هنا جاء صوت من الجمجمة التالية صوت عميق يتكلم بانجليزية ممتازة..

"" هكذا وسط هذه الثلوج وهذ القر، كان يفكر في كل

الغلمان البؤساء الذين يتجمدون ويقتلهم الطوي في الازقة

الخلفية في هزيع الليل الاخير دون ان يجدوا كسرة من الخشنكان، وحتي في الميتم لم تك المعاملة افضل حالاً تذكر المستر جينسبورو. مدير الميتم بسوالفه الكثة،

وخديه الاحمرين والقبعة العالية التي لا ينزعها وزهرة البنفسج في سترته. هذا الرجل لم يكن ممن يمنحون الكرم

ولا لطف المعشر الا نئيشاً "

توقفت الكلمة في حلقها فقال جورج نئيشاً يعني ( نادراً)

الخشنكان هو البسكويت. هذا الرجل لا يستعمل انجليزية

سهلة ابداً.. "قلت ان اسمه"

قال بلهجة من لا يجد شيء غريب في الامر..

تشارلز ديكنز.. من الذي لا يعرفه؟

هل جن الجميع؟ هي متاكدة من ان جورج مجنون لكن هل جنت هي الاخري؟ هنا انتقل الكلام للجمجمة الثالثة التي

كانت تتكلم بصوت رفيع لانثي..

" اقترب من باب الكنيسة ودق الباب عدة مرات بينما قلبه.

يتواثب طرباً ما سبب هذا السرور الذي اضناه؟

لم يعرف حاول ان يتذكر فلم يوفق فقط انتابته حالة من الانتشاء لا قبل له بها "

قال جورج. شكراً يا كاترين تذكري اننا نتكلم عن ملازم خشن من جيش القيصر.. هذه هي البداية التي اختارها دستويفسكي

قالت الجمجمة في ضيق..

"لن يظل في جيش القيصر انت ستغير اشياء كثيرة فيها بعد والان هل اكمل"

افضل الانتقال الي. لافكرافت..

هنا بدات الجمجمة التالية تتكلم بصوت كئيب عميق..

"" كان يعرف.. يعرف كل شيء عن الاحاد القدامي الذين

يتوارون تحت البحر، والذين ينتظرون اللحظة النهائية

كي يخرجوا كتولو هناك وازوث هناك.. اليوم بدا للملازم انه

اقترب من الهول اكثر وان نهاية العالم تقترب، لذا انعقد لسانه علي رعب لا فكاك منه ""

هنا توقفت سامانتا عن الكتابة..

نظرت له في هلع وقد تجمدت الدموع في عينيها وقالت

"جورج هل الامر كما فهمته فعلاً؟"

قال جورج وهو يرتجف من فرط الانفعال

نعم بالضبط ان روايتي العظمي تكتب الان!

الضباب ياتي من ناحية البحر

ارغب دوماً. في ان اكون هنا

سافرت كثيراً ورايت الكثير.

رايت جبالاً سوداء وخضراً ورايت نيران الغروب علي الصحاري. لكني اعود دوماً الي مول اوف كنتاير.

(اغنية لبول مكارتني)

بعد ساعة بدات سامانتا تدرك ترتيب الجماجم.

الجمجمة الاولي هي دستويفسكي. تتكلم مثله وتفكر مثله

الجمحمة الثانية هي تشارلز ديكنز..

الجمجمة الثالثة هي كاترين مانسفيلد الكاتبة الامريكية الرقيقة المفعمة بالاحسيس، ذات الجسد السقيم المريض

الجمجمة الخامسة تمثل فكتور هوجو عبقري الرواية الفرنسي

السادسة تمثل توماس مان. الاديب الاماني العظيم

السابعة تمثل كازنتزاكس الاديب اليوناني الرائع

بيني وبينك اشعر بغيظ لان المجموعة لا تضم اديباً عربياً، والسبب طبعاً ان جورج لا يعرف أدبنا. لكن لربما كان هذا افضل لا احب ان يستعمل اديب عربي في هذا العبث بالسحر الاسود.

كانت سامانتا ترتجف وهي تواصل الكتابة لقد مرت ساعة او ساعتان ويدها لا تتوقف ومع لوقت بدات القصة تزداد.

طولاً وصارت هناك شخصيات واضحة ولم تدر متي ولو كيف وجدت جوارها صحيفة عليها بعض الشطائر وقدح من القهوة الساخنة لا شكراً اخر مكان يمكن ان تتناول فيه وجبة خفيفة هو المكان الذي يحملق فيها فيه راس مقطوع لامراة مكان يفوح برائحة الموت والدم لكنها بعد تردد وجدت انها بحاجة للقهوة فعلاً . لذلك المشروب السماوي

الذي بالتاكيد جاء من مجرة اخري

رشفت رشفة وتنهدت بقوة..

جلس جورج ماكبرايد امامها وراح يرمقها بعينين صامتتين

كان تعرف الان انها صارت مشكلة حقيقية لابد ان يتخلص منها فهي قد صارت تعرف اكثر من اللازم. ليتها لم تات ليت

الفضول لم يغلبها لكن لا باس لربما كان هذا افضل. ان تعرف. الحقائق الان خير من ان تعرفها فيما بعد.... بعد الزواج مثلاً

قالت بصوت خافت..

هل هذه هي جماجم هؤلاء الأدباء فعلاً؟

تامل اظفار يده وقال.بالطبع لا كيف اجد جمجمة دستويفسكي وفكتور هوجو.؟

هذه طريقة سحرية تحبس افكار هولاء في الجماجم كان الشعراء الوثنيون في شماال البلاد يستخدمون هذه الطريقة في استجلاب الافكار والالهام..

" وذلك مقابل.؟"

نظر لراس المرأة المقطوع وقال..

مقابل ثمن باهظ جداً.لابد اولاً من تقديم قربان وحشي