عبر ألفارو ممر الفندق بحذر شديد، لعل هناك بقايا عصابة تبع أليكس مختبئة هناك. ثم دخل المصعد متوجهًا إلى القبو.
"هه... يبدو أنهم جميعًا غادروا." تنفس ألفارو الصعداء بارتياح شديد، وهو يربت على صدره.
لكن الذهول أصاب ألفارو عندما وصل إلى قبو الفندق ليقابل غلين ودانو، فوجدهما غير متواجدين داخل السيارة، "أين ذهبا؟"
تفحص ألفارو القبو بعينيه بحثًا عن دانو وغلين.
شاهد ألفارو ورقة على لوحة قيادة السيارة، وأمسك الورقة ليقرأها على الفور. وإذ بها تحمل تهديدًا لألفارو، فقد اُختطف دانو وغلين قسرًا بواسطة عصابة أليكس بعد أن أوسعوهم ضربًا.
...إذا أردت سلامة صديقيك، عليك أن تأتي الآن فورًا إلى مقرنا. أعد مبلغ مليار واحد! ولا تُفكر أبدًا بإخبار الشرطة!...
زفر ألفارو، فلا عجب أن الأربعين عنصر من العصابة قد رحلوا، لقد نجحوا في الأخير بأخذ غلين ودانو. اثنان مقابل أربعين رجلاً، كان من الطبيعي أن يُهزم صديقاه.
بالإضافة إلى ذلك، استغل العصابة هذه الحالة لابتزازه لأنهم على الأرجح عرفوا أن أجر ألفارو عالٍ جدًا.
"مم، يبدو أنهم يريدون ممازحتي." همس ألفارو، ثم ابتسم بمكر.
رغم أن ألفارو ورفيقيه لم يعرفوا بعضهم سوى خمس سنوات، إلا أن تضامنهم كان قويًا. اختلاف الطبائع والخلفيات كانت تجعلهم يكمل بعضهم البعض. ألفارو الذي يركز تمامًا على عمله، وغلين الذي ينشر سحره، ودانو الذي يمتلك مهارات ليست سهلة للتقليد.
ألفارو، الشاب البالغ من العمر 28 عامًا، كان محزنًا لأنه ذات مرة أُعمي بالحب حتى ضحى بأحلامه من أجل امرأة بلا مشاعر مثل بيانكا. ولو كان اختار أن يصبح شرطيًا، ربما كان سيتألق في مسيرته المهنية بفضل غريزته الحادة كمحقق.
وغلين، الشاب البالغ من العمر 27 عامًا، كان لصًا سابقًا، بالإضافة إلى كونه كازانوفا سابقًا يتقن الإغواء وسرقة القلوب لابتزازها. كانت مواهبه مفيدة جدًا لخداع الأهداف، وكان بإمكان ألفارو أن يتعلم منه قليلاً في فن خداع الأهداف.
أما دانو، الشاب البالغ من العمر 28 عامًا، كان هاكرًا، استخدم في الماضي مواهبه لاختراق مواقع الشركات للحصول على المال، وإلى جانب كونه هاكرًا، كان أيضًا يستطيع تركيب القنابل، ربما بفضل ماضيه المتقلب بين مجموعات المافيا.
أسرع ألفارو بقيادة سيارته بسرعة عالية، مصممًا على إنقاذ رفيقيه، يبدو أن أليكس كان غاضبًا جدًا لأن ألفارو ورفيقيه قد أزعجوا حياته، فقد وصلت قضية الفساد التي ارتكبها إلى الشرطة.
أليكس كان مرشحًا لمنصب العمدة وكان سابقاً مسؤولًا محليًا، كان يعشق المرأة وكان يوفر الرفاهية لعشيقاته، وذلك كله من ثمار الفساد.
وصل ألفارو إلى مقر هدفه، وهو يحمل حقيبة كان يتبعه بهدوء إلى داخل المقر.
توقف ألفارو مذهولًا عندما رأى عدد العصابة هنا، ربما كان هناك نحو 60 رجلاً. تصوروا إن كان عليه مقاومتهم جميعًا، رجل ضد ستين، مهمة مستحيلة للنجاح.
"أل!" صاح دانو وغلين تقريبًا في نفس الوقت، كانا مجلسين بحالة قيود من الحبال، ومتقابلين ظهريًا. كان وجهيهما مشوهين من الضرب. من الواضح أنهم قاوموا قبل أن يُؤخذوا إلى هنا، لكن لسوء الحظ كانوا قليلي العدد.
هدد زعيم العصابة ألفارو بمسدسه، وضحك بصوت عالٍ. "هاهاها... يا لك من محقق غبي، لم أكن أعتقد أنه سيكون بهذه السهولة خداعك. هل تعلم أنه لا يوجد أحد استطاع الخروج من هنا حيًا؟"
"وأين أليكس؟" سأل ألفارو، وحاول الحفاظ على هدوئه.
"هو الآن تحت الفحص في مركز الشرطة، وكل ذلك بسببك. كان عليك فقط أن تصمت، فهذا ليس شأنك." رد زعيم العصابة.
"بالطبع هذا شأني، فهو يسرق أموال الشعب ليمرح مع النساء. إنها خسارة كبيرة." ظهر ألفارو مسترخيًا، رغم أن زعيم العصابة كان يصوب مسدسه نحوه.
استولى زعيم العصابة على الحقيبة من يد ألفارو، وأمر أحد رجاله الجانبيين بتفقد محتويات الحقيبة. "بسرعة، احسب المبلغ!"
"حسنًا يا رئيس." فتح العصابي ذو الرأس الأصلع الحقيبة سريعًا، وإذ به يندهش عندما رأى ما بداخلها، كانت قنبلة.
من شدة الصدمة، ألقى العصابي ذو الرأس الأصلع الحقيبة على الأرض، وكان واضحًا العداد المتناقص للقنبلة، متبقيًا دقيقتين.
تيك...
تيك...
تيك...
أصبحت أصوات القنبلة واضحة.
"بووم!" صاح الجميع هناك بفزع. فر الكثير منهم مذعورين خارج المقر لينقذوا أنفسهم.
ركل ألفارو يد زعيم العصابة التي كانت تصوب المسدس نحوه، فطار المسدس بعيدًا على الأرض.
أصبح زعيم العصابة وحيدًا لأن جميع أتباعه انسحبوا، تاركينه خلفهم، مفضلين الهروب لحماية حياتهم على مساعدته في معركة ضد ألفارو.
اندلعت معركة صعبة بين ألفارو وزعيم العصابة. كان الاثنان قويين بالقسوة نفسها، ما جعلهم يشتدون ضراوة. لكن لا يزال ألفارو يخسر من حيث الجسد، كان الرجل كبيرًا وطويل القامة، واستطاع أن يرفع جسد ألفارو ويلقي به على الأرض.
برووك...
أحس ألفارو بالألم في ظهره كأنه كسر، ولم تكن جروحه في ظهره قد شفيت بعد، فقد كان دائمًا مُصابًا في مهامه.
بدا العداد على القنبلة ينقص إلى 40 ثانية.
حاول ألفارو أن ينهض، واندفع يركض، صعد فوق كرسي، ثم قفز، ولكم زعيم العصابة بركلة قوية على رأسه.
بوغ...
شعر زعيم العصابة بالدوار في رأسه، كأن طيوراً صغيرة تحلِّق وتدور بالأعلى.
في هذه الأثناء، كان دانو وغلين منهمكان في قطع الأسلاك التي تقيدهم بواسطة شظايا زجاج، ربما من زجاجات العصابة المُتروكة هناك. وفي النهاية تحررا.
"آه، أخيرًا حُررنا." وشعر دانو بالراحة. كذلك غلين.
كان زعيم العصابة يصاحب الذعر عندما رأى أن العداد القنبلة يظهر ثانية واحدة متبقية فقط، لم يكن لديه الوقت الكافي للفرار، فاضطر إلى النوم بأسرع ما يمكن. دق قلبه بشدة خوفًا من تمزق جسده بالقنبلة.
تيك...
تيك...
تيك...
وأظهر العداد الصفر.
فجأة أصدرت القنبلة صوتًا، "دنغ... دونغ... دنغ... أصبحت الساعة الآن الثانية عشر ظهرًا."
نظر زعيم العصابة وهو مندهش، لقد تم خداعه من قبل ألفارو، إن ما كانت إلا قنبلة لعبة وليست حقيقية.
"لعنة!" شتم زعيم العصابة.
لكنه لم يستطع النهوض لأن ألفارو كان قد جلس في التو واللحظة على ظهره وقيده بالأصفاد. "لن تتمكن من الهرب، سيصل الشرطة قريبًا إلى هنا." قال ألفارو مصحوبًا بربتة على كتف زعيم العصابة.
ثم أغمز ألفارو لدانو، الذي تبين أن لعبته القنبلة كانت مفيدة أيضًا.
ابتسم دانو فقط، شعر بالارتياح أنه في ظرف حرج كهذا، استطاعت صناعته أن تكون مفيدة.
في مواجهة العدو، ليس فقط يجب أن تستطيع الاعتماد على القوة للتغلب عليهم، ولكن أيضًا يجب استخدام العقل الذكي لخداعهم، دون الحاجة لإنفاق طاقة كثيرة.
وهذه الحيلة غالبًا ما يستخدمها ألفارو وفريقه لمقاومة العصابات أو المافيا التي دائمًا ما تكون أعدادهم كبيرة، بينما يكونون هم ثلاثة فقط.
ألفارو المحقق، وغلين الفنان المحتال، ودانو المتسلل. على الرغم من اختلاف مهاراتهم، إلا أنه تعاون ملحمي وغير عادي للغاية.
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
87تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments