4

خرج خالد ومصطفى من القسم، تاركان محمدا ملقيا على

الأرض. نهض محمد، وخرج من القسم. أثناء نزوله من الدرج، شاهد آسيل تنزل الدرج أمامه. حاول محمد تجنب آسيل لئلا يتعرض للتنمر مرة أخرى.

حاول محمد المشي بسرعة والخروج من المدرسة. بينما كان خارجا مسرعاً، شاهدت آسيله وهو يمشي مسرعاً، وملابسه متسخة جداً ووجهه أحمر. كان يبدو أنه تعرض للضرب بشدة.

محمد كان يمشي بسرعة لأنه لا يريد أن ينظر إليها حتى لا يتعرض للضرب مرة أخرى. آسيل، وهي تنظر إلى تصرفات محمد وملابسه، يبدوان غريبان جداً. يبدو أنه يتعرض للتنمر.

عبد الرزاق وخالد ومصطفى مرّوا على آسيل وكانوا يضحكون ويقولون: "ياله من طفل أحمق! كيف يتجرأ النظر إلى فتاة جميلة مثلها؟" قال خالد: "نعم، محمد لطالما كان أحمقاً ولا أعلم كيف يفكر عندما نظر إلى آسيل."

لم يكن الثلاثة يعلمون أن آسيل كانت تستمع إلى حديثهم. غضبت آسيل من هذا كثيراً، ولكنها لم تكن متأكدة جداً من حدوث أمر بسببها، لأنها كانت تظن أن فتاة أخرى أو فتى آخر قد تعرض للتنمر. لكنها كانت شبه متأكدة أن محمد هو من تعرض للتنمر بسبب ملابسه ووجهه الذي يدل على أنه تعرض للتنمر.

قررت آسيل أن تنتظر محمد غداً وتسأله عما حدث.

صباحاً، كانت آسيل تنتظر قدوم محمد عند باب المدرسة، لتكتشف حقيقة ما حدث، خائفة من أنها قد تكون السبب. لما رأته، شعرت بالخجل، لأنها لم تتحدث معه من قبل.

عندما مر محمد، وقفت آسيل وأخبرته أنها تريد الحديث معه. رد محمد قائلاً: "لماذا تريدين الحديث معي؟" كان محمد يريد التخلص منها بسرعة، خوفاً من أن يتنمروا عليه.

سألته آسيل: "هل يدرسون معك خالد ومصطفى وعبد الرزاق؟" رد محمد: "نعم."

سألت آسيل: "هل تعرضت للتنمر بسببي؟" تفاجأ محمد من سؤال آسيل، وسكت ولم يجب. عرفت آسيل من سكوته أنه تعرض للتنمر حقاً بسببها.

سألت آسيل محمد: "لماذا تتعرض للتنمر بسببي ونحن لم نتحدث أبداً؟" رد محمد: "يوم الأمس، كنت أشاهد عصفورًا خلفك، فشهدني خالد ومصطفى وظنوا أنني كنت أشاهدك. جاء خالد ومصطفى وأخبروني لماذا كنت أنظر إليك، وأخبروني أنني لا أستحق النظر إليك، ثم ضربوني."

غضبت آسيل عندما سمعت أن محمد تعرض لكل هذا بسببها، وقالت: "ما شأنهم في؟ ومن قال لهم أن يتدخلوا في شؤوني الخاصة؟ ومن قال لهم أن يضربوا الناس بمجرد نظر إلى من يظنون أنفسهم أهلًا للشفقة. عندما لا يستطيعون الوصول إلى شيء، يحاولون إفشال الآخرين معهم."

ثم قالت: "إذا تحدثوا معك مرة أخرى في هذا الشأن، أخبرهم أن لا دخل لهم في هذا. أنا أقرر من أُعاقب أو أجعله صديقي. أخبرهم أنني لا أريد سماع أي شيء مرة أخرى عن تنمركم على آخرين بسببي."

تفاجأ محمد من ردة فعل آسيل، وكان هذا أول مرة شخص يدافع عنه غير عائلته. تأثر محمد بهذا المشهد كثيرًا.

آسيل شاهدت تأثر محمد بكلامها، وقالت: "لا تحزن بسبب كلامهم. لا تدع أي أحد يتنمر عليك أو ينقص من قيمتك. أنت من تحدد قيمتك الحقيقية، وليس الناس."

رد محمد على آسيل: "شكراً جزيلاً لك على كلامك وتشجيعك."

ردت آسيل: "لا تقل هذا، نحن زملاء في السابق والآن أيضاً."

قال محمد: "أحقاً تعتبريني زميلك؟"

أجابت آسيل: "نعم، أنت زميلي. وإذا تعرضت للتنمر مرة أخرى، أخبرني من فضلك، سأساعدك بكل ما أستطيع."

قال محمد: "شكراً."

انتهى الحوار بين آسيل ومحمد، وذهب محمد إلى قسمه. آسيل شاهدة إياه من الخلف، قائلة في herself: "يالك من طفل مسكين، تعاني طول الوقت وتتعرض للتنمر دائماً وتضرب ولا تجد شخصاً يساعده أو يتكلم معه لينفس عن غضبه. ولكن رغم كل ذلك، لم يذل نفسه أبداً أو يترجى الرحمة أو يشتكي همه لأحد أبداً. كان يواجه التنمر بنفسه ويتحمل كل شيء وحده.

أظن أن المتنمرين، عندما يرون عزيمته، يغارون ويحاولون ضربه لكي يحطموا تلك العزيمة، ولكن هيهات! من تربى على العز لن يذل أبداً، ومن تربى على الذل لن يعز أبداً."

وهكذا ذهب كل من آسيل و محمد الى قسمه دراسي و كان كل واحد منهما يحمل افكار و مشاعر مختلفة كيف ياترى سوف تمر ايام وكيف تحل مشكلة محمد...

من فضلك تعليق او اشتراك 🥺♥💕🌺😍✅

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon