خاطفي

« ٢ »

"إصعدي للسيارة عزيزتي"

قالت مين كيونغ مشيرةً للمِقعد، صَعَدَتْ من بَعد لوفين و أغلقت الباب

بدأ السائق بالسير متجها للشارع الرئيسي

نَظرت لوفين خلال نافذة السيارة ترمق السيارات التي تمر بجوارها و الأشجار النضجة لكن بداخلها خصة لا تستطِع الإفصاح عنها كانت على وَشك البكاء

"هل أنتِ بخير؟"

نطقتْ كيونغ للإطمئنان عليها عندما لاحظت سكونها

مَسحتْ الدمعة التي تَسللت خارج مُقلتيها

"أجل ... أنا بخير دائما"

أردفت دون النظر إليها

" انظري إليّ "

استدارت لوفين بينما مين كيونغ ابتسمتْ بخفة لتُكمِل حديثها

"أُدرِكُ مدى الحزن الذي يَكمُن بداخلك"

" أُمي لا تحبني، دائما ما تَمنع عني ما أريده"

نبست لوفين بنبرة مُرتعشة

" عزيزتي هي تُحبك كثيرا فأنتِ ما تبقى لها في هذه الحياة بعد وفاة والدك"

لا تزال تُبرّر أفعال والدتها على أنها حُب

" أجل بَعد وفاة والدي و هي لا تزال حتى يومنا هذا تعاملني و كأنني طِفلة ذات السبعة أعوام ... لقد كانت سببا في جعلي أنفصل عن حبيبي السابق 'جيمين' و أيضا مَن جعلتني أَنتقِل مِن مدرستي المفضلة تاركة جميع أصدقائي، تختار لي ثيابي، إذا أخبريني مين كيونغ هل بَعد كل هذا هي تحبني !؟"

رَبتتْ على ظهرها لتتنهد لوفين بصوت واضح

" أجل تُحبك كثيرا لهذا تفعل كُل ما ذَكرتيه، ستُدركين هذا لاحقا "

..

..

بَعد دقائق وصلوا إلى المَتجر، قدمت كُلّا من لوفين و مين كيونغ التحية للمُصمّمة 'يونا'

" مرحبا بكِما، تشرفتُ بلقائكِما "

نطقتْ بترحيب

"شكرا لكِ و أنا أيضا"

تقدمت لوفين و مين كيونغ ليستريحوا على الأريكة بينما أقبلت 'يونا' بابتسامة رُسمت على مُحيّاها

"إذاً هل أُعجِبَت السيدة بالملابس التي اخترتِها يا لوڤين؟ "

رَفعت مين كيونغ حاجبيها لتتحدث نيابة عن لوفين

"بالطبع لوفين ذات ذوق رائع باختيار الملابس، لكننا نريد شئ مُناسب للحفل أكثر يُبرز كونها إبنة السيدة 'لي تشوا' "

وَضعت يونا يدها اليسرى حول خِصرها و نَقرتْ بسبابتها على ذَقنِها لتفكر

"أَظن أنني سأجد شيء مناسب لكِ، اتبعاني من فضلكُما"

..

..

ساروا خلفها في ذلك المتجر إلى أن دَلفوا لغرفةٍ واسعة، تشمل العديد مِن الفساتين المُختلِفة بألوانها الزاهية

بدأت 'مين كيونغ' و 'يونا' بتَفحص الفساتين المُعلَّقة بينما نظرت 'لوڤين' خلال اللوح الزجاجي المُطل على الشارع الخارجي

الناس ينظرون تجاه إشارة المرور التي تأمرهم بالتوقف، تعبر السيارات أمامها بسلام، إلى أن أُصدِر الصَوت للإفراج عَن وَقفتهم المُنتظَرة و تحول لون الإشارة

تَحرَّك جميعهم لعبور الشارع إلى جهة الأخرى فيما تَوقفت السيارات بمكانها

كانت لوفين تُدير أنظارها بعشوائية حتى لاحظتُ وجود شَخص ينظر لها مِن بعيد

لَم ترى مَلامِحَهُ سوى سمعات أُذنيه البيضاء و قناعه الأسود الذي أخفى أغلب وجهه

كذلك مُقدمة شعره اختبأ باقيه أسفل قلنسوة مِعطفه الثقيل الرمادي، لَم يَعبُر مع البقية بل ظَل ينظُر صوبها مباشرة

"آنسة 'لوفين"

لاحظتُ ارتفاع نبرة 'مين كيونغ' لتلتفت إليها سريعا بينما 'يونا' تضحك

"إنها المرة الخامسة التي تُنادي بها 'مين كيونغ' باسمك 'لوڤين'."

