قررت انزل فصلين ذا الفصل الثاني وثكرا
وصلوا على رسولنا الكريم محمد (ﷺ)
بـــــســـمــ الـــلــه الـــرحـــمـــنـ الــــرحـــيـــم
في زاويةٍ أخرى من المدينة، كانت ندى تُصارع همومها الخاصة. حملها غير المُعلن، والصمت المُطبق على حقيقة أبوّة الطفل، كانا يُثقلان كاهلها. تُفكّر في كيفية مواجهة والدها، فقد كانت تعلم أنّه لن يقبل هذا الأمر بسهولة.
"أمي، التي رحلت، هي من كانت تُمسك بزمام الأمور في المنزل، لذلك، يجب أن أُصارح أبيّ بالحقيقة، وإن رفض، سنتصرف نحن." قالت ندى، صوتها مُخنوقٌ بالقلق.
أجاب فراس، بصوتٍ هادئٍ، "اسمعي يا ندى، إن كنتِ تستطيعين فعل شيءٍ من دون موافقة أبيك، فلن أستطيع ذلك، يجب أن أُشاور أهلي أولاً."
"ولكن، ماذا أفعلُ بهذا الحمل؟ مصيره أن يظهر للعلن، وسنُفضَحُ جميعًا." قالت ندى، صوتها مُرتجفٌ.
أجاب فراس، بحدةٍ، "لا تُفكري في فضح نفسكِ، أرجوكِ، لا تُدخلي اسمي في هذا الأمر، أبداً. إذا سألوكِ عن والد الطفل، لا تذكري اسمي."
نزلت دموع ندى، كلمات فراس كانت بمثابة صاعقةٍ أصابتها في مقتل. لم تتوقع منه هذا الردّ القاسي، خاصةً بعد خمس سنواتٍ من الحبّ.
"أتشكّ بي يا فراس؟" سألت ندى، صوتها مُختنقٌ بالبكاء.
أجاب فراس، "دعينا نضع الأمور في نصابها، لا أريد أن يُذكر اسمي، افعلي ما تشائين، اقتلي الجنين، أو اسقطيه، لكن لا تُدخلي اسمي في هذا."
مسحت ندى دموعها، "حسنًا، سأفعلُ ما أراه مناسبًا، سأذهبُ وحدي لإجراء الإجهاض، لأنّي سئمتُ من هذا الوضع، وإذا لم تكن أنتَ تريد هذا الطفل، فلن أُجبره على العيش في معاناة."
أجاب فراس، "حسناً، سأذهبُ معكِ غدًا، لأنّي سئمتُ من هذا الوضع أيضًا."
في مكانٍ آخر، كانت هديل تستعيد وعيها ببطء. وجدت سارة جالسةً بجانبها، "لقد استيقظتِ، الحمد لله، الف سلامة عليكِ."
"أمي... أمي ليست أمّي الحقيقية، تخيلي، كنتُ أعيش في وهمٍ طوال هذه السنوات." قالت هديل، صوتها مُتقطعٌ بالبكاء.
"أعلم، لكنّها كانت أمًّا حقيقيةً لكِ، هل شعرتِ بأنّها تُعاملُكِ بشكلٍ مختلفٍ عنّا؟ هل ظلمتكِ؟" سألت سارة، بصوتٍ مُواسٍ.
"لا، لم تشعرني بذلك أبدًا، كانت أمًّا رائعةً، ربّتني، كبرتني، علمتني، ساهرت عليّ، نظّفت، غسلت، أطعمتني، لكنّ الولادة ليست كلّ شيء، الأمّ التي تُربّي هي الأمّ الحقيقية." قالت هديل، بين شهقات البكاء.
"نعم، الأمّ التي تُربّي، هي التي تُعطي الحبّ والحنان والرعاية، لا تُقارني الأمومة البيولوجية بالأمومة الحقيقية، فالأخيرة هي التي تُبني الإنسان وتُشكّل شخصيته، بيت العنكبوت أهون من بيتٍ بلا أمٍّ حقيقية." قالت سارة، بصوتٍ حكيم.
أعطتها سارة صورةً لوالدتها الحقيقية، "هذه هي أمّك، هل تعلمي ما كانت أمنيتها قبل وفاتها؟ أن تعودي إلى بيت زوجكِ، وأن تستقري."
انهمرت دموع هديل من جديد، وهي تُمسك بصورة والدتها، تُعيدُ إلى ذاكرتها ذكرياتٍ جميلةً معها، فراق الأمّ أمرٌ صعبٌ للغاية.
في منزل طارق، عاد في الثانية صباحًا، بعد دفن كوثر. وجد باب منزله مُزيّنًا بالورود والشموع، وآلاء نائمةً على الأريكة. وجد على الطاولة كعكة مكتوب عليها "عيد زواج سعيد حبيبي"، وهديةً بداخلها صورةٌ لموجاتٍ صوتية، وزجاجةٌ صغيرةٌ، ورقةٌ مكتوب عليها: "الف مبروك، ستكون أبًا قريبًا."
شعورٌ غامرٌ بالفرحّ والدهشة سيطر على طارق، لم يكن يتوقع هذا، لم يكن يُصدق أنّه سيُصبح أبًا قريبًا. أراد أن يُشارك آلاء فرحته، لكنّها كانت نائمةً، يبدو أنّها تعبت من تحضير كلّ هذا. قبل رأسها، ووضعها في غرفة النوم.
في تلك الأثناء، كانت آلاء تُفكّر في طريقةٍ تُقربها من طارق، فقد أخبرت إيمان بأنّها حامل. قرّرت أن تُفاجئه بعيد زواجهم، وأن تُخبره بالحمل. ذهبت لإجراء فحصٍ طبيّ، ثمّ ذهبت للتسوّق، واشترت الشموع والورود، وإكسسوارات، وغيرت ملابسها، واستعدّت لاستقبال طارق. لكنّه تأخّر كثيرًا، فبدأت تشعر بالقلق، فقد اعتقدت أنّه قد عاد إلى هديل. أطفأت الشموع، وأغلقت التلفزيون، ونامت وهي تحمل في قلبها حزنًا كبيرًا.
انتهى الفصل، مُترِكًا القارئ في ترقّبٍ لما سيأتي في الفصول القادمة.
*★★يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع★★*
نفس الشئ اكتب في التعليقات اااا نسيت بتلقوها في الفصل اللي قبلي
يو سي ~~👋🏻☘️💙
그리고 내 소설을 읽는 모든 분들에게 부탁드립니다. 🌹💐✨
I love you very much, my ~~dear readers 🔪
12تم تحديث
Comments