8 الفصل

يومًا بعد يوم، بدأ ألفارو ينهض قليلاً. لا يحق لأي شخص أن يدفعه إلى الجنون هكذا. بل على العكس، عزم على أنه إذا خرج من السجن يومًا، سوف ينتقم من بيانكا وديماس. فهما من تسببا في سقوط جنينه، الطفل الذي انتظره ألفارو بشغف دائمًا.

اليوم، كان هناك شغب في السجن بسبب عائلة ضحية ترفض قبول فكرة أن ابنتهم قُتلت بوحشية على يد زوجها.

المتهم الآن في طريقه ليتم احتجازه رسميًا، لكن شقيق الضحية لم يكن راضيًا وكان غاضبًا جدًا، لذا واصل الضرب المتكرر على وجه الرجل.

بُغ ... بُغ ... بُغ ...

"كيف تجرؤ على قتل أختي؟ هي زوجتك، لكنك بلا رحمة تقطّعتها هكذا!" سحب الرجل ياقة قميص المتهم بعد أن شعر بالرضا من ضربه المتكرر في وجهه.

لم يعترف المتهم بما اتُهم به من قبل أخ زوجته. "لم أقتلها مطلقًا. ولا أعرف سبب وجود قطعة من يدها في المنزل."

"ألم تتشاجر مع زوجتك ليلة ذاك؟ لابد أنك قتلتها!" كان الأخ مصرًّا على تهمته. "أين ألقيت بقية أجزاء جسد أختي؟"

"نعم، تشاجرنا تلك الليلة، وذلك بسبب خيانتها. قالت إنها ستهرب مع عشيقها." استمر المتهم في الدفاع عن نفسه، ولا يزال يرفض الاعتراف بقتل زوجته.

حاول بعض رجال الشرطة فض الشجار، لكن والدي الضحية انضما إلى الاعتداء على المتهم.

"يا له من صهر وقح!"

"صهر لا يعرف حدوده!"

كان والدا الضحية غاضبان جدًا من الصهر.

وبالصدفة، وقع الحادث أمام القضبان التي يحتجز خلفها ألفارو، حيث كان المتهم سيحتجز في الزنزانة نفسها مع ألفارو، الذي كان يراقبهم ببرود.

ثم اقترب من القضبان الحديدية التي تحتجزه، وحاول التحدث مع الشرطي الموجود هناك. "هل تجد فقط قطعة يد وحيدة؟ ووُجدت تلك القطعة في منزل المتهم؟"

رجل الشرطة لم يكن مهتمًا بالرد على سؤال السجين، "ابقَ صامتًا، لا حاجة لك للتدخل!"

"إذا خسر إنسان يده، لا يمكن التأكد من موته. فماذا لو كانت الضحية لا تزال حية؟" استمر ألفارو في طرح رأيه.

شعر شقيق الضحية بالاستياء من رأي ألفارو. "إذا كانت أختي على قيد الحياة، أين هي الآن؟"

ردّ ألفارو بتهدئة: "هذا هو السؤال، أين ذهبت أختك؟"

تحدث المتهم قائلًا، "لقد قرأت بالصدفة في رسائل واتساب، العشيق يقول إنه سيأخذ زوجتي إلى مدينة دي. ولذلك غضبت وتشاجرنا تلك الليلة. لكن والله لم أقتلها ولم أؤذها ولو قليلًا."

والد الضحية لم يقبل بتلك الحجة. "أتقصد أن ابنتي قطعت يدها بنفسها للتظاهر بالموت؟ ليس من المعقول أن تفعل ابنتي شيئاً بهذه الجنون."

ثم رن هاتف أحد الشرطة الموجودين هناك، وأصيب بالدهشة عندما رأى رسالة من زميله في مدينة دي، التي تحمل صورة لامرأة تشبه الضحية تصعد إلى السيارة مع رجل، وكأنهم قد أتموا الخروج من أحد الفنادق، ويبدو أن يد المرأة سليمة، ربما كانت تستخدم يدًا اصطناعية.

"يبدو أن الأخت دندا لا تزال حية، إنها الآن في مدينة دي مع رجل."

أصيب الجميع بالصدمة لدى سماعهم لتصريحات الشرطي.

حتى أحد الشرطة أصبح فضوليًا حول سجين يستطيع تخمين أن الضحية ما زالت حية، "ما اسمك؟" سأل ألفارو.

رد ألفارو بهدوء: "اسمي أل، ألفارو."

...****************...

