دخول محمد الى قاعة ملاكمة

دخل محمد إلى قسمه بثقة وجلس في مكانه. وكان الجميع لاحظ تغير في محمد لأنها ما عاد ذلك الشخص الذي يتجنب الناس ويخفي وجوده، الآن يمشي بكل ثقة.

ثم قال محمد في نفسه: "اليوم بعد انتهاء الدراسة سوف أذهب إلى قاعة ملاكمة وأصبح متدربًا هناك. سوف أفعل كل شيء من أجل أن أصبح أقوى."

دخل مصطفى وخالد وعبد الرزاق ولكنهم جلسوا في أماكنهم ولم يأتوا لكي يتنمروا على محمد.

تكلم محمد في نفسه: "حقًا أنهم ضعفاء بسبب خوفهم من حمزة الشديد حتى إنهم لم يتجرأوا أن ينظروا إلى عيني. إن حالتهم مزرية حقًا، ولكن لن أخفض من حذري أمامهم أبدًا، إنهم مثل الأفاعي، حتى وإن لم يستطيعوا أن يفترسوا فريستهم، فانهم سوف ينتظرون وقتًا مناسبة لكي يفترسوا فريستهم. يجب أن أصبح أقوى بسرعة."

وهكذا مر اليوم الدراسي بدون أن يقوم الثلاثة بفعل أي شيء.

محمد بعد انتهاء الدراسة ذهب إلى منزله ووضع محفظته وغير ملابسه وذهب إلى قاعة الملاكمة. شاهدها من بعيد اعجب بها كثيرًا وقال: "حقًا أنها رائعة جدًا، مجرد نظر إليها يأتيك شعور جيد."

دخل محمد إلى القاعة ثم سئل أحد المتدربين: "أين أجد مدرب؟"

أجابه: "لماذا تبحث عن مدرب؟"

رد عليه محمد وقال: "لماذا قد أخبرك بما أريد قوله للمدرب؟ هل هو أخبرك أن تستجوب الناس عند دخولهم إلى القاعة أو أنك تحشر نفسك في أمور الآخرين بدون إذن."

غضب المتدرب وأراد أن يبرز نفسه على محمد. وكان المتدرب قويًا جدًا جسديًا وقتاليًا لأنه كان يمارس الملاكمة منذ سنوات.

اقترب الملاكم وقال: "كيف يجرأ غر مثلك على قول هذه الأشياء لي؟ أنت تحت رحمتي الآن يمكنك قضاء عليك في أي وقت."

رد عليه محمد وقال: "لماذا يبدو الأمر وكأنني من يمكنه قضاء عليك في أي وقت؟ لماذا أنت غاضب؟ لماذا أنت منزعج؟ أنا لم أكن مدركًا أن في قاعة ملاكمة يدربون فقط جسديًا، بينما نسوا أهم شيء وهو عقليًا، العقلية هي التي تجعلك أفضل وأقوى، حتى بدون استعمال القوة في هذا الجانب أنت مثل النملة أمامي."

شعر الملاكم بالغضب الشديد وكان يريد ضرب محمد لأنها اهانه بشدة.

صرخ المدرب و حضر معه النائب وقال: "إن كنت رجل، تجرأ و لمسه، كيف يعقل تضرب شخص لم يتدرب أبدًا وأيضًا أصغر منك. لماذا أشعر أنك أنت أصغر، ليس هذا الفتى، كما قال هذا الفتى أهم شيء يميز الأقوياء هي قوة الشخصية وقوة عقليتك، إن كانت قوتك كبيرة وعقليتك صغيرة فستبدو صغيرًا حتى لو هزمت جميعًا، ولكن إن كانت شخصيتك وعقليتك كبيرة وقوية حتى لو لم تكن الأقوى سوف تكون لك مكانة كبيرة وهيبة عظيمة أمام خصومك وثقة كبيرة لحلافائك."

تقدم المدرب نحو محمد وقال: "ما اسمك؟"

رد عليه وقال: "اسمي محمد."

رد عليه مدرب وقال: "أنا اسمي عمر، ما الذي أتى إلى هنا يا محمد."

رد عليه محمد وقال: "جئت إلى هنا لكي أتدرب."

رد عليه مدرب وقال: "لماذا تريد أن تتدرب؟"

رد عليه محمد وقال: "من أجل دفاع عن نفسي، وهناك أشخاص أنا مدين لهم بالكثير، لذلك جئت إلى هنا لكي أتدرب وأرد لهم دينهم واحد تلو الآخر."

رد عليه مدرب وقال: "يالها من شجاعة ويالها من روح قتالية رائعة. ثم قال: حسناً، لقد اعجبتني كثيرًا، سوف أدربك بنفسي."

رد عليه محمد وقال: "شكرًا جزيلًا لك على تواضعك معي."

رد عليه مدرب وقال: "لا تقل هذا، أنت تستحق هذا بالفعل."

تكلم نائب مدرب وقال: "ولكن يا سيدي إن..."

قبل أن يكمل كلامه قال مدرب: "لا بأس، سوف أدربه بنفسي، أما الآخرون سوف أتركه لهم لك."

رد عليه نائب وقال: "حسنًا، لا يوجد خيار آخر."

تكلم مدرب وقال: "استمع يا فتى، التدرب هنا صعب جدًا جدًا، أياك و الانسحاب في نصف التدريب أو تبدأ تشكو من قسوة التدريبات لأن تدريباتي قاسية جدًا جدًا ولم يستطع أحد تحملها."

رد عليه محمد وقال: "سوف أحاول جاهدًا مواكبتك، وأيضًا أنا لم أتي إلى هنا لكي أبحث عن راحتي، جئت إلى هنا فقط لشيء واحد وهو القوة فقط."

رد عليه مدرب وقال: "جيدًا، من اليوم فصاعدًا تعال إلى هنا في ساعة 21:00. هذا هو وقت مخصص للتدريب."

رد عليه محمد وقال: "حسنًا، سوف أتي إلى هنا في وقت محدد."

رد عليه مدرب وقال: "جيد، اتمنى أن تحافظ على حماستك وجرأتك هذه."

رد عليه محمد وقال: "مادام القلب ينبض، لن تنطفأ هذه الحماسة أبدًا."

رد عليه مدرب وقال: "أنت تملك لسان طويل على رغم من صغر سنك."

رد عليه محمد وقال: "إن ظروف جعلت عقليتنا أكبر من سننا."

حسناً أنا سوف أذهب، أراك غدًا وداعًا.

رد عليه مدرب وقال: "وداعًا."

تكلم نائب وقال: "يبدو أنه أعجبك كثيرًا."

رد عليه مدرب وقال: "هذا فتى حلم كل مدرب، أنه شخص لا ينقصه شيء، قوة عقلية، قوة شخصية، لا يخاف أبدًا، وأكثر شيء يميزه تواضعه، اتمنى لو يبقى على هذه الحالة ولا يتغير."

رد عليه نائب وقال: "أنا أيضًا اتمنى ذلك."

وهكذا رجع محمد إلى منزله وهو سعيد جدًا لأن تم قبوله في التدرب في قاعة الملاكمة.

ثم قال أخيرًا: "بدأت أقطف ثمار عملي شاق، الآن ينقصني شيء واحد فقط وهو القوة. انتظروا فقط خالد وعبد الرزاق ومصطفى، إن لم أجعلكم تركعون لي لن اسمي نفسي محمد أبدًا."

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***