نبدا 🌹🌹🌹
وصلوا على رسولنا الكريم محمد (ﷺ)
بـــــســـمــ الـــلــه الـــرحـــمـــنـ الــــرحـــيـــم
ظلّ الصمت يلفّ المكان، ثقيلًا كسحابة رعدية محملة بالأسرار والأحزان. آلاء، تُمسك بكأس عصير البرتقال، عيونها غارقة في بحر من التأملات المُرّة. لم تكن تتوقع أن تصل حياتها الزوجية إلى هذا المنعطف المُظلم، فقد كانت ترسم لوحة زواجها بألوانٍ زاهية، لكنّ الواقع رسم لها لوحةً أخرى، لوحةً قاتمةً ملأتها ظلال الوحدة والخواء العاطفي.
"يا إيمان، أشعر بالاختناق، كأنّي أعيش في قفصٍ ضيّق، لو كان هناك ولو قليل من الحبّ في قلبه، لما وصلنا إلى هذه المرحلة." صوتها كان رقيقًا، يُخفي وراءه عاصفةً من المشاعر المُتضاربة.
ابتسمت إيمان، ابتسامةً حزينةً تحمل في طياتها الكثير من الحكمة، "قلب الرجل كالفندق، آلاء، غرفٌ كثيرةٌ وزوارٌ مُتعدّدون، أمّا قلب المرأة، فهو كبيتٍ صغير، غرفةٌ واحدةٌ فقط، تتسع لرجلٍ واحد. ربما تكونين أنتِ تلك الغرفة المميزة، ذات الطابع الخاصّ والأثر الكبير، لكنّ الصبر مطلوب، صبرٌ مُفهم، ليس صبرَ المسكينة."
كلمات إيمان لامست أوتارًا حساسةً في قلب آلاء، لكنّ الشكوك لا تزال تُخيّم على عقلها، "كيف أصبر وأنا لا أشعر بحبّه؟ كيف أتحمل هذا الخواء العاطفيّ؟"
أجابت إيمان بهدوء، "الصبر ليس مجرد انتظار، بل هو فهمٌ عميقٌ للظروف، وإيمانٌ بالحبّ المُحتمل، الذي قد يكون مُخبّأً خلف جدرانٍ صلبةٍ، جربِ أن تكتشفي هذا الحبّ، ابحثي عنه، قد يكون مُختبئًا في تفاصيلٍ صغيرةٍ لم تلاحظيها من قبل."
في مكانٍ آخر، في مستشفى المدينة، كان طارق يُصارع ألمًا آخر، ألمًا أشدّ قسوةً من ألم الفراق العاطفيّ. خبر وفاة كوثر، صديقة هديل وأمّها، كان بمثابة صدمةٍ قويةٍ هزّت كيانه. وجدها مُلقاةً على سرير الموت، وجهها شاحبٌ، عيونها مغلقةٌ، كأنّها تُودّع الحياة بهدوءٍ مُرّ.
هديل وأخواتها وأهلها، كانوا منهارين، دموعهم تُنساب كشلالٍ لا يتوقف. حاول طارق أن يُواسِهم، لكنّ الكلمات كانت عاجزةً عن التعبير عن عمق حزنه، "استغفروا الله، هي الآن في مكانٍ أفضل، مع الله."
لكنّ هديل، في بحرِ حزنها، لا تستطيع قبول هذا الواقع، "لماذا هي يا طارق؟ لماذا اختارها الله؟ كان بإمكانه أن يختار أيّ شخصٍ آخر، حتى أنا، لماذا هي؟"
حاول طارق أن يُهدّئ من روعها، "لا تعترضي على حكم الله، يا هديل، ليس لأحدٍ أن يُحدّد أجله، كلامك هذا غلط وحرام."
لكنّ حزن هديل كان أعمق من أن يُخفّفه أيّ كلام، فقد فقدت أمّها، امرأةً كانت بمثابة ملاذٍ آمنٍ لها، شمسًا تُضيء حياتها.
وصل أبو هديل، وجهه مُشوّهٌ بالغضب، "كل هذا بسببك، يا طارق، منذ أن سمعتُ بطلاق ابنتي، قرّرت أمّها أن تأتي إليك، لكنّها لم تصل، وحصل ما حصل."
أجاب طارق، "هذا قضاء وقدر، ليس لي يدٌ في هذا."
لكنّ الكلمات لم تُخفّف من غضب أبو هديل، فقد كان حزنُه مُمزوجًا باللوم على طارق.
ثمّ جاءت الصدمة الأكبر، عندما قالوا إنّهم لا يستطيعون غسل جثمان كوثر، بسبب شدّة إصاباتها، فقد كُفّنت كما هي، ودُفنت بهدوءٍ مُرّ.
في المقبرة، حدث أمرٌ غريبٌ، ففي كلّ مرة يُحاولون حفر قبرٍ لها، يظهر ثعبانٌ كبيرٌ وديدانٌ، مُخيفٌ لدرجة أنّ الحفّارين رفضوا المُتابعة.
تدخّل الشيخ، "يا جماعة، طالما جئتم إلى هنا، فإنّ هناك قبرًا هنا، لكنّ هذه الأمور الغريبة، لا تحدث إلا إذا كانت المرحومة قد فعلت شيئًا قبل وفاتها."
في مكانٍ آخر، كانت هديل تُصارع صدمةً أخرى، صدمةً أكبر من حزنها على أمّها. أخبرها ندى، أختها الكبرى، بأنّها ليست ابنتهم بالتبنّي، بل قد تمّ إحضارها من جارة لهم، وقد اختفت والدتها الحقيقية منذ سنوات.
سقطت هديل على الأرض، غارقةً في بحرٍ من الصدمات، لم تكن تتوقع هذا السرّ المُخفيّ، الذي يُهدّد هويتها ووجودها.
في النهاية، كشف معتز، ابن أبو هديل، عن سرٍّ مُفجعٍ آخر، فقد اعترف بأنّ أمّه كانت تُمارس السحر والدجل، وتُؤذي الناس، مُسبّبةً الكثير من المشاكل والأضرار.
انتهى الفصل، مُغلفًا بالأسرار والأحزان، مُترِكًا القارئ في حالةٍ من التشويق والترقّب لما سيأتي في الفصول القادمة.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
★★يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع★★
باي وان شاء الله تكون عجبتكم ما يهم الى قرأ يكتب تم تمممموررو في التعليقات 🌹🌹👄
واسف على التاخير 🥀🥀🖤
يو سي ~~👋🏻☘️💙
그리고 내 소설을 읽는 모든 분들에게 부탁드립니다. 🌹💐✨
I love you very much, my ~~dear readers 🔪
12تم تحديث
Comments