وهكذا غير محمد ملابسه، وبعد فترة تناول عشائه، وصعد إلى غرفته مبكرًا لكي ينام، لأنَه غدًا سوف ينهض باكرًا لكي يقوم بالركض أكثر من ساعة. وهكذا محمد نام سعيدًا على عكس عادة.
وهكذا مرت أول ليلة على محمد منذ أن قرر تغيير حياته من أسوأ إلى أفضل، من معاناة إلى نجاح، من الضعف إلى القوة، من الجبن إلى الشجاعة.
استيقظ محمد في صباح باكر، ثم قال: "آه، مازلت أشعر بالنعاس، آه كم أود رجوعًا إلى فراشي لكي أنام." بينما كان يريد أن يرجع أن ينام، تذكر كلام حمزة، شعر بالغضب ونهض بسرعة وقال: "لا يوجد وقت للراحة، حان وقت العمل."
وهكذا نهض محمد باكرًا، وغير ملابسه، وعندما كان على وشك الخروج، استقبلته أمه وقالت له: "إين أنت ذاهب في هذا الصباح الباكر؟"
رد عليها: "أنا ذاهب لكي أركض فقط."
ردت عليه الأم: "آه، هذا جيد. حسنًا، فالتذهب واعتن بنفسك جيدًا ولا تحمل نفسك ما لا طاقة لها."
رد عليها محمد وقال: "لا تقلقي يا أمي."
وهكذا خرج محمد بسرعة للتدرب. وكانت الأم تنظر إليه بإبتسامة وقالت: "وأخيرًا خرج من حالته السيئة، وأخيرًا امتلك الشجاعة للتغيير، وأخيرًا ابني عاد إلى حياته طبيعية بعيدًا عن الحزن وخوف."
ثم قالت: "أنا لا أعرف من كنت سببًا في تغييره هكذا، ولكن أعلم أنني شاكرة لك جدًا."
بينما كانت الأم تشكر من غير حياة ابنها، كان محمد يركض في صباح الباكر، وكانت الشوارع ما زالت فارغة، ثم قال: "ياله من وقت جميل، و حتى هواء نقي جدًا. الشيء السيئ وحيد في هذا اليوم هو لياقتي البدنية ضعيفة، لقد تعبت بعد ركض خمس دقائق، ياللي من مثير للشفقة."
ثم قال: "حسنًا، لا بأس بذلك، إنه يوم أول فقط. سوف أفعل ما بوسعي فقط، نتائج التدريب سوف تظهر مع توالي الأيام والتدريب الجاد."
وهكذا واصل محمد الركض حتى مرت ساعة، ورجع إلى منزله. استقبلته أمه وقالت له: "اذهب واستحم، إن حمامًا واجد."
رد عليها وقال: "شكرًا، أمي."
وهكذا دخل محمد إلى الحمام، وكان مياه ساخنة جدًا عندما دخل. كم أن مياه منعشة وتبعث بشعور رائع. لم أكن أعلم أن الاستيقاظ الباكر والتمرن سوف يجعلك تشعر بهذه الراحة والسعادة. سوف أجعلها روتيني اليومي من الآن فصاعدًا. سوف أنهض كل يوم باكرًا لأتدرب.
أكمل محمد استحمامه وفطوره، وتوجه نحو المدرسة. وكان محمد على غير عادة، كان يمشي ورأسه مرفوع وبشكل عادي. في العادة كان يمشي منحنيًا رأسه، لأنَه كان يتجنب المتنمرين. إنه لم يكن خائفًا منهم، ولكن كان يريد تجنبهم فقط لأنهم بالنسبة لمحمد كانوا مثل الكلاب التي تنبح وتزعج الناس.
بينما كان محمد يسير، التقى صدفة آسيل وقال: "مرحبا آسيل."
ردت عليه وقالت: "مرحبا محمد، كيف حالك؟"
رد عليها: "بخير، وأنتِ؟"
ردت عليه: "أنا بخير."
ثم سألت وقالت: "يبدو أنك اليوم على غير العادة، تبدو ملامحك سعيدة وتبدو واثقًا من نفسك."
رد عليها وقال: "لقد مر كثير يوم أمس، وكان هذا بفضل شخص ما."
ردت عليه: "أوه، حقًا. أنا سعيدة جدًا لأنك واثق من نفسك وتبدو سعيدًا."
رد عليها وقال: "شكرًا جزيلًا لك."
كانت آسيل تتطلع إلى محمد بنظرة مختلفة، كانت ترى فيه شيئًا جديدًا، شيئًا إيجابيًا. كانت آسيل تحب محمد، ولكنها لم تكن تعرف كيف ت表ع عن مشاعرها. كانت آسيل تتمنى أن يصبح محمد واثقًا من نفسه، وأن يترك خوفه وتنمره. وكان محمد يبدأ في تغيير نفسه، وكان آسيل سعيدة جدًا بذلك.
دخل الاثنان معًا، وكان خالد وعبد الرزاق ومصطفى يشاهدون ولم يستطيعوا فعل أي شيء لأنهم خائفين من حمزة.
تكلم خالد وقال: "ماذا علينا أن نفعل الآن؟"
رد عليه مصطفى وقال: "بالطبع سوف ننتقم من محمد على الإذلال الذي تعرضنا له بسببه وبسبب ذلك الطالب."
رد عليهم عبد الرزاق وقال: "أنا لن اقترب من ذلك الطالب، ما تروا قوته البدنية وكأنه مقاتل محترف."
رد عليه خالد وقال: "أنت على حق، إنه طالب غير عادي، لهذا يجب أن لا نعتدي عليه لكي لا يسحقنا."
وأيضًا قال: "أنا لن اقترب من آسيل مرة أخرى، ماذا لو كان أخاها حقًا عندها؟ سوف تكون نهايتنا."
رد عليه عبد الرزاق وقال: "أنت على حق."
رد مصطفى وقال: "لماذا أنتم أغبياء جدًا؟ قال ذلك الفتى إنه سوف يدافع عن فتاة وليس محمد. نحن سوف نراقب محمد هذه الأيام بدون أن نفعل أي شيء حتى نعلم ما مدى علاقتهم. إن عرفنا أنهم غير أصدقاء أو أقارب، سوف ننتقم من محمد حينها لأن ذلك الطالب لن يزعج نفسه في التدخل في شؤون آخرين."
رد عليه خالد وعبد الرزاق: "أنت على حق، سوف نراقبه حتى نعلم كل شيء."
وهنا قرر الثلاثة خطتهم الماكرة للأنتقام من محمد. ياترى كيف محمد سيتعامل معهم ومع خططهم الخبيثة؟ هل سوف يتمكن محمد من تجاوزهم أو سوف يقع في فخهم؟
سوف نرى ما سيحدث في المستقبل.
Comments