**الفصل العاشر - قلب الظلام**

###

بدأت ليلة جديدة في المنزل الذي أصبح يشبه المتاهة الغامضة. جلست سارة وأمير في الغرفة القديمة، حيث كان الهواء يحمل ثقلاً غريبًا. الظلال بدت وكأنها تتنفس من حولهم، كأنها كائنات حية تراقب كل حركة.

"إذا كنا سنواجه هذا المنزل، فأنت بحاجة إلى معرفة الحقيقة الكاملة،" قال أمير بصوت حازم.

سارة نظرت إليه بعينين مليئتين بالريبة. "قلت إنك جزء من هذا المكان. كيف لي أن أثق بك؟"

أمير أطرق رأسه للحظة قبل أن يجيب: "لا ألومكِ. لكن تذكري، لو أردتُ إيذاءكِ، لكان بإمكاني فعل ذلك منذ وقت طويل."

---

**استكشاف الماضي**

قرر أمير أن يكشف لها عن الماضي الذي يربطه بالمنزل. "عندما كنتُ على قيد الحياة، كنتُ أعيش هنا مع عائلتي. المنزل كان جميلًا، مليئًا بالفرح والحياة. لكن حدث شيء غريب... شيء غير مفهوم."

"ماذا حدث؟" سألت سارة بصوت منخفض، وهي تشعر بقشعريرة في جسدها.

"في إحدى الليالي، استيقظت على أصوات غريبة. كأن المنزل كان يتحرك من تلقاء نفسه. ثم بدأت الأمور تزداد سوءًا. أمي ماتت بطريقة غامضة، ووالدي اختفى. كنت آخر من بقي، لكنني لم أستطع الهرب. الظلال قبضت عليّ... جعلتني جزءًا منها."

سارة شعرت بالخوف، لكنها حاولت أن تبدو شجاعة. "وهذا يعني أنك كنت ضحية مثل غيرك."

"نعم. لكنني قررت ألا أكون مجرد دمية للمنزل. حاولت مساعدة من يدخل هنا، لكنني لم أستطع إنقاذ الجميع."

---

**عودة نائل**

بينما كان أمير يتحدث، انفتح الباب فجأة مرة أخرى. نائل كان يقف هناك، يبتسم بسخرية. "أمير، أراك تروي قصصك الحزينة مرة أخرى. هل تظن أن هذا سيجعلها تثق بك؟"

"ما الذي تريده الآن؟" قال أمير بغضب.

"أريد فقط أن أريك كيف أن محاولاتك عبثية. هذا المنزل لا يمكن تدميره. هو أقوى منا جميعًا."

نائل توجه نحو سارة، وعيناه تلمعان بشدة. "هل تعلمين أن أمير يخفي عنكِ شيئًا؟ أنه السبب في وجودك هنا؟"

سارة نظرت إلى أمير بدهشة. "ما الذي يعنيه؟"

"لا تصدقيه! المنزل هو من اختاركِ، وأنا هنا لأحميكِ،" قال أمير بصوت يائس.

"أمير كان من ساعد المنزل في البداية. كان يعتقد أنه يستطيع استخدام قوته، لكنه فشل، وأصبح جزءًا منه."

---

**كشف سر المنزل**

"إذن لماذا أنا هنا؟" سألت سارة بصوت غاضب، وهي تحاول أن تفهم ما يحدث.

نائل أجاب بسخرية: "لأنكِ لست مثل الآخرين. المنزل يحتاج إلى روح قوية لتثبيت سيطرته. وأنتِ... لديكِ قوة داخلية نادرة. هذا ما يجعل المنزل يريدكِ بشدة."

سارة شعرت بالصدمة، لكنها لم تفقد شجاعتها. "إذن لماذا لا يأخذني؟"

"لأنه يحتاج إلى إذنكِ. المنزل لا يستطيع السيطرة عليكِ دون موافقتكِ الكاملة، وهذا ما يحاول أمير إقناعكِ به بطريقة أو بأخرى."

---

**اللحظة الحاسمة**

بينما استمر الجدل بين أمير ونائل، بدأت الظلال في الغرفة تتحرك بشكل مكثف. صوت عميق ومخيف جاء من أعماق المنزل.

"كفى!" قال الصوت، وكان مليئًا بالغضب. "لن أسمح بمزيد من العبث."

سارة شعرت برعشة في كل جسدها. أمير أمسك بيدها وقال: "علينا التحرك الآن!"

لكن قبل أن يتمكنوا من الهروب، أغلقت الأبواب والنوافذ بقوة، وأصبحت الظلال تحيط بهم من كل جانب.

"سارة، استمعي إليّ!" صرخ أمير. "المنزل يحاول أن يخدعكِ. لا تثقي بأي شيء ترينه أو تسمعينه."

"وماذا عنك؟ هل أثق بك؟"

"أنا الوحيد الذي يريد إنقاذكِ!"

---

**النهاية المؤقتة**

في تلك اللحظة، ظهرت دائرة من الضوء في وسط الغرفة، كأنها منفذ صغير للخروج. أمير أشار إليها وقال: "هذه فرصتنا الوحيدة. عليكِ أن تثقي بي الآن."

سارة نظرت إليه، ثم إلى نائل الذي كان يبتسم بسخرية.

"اختاري بعناية، سارة. طريق واحد فقط سيخرجكِ من هنا، والطريق الآخر سيجعلكِ أسيرة للأبد."

**القرار لم يُتخذ بعد، لكن النهاية تقترب.*

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***