كان الليل مظلمًا كالعادة، وكانت سارة مستلقية على سريرها، تحدق في السقف بعينين مفعمتين بالقلق والخوف. الأحداث التي مرت بها في الأيام الماضية كانت أكثر من أن تتحملها، لكنها كانت تدرك جيدًا أن ما حدث في الطابق السفلي تلك الليلة لم يكن مجرد خيال أو وهم.
**الأسئلة تتكاثر.**
في اليوم التالي، وبينما كانت تمسح الغبار عن المكتب القديم في غرفتها، عثرت على مفتاح صغير. لم يكن مفتاحًا عاديًا؛ كان صدئًا، وبه نقوش غريبة لا تشبه أي شيء رأته من قبل. تساءلت عما يمكن أن يفتحه، لكن الفكرة التي لمعت في ذهنها كانت واضحة: "هذا المفتاح ربما يفتح شيئًا مهمًا... ربما يخفي أسرارًا عن هذا المنزل".
قررت أن تحتفظ به بعيدًا عن أعين والدتها التي كانت تبدو أكثر غرابة يومًا بعد يوم.
**الغموض يزداد.**
مرت ساعات النهار بطيئة، ومع حلول المساء، شعرت سارة بجرأة غريبة تدفعها لاكتشاف المزيد عن الغرفة الموجودة في الطابق السفلي.
نزلت بحذر شديد، المصباح اليدوي بين يديها، وضوءه الضعيف يكشف جزءًا صغيرًا من الممر المظلم. عندما وصلت إلى الباب، تذكرت المفتاح. أخرجته بيد مرتجفة، وأدخلته في القفل.
**صوت طقطقة المفاتيح كان كافيًا لإثارة الرعب في قلبها، لكنه فتح الباب.**
**داخل الغرفة.**
كانت الغرفة مغطاة بالظلام، لكنها لاحظت شيئًا مختلفًا هذه المرة. كان هناك صندوق خشبي صغير في زاوية الغرفة، مغطى بطبقة كثيفة من الغبار. توجهت نحوه، وبدأت تمسح الغبار بيدها. كانت النقوش التي تزين الصندوق مشابهة لتلك الموجودة على المفتاح.
عندما فتحته، وجدت داخله كومة من الأوراق القديمة، وصورة بالأبيض والأسود لامرأة ذات عيون حزينة، ترتدي فستانًا قديمًا. كان ظهر الصورة يحمل جملة مكتوبة بخط يد مرتعش:
*"لن يخرج السر إلى النور إلا بثمن."*
**التحذيرات تظهر.**
في الليلة التالية، بدأت أشياء أكثر غرابة تحدث. كانت سارة تجلس في غرفتها عندما سمعت صوت خطوات ثقيلة تقترب من باب غرفتها. عندما فتحت الباب، لم تجد أحدًا.
لكنها لاحظت وجود آثار أقدام مبللة على الأرضية الخشبية، وكأن شخصًا ما كان يمشي في المطر، رغم أن الطقس كان جافًا.
**اكتشاف جديد.**
قررت أن تتحدث مع والدتها، لكنها كانت تعلم أن والدتها ستنكر كل شيء كالعادة. لذلك، لجأت إلى مراقبتها. في إحدى الليالي، تبعتها إلى الطابق السفلي، حيث لاحظت أن نورة كانت تجلس أمام الجدار وكأنها تتحدث إلى شخص ما غير مرئي.
عندما اقتربت منها، التفتت نورة إليها بعينين زائغتين وقالت:
"لم يكن من المفترض أن تفتحي الصندوق."
**السر الأكبر.**
بدأت سارة تبحث في الأوراق التي عثرت عليها في الصندوق، وتدريجيًا بدأت تتضح لها الصورة. كانت الأوراق تحمل قصصًا مكتوبة بخط يد قديم، تتحدث عن عائلة سكنت هذا المنزل قبل أكثر من 50 عامًا.
تضمنت إحدى الصفحات تفاصيل مروعة عن حادثة اختفاء فتاة صغيرة كانت تعيش في الغرفة التي تسكنها سارة الآن. قالت الأوراق إن الفتاة كانت تتحدث عن "أصوات" تسمعها في الليل، وأنها كانت ترى شخصًا يظهر لها في الظلال.
في الصفحة الأخيرة، كان هناك رسم غريب، يمثل شخصًا مغطى بالظلام، يقف بجوار نافذة، ينظر إلى الداخل.
---**نهاية غير متوقعة.**
بينما كانت تقرأ، شعرت سارة بيد باردة تلامس كتفها. التفتت بسرعة، لكنها لم ترَ أحدًا. فجأة، انطفأ الضوء، وساد الظلام.
كانت سارة تشعر بثقل في الهواء حولها، كأن المنزل بأسره يحمل سرًا ينتظر أن يُكشف.
في كل مرة تغمض عينيها، كانت صورة الظلال التي رأتها في الطابق السفلي تعود لتطاردها.
حاولت أن تنام تلك الليلة، لكنها استيقظت فجأة على صوت خافت، أشبه ببكاء قادم من داخل الجدران.
رفعت رأسها بحذر، وتيقنت أن الصوت يزداد وضوحًا، كأنه يدعوها إلى مكان معين.
تركت غرفتها بخطوات مترددة، والأنين الغامض يقودها عبر الممرات المظلمة.
عند أسفل السلم المؤدي للطابق السفلي، شعرت ببرودة غريبة تغمرها، كأن أحدهم يمر بجانبها دون أن تراه.
فجأة، شعرت بيد خفيفة على كتفها، التفتت بسرعة لتجد ظلاً يقف في الزاوية، يراقبها.
كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها الشبح بوضوح: هيكل بشري غامض، ووجهه يبدو وكأنه ضائع في الظلال.
م يتحرك الشبح، لكنه أشار بيده إلى الأسفل، نحو الطابق السفلي.
سارة تجمدت مكانها، بين الخوف والفضول.
**السؤال المشوق:**
*هل يجب أن تتبع إشارات الشبح؟ أم أن النزول إلى الطابق السفلي سيكشف سرًا لا تستطيع مواجهته؟*
**يتبع...**
12تم تحديث
Comments