*الفصل السادس - ظهور أمير**

###

الظلام في المنزل أصبح أكثر كثافة، وكأن شيئًا جديدًا قد استيقظ. كانت سارة تجلس في غرفتها، تتأمل دفاترها القديمة، وتحاول فك ألغاز المرآة التي ظهرت لها في الفصل السابق. فجأة، سمعت صوتًا غريبًا، صوت خطوات قوية وواضحة على الأرضية الخشبية، لكنها لم تكن وحدها في المنزل.

التفتت بسرعة لترى شابًا وسيمًا، يقف عند باب الغرفة. كان يبدو مختلفًا عن أي شخص أو شبح قابلته من قبل. ملامحه حادة، وعيونه كانت تلمع بغموض وشيء من الغرور. وقف هناك، ينظر إليها كما لو كان سيد المكان.

"أخيرًا، وجدتِ طريقكِ إلى هنا،" قال بصوت عميق ومتعجرف، بينما كان ينظر إليها بنظرة مزيج من الاستعلاء والاهتمام.

"من أنت؟ وكيف دخلت هنا؟" سألت سارة، محاولة أن تبدو قوية، لكنها شعرت بالخوف يزحف إلى قلبها.

ابتسم الشاب ابتسامة جانبية، وقال: "أنا أمير، وروح هذا المكان. لكني لست مثل تلك الظلال المزعجة التي تطاردكِ. أنا شيء... أعظم بكثير."

**أمير: المساعد المتعجرف**

كان أمير يملك هالة غريبة من القوة والسيطرة. على الرغم من أنه كان واضحًا أنه يريد مساعدة سارة، إلا أن طريقة تعامله معها كانت مليئة بالتكبر والنرجسية.

"أنتِ بحاجة لي، حتى لو لم تعترفي بذلك،" قال أمير بثقة وهو يمشي داخل الغرفة وكأنها ملكه.

سارة، التي شعرت بالانزعاج من نبرته، أجابت بغضب: "لا أحتاج إلى أحد، وبالتأكيد ليس شخصًا مغرورًا مثلك!"

ضحك أمير بسخرية، واقترب منها بخطوات واثقة. "آه، هذا ما تعتقدينه. لكنكِ ستكتشفين قريبًا أنني الوحيد هنا القادر على إبقائكِ على قيد الحياة."

**مواجهة أولى مع الظلال**

في تلك اللحظة، بدأ المنزل يهتز بشكل طفيف، وظهرت ظلال سوداء من الزوايا، تتحرك باتجاه سارة. كانت الظلال تبدو أكثر عدائية مما كانت عليه من قبل. شعرت سارة بالخوف، لكن قبل أن تتمكن من التحرك، رفع أمير يده وكأنه يأمر الظلال بالتراجع.

"أنتم لستم مرحبًا بكم هنا الآن،" قال بصوت حازم.

بدا وكأن الظلال تتردد، لكنها لم تختفِ بالكامل. التفت أمير إلى سارة، وقال بلهجة ساخرة: "انظري، حتى الظلال تخافني. ربما عليكِ أن تتعلمي شيئًا من ذلك."

سارة، التي كانت لا تزال تحاول استيعاب ما يحدث، ردت بحدة: "إن كنت قويًا كما تدّعي، لماذا لا تتخلص منها تمامًا؟"

نظر أمير إليها بابتسامة باردة وقال: "لأنني أحب أن أترك الأمور تحت السيطرة... وأنتِ جزء من هذه السيطرة."

**كشف نوايا أمير**

مع مرور الوقت، بدأت سارة تدرك أن أمير، على الرغم من غروره وتعاليه، كان يعرف الكثير عن المنزل وعن القوى التي تحاول السيطرة عليها. ومع ذلك، كانت دوافعه غامضة وغير واضحة.

"لماذا تفعل هذا؟" سألت سارة في إحدى المرات، بعد أن ساعدها في تجنب أحد الفخاخ التي نصبتها الظلال.

"لأنني الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك،" أجاب أمير بتفاخر. "ولأني أريد إثبات أنني لا أزال الأقوى هنا، حتى لو كنت مجرد شبح."