في زنزانة السجن، حُجز ألفارو مع اثنين من السجناء، أسمائهم دانو وجلين.

بعد أن هدأت الأمور، صفق دانو لأن تخمينات ألفارو قد أثبتت صحتها..

"واو، ينبغي أن تصبح محققًا، يُلقّب بالمحقق آل. ما رأيك أن أكون تابعًا لك؟ أنا هاكر." عرّف دانو نفسه على ألفارو وعرض عليه العمل معًا.

ثم تحدث الرجل الذي يُدعى جلين، مُعربًا عن رغبته في الانضمام إليهم، رغم أن ألفارو لم يجب بعد على عرض دانو. "هل يمكنني الانضمام؟" سأل جلين.

"ما هي موهبتك؟" سأل دانو جلين.

ظهر على وجه جلين ابتسامة خبيثة، "لدي ثلاث مهارات، ثلاثة م." وقال ذلك مشيرًا بثلاثة أصابع.

"ثلاثة م؟ ما هي؟" سأل دانو مجددًا.

أجاب جلين بفخر: "الخداع، السرقة، وإغواء الضحايا."

بدا على وجهي ألفارو ودانو الذهول من قدرات جلين الثلاثة.

شعر ألفارو أن عرض دانو جدير بالاعتبار؛ فلطالما حلم بأن يصبح شرطيًا. وربما يكتفي بأن يكون محققًا خاصًا، لكن هدفهما واحد: اصطياد الجناة.

...****************...

بعد خمس سنوات...

في ركن من أركان مقهى بالعاصمة، كانت هناك فتاة جميلة في الثالثة والعشرين من عمرها تتناول العشاء مع صديقتها.

هذه الفتاة هي جوانا. لقد قضت جوانا يومين في إندونيسيا، لكنها لم تخبر عائلتها بعودتها إلى إندونيسيا، ربما لأنها لا تجد حماسًا للقاء عائلتها.

تفيض جوانا هذه الليلة بقلقها لصديقتها أغنيس. "لا أدري لماذا، لكن أشعر أن ديون تغير، يا أغنيس. لم يعد كما كان."

كانت جوانا على علاقة بشاب يُدعى ديون، وقد أقاما علاقةً عن بُعد لمدة سنتين. بدأت علاقتهما حين كان ديون لا يزال يدرس في أمريكا، حيث كان الأخ الأكبر لجوانا في الجامعة.

"ربما يكون مشغولًا ببساطة." أجابت أغنيس، وهي منهمكة في اللعب بالقشة في كوبها.

"همم، ربما." ردّت جوانا، "لكن حذار إن اكتُشف خيانته، سأضربه وعشيقته." قالت جوانا وهي تلكم راحة يدها بخفة.

تذكرت أغنيس شيئًا ما، "لماذا لا تستأجرين محققًا ليتبّعه؟"

تجعد جبين جوانا، "محقق؟"

"هل سمعتي يومًا عن المحقق أل؟"

هزت جوانا رأسها نافية. "لا، ماذا عنه؟"

"سمعت أنه محقق ماهر جدًا، قادر على حل الكثير من القضايا المعقدة. العديد من رجال الأعمال الأثرياء يستأجرون خدماته. ليس هذا فحسب، فقد سمعت أنه وسيم للغاية، حتى وإن كان محققًا، لكن مظهره لا يقل عن مظهر العارضين. أنا أيضًا فضولية بشأن شخصه، لكن للأسف لا توجد صور له على الإنترنت أو على وسائل التواصل الاجتماعي." تحدثت أغنيس بإسهاب عمّا سمعت عن المحقق أل.

بالنسبة لجوانا لم يكن الأمر يتعلق بوسامته، بل كان الأداء هو محور اهتمامها. "كيف يمكنني التواصل معه؟"

...****************...

المحقق أل، هذه هي كنيته. كان ألفارو يحاول طوال هذا الوقت أن ينهض من كبوته، هو الذي تعرض للإهانة وتُرك كأنه نفاية بشرية، سيثبت أنه رجلٌ يستطيع النجاح والعيش دون حب.

عمل ألفارو مع فريقه المكوّن من دانو وجلين، كلٌّ بمهاراته الخاصة. كان لدى ألفارو خبرة من دراسته في الأكاديمية الشرطية، لذا صقل مواهبه لتوقّع الحالات التي حلّها بدقة.

والآن، كان ألفارو يقود سيارته الفاخرة، وكانت هيئته لائقة وأنيقة، وأصبح هذا الرجل أكثر وسامة الآن.

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***