7 الفصل

يومًا بعد يوم يمر، وآلام الفارو لا تزال تؤثر في قلبه، فقد صار ذلك الرجل صامتًا، وقد نجحت بيانكا في تدمير حياته. قلبه الآن كأنه قد مات.

حتى عندما حاول الشبان اللذان في الزنزانة ذاتها التحدث إليه، كان الفارو يصمت في الغالب، كأنه لم يعد لديه الرغبة في العيش بعد أن تمت معاملته بإهانة وألقي به كالقمامة. لقد كان الأمر محزنًا للغاية.

طيلة حياته، لن ينسى الفارو الألم الذي تركته بيانكا. إذا كان هو قد دُمر، فيجب أن تُدمر بيانكا أيضًا. إنه لأمر غير عادل، أن يعيش هو المعاناة بريئًا، بينما بيانكا التي خانت وارتكبت الخطايا الحقيقية تنعم بالسعادة بعد زواجها الرسمي بديماس.

ساعد ديماس بيانكا على تسريع عملية الطلاق بينها وبين الفارو، واليوم احتُفل رسميًا بحفل زفافهما الضخم. باتا الآن زوجين سعيدين يتبادلان الودّ، دون خجل من عرض حبهما أمام الجميع حتى بلغت القبلات مرآى من الجميع.

"مبروك يا سيد ديماس وسيدة بيانكا، أصبحتما زوجين في الحلال."

"نتمنى أن تدوم زيجتكما وأن تبقوا في سعادة أبدية."

تلك كانت العبارات التي كثيرًا ما تُسمع أثناء استقبال بيانكا وديماس لضيوف الحفل.

كان ديماس وبيانكا يستقبلان ضيوفهما بكل لطف وود. لم تكن بيانكا تتخيل من قبل أنها ستتزوج بكل هذا الأبهة، وكأنها في حلم، فزفافها على الفارو كان بسيطًا جدًا مقارنة بهذا الحفل الآن. بلا شك، ديماس أنفق الكثير ليجعل الزفاف بهذا القدر من الروعة.

أن تُلقي بحصاة وتستبدلها بماسة، ربما هذا ما يمكن أن تصف به بيانكا حياتها الآن. هي واثقة أنها لن تندم على قرارها أبدًا. لا تريد أن تفوت هذه الفرصة لبناء مستقبلها كامرأة ناجحة في العمل. لا يهم إن لم تشعر بأي مشاعر تجاه ديماس، الأهم أن حياتها ومستقبلها مؤمنان.

ودي الساعة جاءت لحظة التقاط صور العائلة. تواجد ديماس وبيانكا والسيد ريكي والسيدة نادية لالتقاط الصورة الخاصة بأفراد العائلة، إلا أن أخت ديماس غير الشقيقة لم تظهر في حفل الزفاف.

"أين هي جوانا؟" سأل السيد ريكي زوجته وهو يبحث بعينيه عن ابنته البيولوجية.

"خليها يا ريكي، ربما جوانا لا ترغب في التصوير." قالت السيدة نادية، فهي في الحقيقة لا تحبذ جوانا، بالرغم من مشاعر السيد ريكي الصادقة نحو ديماس كأنه ابنه البيولوجي.

"مش ممكن يكون كده، يا نادية. جوانا أيضًا جزء من العائلة، لازم تكون موجودة في الصورة." كان السيد ريكي حريصًا على التقاط الصور في هذه اللحظة المهمة مع عائلته كاملة، ولا يجب تفويت أحد.

اكتفت السيدة نادية بتنهيدة طويلة، وكذلك فعل ديماس، إذ كانت أخته غير الشقيقة دائمًا ما تسبب المشاكل. شعرت بيانكا أن جوانا ستكون أختًا زوجية مزعجة، لكنها ليست امرأة ضعيفة، وستقاوم إذا ما حاولت جوانا إثارة المشكلات لها. منذ البداية لم تحظ بيانكا بأي احترام من هذه الأخت الزوجية.

قرر السيد ريكي البحث عن جوانا، ومعه المساعد وبعض حُرّاس الأمن ليجدوا الآنسة الصغيرة. زعجت تصرفات جوانا أجواء الزفاف، مما أزعج ديماس وبيانكا.

"هذا الطفل الوقح دائمًا ما يسبب المشاكل." اشتكى ديماس وهو يكتم غيظه.

