أحيانا يكون عقلک أشدَّ فوضى من حياتك

لا يوجد شخص مثالي، مهما حاول التظاهر بذلك، الجميع لديهم مشاكلهم الخاصة، لكن درجات سوءها تختلف من شخص لآخر ..

الطفولة، البيئة الأسرية، تقاليد المجتمع، الأشخاص من حولک، الطريقة التي تفكر بها، أو الطريقة التي أجبرت نفسك على التفكير بها، كلها عوامل ستؤثر في شخصيتك شئت أم أبيت، سيتطور هذا التأثير مستقبلا، إما أن تصبح شخصا ناجحا او فاشلا و ذلك بالطبع حسب معايير المجتمع.

شرق المدينة، فندق كمشروع جديد في طور البناء، رائحة الإسمنت و الغبار تملأ المكان، يمضي شافير طريقه صاعدا لأعلاها، بحركات بطيئة، أمسية باردة، تعلن الشمس غروبها بلون قرمزي بهيج، منظر مبهر من أعلى تلك البناية مع هواء عليل، اتجه نحو الجهة المقابلة للغروب، بخطوات هادئة، تقدم للحافة، ينظر للأسفل، المكان خالٍ، يفكر شافير بأنه اذا قفز من هنا سينتهي كل شيء، ستنتهي الفوضى التي يعيشها بشكل كامل. 

تقدم خطوة رافعا قدمه.

أخذ نفسا عميقا كأنه جمع فيه كل ذكرياته.

ثم بعد ذلك أطلق زفيرا طويلا كوداع أخير.

فجأة..

أمسكت يد معطفه و سحبته للخلف،لم يستدر شافير للخلف، شعر بالإطمئنان لبعض الوقت، كأن حلمه الغبي تحقق.

•شافير: وجدني شخص ما أخيرا

رائحة السجائر اختلطت بأنفاسه ~

•الشخص الغريب: لتنتحر بهذا الشكل ، يبدو أنك شخص غير مسؤول حقا

•استدار شافير للخلف :

من أنت  ؟

شاب غريب خلفه مجموعة من الشباب

•صرخ أحدهم: من هذا؟ مالذي يفعله في مكاننا المعتاد 

•الشخص الغريب: اهمم أنا آيري و كما ترى..

ثم تكلم بشكل لعوب ساخر :

نحن أشخاص منبوذون كما يسمينا المجتمع.

•شافير: تعني حفنة من الشباب الفاشلين

•آيرى: اهاهاهاها بالضبط، لكن ليس بقدرك

انت اكبر منحط فاشل رأيته في حياتي، تحاول الهرب من الحياة دون دفع الثمن.

•شافير: ليس من شأنك

ثم قرر مغادرة المكان ليعود للمنزل، آيري وضع بطاقة تحمل رقمه في جيبه ثم قال بنظرة خبيثة : 

يمكنك الإنضمام إلينا متى شئت، طالما أن لديك رائحة فاسدة، فمكانك بيننا شاغر دائما.

تجاهله شافير، و بدأ يحدق في تلك المجموعة، وشوم على بعض أجسادهم ، لباس غريب، هيئات مريبة، هالات غريبة تنبعث منهم.

عاد للبيت، وجد عدة اتصالات سابقة لإدغار، اتصل بإدغار ليأتي اليه.

•ادغار: لماذا لا تجيب على هاتفك؟  أنت مزعج جدا

•شافير: من المزعج هنا برأيك؟؟ ماذا تريد  ؟

ينظر نحو ادغار و يتسائل في أعماقه:

لا بد أن يول لم تخبره بشيء، حتى لو أخبرته،بالفعل أريد أن أنتهي من كل شي، أشعر أني وسط علاقات مزيفة لا تشبهني.

•ادغار: يول أخبرتني أنها اصيبت بحمى لم تأتي لمدة ثلاثة أيام، و أنت تتجنبنا مؤخرا، أنا قلق بشأنك كثيرا.

•شافير: عليك القلق بشأن حبيبتك، أنا لا أحتاج رعايتك.

•إدغار: إذن  !  تفاقم وضعك لدرجة أنك أصبحت وقحا.

•شافير: أنا..  ،  اذا لم يكن لديك شيء فلتخرج.

•ادغار: لن أخرج، سأمضي الليلة هنا.

•شافير: لا أهتم

•إدغار: حقا، لم يتغير شيء منذ ذلك الوقت الذي تعرفت فيه عليك، عندما يحدث أمر ما تتصرف كطفل متمرد.

اِستلقى على الأريكة:

أخبرني مالذي حدث  ؟

•شافير: صمت ~

مرت عدة دقائق

هل ستمضي الليلة تحدق في وجهي؟؟

•ادغار: هذا يعتمد على إجابتك.

•شافير:

حاولت أن أصبح شخصا صالحا، ثم أردت أن أصبح شخصا فاسدا، ثم حاولت الموت، ثم لا أدري بعدها مالذي أريده..

•ادغار استيقظ فجاة مذهولا:

حاولت الانتحار أيها الوغد!!!!

•شافير: نوعا ما، كنت مترددا، ثم أوقفني شخص غريب.

•ادغار: لنخرج قليلا...

بدأ يسيران على طول الرصيف بشكل هادىء، ليلة باردة، أخرجَ ادغار سجارته و بدأ يدخن :

هل تعلم! في السابق فقدت شعوري بالأشياء، أصبحت بليدا، لا أهتم بشيء، لا أتحمس لشيء، لا أحزن و لا أشعر بالسعادة في نفس الوقت، لكن أول شعور جربته منذ فترة طويلة كان الخوف.

نظر شافير نحوه بإهتمام

أكمل ادغار كلامه و هو ينفث دخان سجارته رافعا رأسه للسماء :

نعم لقد كان الخوف،  الخوف من فقدانك.

ثم أمسك بقميص شافير ساحبا اياه نحوه بنظرة غضب و حزن :

و اليوم بكل بساطة شخص ما أراد الإنتحار دون النظر خلفه.

شافير اندهش من ردة فعل ادغار، و تذكر كلمات ذلك الشاب الغريب آيري «غير مسؤول..».

•شافير: آ.. آسف حقا

•ادغار: إذا كانت "آسف"  ستنفع في كل مرة فلا بأس، لكن ماذا بشأن اذا تحولت لمجرد كلمة لا تكفي لسدِّ الثغرات العظيمة التي ستتركها؟

هذا يكفي.. أظن اني وضحت الأمور.

•شافير: ماهي أسوء طريقة يجب أن نعاني بها؟

•ادغار:

لا تسألني أشياءَ غريبة..

أووف ~تنهد~

لكن ان كنت سأجيبك مثلا هل فقدانك لي سيكون أمرا هينا يمكنك تجاوزه؟؟ هل فكرت من قبل؟كأقرب شخص لك، مالذي ستصبح عليه اذا فقدتني؟ 

بالتأكيد لم يفكر شافير في ذلك، لأنه بكل بساطة إعتاد على وجوده دائما.

في إحدى الحانات ~

آيري: ابحثوا عن كل شيء يخص ذلك الفتى.

في غرفة يول ~

مالذي يفعله الآن في هذه اللحظة..

جيدو جالس مع أخيه الأكبر ~

تعال لنتحدث في أمر مهم

إدغار و هو عائد مع شافير للمنزل~

انتابه شعور سيء فجأة

ألوكارد ينظف الطاولات في مطعم للوجبات السريعة ~

•المدير: لماذا توقفت فجأة هل هناك خطب ما؟

•آلوكارد: لا، لا شيء حقا راودني شعور غريب فجأة.

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***