لكن سارة شعرت أن هناك شيئًا آخر خلف كلماته. شيء أكثر عمقًا، ربما خوف أو ألم يحاول إخفاءه وراء قناع الغرور.

**الصراع بين سارة وأمير**

رغم مساعدات أمير، كانت سارة تجد صعوبة في التعامل معه. في إحدى المرات، عندما حاولت فتح أحد الأبواب المغلقة في المنزل، ظهر أمير فجأة، ومنعها من التقدم.

"لا تلمسي ذلك الباب!" قال بصوت صارم.

"لماذا؟" صرخت سارة بغضب. "أنت دائمًا تمنعني من معرفة الحقيقة!"

أجاب أمير بنبرة غاضبة: "لأنكِ لا تفهمين. هناك أشياء في هذا المنزل أقوى مما يمكنكِ تخيله. إذا لم تستمعي لي، ستدفعين الثمن."

"وأنتَ؟ لماذا تهتم؟" سألت سارة بتحدٍ. "إذا كنت شبحًا كما تقول، فما الذي يجعلك تهتم بمصيري؟"

بدا أمير وكأنه تردد للحظة، لكنه سرعان ما استعاد نبرته الواثقة: "أنا فقط لا أحب رؤية الحمقى يُلقون بأنفسهم إلى الهلاك. هذا كل ما في الأمر."

**لمحة عن ماضي أمير**

رغم محاولاته لإبقاء نفسه غامضًا، بدأت بعض التفاصيل عن ماضي أمير تتسرب. اكتشفت سارة من خلال حديثه العرضي أنه كان في يوم من الأيام أحد سكان المنزل، وأنه كان مرتبطًا بطريقة ما بالظلال التي تحاول السيطرة عليها.

"كنتُ هنا عندما بدأ كل شيء،" قال أمير في لحظة نادرة من الصراحة. "ولكن الأمور خرجت عن السيطرة. والآن، أنا عالق هنا... كما ستكونين إذا لم تستمعي لي."

"عالق؟" سألت سارة، محاولة فهم المزيد.

لكن أمير رفض الإجابة، وعاد إلى أسلوبه المعتاد من الغموض والتعالي. "هذا ليس من شأنكِ. فقط افعلي ما أقول، وربما ستنجين."

**التوتر يتصاعد**

مع استمرار الصراع بينهما، بدأت الظلال تصبح أكثر عدوانية، وكأنها تشعر بوجود تهديد حقيقي من أمير وسارة معًا. في إحدى الليالي، تعرضت سارة لهجوم مباشر من إحدى الظلال. كان أمير هناك، وقام بحمايتها، لكنه فعل ذلك بطريقة جعلتها تشعر وكأنها مدينة له.

"لا تخطئي الفهم،" قال أمير بعد أن أنقذها. "أنا لا أفعل هذا لأنني أهتم بكِ. أنا أفعل هذا لأنني أكره الخسارة."

لكن سارة، التي بدأت ترى جانبًا آخر من شخصيته، أجابت بثقة: "ربما تخدع نفسك. لكنني أعتقد أن هناك ما هو أكثر مما تظهره."

**النهاية المفتوحة**

مع استمرار الأحداث، بدأ المنزل يكشف عن المزيد من أسراره، وأصبح من الواضح أن أمير يحمل مفتاحًا مهمًا لفهم اللغز. ومع ذلك، كانت علاقته مع سارة مليئة بالتوتر والصراع. لم يكن واضحًا ما إذا كان يمكن الوثوق به بالكامل، أو ما إذا كانت دوافعه النرجسية ستدفعه في النهاية إلى خيانة سارة.

**هل سيصبح أمير حليفًا حقيقيًا؟ أم أن غروره وتعاليه سيقودان الجميع إلى الهلاك؟**

*القصة مستمرة في الفصل السابع...*

الجديد

Comments

انيـن الـشوق 💔

انيـن الـشوق 💔

بجد حلووو ❤

2024-12-29

4

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon