9 الفصل

في قصر فخم ورائع، كانت هناك عائلة تجتمع للاستمتاع بعشاء عائلي، حيث الأطباق الفاخرة تتربع على المائدة.

وفي هذا القصر تعيش بيانكا مع زوجها ووالدي زوجها لخمس سنوات. تتمتع بحياة الرفاهية كشابة من عائلة ألفا، الحياة التي تمنتها بيانكا طيلة حياتها.

لم يعد حال السيد ريكي كما كان من قبل، فقد بدا أكثر شيخوخة وتعباً، يسعل باستمرار.

"أهك... أهك..."

"أهك... أهك..."

كانت السيدة نادية تشعر بالضيق، فقدان شهيتها الناتج عن سعال زوجها المستمر. لكنها كانت تضطر للتظاهر بالعطف على زوجها، رغم رغبتها في كتم فمه ليتوقف عن السعال.

قالت السيدة نادية متظاهرة بالقلق على شركة زوجها: "الوالد لم يعد بإمكانه إدارة الشركة، دع ديماس يتولى الأمر، فهو قد عمل في الشركة فترة طويلة."

لم يرد السيد ريكي على كلام زوجته مباشرة، فقد كان ضعيفاً جدًا لقيادة الشركة. لكنه كان محتارًا؛ فمن جهة يرغب بأن يخلفه ديماس في قيادة الشركة، وقد كان يعتبره كابنه الحقيقي، ولم يره يوماً كابن زوج.

ولكن من جهة أخرى، كان يأمل في أن تدير الشركة جوانا، ابنته البيولوجية. ولكن مع الأسف، كانت جوانا دائماً ما تسبب المشاكل وصعوبات في التعامل معها، وخلال دراستها في أمريكا، كان من الصعب التواصل معها، ربما بسبب استياءها من زواج والدها دون موافقتها.

"همم.. لاحقاَ، لم أقرر بعد من سيخلفني في الشركة. ديماس وجوانا كلاكما أبنائي، وأنا لا أميز بينكما، لذلك هذا قرار صعب بالنسبة لي." رد السيد ريكي على زوجته حين طلبت منه تسليم الشركة إلى ديماس.

توقفت بيانكا عن تناول الطعام للحظة عند سماعها لكلام حميها، فشعرت بخيبة أمل، فقد كانت تعلم أن جوانا هي العقبة الوحيدة أمام نجاحها، فإن أصبح زوجها مديرًا للشركة فستشاركه السلطة تلقائيًا.

أما ديماس، فقد أثار استياءه بشدة تصميم والده بالحفاظ على موقفه. "لو كان الوالد يثق بي لقيادة الشركة، لكنت قد بذلت أقصى جهودي، وأصبحت قائداً موثوقاً به، لجعلت ألفا تزدهر أكثر."

"نعم، أنا أفهم، لكن جوانا ابنتي أيضاً. لا يمكنني اتخاذ قرار منفرد." أجاب السيد ريكي بشكل حازم.

"تعلم يا أبي، كم هي المشاكل التي تسببها جوانا، ماذا لو تزوجت الشخص الخطأ؟ الشركة ستدمر. إن شريك الحياة له دور هام في نجاح قائد الشركة." كانت السيدة نادية تحاول التأثير على السيد ريكي ليعي تماماً طباع ابنته الحقيقية.

"إن لم تجد جوانا الرجل المناسب، سأبحث أنا عن شريك لها." السيد ريكي قالها بحزم، ثم بدأ بالسعال مجدداً. "أهكّ... أهكّ..."

أرادت بيانكا أن تظهر كزوجة الابن المثالية، فتسرعت في تقديم كوب من الماء لوالد زوجها. "اشرب قليلاً يا أبي." قالتها بلطف.

شرب السيد ريكي من كوب الماء الذي قدمته له بيانكا، "شكراً لكِ، بيانكا. أنتِ حقاً زوجة رائعة، ديماس محظوظ بكِ."

أجابت بيانكا بابتسامة. ربما كان ديماس محظوظًا بها، لكن العكس ليس صحيحًا، كان ديماس لطيفاً معها في البداية، ولكن بمرور الوقت كشفت عن طبيعته الحقيقية، فلم يكن ديماس طيبًا كما كانت تعتقد.

كانت تعلم أن ديماس كثيراً ما ينام مع نساء الليل، وحين أبدت اعتراضها مرة على سلوك زوجها الفاضح، صفعها مغضباً.

*صفعة*...

"لا تحاولي التحكم بحياتي، بيانكا. أنتِ مجرد امرأة فقيرة قمت بإنقاذها. إذاً، ليس لكِ الحق في منع متعتي. من الأفضل لكِ أن تبقي فمكِ مغلقًا، ما لم ترغبي في مغادرة هذه العائلة."

كانت الصفعة والكلمات الجارحة من ديماس لا تزال عالقة في ذهن بيانكا. في البداية كانت مهزومة، لكن الآن اعتادت على سيئات ديماس.

لذلك، اختارت بيانكا أن تتجاهل، المهم هو أنها وديماس يتظاهران بعلاقة ودية أمام الآخرين، وكأنهما زوجان سعيدان ومتناغمان، ولكن الحقيقة غير ذلك.

اندمجت بيانكا في هذه العائلة بعمق، ولن تتراجع قبل تحقيق ما تريد. لذلك كانت تأمل أن يصبح ديماس قائدًا للشركة، حتى تتمكن في النهاية من السيطرة عليها. لم تعد تفكر في كرامتها أو قلبها، ولم تعترض على علاقات ديماس العديدة مع نساء أخريات، المهم الآن أنها هي الزوجة الشرعية.

خلال خمس سنوات من الزواج، لم تحمل بيانكا بعد، على الرغم من محاولاتها المتعددة لحمل طفل من ديماس، إلى أنها لم تنجح حتى الآن.

في تلك الليلة، داخل غرفة النوم، تنهدت بيانكا وهي تراقب زوجها يتحدث في الهاتف مع امرأة، حيث يتفقان على السعر لقاء استئجار امرأة الليل التي ستقضي الليل لإرضاء رغبات ديماس الجسدية.

"حسناً، الاتفاق على عشرة ملايين لمدة ساعتين. إذاً، سأذهب إليكِ الليلة. أرغب في أن تكوني عارية تماماً بمجرد دخولي الغرفة، لنبدأ مباشرة بالأمور الجوهرية، وعليكِ أن تقودي اللعبة." قال ديماس وهو يتفاوض مع امرأة الليل، فهو مدمن جنس.

لم يهتم ديماس ببيانكا الجالسة بجانبه، ربما في البداية كان هوسه بها قوياً، ينام معها كل يوم تقريباً. ولكن بعد الزواج، بدا كل شيء مختلفاً، وخف الشعور، ولم تعد بيانكا مغرية في نظره.

"سأذهب الآن، اخبري والدي إذا سألا عني بأنني في لقاء مع أصدقائي." ديماس يودع زوجته.

أومأت بيانكا برأسها.

ابتسم ديماس ومرر يده بلطف فوق شعر بيانكا. "أنتِ حقًا زوجة متفهمة، يا بي. شكراً لكِ. سأغادر الآن."

قبل ديماس جبين بيانكا ثم غادر، تاركاً إياها جالسة على الأريكة. كأنه حصل على إذن منها للذهاب لنساء أخريات.

جلست بيانكا صامتة لفترة طويلة، ثم نهضت وسارت نحو شرفة الغرفة. تتفحص الفناء الواسع للقصر الرائع.

أي نوع من السعادة كانت تسعى إليها حقاً؟ الحب أم المال؟ حين كانت مع الفارو، كانت تشعر بالسعادة، كان يعاملها كملكة، لم يكن يقسو عليها، وكان يحقق كل ما تريد. ورغم أنها كانت تشعر بالقلق من التفكير في مستقبلهما، إلا أنه كان هناك الكثير من السعادة.

لكن حينما كانت مع ديماس، داس على كرامتها، لم يقدّرها أبداً، كان الألم يترسخ، لكنها قررت البقاء من أجل تحقيق ما تريد.

وأحياناً، كانت بيانكا تفكر في الفارو متسائلة إذا كان ذلك سبب عدم غيرتها على ديماس عندما ينام مع نساء أخريات. لا أحد يمكن أن يحل محل الفارو في قلبها؛ فقد اعتقدت أنه بعد إيذائها للفارو ستتمكن من نسيان تلك المشاعر، لكنها كانت مخطئة، فقد اشتاقت إليه.

طوال هذا الوقت، كابحت بيانكا نفسها عن معرفة أي شيء عن زوجها السابق، خائفة من أن تفقد السيطرة، خائفة من أن تعجز عن مقاومة اللقاء بالفارو، الرجل الذي كان متيماً بها للغاية. مجرد تفكيرها بأن الفارو قد يكون لغيرها، كان يعصف بها الألم.

حتى ذكر اسمه كان يدمي قلبها بألم لا يحتمل.

الفارو، أوه الفارو، لماذا ما زال حاضراً في قلب بيانكا؟ كلما حاولت نسيانه، كان الحنين يعمق جذوره في قلبها، كما لو أن العالم يعاقبها، ويجعل نسيان حبها الأول أمراً صعباً.

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***