مرحبا يا اصدقائي عدت لكم ببارت جديد من هذه الروايه اتمنى ان تكون قد نالت اعجابكم ولا تنسوا لايك لان هذا يدعمني حتى استمر بالكتابه والتنزيل
وقبل ما نبدأ صلوا على رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و اتم التسليم محمد ﴿صلى الله عليه وسلم﴾
دَخَلَتْ الغرفةَ الثانيةَ بخطواتٍ ثقيلةٍ، كأنّ ثقلَ العالمِ كلهِ قد حلّ على كاهلها. لم تكنْ مجرد خطواتٍ، بل كانتْ سلسلةً من الصّدماتِ الصغيرةِ التي تُنهكُ الجسدَ قبلَ الروح. ألقَتْ حقيبتَها على السريرِ بلا مبالاةٍ، وكأنّها تُلقي بها في هاويةٍ سحيقةٍ من اليأسِ المُطبِق. لم تكنْ حقيبةً عاديةً، بل كانتْ رمزاً لِحياةٍ كاملةٍ، حياةٍ أصبحتْ الآنَ تُشبهُ تلكَ الهاويةَ، مظلمةً، عميقةً، بلا أملٍ في النجاة. أمسكتْ برأسِها بين كفيها، شعورٌ بالضياعِ يغمرُها كفيضانٍ عارمٍ، كطوفانٍ يُغرقُها في بحرٍ من الشكوكِ والأسئلةِ المُعذّبة. ماذا تفعلُ الآن؟ كيف تُواجِهُ هذا الرجلَ، طارق، الذي لا يُحبّها حقّاً؟ لا يُعاملُها باحترامٍ، بل يعتبِرها كأيّ قطعةٍ من الأثاثِ المُتَناسِي في زاويةٍ من زوايا حياته، مُخزّنةٍ بلا قيمةٍ ولا معنى، كشيءٍ يُمكنُ التخلّصُ منهُ بسهولةٍ، دونَ أيّ ترددٍ أو ندم. أحستْ بِمُرّارةٍ لا تُطاق، بألمٍ يعتصرُ قلبَها ويُمزّقُ روحَها، كأنّما تُمزّقُها ألفُ شظيةٍ من الزجاجِ المُتَشظّي.
استلقتْ على السرير، مُرتديةً عباءتَها البسيطة، كأنّها تُحاولُ الاختباءَ من نفسها ومن هذا الواقعِ المُرّ الذي لا يُطاق. كانتْ العباءةُ ملاذاً وحيداً لها في هذا العالمِ القاسي، ملجأً من قسوةِ الواقعِ، لكنّهُ ملاذٌ ضعيفٌ، لا يُوفّرُ لها الحمايةَ الكافيةَ من هذا الألمِ المُتَصاعِد. ظلّتْ هناك لساعةٍ كاملةٍ، تُراقِبُ سقْفَ الغرفةِ الأبيضَ الباهت، كأنّها تُحاولُ العثورَ على إجاباتٍ في طيّاتهِ، على حلولٍ سحريّةٍ تُنقِذُها من هذا المأزق. لكنّ الصمتَ كانَ هو السائد، صمتٌ مُخيفٌ يُعزّزُ شعورَها بالوحدةِ والضياع، صمتٌ يُشبهُ صمتَ القبور، صمتٌ يُخفي في طيّاتهِ آلافَ الأسئلةِ بلا إجابات. ثمّ، فجأةً، كأنّما انكسَرَ الصمتُ المُطبِق، سمعتْ صوتَ طرقٍ خفيفٍ على باب الغرفة، طرقٌ حذرٌ كأنّهُ يخشى إزعاجَها، كأنّهُ يخشى كسرَ هذا الصمتِ المُخيف.
ذهبتْ لِتَفتَحه، قلبُها ينبضُ بقوّةٍ، كأنّهُ يُحاولُ الخروجَ من صدرِها، تتساءلُ: ماذا يريدُ الآن؟ ماذا يُريدُ هذا الرجلُ الذي أصبحتْ حياتُها تُدارُ وفقاً لأهوائه؟ وجدتْ طارقاً يقفُ أمامَها، وجهُهُ مُحايدٌ، لا يُعبّرُ عن أيّةِ مشاعر، كأنّهُ يُؤدّي واجباً روتينياً، كأنّهُ يُمثّلُ دورَ الزوجِ بلا روحٍ ولا قلب. لم تكنْ هناكَ أيّةُ علاماتٍ على الندمِ أو الأسفِ، لا شيءٌ يُشيرُ إلى أيّةِ مشاعرٍ حقيقيةٍ تجاهَها.
قالَ لها بصوتٍ هادئٍ، بصوتٍ مُجافٍ كأنّهُ يُخاطِبُ غريباً: "مالِكِ؟ لِماذا انتقَلْتِ إلى هذه الغرفةِ؟"
أجابتْ بصوتٍ خافتٍ، كأنّها تخشى أن تُسمعَ نفسها، كأنّها تخشى أن تُزعجَ هذا الصمتَ المُخيف: "أُريدُ أن أكونَ بمُفردي."
قالَ لها، بصوتٍ مُرتفعٍ قليلاً، كأنّهُ لم يُفهمْ جوابَها، كأنّهُ يُصرّ على عدمِ فهمِها: "أيْ يعني أنكِ لازلتِ غاضبةً من موضوعِ المنشفةِ؟"
أجابتْ، وَأَخْفَضَتْ رأسَها خجلاً، كأنّها تُعترفُ بذنبٍ لم ترتكبْهُ، كأنّها تُحاولُ إرضاءَ هذا الرجلِ الذي لا يُرضيها: "هل يُهمّكِ غضبي؟"
سادَ صمتٌ قصيرٌ، ثمّ قالَ لها، بصوتٍ مُحاوِلاً إخفاءَ عدمِ اهتمامِهِ، بصوتٍ مُزيّفٍ يُخفي وراءَهُ فراغاً عاطفياً هائلاً: "طبعاً يُهِمّني غضبُكِ، بل كثيراً. وقد اقتربَ وقتُ وصولِكِ." كلماتٌ جوفاءٌ، كلماتٌ لا تحملُ أيّةَ معنى حقيقيّ.
كانتْ تحملُ ثوبَها، مُحاوِلةً وضعه في الخزانة، لكنّهُ أمسكَ بها بقوّةٍ، وجذبَها إليهِ بقسوةٍ، مُلقياً بها على السرير. لم تكنْ مجردَ حركةٍ، بل كانتْ إهانةً صامتةً، إهانةً تُؤكّدُ لها ضعفَها وقلةَ قيمتها في عينيه. أحسّتْ بِخيبةِ أملٍ عميقةٍ، كأنّها سقطتْ في بئرٍ من اليأس، بئرٍ لا قعرَ لها، بئرٍ لا أملَ في الخروجِ منها.
قالَ لها، بصوتٍ مُتّهمٍ، بصوتٍ يُحاولُ تحميلَها مسؤوليةَ مشاعره: "ألا ترينَ نفسَكِ قاسيةً معي جدّاً؟"
أجابتْ، بصوتٍ مُتَأَلّمٍ، بصوتٍ يُعبّرُ عن إرهاقٍ نفسيّ عميق: "أنا لا أعرفُ الكلامَ البذيءَ، ولم أقلْ يوماً كلمةً سيّئةً لأحد، لكنّكَ أنتَ لا تستحقّني يا طارق."
قالَ لها بِغضبٍ مُتَصاعِد، كأنّهُ يَنفجرُ من داخلهِ، كأنّهُ يُحاولُ إخفاءَ ضعفِهِ وراءَ هذا الغضبِ المُحتدَم: "والسببُ؟ ماذا تظُنّينَ عن نفسِكِ؟ أُحاولُ التقرّبَ منكِ لساعاتٍ، وما زلتِ مُصِرّةً يا امرأةُ، على غضبكِ وتجاهُلِكِ."
أجابتْ، بصوتٍ مُتَعبٍ، كأنّها قد استنفدتْ كلّ طاقتها، كأنّها تُحاولُ التماسُ بعضِ الرحمةِ والفهم: "شكراً، لم أكنْ أعرفُ أنّهُ يتعيّنُ عليّ تجاهُلُكِ أيضاً بعدَ الغضب."
قالَ لها، بصوتٍ مُتَضايقٍ، بصوتٍ يُعبّرُ عن عدمِ قدرتهِ على فهمِ مشاعرِها: "استغفرُ اللهَ ربّي!" ثمّ خرجَ من الغرفة، وأغلقَ البابَ بقوّةٍ، مُصدِراً صوتاً عالياً يُعكسُ غضبَهُ المُحتدَم، غضبٌ يُخفي وراءَهُ شعور.
✨✨يـتـبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع✨✨
شكرا على قراءتكم روايتي الجديده حتى هاذ الفصل واتمنى ان تحطوا لايك لاني والله تعبت من كثر ما اكتب واتمنى انكم استمتعتوا بالقراءه يا اعزائي ويلي ما متابع حسابي يدخل يتابعه
وشكرا لكم على الدعم و يو سي☺️👋🏻
♥I love you so much, my dear readers
12تم تحديث
Comments
𝓢𝓱𝓲𝓷𝔂 𝓳𝓮𝔀𝓮𝓵✪
الله عليگ♥️ ايش ذا الابداع العظيم ماشاءالله عليك بس
2025-01-29
6