###
استعدت سارة للمهمة التي ستحدد مصيرها. الغرفة التي كانت تجتمع فيها الظلال أصبحت موحشة ومظلمة، وكأنها تعرف أن شيئًا كبيرًا سيحدث. أمير وقف بجانبها، عيناه مليئتان بالخوف والتصميم. إياد وقف في الطرف الآخر، يراقبها بصمت، بينما كان نائل يجلس في الظلال، يبتسم بثقة وكأنه يعرف النهاية مسبقًا.
"أنتِ متأكدة من هذا؟" سأل أمير بصوت خافت.
سارة نظرت إليه، وملامحها تحمل الحزم. "ليس لدي خيار آخر. هذا المنزل لن يتوقف حتى ينال ما يريد. إذا كان هناك أمل في إنهائه، سأفعل كل ما بوسعي."
**الباب المحرم**
قادها أمير وإياد إلى عمق المنزل، إلى مكان لم تزره من قبل. الجدران كانت تتآكل كأنها تصرخ، والأرض تحت قدميها بدت وكأنها تتنفس. توقفوا أمام باب ضخم، مصنوع من خشب داكن محفور عليه رموز غريبة.
"هذا هو قلب المنزل،" قال إياد. "كل شيء يبدأ وينتهي هنا. ولكن دخول هذا المكان ليس سهلاً. الظلال ستحاول منعك."
نائل ظهر من الظلال، يصفق ببطء. "كم هو مثير للإعجاب. الجميع يحاول مساعدتكِ، ولكنهم ينسون شيئًا مهمًا... أنكِ لستِ قوية بما يكفي لتجاوز هذا المكان."
سارة تجاهلته، وضغطت على الباب بيديها. كان باردًا مثل الجليد، لكنها شعرت بدفء غريب يتسرب منها. فجأة، فتحت الأبواب بصوت عالٍ، وكأنها تستجيب لوجودها.
**داخل قلب المنزل**
عندما دخلت، وجدت نفسها في قاعة ضخمة مضاءة بنور خافت. في منتصف القاعة، كان هناك مرآة عملاقة تعكس كل شيء بشكل غريب. اقتربت منها ببطء، ورأت انعكاسها، لكنه لم يكن انعكاسًا عاديًا.
رأت نسختها الأخرى، ولكنها كانت مظلمة وعيناها مليئتان بالكراهية.
"هذا ما يمكن أن تكوني عليه إذا استسلمتِ للمنزل،" قال أمير، الذي وقف خلفها.
"وهذا هو ما يريدكِ المنزل أن تكونيه،" أضاف إياد.
**الهجوم الأول**
قبل أن تتمكن من الرد، بدأت الظلال تتجمع من كل اتجاه. اندفعت نحوها مثل أمواج سوداء. أمير قفز أمامها، يحاول حمايتها، بينما إياد استخدم قوة غريبة لتكوين حاجز حولها.
"سارة! يجب أن تواجهي المرآة. إنها المفتاح!" صرخ أمير.
سارة ترددت للحظة، ثم ركضت نحو المرآة. عندما لمستها، شعرت بتيار قوي يسحبها.
**المواجهة مع الذات**
وجدت نفسها في عالم مختلف. كل شيء كان رماديًا، والهواء ثقيل كأنه مليء بالهمسات. أمامها، وقفت نسختها المظلمة، تنظر إليها بابتسامة ساخرة.
"ظننتِ أنكِ قادرة على تدمير المنزل؟ كم أنتِ ساذجة."
سارة شعرت بالخوف، لكنها رفضت التراجع. "أنا هنا لإنهاء هذا المكان. لن أسمح له بأخذ المزيد من الأرواح."
نسختها المظلمة اقتربت منها. "لكن ماذا عنكِ؟ المنزل لا يريد تدميركِ، بل يريد أن تكوني جزءًا منه. لديكِ القوة، لماذا ترفضينها؟"
"لأنني لا أريد أن أكون مثلكِ. لا أريد أن أفقد نفسي."
**لحظة القرار**
نسختها المظلمة بدأت تضحك بصوت عالٍ. "إذن، هل أنتِ مستعدة لدفع الثمن؟"
"نعم."
في تلك اللحظة، بدأت الأرض تهتز، والظلال اجتمعت حولها. شعرت سارة بألم حاد في صدرها، وكأن المنزل يحاول السيطرة عليها.
"قاومي، سارة!" جاء صوت أمير من بعيد.
سارة أغمضت عينيها، وركزت كل طاقتها. "لن أستسلم. هذا المكان لن يأخذني."
**انهيار المنزل**
فجأة، شعرت بقوة تنفجر من داخلها. النور ملأ المكان، والظلال بدأت تتلاشى واحدة تلو الأخرى. نسختها المظلمة صرخت بغضب قبل أن تختفي تمامًا.
عندما فتحت عينيها، كانت ما زالت في القاعة، لكن المنزل كان ينهار من حولها.
"أسرعي، سارة!" صرخ أمير وهو يسحبها نحو الخارج.
**التضحية**
عندما اقتربوا من الخروج، توقفت سارة فجأة. "أمير، لا يمكنكَ المغادرة معي، أليس كذلك؟"
أمير نظر إليها بصمت، ثم قال: "هذا هو قدري. لكنكِ... يمكنكِ العيش."
سارة شعرت بالدموع تتجمع في عينيها. "لن أنساك أبدًا."
أمير ابتسم للمرة الأولى. "هذا يكفي."
**النهاية**
ركضت سارة نحو الباب، وشعرت بالهواء النقي لأول مرة منذ وقت طويل. عندما التفتت للخلف، رأت المنزل ينهار بالكامل، ومعه أمير وإياد.
وقفت هناك، تشعر بالحزن والراحة في نفس الوقت. المنزل انتهى، لكنها فقدت الأشخاص الذين ساعدوها.
**بعد أسابيع**
عادت سارة إلى حياتها الطبيعية، لكنها كانت مختلفة. كانت أقوى، وأكثر شجاعة. وفي كل ليلة، عندما تنظر إلى السماء، تهمس: "شكرًا، أمير."
---
### **ملخص القصة**
انتهت القصة بمواجهة سارة مع نفسها ومع المنزل، حيث اختارت النور على الظلام. أمير ضحى بنفسه لإنقاذها، وتركت المنزل خلفها، محطمةً اللعنة إلى الأبد.
12تم تحديث
Comments