19 الفصل

"دان، انطلق بنا نغادر الآن." همس جلين بصوت خافت، وربت على كتف دانو. كان يشعر بأن الخلاف بين جوانا وألفارو قد وصل إلى حد التحول إلى معركة.

أومأ دانو برأسه موافقًا، وبدآ يتسللان خارجًا بهدوء ليتجنبا لفت انتباه جوانا وألفارو إلى أنهما قد غادرا المكتب.

اختار دانو وجلين الابتعاد وإفساح المجال لألفارو وجوانا لحل مشكلتهما، فشؤونهما لم تكن تمت بصلة لعملهما.

تنهّدت جوانا وهي تفحص مظهر ألفارو من الأعلى إلى الأسفل، فلم يكن يبدو كمحقق بل كرجل يحاول نشر سحره الشخصي، مما جعلها تشك في كفاءة المحقق الذي أمامها.

وتبين أن الرجل الذي دخل غرفتها في اليوم السابق كان محققًا، بل هو المحقق أل، المشهور بمهاراته الفذة. لكن الآن، بدأت جوانا تشكك بقدرات هذا الرجل.

لم يتقبل ألفارو أن تصفه جوانا بالرجل المنحل. "لا تدعيني بالرجل المنحل مرة أخرى، لا أريد أن يفهم صديقاي الأمر خطأ. فأنا لم ألمسك أمس."

قائلاً ذلك، بدأ ألفارو يبحث عن جلين ودانو لكنه اكتشف متأخرًا أنهما قد غادرا. صديقاه كثيرًا ما يكونان مزعجين.

"لكن هذا الوصف يستحقك." ردت جوانا ببرود. لم تكن لديها النية أبدًا لتغيير كيفية ندائها لألفارو.

شعر ألفارو بغضب شديد تجاه هذه الفتاة، ونظر إليها بنظرات ملؤها الرفض. "وماذا عنك؟ بماذا يجدر بي أن أناديكِ بعد ما فعلتيه بي..."

لم يتمكن ألفارو من الاستمرار، فقد شعر بأن كبرياءه كرجل قد سقط إن تفوه بالكلمة التي تخصه، وسينهار شرفه كرجل.

ابتلعت جوانا ريقها، فهي كانت تعرف تمامًا ما يتحدث عنه ألفارو، وبدأت تشعر بالإحراج. "خطأك أنت، لماذا هربت إلى غرفتي؟ بسببك، ظن والدي أنك خطيبي وأصر على تزويجي منك." اشتكت بلوم. لم تكن ترغب أبدًا في الزواج من رجل منحل مثله.

"الزواج؟" تفاجأ ألفارو عندما سمع ذلك، فطيلة حياته لم يعد مهتمًا بالزواج، خاصة مع فتاة تعرفها للتو. حتى بيانكا التي عرفها منذ الطفولة كانت قد جرحته. فما بالك بفتاة ثرية مثل جوانا، التي كانت تبدو متغطرسة وتمتلك بعض الشجاعة.

"لا أريد الزواج منك." رفض ألفارو الفكرة مباشرةً من دون مقدمات.

شعرت جوانا بعدم القبول عندما قال ألفارو صراحةً بأنه لا يرغب بالزواج منها، فأجابت بغضب. "ومن الذي يريد الزواج منك؟ حتى لو كان علي أن أتزوج للحصول على الميراث، لن أتزوجك أبدًا. لديّ حبيب وأريد الزواج منه. ولهذا أريدك أن تحضر حفل الذكرى الخامسة لزفاف أخي بعد غد، وعليك أن تلتقي بوالدي، وأن تقول له بأنك لست خطيبي وعليك توضيح ما حدث بالتفصيل بأنه لم يحدث بيننا شيء."

بذلت جوانا جهدًا كبيرًا لتشرح مشكلتها إلى ألفارو بشكل واضح وممل.

رفض ألفارو طلب جوانا. "أنا مشغول للغاية، لماذا لا تشرحين القضية بنفسك لوالدك؟"

همهمت جوانا بانزعاج، لم يكن هذا الرجل يشعر بأي ذنب لإحداثه فهمًا خاطئًا لدى والدها، ولِمَ تعتقد أنها نامت معه. "لقد حاولت شرح كل شيء بالتفصيل، لكن والدي لم يصدقني. يظن أننا نمنا في نفس غرفة الفندق. لو لم تدخل إلى غرفتي أمس، لما كان الأمر بهذا السوء. كل هذه المشاكل بسبب تصرفاتك، أيها الرجل المنحل."

هاج ألفارو لأن جوانا لا تزال تسميه رجل منحل.

لم يكن أمام ألفارو خيار سوى الموافقة على حضور الحفل ليجعل جوانا تصمت. "حسنًا، سأحضر الحفل، هاتِ لي العنوان. لكن بعد هذا لا تدعيني رجل منحل مرة أخرى."

"اتجه إلى مركز ألفا هول، سأنتظرك هناك في الثامنة مساءً." كان مركز ألفا هول قاعة احتفالات تملكها شركة ألفا.

صمت ألفارو لحظةً عندما سمع اسم الشركة، كان اسم ألفا لشركة لن ينساه أبدًا، فهناك شخصان يكرههما بشدة، بيانكا وديماس. ديماس الذي خطف بيانكا منه وأدى إلى خيانتها له. وبيانكا التي خانته ودمرت حياته.

هل من الممكن أن تكون جوانا هي شقيقة زوجة بيانكا؟ هذا ما كان يفكر فيه ألفارو في تلك اللحظة. "ما اسمك؟" اسأل ألفارو بنظرة حادة.

"اسمي جوانا ألفاريز."

تجمد ألفارو، لم يكن هناك شك، جوانا كانت شقيقة ديماس فعلاً، الذي خطف بيانكا منه. هي ابنة ريكي ألفاريز.

...***************...

هذه الليلة، تتناول بيانكا العشاء مع والد زوجها ووالدته. في حين أن ديماس لم يكن في القصر، كالمعتاد، كان زوجها يقوم بنزهة مع نساء الليل.

في الواقع، لم تكن بيانكا تشعر بشهية للطعام اليوم، ربما بسبب اللقاء غير المتوقع بألفارو ظهر ذلك اليوم. كانت مفتقدة للهمة للقيام بأي شيء.

"أين ديماس، بيانكا؟" سأل السيد ريكي. أثاره الاستغراب إذ كان ديماس في الآونة الأخيرة نادرًا ما ينضم إلى العشاء العائلي في القصر.

"السيد ديماس في حفل تجمع مع أصدقاء المدرسة، يا أبي." اضطرت بيانكا إلى الكذب على والد زوجها، لم ترغب في أن يظهر ديماس بمظهر سيئ أمامه، لأن ذلك قد يضر بها أيضًا، سيد ريكي لن يثق في ديماس كقائد للشركة إذا علم بتصرفات ابنه غير الشرعية.

لكن في الحقيقة، كان ديماس يتشارك العرق مع امرأة أخرى في تلك اللحظة. تحاول بيانكا أن تخفي سلوك ديماس الشائن من والد زوجها.

أفضل للسيدة ناديا أن تغير الموضوع، لم ترغب في أن يحقق زوجها بعمق حول عدم وجود ديماس، وهو يستمتع بوقته مع نساء الليل، لأنها على دراية أيضًا بسلوك ابنها. "سمعت أن جوانا عادت إلى إندونيسيا، لماذا لم تعد إلى هنا؟" بدأت السيدة ناديا بالبحث عن أخطاء جوانا حتى يشعر السيد ريكي بالاستياء من ابنته الشرعية.

"لقد طلبت منها العودة، لكن جوانا اختارت البقاء في الفندق. غدًا ستحضر الحفل مع حبيبها." أراد السيد ريكي الإشارة إلى أن جوانا لديها حبيب، مما يعني استعدادها للزواج، لتلبية شروط خلافة الشركة.

تبادلت بيانكا والسيدة ناديا النظرات، فيبدو أن جوانا لديها حبيب. هل هذا يعني أنها مستعدة لتقبل شروط أبيها للزواج الوشيك؟ إذ أحد شروط القيادة لشركة ألفا هو الزواج.

"لا عجب أن جوانا فضلت الإقامة في فندق، يجب أن تكون ترغب بالاستمتاع بالحرية مع حبيبها." علقت السيدة ناديا.

فضَّل السيد ريكي الصمت ولم يعقب على كلمات زوجته.

ابتسمت بيانكا بصورة مصطنعة. "هذا يعني أنني سأحصل على أخت زوج قريبًا. أشعر بالفضول لمعرفة من هو الرجل الذي أذاب قلب جوانا، فقد اعتبرت جوانا أختًا لي. أنا أرغب حقًا في أن تجد جوانا رجلًا طيبًا يستحق أن يقف بجانبها." كانت بيانكا دائماً ترغب في أن تظهر بشكل حسن أمام أهل زوجها، خاصةً أمام السيد ريكي. في حين أنها فعليًا كرهت البوح بكل هذه الأشياء.

شعر السيد ريكي بالتأثر من كلمات بيانكا. "شكرًا بيانكا، بالتأكيد ستكون جوانا سعيدة لديها كنة مثلك. يأمل الأب أن تتمكني من التوطد معها."

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***