14 الفصل

في ليلةٍ من الليالي، كان الفارو وفريقه يحتفلون بنجاح مهمتهم بعد أن نجحوا في سجن أليكس والعصابات التي يتحكم بها.

تقريب...

كان الفارو ودانو وجلين يحتسون الفودكا في مقرهم الخاص، الذي يمكن اعتباره مكتبهم حيث يعملون. هناك، كان الثلاثة يعملون وحدهم، لذا يمكنهم استغلال المكتب لأي قضية، لأن حقل عملهم الفعلي هو الخارج. المكتب كان مجرد نقطة لقائهم بالعملاء.

ثم انهمك الرجال الثلاثة في شرب جرعاتهم من الفودكا، متابعين برنامج الأخبار الذي يعرض خبر اعتقال مرشح لمنصب رئيس بلدية بتهمة الفساد.

"تم اليوم اعتقال مرشح منطقة M، أليكس سانجايا، بتهمة الفساد خلال فترة توليه منصبه الحكومي. لكن الخبر الصادم هو أن الشرطة، بعد تفتيش جميع ممتلكاته، وجدت في فيلا تعود لأليكس حوالي ست جثث نساء مدفونات في الحديقة الخلفية للفيلا."

بدا جلين مذهولاً عند سماع الخبر، "أهو يا تُرى أليكس قاتل؟"

"هششش..." أشار الفارو ودانو لجلين بالهدوء، لأنهم كانوا يتابعون البرنامج الإخباري بتركيز.

"حتى أن بعض الجثث قد تحولت إلى هياكل عظمية، ربما بسبب دفنها لفترة طويلة. في البداية، لم يعترف أليكس سانجايا بالفساد، لكن بعد العثور على الجثث الست، اعترف في النهاية بأنه قام بالفساد وقتل الست نساء اللواتي لم يُكشف عن هوياتهن بعد."

شعر الفارو ببعض الدهشة من الخبر في التلفزيون. "غريب، لماذا أليكس، الذي كان يريد إخفاء قضية فساده إلى الحد الذي استأجر فيه عصابات لقتلنا، اعترف فجأة عند العثور على الجثث الست بأنه قاتل؟"

أخذ دانو يفكر محاولاً استيعاب ما قاله الفارو. "أتقصد أن أليكس قام بالفساد فعلاً لكن فيما يتعلق بقتل النساء الست، يبدو أنه ليس الفاعل؟"

أجاب الفارو على سؤال دانو، "هذا ما أفكر فيه."

تدخل جلين في الحديث. "ربما أليكس يحاول حماية شخص ما؟"

أوعز الفارو لدانو بالتحري عن عائلة أليكس. "ابحث عن عائلة أليكس!"

بدأ دانو فوراً بتنفيذ أمر الفارو، وبدأ يبحث عن عائلة أليكس على جهاز اللابتوب. "رغم كونه كثير الخيانة الزوجية، إلا أنه يملك زوجة واحدة فقط، وهي ريسا، التي تعد إحدى عملائنا، ولديهما ولد واحد من زواجهما، هو ديون سانجايا."

عقد الفارو حاجبيه. "ديون سانجايا؟ ابحث عن هذا الرجل!"

أومأ دانو برأسه موافقاً، وبدأ يبحث عن ديون سانجايا على اللابتوب. "ديون سانجايا، رجل يبلغ من العمر خمسة وعشرون عاماً. بعد أن أنهى المدرسة الثانوية، درس في أمريكا وهو ذكي جداً، ولهذا الآن أصبح رجل أعمال. لم أجد أي شيء مريب حول شخصه."

عرض دانو صورة ديون على الفارو. لو نظرت إليها سريعاً، لن تجد شيئاً مريباً حول شخص ديون سانجايا. يتمتع بوسامة ظاهرة، شاب رجل أعمال، معروف بسمعته الطيبة بين الناس، حياته كانت تكاد تكون مثالية.

...****************...

[أنا أعرف أنك في إندونيسيا، تعالي سريعاً إلى المكتب!]

تنهدت جوانا عند قراءة الرسالة الواصلة من والدها، يبدو أنها قد اكتشفت وجودها في إندونيسيا والآن لا بد لها من مقابلة والدها.

"كيف عرف والدي بأنني في إندونيسيا؟" تذمرت جوانا، فهي في الحقيقة لا تود اللقاء بعائلتها باستثناء والدها الذي افتقدته.

ثم أسرعت جوانا بالإمساك بمفتاح سيارتها الذي كان موضوعاً فوق الطاولة، وخرجت من غرفة الفندق بخطى متثاقلة.

عند وصولها إلى المكتب، صادفت جوانا بالمصعد مرور بيانكا، الكنة، وبهذا اضطرت أن تكون في نفس المصعد معها.

فاجأت بيانكا حقيقة أن جوانا قد عادت فجأة إلى إندونيسيا. كانت تأمل بأن تظل جوانا في أمريكا للأبد، لكي لا تصبح جوانا تهديداً لها ولديماس في السيطرة على الشركة.

"لقد مضى وقت طويل منذ آخر لقاء يا جوانا. متى وصلت إلى هنا؟" تظاهرت بيانكا بأنها ودودة مع جوانا.

"قبل ثلاثة أيام." أجابت جوانا بلهجة جافة.

واصلت بيانكا التحايل في حديثها مع جوانا، محاولة إظهار الطيبة. "لماذا لم تعودي للمنزل؟ كان بإمكاني أن أطبخ لك يا جو،" واصلت بيانكا تمثيلها أمام جوانا، محاولة التعامل معها على نحو حسن.

لكن جوانا لم تستجب لكلام بيانكا. فتكلمت بيانكا مرة أخرى.

"أمم... تذكري أنني كنتك يا جوانا، وأنا سعيدة جداً إذا ما استطعنا أن نتقارب كأخوات، وأن نتشارك القصص. أوه، هل لديك حبيب؟" كانت بيانكا تغلي بالفضول، وتأمل ألا تكون جوانا لها حبيب، وتأمل أكثر ألا ترضى جوانا بتحقيق شروط والدها بالزواج السريع.

"للأسف، أعتقد أن علاقتنا لن تكون وثيقة إلى هذا الحد، ولذا رجاءً لا تتكلفي، فأنا أعرف جيداً أنك لا تحبينني." ردت جوانا بصوت متجرد.

جعلت كلمات جوانا بيانكا تُصاب بالذهول وبالغضب في آن واحد، لذا لم تعرف كيف ترد على كلام جوانا، وما كان منها إلا أن ازداد كرهها لكنتها.

ضغطت جوانا على الزر الذي يقود إلى الطابق السابع، وخرجت عند فتح الباب مباشرة. كانت تتبع طريقتها الباردة في التعامل مع بيانكا كما كانت دائما، مما أثار غضب بيانكا وجعلها ترغب في تعليم جوانا درساً قاسياً.

قبضت بيانكا على يدها، "هذه الفتاة الوقحة. انتظري فقط، سأدمرك يا جوانا." بقيت تلهث بغضب، محاولة السيطرة على انفعالها. نظرت بعينين نافذتين نحو جوانا من بعيد.

كانت لحظة لقاء قصيرة بين بيانكا وجوانا كافية لإشعال غضب بيانكا، والتفكير في ما إذا كانت ستظل جوانا في إندونيسيا إلى الأبد. لم تستطع بيانكا حتى تخيل ذلك. تمنت بيانكا أن تعود جوانا إلى أمريكا بأسرع وقت، أو أن لا تعود إلى إندونيسيا مطلقاً.

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***