ظلت بيانكا صامتة، على الرغم من شعورها بالضيق من أخت زوجها، وتأملت أن تغادر جوانا المنزل العريق لتجنب اللقاءات معها دائمًا.

أخيرًا وجد السيد ريكي جوانا وهي تجلس على سطح مبنى حفل زفاف ديماس وبيانكا.

تنهد السيد ريكي لرؤية جوانا وهي تستمتع بألعابها على هاتفها والجلوس على كرسي في السطح، فسارع إلى انتزاع هاتف جوانا منها.

"أبي!" استاءت جوانا عندما أخذ والدها هاتفها بالقوة.

"متى ستتوقفين عن هذا السلوك؟" توبخ السيد ريكي ابنته، ويشعر أنها تتمرد عليه.

"أبي، لا داعي للقلق عليّ، اعتنِ بعائلتك الجديدة. من البداية قلت لك أنني أعارض زواجك من جديد، لكنك لم تستمع إلى كلامي، أليس كذلك؟" تزوج السيد ريكي من السيدة نادية عندما كانت جوانا في الصف الأول المتوسط، وذلك منذ ست سنوات.

"أنا تزوجت من جديد لأجل أن تجدي من يعتني بك، لأنك ما تزالين صغيرة. أنتِ بحاجة إلى وجود أم، وكل ذلك من أجل مصلحتك يا جوانا." لم يقبل السيد ريكي اتهام ابنته بأنه تزوج مجددًا لمصالحه الشخصية.

ابتسمت جوانا بمرارة لدى سماع جواب والدها. "في صالحي؟ ما الذي في صالحي يا أبي؟ حتى الآن سأرسل إلى الخارج لأتعلم في أمريكا، هل هذا مصلحتي؟"

شعرت جوانا بخيبة أمل كبيرة، فقد أقدم والدها فجأة على تسجيلها للدراسة في أمريكا بعد تخرجها من المدرسة، دون الرجوع إليها أولًا. ربما لأنه استمع لنصيحة زوجته الثانية التي اقترحت أن يكون من الأفضل دراسة جوانا في أمريكا، نظرًا لأنها صعبة التحكم.

بنبرة خفية، استمعت السيدة نادية لمحادثة زوجها وابنتها غير الشقيقة، فهي بالفعل ترغب في أن تبتعد جوانا عنها لأنها كانت دائمًا ما تسبب لها المتاعب في المنزل وتشعرها بالضيق.

سرعان ما اقتربت السيدة نادية منهما، وتظاهرت باللطف تجاه جوانا. "يا عزيزتي جوانا، لماذا أنتِ هنا؟ هيا، انضمي إلى أمك، نحن على وشك التقاط صور العائلة." حاولت السيدة نادية الإمساك بيد جوانا.

لكن، جوانا تنحت يد السيدة نادية، وهربت بعيدًا تاركةً أمها غير الشقيقة وأباها على السطح.

تظاهرت السيدة نادية بالحزن أمام زوجها، "أنا دائمًا حاولت أن أكون أمًا صالحة لجوانا، لكن يبدو أنها أبدًا لن تقبل وجودي يا ريكي."

شعر السيد ريكي بعدم الراحة من تصرف ابنته تجاه زوجته غير الشقيقة، فمسح برفق على ظهر زوجته. "اعذري جوانا، سأتحدث إليها لاحقًا. أنتِ زوجة طيبة لي، وكنتِ أمًا صالحة لجوانا، لكن ربما تحتاج إلى بعض الوقت لتتقبل وجودك وديماس."

أومأت السيدة نادية برأسها، وفي الحقيقة شعرت بسعادة عارمة، لأنها ستكون حرة من ابنتها غير الشقيقة التي لا تعرف الأدب بعدما تذهب جوانا للدراسة خارج البلاد. بل إنها تأمل أن لا تعود جوانا أبدًا إلى إندونيسيا.

'ارحلي بعيدًا يا جوانا، ولا تعودي أبدًا إلى هنا. فجميع أموال عائلة الفا هي لديماس.' همست نادية في قلبها. وأظهرت ابتسامة شريرة وملؤها النصر، لقد سارت خطتها بسلاسة عندما اقترحت على زوجها أن تدرس جوانا في الخارج.

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***