خاطفي

« ١٠ »

____________

لَم يترُك فرصة لكوك بالتحدث بحرف واحد لأنه غادر بالفعل

ترجّل مُتجها إلى داخل المدينة مُبتعدا عن أطرافها التي يقطن بأحيائها

دخل إلى إحدى المتاجر ليسأذن المُحاسب

"هل يمكنني إستعمال الهاتف؟"

نطق تاي

"بالطبع تفضل"

رفع سماعة الهاتف ليضغط على لوحة المفاتيح بالرقم، تردد قبلها لكن لا وجود فرصة أخرى لسماع صوتها، فهي حظرت رقمه و لن تُجِب على أيّة حال

لعق شفتيه بينما يحرك سبابته بتوتر حالما أتاه صوت الرنين

"..مرحبا"

هذا الصوت الأُنثوي أتاه ليزدرد ريقه و يشعر برغبة في البكاء

"مرحبا...من المتصل؟"

صوتها يُرجِع له ذكريات ممزوجة بين السيء و الجيد، لكنه كخليط مياه نقية و زيت عفن يطفو أعلاها تجعلك لا ترى إلا القبيح وحسب

"أنا لا أسمعك، إن لم تُجِب سأغلق الهاتف"

تَنهد ببُطء، يَود التحدث و إخبارها بأنهُ مشتاق إليها حد الموت لكنه يعلم ما مَصير المحادثة، ستُنهى فوراً

اطمئن قلبه كونها بخير ليغلق الهاتف بهدوء

وضع العُملات المعدنية فاتورة المكالمة التي لم تتعدى النصف دقيقة مُغادرًا المتجر

___________

"أمي ساعديني"

تحدثت'لوڤين' بينما تركض سريعًا

نظرت 'لي تشوا' إلى ابنتها الباكية تحاول الهرب من رجل حاملا سكينا بينما هي لا تستطيع مساعدتها

تعثّرت لتسقُط أرضا، استغل الآخر ما حدث ليطعنها و يستقر نصل السكين بمنتصف صدرها

"لوڤين"

صاحت'لي تشوا' أثناء نهوضها واضعةً يدها أعلى صدرها تتنفس بصعوبة، ترتعد إثر ذاك الكابوس المُزعج الذي راودها مُنذ قليل

طَرقَتْ 'مين كيونغ' الباب بَعد سماع صوت سيدتها، أذنت للدخول

"سيدتي هل أنتِ بخير؟"

تحدثت أثناء اقترابها منها مُمسكة بيدها بينما تُربت بالأخرى على كتفها

أشارت'لي تشوا' نحو الماء لتَسكُب لها كوبا تَروي به ظمأها، انتظمت أنفاسها لتتحدث بصوت خافت

"لا أستطيع الانتظار أكثر،عليّ أن أجد ابنتي لوڤين بأقرب وقت"

نَظرتْ للنافذة المضيئة مُعلِنَه عن صباح يوم جديد

ارتدت ملابسها استعدادا للتوجه إلى أقرب مركز شرطة للتبليغ عن فقدان إبنتها الوحيدة

___________

الساعة ١١:٢٨ مساءً

أصوات الموسيقى المكتومة تتسلل إلى مسامعه حالما وصل إلى المكان المطلوب

'ملهى الكأس الأحمر'

مَكث 'تايهيونغ' بُرهة رافعًا قلنسوة مِعطفه ليُخفي بعض ملامحه التي اتخذت من الحدّة تشكيلا

أوقفه أحد حراس الملهى قَوي البِنْيَة

"دَعه، إنه تايهيونغ الذي ينتظره السيد بالداخل"

نَطَق الآخر لصديقه ليستجيب فورا فَاسِحا له المجال للعبور

دَفع الباب ليزداد الصوت وضوحا، موسيقى صاخبة، ضحكات الثملين و الفتيات تعمّ المكان، ساحة الرقص مُمتلئة لكل شخص عالمه، الأضواء الخافته المختلطة ببعضها واللون الأحمر هو الطاغي عن البقية ليُضفي لمسة شيطانية تنعكس على أجساد المتواجدين

"لقد أتى سيدي"

نطق الرجل الواقف بجوار السيد ريثما لَمح عبر عدسة الكاميرا التي رَصدَت دخول تاي للملهى

التفت السيد بينما ينفث دخان سجائره و تحيطه فتاتين

" لا تأتي به الآن، اتركه ينتظر لبعض من الوقت، و أنتَ اذهب و أخبره أنني غير موجود"

أومأ الرجل الآخر الذي تَوجَّه فورا لتنفيذ ما أَمَرَه به سيده

" تايهيونغ"

قال لينظر إليه

"عليك الانتظار ريثما يعود السيد"

أومأ له، و سارَ لينتقي إحدى المقاعد الشاغرة أمام نادل النبيذ المنشغل بتنظيف الأكواب و تَلقِّي طلبات الزبائن وضع أمام'تاي' كأس صغير يحوي شراب كحولي

" شكرا،لا أريد"

"يبدو أنك أول مرة تأتي للملهى، لم أركَ من قبل،و عادة هذه هي أوامر لنا بإعطاء عينة مجانية لزوارنا الجُدد"

حدق تاي قليلا بالكأس أمامه، أحاطت أنامله منتصفه، لكنه تظاهر بأن اختل توازن يده ليسكبه عمدا

"لا عليك، سأحضر لك كأس آخر"

تَعجب السيد من تصرفه أثناء مراقبته خلال الشاشة

"إنه ذكي بالفعل"نطق بدهشة

"أَلمْ أخبرك سيدي" أردف 'كيوني' بكل ثقة

" أجل، أنتَ محق كيوني، رغم ضآلة حجم جسدة إلا أنني شعرت أنه أقوى مِن هؤلاء البقر"

تحدث مُشيرا إلى حراسه

"تايهيونغ السيد بانتظارك في الأعلى"

صعد للمكان المنشود، دخل ليجلس على الأريكة المخملية الحمراء حيث لا يمكنه رؤية السيد المُتَخفي خَلف الستار

"أهلا بكَ أيها البطل"

صُدِرَ الصوت الذي يهابه جميع المتواجدين بالغرفة

" ظننتُك ساذجا، لذا سأزيد مقدار مبلغك كمكافأة على ما رأيته منك، لكن لا نزال على وعدنا، النصف الآخر من المبلغ ستحصل عليه بعد إتمام المهمة كما أخبرك 'كيوني' "

"أنا أعلم"

قال تاي بصوته العميق

" جيد علاوة على ذلك ستحصل على شيء يتمناه جميع من بَنِي عمرك"

شبرك أصابعه لتتوجه إليه احدى الفتيات، و قبل لمسه أبعد يدها عنه

" سيدي أنا بمهمة إضافة إلى أنني أرفض طلبك الأخير، و أريد مالي كي أغادر"

اعتلت ملامح الدهشة على البقية كيف رفض طلب مثل هذا؟

قهقه السيد بخفوت ليجيب عليه"لكَ ما تريد كيم تايهيونغ"

أحضر أحدهم النقود ليضعها أمامه، أتم عدها ليتأكد من المبلغ، نهض استعدادا للمغادرة

"تايهيونغ، انني أعرف كل شيء عنك، اذا قمت فقط بالتفكير لخداعي، لا أريد قول ما الذي سيحل بعائلتك الصغيرة"

تحدث ليتوقف تايهيونغ قليلا، لعق شفتيه ليهُم بالسير

"صحيح الفتاة بحوذتك يمكنك خلق شيء يجعلها تتشبث بك أكثر، لن تلقَ مُنجد لها على أية حال"

نطق ساخرا ليفهم تاي مقصده القذر لكن قرر التجاهل و المغادرة، فَقد حصل على مُبتغاه

___________

ركضت'لوڤين' بسرعة كبيرة تَطمح للخروج من تلك المنطقة المظلمة، كعصفورٍ خرج من قفصه بعد أن غفى صاحبه بُرهة عن إغلاقه

توقفت قليلا بعد تأكدها من أنها على مسافة مناسبة، تريد تحديد وِجهتها، الأزقة متشابهة و أغلبها ينتهي بحائط مُغلَق

عادت خطوتين للوراء لتختار طريق تَسلُكه

انزلق وشاحها ليستقر أرضاً، لمحت رجلاً يسير بخطوات متساوية أسرعت إليه

"سيدي، ألا تعرف طريقا يؤدي إلى الشارع الرئيسي"

تحدثت إليه بينما تلهث بتعب، إلتفت ناظرا إليها بغرابة

"من أنتِ؟"

"لقد اختطفني شاب مجهول، و ضللتُ الطريق للعودة إلى منزلي"

ابتسم بهدوء

"أيتها الصغيرة، ألا تفقهين شيئا عن هذا المكان"

جعّدت ما بين حاجبيها بينما تراجعت للخلف

"سيدي، لا أريد أن أعلم إنني أودُّ الخروج من هذا المكان بأسرع وقت"

اقترب منها لتتسع ابتسامته أكثر كاشفةً عن أسنانه الصفراء إثر التبغ

" أخطأتِ الإختيار صغيرتي"

شعرتْ لوڤين أنها عرَّضت ذاتها لخطر أسوأ

استدارت لتبتعد عنه لكنه كان أسرع منها ليلحق بها

" إلى أين؟"

نطق بتهكم

"رجاءا سيدي دعني و شأني"

أحكَم قبضته حول معصمها ليمنعها من الهرب

صرخت طالبة النجدة ليقهقه الآخر

" أنتِ كفريسة ثمينة تُنادي الوحوش لالتهامها، لا تكوني ساذجة و توقفي عن التملص"

أخبرها بحدة أثناء جرها بقسوة بينما'لوڤين' لا تكُف عن الحركة

أَحكَم قَبضته ليسيطر على حركتها تماما آخذًا إياها لمنزله رغما عنها

#________________________#

يتبع...

الجديد

Comments

كملي بليززززز😭😭

2024-04-22

1

Afnan Kassimi

Afnan Kassimi

كملي بلييز

2024-03-04

1

Kim Vimin

Kim Vimin

كملي مر راح اموت 😂😭

2024-01-09

2

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon