**الفصل التاسع - أسرار الظلال**

###

بدأ الصباح، ولكن المنزل كان مظلمًا كما لو أن الليل لا يريد أن يترك المكان. سارة استيقظت من نوم مضطرب، ووجدت نفسها محاطة بصمت غريب. لم يكن أمير في أي مكان، ولم تسمع صوت إياد، الذي أصبح وجوده يثير الريبة أكثر من الطمأنينة.

وقفت بجانب النافذة، تتأمل الحديقة الخلفية التي كانت مليئة بالأشجار الجافة والظلال التي تتحرك بهدوء كأنها تعيش حياة خاصة بها. كان عقلها مزدحمًا بالأفكار؛ لماذا المنزل يستهدفها؟ ما العلاقة بين أمير وإياد؟

بينما كانت غارقة في أفكارها، انفتبالأفك فجأة دون أن تلمسه. وقفت سارة في مكانها، تتنفس بصعوبة، وهي تحدق في الظل الذي دخل الغرفة ببطء.

"سارة..." جاء الصوت خافتًا، ولكنه مليء بالعاطفة. كان أمير.

"أين كنت؟" سألت بصوت متهدج.

"كنت أبحث عن شيء قد يساعدنا. هذا المنزل يخفي الكثير، ولكن الآن هناك خطر أكبر."

"ماذا تعني؟"

**الظهور المفاجئ للغريب**

قبل أن يجيبها أمير، ظهرت شخصية جديدة عند باب الغرفة. كان شابًا وسيمًا، لكن ملامحه القاسية والنظرة المتعجرفة في عينيه جعلت سارة تشعر بعدم الراحة. كان يرتدي معطفًا داكنًا، وعيناه تلمعان كأنهما تعرفان أكثر مما يجب.

"أخيرًا، تعرفتِ على أصدقائي،" قال بصوت مليء بالسخرية.

أمير وقف فورًا بين سارة والشخص الغريب. "ما الذي تفعله هنا، نائل؟"

"أوه، أتيت لتحية الضيفة الجديدة. سمعت أن المنزل وجد له لعبة جديدة."

سارة شعرت بالاستفزاز من كلماته. "لعبة؟ من تكون؟"

نائل ابتسم بسخرية. "أنا نائل. ربما يمكنكِ اعتباري... أحد حراس هذا المكان. لكن على عكس أمير، لا أحب التدخل كثيرًا. أترك الظلال لتفعل ما تريده."

**صراع داخل الغرفة**

"نائل، اتركها وشأنها!" صرخ أمير بغضب.

نائل رفع يده وكأن كلماته لا تعنيه. "أوه، أمير العزيز، دائمًا تحاول أن تكون البطل. لكن دعني أخبرك شيئًا: هذا المنزل لا يحتاج إلى أبطال. إنه يحتاج إلى أتباع."

سارة شعرت بالارتباك. "ما الذي يحدث هنا؟ لماذا أنا هنا؟"

نائل اقترب منها ببطء، ونظر في عينيها. "لأنكِ، يا عزيزتي، تملكين شيئًا لا نملكه. شيئًا يمكن أن يكسر هذا المنزل أو يقويه. وأمير هنا يحاول بجهد أن يجعلكِ تختارين الطريق الصحيح، لكنه لا يخبركِ الحقيقة كاملة."

"أي حقيقة؟"

أمير قطع المسافة بينهما وأمسك بيد نائل بقوة. "هذا يكفي، نائل! لقد قلت لك أن تبتعد عنها."

نائل سحب يده ببطء وابتسم. "حسنًا، سأترككما الآن. لكن تذكري، سارة، ليس كل ما يقال لكِ هو الحقيقة. وأحيانًا، الأشخاص الذين يبدون كأنهم يحاولون حمايتكِ قد يكونون سبب هلاككِ."

**قرار سارة بالمواجهة**

بعد أن اختفى نائل في الظلال، التفتت سارة نحو أمير. "ما الذي كان يقصده؟ ما الذي تخفيه عني؟"

أمير بدا مترددًا، ثم قال: "هذا المنزل ليس عاديًا، سارة. إنه كيان حي، يتغذى على الخوف واليأس. وأنا... أنا جزء منه."

"جزء منه؟"

"نعم. عندما متُّ هنا، أصبحت جزءًا من هذا المنزل. لكنني حاولت دائمًا أن أقاتل تأثيره. أردت أن أساعد أي شخص يدخل هنا، لكن الأمر أصعب مما تتخيلين."

"ولماذا نائل هنا؟"

"نائل هو جزء آخر من هذا المنزل، لكنه استسلم. أصبح يخدم الظلال بدلاً من محاربتها."

سارة شعرت بالغضب والخوف في آنٍ واحد. "وماذا عني؟ ما الذي يريدني هذا المنزل أن أفعله؟"

أمير نظر إليها بعينين مليئتين بالحزن. "يريدكِ أن تبقي. أن تكوني جزءًا منه. لكنه يحتاج إلى إذنكِ أولاً."

**لحظة المواجهة الكبرى**

في تلك اللحظة، بدأت الظلال تتجمع في الغرفة، تشكل دوامة مظلمة في منتصفها. من داخل الدوامة، ظهرت يد تمتد نحو سارة، وكأنها تحاول الإمساك بها.

أمير أمسك بيد سارة وسحبها بعيدًا. "لا تنظري إليها! هذه هي الطريقة التي تُسلب بها أرواح الناس هنا."

سارة حاولت المقاومة، لكنها شعرت بجاذبية غريبة نحو الدوامة. صوت داخل رأسها كان يقول: "تعالي... تعالي..."

"سارة! ركزي!" صرخ أمير وهو يحاول أن يشد انتباهها.

في تلك اللحظة، استعادت سارة قوتها، وأغمضت عينيها. عندما فتحتهما مجددًا، اختفت الدوامة، لكن الشعور بالخطر ظل يحيط بها.

**النهاية المؤقتة**

بعد أن هدأ الوضع قليلاً، جلست سارة بجانب أمير. "لا أريد أن أكون جزءًا من هذا المكان. أريد أن أخرج."

أمير نظر إليها بصمت، ثم قال: "سنجد طريقة. ولكنكِ بحاجة إلى معرفة المزيد عن المنزل أولاً. هناك أسرار مخفية في الظلال، وإذا عرفناها، قد نتمكن من تدميره."

سارة نظرت إلى أمير، وهي تشعر بمزيج من الثقة والخوف. "أنا مستعدة. مهما كلفني الأمر."

--

الجديد

Comments

انيـن الـشوق 💔

انيـن الـشوق 💔

بليييز كملي ❤

2024-12-31

5

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon