16 الفصل

هذا الصباح، يتبين أن هناك مُحققًا يُقدم نتائج تحقيقه لعميل، ومن الواضح أن هذا المُحقق هو ألفارو، والذي يكون عمله مليئًا بالمهام، لدرجة أنه وزميليه لا يجدون إلا قليلاً من الوقت للراحة.

أعطى ألفارو الصور ونتائج التحقيق حول حبيب العميل، وكذلك سجل المحادثات التي استطاع التنصت عليها، والتي تتضمن رسائل رومانسية بين حبيب العميل والعشيق.

العميلة في هذه المرة تُدعى آنا. حبيبها يُدعى أريف، وعشيق أريف يُدعى بوبي. قضية مُضحكة بالفعل.

لا يضع ألفارو حدودًا للقضايا التي يُمكن أن يتعامل معها، بدءًا من قضايا الخيانة الزوجية البسيطة وصولاً إلى جرائم القتل الصعبة.

"بناءً على نتائج التحقيق، أعتقد أن حبيبكِ يُخونكِ مع شخص من نفس الجنس. والعشيق يُدعى بوبي"، شرح ألفارو نتائج تحقيقه، وأحيانًا إذا كانت القضية بسيطة، يُمكِنه التعامل معها بمفرده، أو مع أحد زملائه، طالما أن أحدهم يبقى في المكتب.

انخرطت العميلة آنا في البكاء، ولم تتوقع أبدًا أن يُخونها حبيبها ويخدعها، والأسوأ من ذلك كله، أن حبيبها يُخونها مع رجل. لا تعرف إن كان يجدر بها الضحك أو الحزن لأن منافسها رجل.

فوجئ ألفارو عندما عانقته آنا وهي تبكي. "هل أنا غير جذابة؟ هل يُمكن أن يُخونني حبيبي مع رجل؟"

حاول ألفارو التحلل من عناق آنا، إذ شعر بالانزعاج، وفي الوقت نفسه كانوا في مقهى.

"أنتِ جذابة، ولكن ربما حبيبكِ هو من ليس طبيعيًا"، حاول ألفارو تهدئة آنا وهو يتحرر من عناقها حتى شعر بالارتياح بعد أن تركته.

"إذا كنت تعتقد أنني جذابة، فهل ترغب أن تكون بديلاً لحبيبي؟" قالت آنا بأمل، وهي تنظر إلى وجه ألفارو الوسيم.

"ماذا؟" ألفارو وجد نفسه محاصرًا بكلماته، وهو كان يقصد فقط أن يُخفّف عن العميلة.

مسحت آنا دموعها، فمنذ اللقاء الأول مع ألفارو، كانت مفتونة بوسامته، وعانقته ليس لعمق حزنها بل للفرصة التي سرقتها. فألفارو أوسم بكثير من حبيبها.

"إذا كنت تريد أن تكون حبيبي، فسأمنحك كل شيء. خصوصًا وأن لدي عملي الخاص "، حاولت آنا إغراء ألفارو بثروتها.

"عذراً سيدتي، يجب علينا أن نكون محترفين، بالنسبة لي، أنتِ مجرد عميل"، لم يكن ألفارو مهتمًا على الإطلاق بعلاقة خاصة مع أي امرأة. وسرعان ما نهض استعدادًا للمغادرة.

ثم نهضت آنا أيضًا، وهمست لألفارو، "هل أنت متأكد؟ أنا مثيرة في الفراش"، بينما تحسس يدها العابثه على فخذ ألفارو برقة.

أمسك ألفارو بيد آنا، وكانت وسامته سببًا في كثرة التحرشات التي كادت تقع عليه من عميلاته. "لقد انتهى عملي، وإذًا أنا أستأذن." سرعان ما ودع ألفارو عميلته ليغادر.

بقيت آنا مدموغة بعلامة الغضب، فهي مستاءة من رفض ألفارو. إذ لم يكن هناك شخص قادر على جذب اهتمام ألفارو أو كسر قلب هذا المُحقق الوسيم.

لكن عندما مشى ألفارو ليغادر المقهى، صدمته امرأة دون قصد بذراعها.

بوم...

تبين أن المرأة هي بيانكا، وهي مستعجلة للوصول إلى المقهى للقاء عميل.

"آسفة، لم أقصد..." توقفت بيانكا عن الكلام، وهي تنظر إلى وجه الرجل الذي اصطدمت به مُندهشة.

كذلك ألفارو، بقي مصممًا في نظرته الشديدة نحو بيانكا. وبعد خمس سنوات طويلة، اليوم هو اليوم الذي يجتمع فيه مرة أُخرى مع المرأة التي دمرت حياته، وألقت به كالقمامة، وقتلت جنينهما المستقبلي.

أصبحت بيانكا مرتبكة، ولم تعرف كيف تتصرف مع ألفارو. قلبها كان يعلو ويهبط، رُبما بسبب مشاعر الشوق التي لم تُحتمل لفترة طويلة. وكانت قد حاولت بكل ما بوسعها عدم معرفة أي شيء عن ألفارو، لكن القدر أعاد جمعهما اليوم.

"بو بيانكا، أنا هنا!" لوح عميل لبيانكا.

شُغلت انتباه بيانكا بعميلها، ولم تدرك أن ألفارو غادر المقهى.

بحثت بيانكا عن زوجها السابق، فقد اختفى ألفارو بسرعة كبيرة، وشعرت بخيبة أمل لأنه لم ينطق بكلمة واحدة لها.

جعلها ذلك تفقد التركيز خلال الاجتماع مع عميلها، وخيب أمل العميل.

"هل تأخذين علاقة العمل مع شركتنا على محمل الجد؟" سأل العميل بنبرة حادة. كان مستاءً لأن بيانكا تبدو غير قادرة على التركيز في عملها.

"عذراً، سيدتي. أشعر فجأة بصداع شديد، ولذلك لا يمكنني التركيز على مناقشة تعاوننا"، اعتذرت بيانكا لعميلها، وهي لا تريد أن تفقد عميلاً. تريد أن يكون عملها خالٍ من الخلل، يجب أن يكون مثاليًا، وليس فيه غلطة واحدة، حتى لو كان قلبها لا يشعر بأنه بخير.

"هم... سيدة نوفيا، سأذهب إلى الحمام قليلًا"، طلبت بيانكا إذنًا من عميلتها، فهي تريد أن تهدئ قلبها في الحمام، لتعود مركزةً على عملها. في هذا الوقت، كان دماغها مشغولًا بألفارو، فلم تستطع التركيز في عملها.

"أهه... حسنًا، ولكن لا تتأخري"، أجابت السيدة نوفيا بنبرة حادة.

أومأت بيانكا برأسها وانطلقت سريعًا نحو الحمام. عندما وصلت إلى هناك، حاولت بيانكا أن تأخذ نفسًا عميقًا وأن تربت على صدرها بلطف، لتهدئة قلبها.

لو كانت تتبع ما يمليه قلبها، لأحبت أن تركض وراء ألفارو وتقول له إنها ما زالت تُحبه وتشتاق إليه. لأحبت أن تعانقه بشدة، وتسمح لمشاعر الشوق المكبوتة أن تتحرر. لكنها لا تستطيع فعل ذلك، فمسيرتها المهنية أهم من مشاعرها.

لو كانت قد حصلت على كل شيء، بعد أن تُصبح مُتحكمة في شركة حموها، قد تذهب لتبحث عن ألفارو بنفسها. تعرف جيدًا أن ألفارو يكن لها مشاعر الكره، لكن هذه المشاعر سوف تزول إذا عالجت بيانكا الأمر بنفسها.

كانت مظهره قد تحسن وتغير، ولم يعد يرتدي الملابس الرخيصة كما في الماضي. من المؤكد أن الكثير من النساء قد أعجبن به، ولم ترغب هي في تخيل ذلك، كان من الصعب عليها الشعور بهذا. غير راغبة في تخيله حتى.

"هدئي قلبك يا بيانكا. تظاهري كأنك لم تقابلي ألفارو اليوم. تذكري مجهودك طوال هذا الوقت، لم يتبق سوى خطوات وأنتِ التي ستحققين النصر. بعد أن تمتلكين كل شيء، حينها فقط يُمكنكِ أن تبدأي في البحث عن ألفارو وانتزاع قلبه مجددًا." حاولت بيانكا تقوية قلبها، سحبت نفسًا عميقًا، ثم زفرته ببطء. لماذا كان عليها أن تلتقي بألفارو في وقت غير مناسب.

بعد أن شعرت بالهدوء، عادت بيانكا لتلتقي بالسيدة نوفيا. لم يكن عليها أن تُخيب ظن عميلها، لأن مهنتها مهمة للغاية. كان عليها أن تنسى ألفارو للحظة، وألا ترتكب خطأ في عملها.

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***