###
بدأت الليلة الجديدة في المنزل بطقس غير عادي، حيث الرياح تعصف والنوافذ تهتز وكأن شيئًا غير طبيعي كان يقترب. سارة جلست في غرفتها، وعقلها مثقل بالأسئلة التي لا تجد لها إجابات. الظهور المفاجئ لأمير زاد من حيرتها، لكنها لم تستطع تجاهل حقيقة واحدة: أمير كان يعرف الكثير عن المنزل وما يحدث فيه.
تأملت المرآة القديمة التي عادت للظهور على مكتبها. كانت تشعر بأن هناك شيئًا خطيرًا يكمن في أعماقها، شيئًا يربطها بالظلال وبأمير نفسه. لكن قبل أن تتمكن من التعمق أكثر في أفكارها، سمعت طرقًا خفيفًا على الباب.
"أنا لا أحتاج إلى أذنك لدخول المكان، ولكن أردت أن أكون مهذبًا هذه المرة،" قال أمير وهو يفتح الباب ببطء، وابتسامة ساخرة تزين وجهه.
**حوار متوتر بين سارة وأمير**
"ماذا تريد الآن؟" قالت سارة بتعب واضح وهي ترفع عينيها نحوه.
"أوه، مجرد التحقق مما إذا كنتِ لا تزالين على قيد الحياة. هذا كل شيء،" قال أمير وهو يتقدم نحوها بخطوات بطيئة.
"إذا كنت قلقًا عليَّ حقًا، لماذا لا تكون واضحًا؟ لماذا تتصرف وكأنك تهتم فقط بنفسك؟"
توقف أمير عند منتصف الغرفة، ونظر إليها نظرة مزيج من السخرية والجدية. "لأن الوضوح لم يعد ينجح هنا، يا سارة. هذا المنزل مليء بالأسرار، وأنا... أنا جزء من تلك الأسرار."
**مهمة جديدة تبدأ**
في تلك اللحظة، تغير تعبير أمير إلى الجدية. "هناك شيء عليكِ رؤيته الليلة. شيء سيغير كل شيء."
سارة نظرت إليه بريبة، لكنها شعرت أن أمير كان جادًا هذه المرة. "وما الذي يجعلني أثق بك؟"
"لا أثق بكِ أنا أيضًا، لكن الخيارات محدودة،" قال بصوت بارد، ثم أضاف: "إذا أردتِ البقاء على قيد الحياة، عليكِ أن تأتي معي."
على مضض، تبعته سارة خارج الغرفة. قادها أمير إلى ممر طويل ومظلم في الطابق السفلي. كان المكان يبدو مختلفًا عن كل مرة رأته فيها، وكأن المنزل نفسه كان يتغير باستمرار.
"إلى أين نحن ذاهبون؟" سألت وهي تحاول كتم خوفها.
"إلى المكان الذي بدأ فيه كل شيء،" أجاب أمير، لكن صوته كان مشوبًا بالغموض.
**لقاء مع شخصية غامضة**
عندما وصلا إلى قبو المنزل، توقفت سارة فجأة. في وسط الغرفة، كان هناك رجل آخر يقف، ملامحه غامضة وعيونه تحمل قسوة لا تخطئها العين.
"هذا هو إياد،" قال أمير وهو يشير إلى الرجل الجديد. "كان هنا قبلي بوقت طويل. ويعرف أكثر مما أعرفه."
إياد، الذي بدا وكأنه يجمع بين السخرية والبرود، قال بصوت عميق: "أمير، لم أتوقع أن تجلب فتاة مثلك إلى هنا. هل تحاول أن تخلق المزيد من الفوضى؟"
"أنا أفعل ما أراه مناسبًا،" أجاب أمير بسرعة.
سارة، التي كانت تراقب النقاش بينهما، قاطعت قائلة: "من هو إياد؟ ولماذا أشعر أنكما تعرفان شيئًا لا تريدان مشاركته؟"
"إياد هو الحارس،" قال أمير. "لكن لا تخطئي الظن، فهو ليس هنا لحمايتك."
إياد ابتسم ابتسامة غامضة وقال: "أنا هنا لحماية المنزل. وأحيانًا، هذا يعني التخلص من الفضوليين أمثالك."
**تصاعد التوتر**
سارة شعرت بأن الوضع أصبح أكثر خطورة. لكنها قررت أن تبقى هادئة. "إذا كنتم تعرفون شيئًا عن هذا المنزل، فمن الأفضل أن تخبروني الآن. أنا لن أترك هذا المكان حتى أفهم ما يجري."
أمير تنهد وقال: "هذا هو السبب في أنني أحضرتكِ هنا. إياد لديه المفتاح لفهم ما يحدث. لكن لا تتوقعي أنه سيمنحكِ الإجابات بسهولة."
إياد، الذي بدا وكأنه يستمتع بالموقف، قال: "المنزل مبني على أسرار قديمة. كل شبح وكل ظل هنا هو نتيجة لخطايا ماضية. وأنتِ، يا صغيرة، أصبحتِ جزءًا من هذا اللغز."
**الاختبار الأول**
إياد قرر أن يختبر شجاعة سارة. أشار إلى باب في نهاية القبو وقال: "إذا كنتِ تريدين الحقيقة، عليكِ الدخول إلى هناك. ولكن، تذكري، ما ستجدينه قد لا يكون كما تتوقعين."
"ولماذا لا تدخل أنت؟" سألت سارة بتحدٍ.
إياد ابتسم وقال: "لأنني أعرف الحقيقة بالفعل. أنتِ من يحتاج إلى المواجهة."
أمير، الذي كان يقف بصمت، قال: "لا تفعلي ذلك إذا لم تكوني مستعدة. هذا المكان ليس للمبتدئين."
لكن سارة، التي شعرت بالغضب من تهكمهما، قررت أن تدخل.
**المواجهة في الداخل**
عندما دخلت الغرفة، شعرت ببرودة شديدة تلفح وجهها. كان المكان مظلمًا، لكن شعاعًا خافتًا من الضوء كان ينبعث من وسط الغرفة. هناك، رأت مرآة أخرى، لكنها كانت أكبر حجمًا وأكثر غرابة من المرآة الأولى.
عندما اقتربت منها، رأت انعكاسها، لكن شيئًا آخر ظهر خلفها. كان ظل أمير واضحًا في المرآة، لكنه كان يبدو مختلفًا، وكأنه يحمل ماضٍ لا يريد أن يكشف عنه.
"لماذا أرى أمير هنا؟" تساءلت بصوت عالٍ.
لكن قبل أن تحصل على إجابة، بدأت الأرض تهتز، وسمعت أصوات همسات خافتة تزداد قوة.
**عودة إلى القبو**
خرجت سارة مسرعة من الغرفة، وواجهت إياد وأمير مجددًا.
"ماذا رأيتِ؟" سأل إياد ببرود.
"رأيتُ أمير... ولكن ليس كما هو الآن. كأنه... كان مختلفًا."
إياد نظر إلى أمير وقال: "يبدو أنها بدأت ترى الحقيقة. ولكن هل ستتحملها؟"
أمير، الذي كان صامتًا معظم الوقت، اقترب من سارة وقال: "ما رأيتهِ هو مجرد البداية. إذا كنتِ تريدين البقاء هنا، عليكِ أن تكوني مستعدة لمواجهة أسوأ مما رأيته."
**النهاية المفتوحة**
الظلال بدأت تزداد قوة من حولهم، وكان الجو مشحونًا بالتوتر. بدا أن العلاقة بين أمير وإياد مليئة بالأسرار، وسارة أصبحت عالقة بينهما.
**ما الذي يخبئه المنزل؟ وهل ستتمكن سارة من الصمود أمام الحقيقة التي بدأت تظهر؟**
*القصة مستمرة في الفصل الثامن...*
12تم تحديث
Comments
انيـن الـشوق 💔
واو جميل جداً ❤❤
2024-12-30
5
انيـن الـشوق 💔
واو جميل جداً
2024-12-30
4