"حقا! .. آسفه"

رمشت لوفين مع ابتسامة زائفة تُخفي بها خجلها لتمشي ناحيتهم

"لقد اخترت لكِ هذا الفستان، ما رأيك ؟"

نَطَقتْ يونا فيما تَعرضه لها

ابتسمت هي بدورها بخفة و أومأت لهم، حتى و إن اعترضت فوالدتها ستوبخها إن اختارت شَيء آخر

عندما أَعادت نظرها تِجاه ذلك الشخص وجدته غير موجود

___________

"أجل وجدتها ... كانت بذلك المتجر إلتقطت لها بعض الصور سأرسلها إليك"

كَتَبَ هذا بعد أن حَدد الصور لإرسالها

"أجل هذه هي، أحسنت صُنعا 'تايهيونغ' و الآن أنتَ تعلم ما تبقى لتفعله"

_______________

"أخيرا عُدتُما، أريني الفستان."

تحدّثت 'لي تشوا' بابتسامة مُرحبة

تقدّمت 'مين كيونغ' لها لتُخرج الفُستان من الحقيبة القُماشية التي تحمِل شِعار المَحل

"ياللروعة ! إنه جميلٌ جدا بالطبع سيكون أكثر جمالا على صغيرتي لوڤين .."

توقفت عن الحديث عندما لاحظت تجاهل لوفين لهم و صعودها مُباشرة للأعلي تجاه غُرفتها

دَخلت الغرفة و ألقت بحقيبة يديها

" 'بايلي' اشتقت إليك"

أردفت قاصدةً كلبها الصغير و هو يدور حول قدمها و يقفز

جَلستْ على ركبتيها تُداعب رأسه بأصابعها، توقفت مجددا و حملت هاتفها

كتبت كلِمة السِّر لفَتْح الصور القديمة

وَقع بصرها على صورة تجمع بينها و بين جيمين ابتسمت عندما تذكرته

"كان دائما ما يشعرني بالسعادة، هو الشخص الوحيد الذي يجعلي أضحك رغم حزني "

..

..

مَرّت الساعات سريعا حتى حُلول الليل

بدّلت لوفين ملابسها استعدادا للنوم

احتضنت وسادتها إلى أن شعرت بثِقَل جُفونها

_______________

"هل استطعت الدخول؟"

تحدث الرجل عبر السماعة بعد أن قفز تايهيونغ داخل الحديقة الواسعة

"بلى، ألهيتُ الحارسان بالخارج و استطعت"

أَردَف ' تاي' بهدوء، بينما يسير بحَذَر، يختبئ خلف الأشجار الصغيرة

"جيد، الفتاة بغرفتها و والدتها بالغرفة التي تليها و لكنها الآن غير موجودة بالمنزل، لا تخطئ بمكان الغرفة حتى لا تستيقظ."

نَطق الرجل

-حسنا.

أَجابهُ ' تاي' و هو يتسلق الجدار بعد أن رَبط نفسه بالأحبال القوية

فَتَح النافذة الزجاجية بحذر وقفز بداخل الغرفة

"أنا بالغرفه المطلوبه ماذا الآن؟"

تحدث ' تاي' عبر سماعة البلوتوث الصغيرة بأذنيه

-أحسنتَ، الآن ستَجِدْ المكتب به ثلاثةُ أدراج عليكَ فتح الدُرج الأول.

أشعل ' تاي' الكَشّاف الضوئي النقال

"تبا إنه مُغلق."

أَسرع بإخراج المفك الصغير بجيبه لكسر القفل و لكنه أحدثَ صَوت قوي

"لا تقلق أنا أراقب المنزل من الخارج لا يوجد أحد ، تابع ما تقوم به."

ما هي إلا ثوان معدودة حتى استطاع فتحه

"لقد تَم ... أي ملف تُريد؟"

تحدث ' تايهيونغ ' بينما أمسك الكَشاف بين أسنانه و يقلب ما بالدرج

"ستجد الملف الأصفر كتب عليه اسم عائلتها"

بدأ بالبحث كثيرا مُقلّبا بين محتويات الدرج و لكنه لَم يجده

-"إنه غير موجود"

زَفر تاي بقِلة حِيلة

صَمَت الرجل للحظات عَن الحديث ثم قال

"اللعنة لَم أستطِع اللحاق به لقد أَخَذَته إلى مكتبها بالشركة، حسنا تاي اخرج الآن و عُد إلي منزلك غدا سنستأنف."

"حسنا."

أَردف تايهيونغ، بينما يُعيد ما بيده إلي الدُرج و أثناء إغلاقه سمِع طرق الباب المُتتالي

"أمي .... أمي افتحي الباب رجاءً."

أتاه ذاك الصوت الأنثوي

نَظرَ بقلق تجاه الباب!

أطفأ الكشاف و لكن الفتاة فَتحت الباب سريعا لتُضيء إنارة الغُرفة

____________________________

انتهي اتمنى يعجبكم ،

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon