**الفصل الخامس - النداء الأخير**

###

كانت سارة واقفة في منتصف الممر، والشبح أمامها يشير بصمت نحو الطابق السفلي. الجو في المنزل كان ثقيلًا، وكانت الظلال تتراقص حولها وكأنها تخبئ شيئًا ما. كلما تأملت المكان، شعرت أن هناك شيئًا على وشك أن يحدث، شيء لا يمكنها تجنبه. كان الخوف يملأ قلبها، ولكن في أعماقها، كان هناك شعور غريب، شعور يشدها نحو المكان المظلم في الأسفل.

نزلت على الدرج بحذر، مستمعة إلى صوت الخشب المتآكل تحت قدميها، وكانها تخشى أن تسمع صوتها يتردد في أرجاء المنزل الصامت. مع كل خطوة، كان قلبها ينبض بشدة، وكان الممر الذي أمامها يبدو وكأنه لا نهاية له. وصلت إلى الباب الذي طالما كان مغلقًا، وكان مفتوحًا الآن بشكل خفيف. شعرت بشيء غير طبيعي في ذلك، كأن الباب لم يُفتح فقط، بل كان ينتظرها.

دخلت سارة الغرفة، وسرعان ما اكتشفت أنها مختلفة عن كل مرة دخلت فيها. كانت الجدران مغطاة بغبار كثيف، والأثاث مغطى بأغطية بيضاء مهملة. لكن ما لفت نظرها أكثر من أي شيء آخر كان المرآة الصغيرة التي كانت موجودة في منتصف الغرفة. كانت هذه المرآة غريبة، وكأنها لم تكن موجودة هنا من قبل. وكلما نظرت إليها، شعرت بشيء غريب ينجذب نحوها، كأن المرآة تحتوي على أسرار لا يمكن أن تدركها.

توجهت سارة نحو المرآة، وأخرجت يديها ببطء لتلتقطها. كانت باردة جدًا، وكأنها قد ظلت في الظلام لسنوات طويلة. بينما كانت تتحسس سطحها، لاحظت أن هناك شيئًا مكتوبًا على الورقة التي كانت بجانبها. كانت رسالة مكتوبة بخط يد غريب، وعندما قرأتها بصوت خافت، شعرت بشيء من الرعب يزداد في قلبها.

"انظري إلى المرآة، لكن تذكري أن ما ستراه لا يمكنك الهروب منه."

كانت الكلمات تنبض بالخوف، وكأنها تحمل تحذيرًا عميقًا. قلب سارة كان ينبض بسرعة، وترددت للحظة قبل أن تلتقط المرآة مجددًا. ولكن، عندما نظرت في سطحها، لم تجد انعكاس وجهها فقط، بل شيء آخر. وراءها، بدأت الظلال تتحرك، تتشكل شيئًا فشيئًا، ثم بدأت تلك الظلال تتخذ شكل امرأة.

كانت المرأة في المرآة ترتدي فستانًا قديمًا، وشعرها المربوط كان يبدو مبعثرًا. ملامح وجهها كانت حزينة، وكأنها تحمل عبئًا ثقيلًا في قلبها. سارة تجمدت في مكانها، وعينها لم تفارق عيني المرأة في المرآة. كانت عيون المرأة عميقة جدًا، كما لو كانت تخترق روح سارة وتقرأ أفكارها، حتى أنها شعرت وكأن هناك رابطًا غير مرئي يجمع بينهما.

في تلك اللحظة، ظهر الشبح مجددًا خلفها، لكن هذه المرة لم يكن صامتًا. كان يحدق في المرآة بنظرة يملؤها الألم، ثم قال بصوت ضعيف، مليء بالحزن:

"لقد كانت هذه غرفتي... كان هذا منزلي. أخذوا مني كل شيء. وكانت هذه المرأة هي آخر شيء تركوه لي."

شعرت سارة بأن قلبها توقف للحظة. كانت الكلمات تتناثر في ذهنها، ولكنها لم تستطع أن تقرر إن كانت تلك الكلمات حقيقية أم لا. التفتت نحوه، وقالت بصوت مختنق:

"من أنت؟ ماذا تريد مني؟"

كان الشبح ينظر إليها بعيون دامعة، ثم قال:

"المرآة تحمل الإجابة. ولكن اعلمي أن الحقيقة لها ثمن. وثمنها ليس سهلاً."

وبسرعة اختفى الشبح، تاركًا خلفه رائحة عطر قديم ملأت الغرفة. سارة نظرت إلى المرآة مجددًا، لكن هذه المرة لم تجرؤ على النظر بعمق. شعرت وكأن المرآة تخبئ شيئًا مظلمًا. وضعت المرآة جانبًا بسرعة، ثم ركضت نحو غرفتها، وهي تشعر بأن الجدران نفسها تتنفس من حولها.

في غرفتها، جلست على السرير تتنفس بصعوبة. كان عقلها مشوشًا. فكرت في الرسالة وفي الكلمات التي قالها الشبح. أخرجت الدفتر مجددًا، وبدأت تقلب صفحاته بسرعة، وفي اللحظة التي توقفت فيها على صفحة معينة، لاحظت أن هناك صفحة مطوية. بدت وكأن أحدًا أراد إخفاءها. فتحتها بعناية، وكان ما قرأته كالصاعقة.

"المنزل يحفظ أسراره في الظلال... لكن بعض الأسرار تفضل البقاء مدفونة."

عيناها اتسعتا في ذهول. لقد كانت العبارة غريبة، لكنها أثارت شعورًا غير مريح في قلبها. رفعت عينيها عن الدفتر، ثم نظرت إلى مكان المرآة. هناك، على المكتب، كانت المرآة التي تركتها في الطابق السفلي. كانت تحدق فيها بصمت، كما لو أنها تراقب كل حركة تقوم بها.

سارة شعرت بأن شيئًا ما كان يتحرك في أرجاء المنزل، وأن كل خطوة كانت تقترب منها أكثر فأكثر. شعرت بأن الأوقات القادمة ستكون مظلمة ومليئة بالأسئلة التي تحتاج إلى إجابات. كان قلبها ينبض بشكل أسرع، والفضول الذي كان يسيطر عليها منذ البداية بدأ يتحول إلى خوف عميق.

---

**هل ستتمكن سارة من كشف أسرار المنزل الغامضة؟ وهل ستعرف الحقيقة التي تخفيها المرآة؟**

*القصة تستمر في الفصل السادس...*

الجديد

Comments

فتاةمن جحيم

فتاةمن جحيم

استمر في تكملمة القصة عملي ❤💖❣️

2024-12-29

0

انيـن الـشوق 💔

انيـن الـشوق 💔

واو. استمري حبيبتي ❤

2024-12-29

3

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon