خاطفي

« ٥ »

..

##_________________________##

فُتح الباب لتَعتقِد 'لوڤين' والدتها أتت

أَعادتْ كُل شيء بمكانه داخل الدُرج سريعاً و أسرعت لخارج الغرفه

"أُمـ..."

أَرادتْ مُناداتُها و لكنها وجدت شخص برِفقتها إنه والد چيمين

اختبأتْ خَلف الحائط حتى لا يشعران بتواجدها

" تفضل بالجلوس، ماذا تودُّ أن تشرب؟"

تحدثت 'لي تشوا'

" شُكراً سأَكتفي بالماء، أُفَضِّلُ التحدث أولاً"

جَلستْ 'لي تشوا' على الأريكه المُقابِلة له، أصابع يدها تتخلل الأُخرى دلالةً على توترها

" بالحقيقه ...أنـ.. "

إرتشف والد جيمين من كُوب الماء ينتظرها حتي تُكمل حديثها، إنه راقِ جدا في التعامل مع النساء كإبنِه

" ذلك اليوم ..."

صمتت ناظرةً للأرض ثُم رفعت رأسها مُجدداً

"ذلك اليوم الذي دَعوتني به لآتي إلى الشركة إحتفالاً بمرور أَربع سنوات و لم آتي، ... أعتذر عن انتظاركَ"

نطَقتْ بتلعثُم

" أُقَدِّر ذلك "

أردف بهدوء

" لم تخليت عني !؟ "

سألتْهُ دون أي مُقدمات ليَعتدِل 'بارك' بجلسته و يلفظ

"لي تشوا"

دون أي لَقب يسبِقه

" أنتِ من فَعلتِ ذلك و لستُ أنا "

خاطبها بذات الطريقة الهادئة

" أنتَ من قطعت وعدًا بالبدايه ثُم تركتني و تزوجتَ بأُخرى "

شَهِقَتْ 'لوڤين' بخفه واضعةً يدها على فمها تَستَرِق السَّمع، سؤال تردد داخل ذِهنها

' هل والدتُها و السيد 'بارك' كانا يتواعدان سابقًا؟ '

أغلق والد جيمين عيناه لثوان ثُم تكلمَ قائلًا

"نحن نُحب الماضي لأنه ذهب، ولو عاد لكرهناه"

مَسَحَ جبينه ليُكمل

"لذا الحديث عنه لا شيء سِوى عَبث للمشاعر و استرجاع الآلام، لَنْ يؤدِ إلى نتيجة لذا أفضل أ..."

"هل أنا مُجرد ماضي !؟'

بَتَرتْ حديثه بحَنق

" سيدتي أر...."

"لِمَ تتحدث بتلك الرسمية؟"

" أنا آسف هل يُمكِننا أن نُغير مجرى الحديث و نعود لأُمور أكثر أهميه"

نهضت 'لي تشوا' بغضب ناظرةً إليه بكراهية

"آسفه و لكن لا يوجد أُمور أكثر أهمية منيّ ، إرحل أرجوك"

قالت بهدوء مُشيرةً للباب

خرج و أغلقه برِفق و كأنَّ شيئاً لم يحدُث

أسرعت 'لوڤين' بخُطاها إلى غُرفتها، استمعت لخُطوات والدتُها المتجهه إلى مُستقرها

"... هل أنتِ بالداخل ؟"

تحدثت ' لي تشوا' بخفوت طارقةً الباب

بَعدَ بُرهة فَتحَتهُ لعدم رد إبنتها، لتتأكد من وجودها

ادَّعتُ 'لوڤين' النوم مُطْبِقَة جفونها

لتُغلق والدتُها الباب مُجددا مُبتعدة

أيقنتْ الفتاة بمُغادرة والدتُها، أخرجت هاتفها مِن أسفَل وِسادَتِها لتعبث به مُتَنقِلةً من تطبيق لآخر

..

مَرّت قُرابة ساعتين

الحَفل على وَشَك الإبتداء أَسرعَتْ بتعديل ثيابها ومساحيق التجميل

لتخرُج قاصِدة الحفل

لا تَحتمِل توبيخ والدتها مُجددًا

..

كانت كالعاده تبتسِم لمَن يحييها و تنحني باحترام

____

دَلفَت 'لي تشوا' لغُرفة مُتوسطة الحجم بجوار الساحة الكبيرة التي تواجد بها كَمٍ هائل مِن الأشخاص المَدعويين

أشارت إلى 'لوڤين' لتَتبَعُها برِفقة السيد 'بارْك' و ابنه 'چيمين'

إتخذت السيدة 'لي اشوا' مَقْعَد الكُرسي المُنجّد ذو القماش المُخملي بينما چيمين و والده جلسا على الأريكه

كاد أن يُغلق الباب لكن شخص آخر وطأَت قدمه على أرضية الغُرفة السيراميكية إنه السيد 'سوانغ' صديق والِد 'لوڤين'

اتخذ الجميع مقاعدهم

تناقشت السيدة 'لي تشوا' معهم بأُمور الشركات و أعمال الإدارة

بينما جُل إهتمام تِلك الفتاة الغير مُنتبهة لما يتحدثون به هو 'جيمين' الذي عكسها تماما يستمع إليهم بكل حرص و جديه

خاطبت ذاتها

'ماذا كان سيحدث لو أن والدتي وافقت على مواعدتي لجيمين !؟'

_______________

بدأ ' تايهيونغ' بالدخول إلى الغُرف المُجاوره مُدعياً التنظيف رُغم أنه ليس من اختصاصه حتى تكون نُقطة صالحة لديه بعَدم إقتِصاره غرفةٌ واحِدة مُبعِدًا عنه الشُبهات

تَبَقّى بالرواق القصير الغرفة المقصوده، غرفة مالِكة هذا الفندق العظيم

" أنهيت عملي سيدي سأذهب "

خاطَب الرجل الذي يحتسي العصير مُشاهدا التلفاز

أومأ له و بدوره أسرع بخُطاه للخارج

________________

لايزال بالُها مُنشغلاً بالجالس أمامها عقلها يُخاطبها

'هل حقا أن جيمين قد نسى ما صنعناه من ذكريات جميلة ؟'

'لم لا أتوقف عن الحديث عنه قليلاً؟'

'و ما شأني إن كانت والدتي ووالده انفصلا؟ '

لم تُدرِك بعدها بدقائق أن جيمين نظر إليها ابتسامة عذبه رسمتها شفتيه

لم تستطِع المُقاومة لمبادلته إياها بحزن، تشتاق لجيمين بشِدّه

أشار لها بإصبعه بلطف بمعني أن تُركّز بما يقولون

كيف تفعل هذا و هو أمامها !؟

"... لوڤين"

صرخت والدتها جاعلةً إياها تجفُل و تنظر إليها

" م..ماذا؟ "

قالت بتلعثُم

نظرت 'لي تشوا' للحاضرين مبتسمه بحرج

" أنا حقا آسفه 'لوڤين' لا تزال فتاة صغيره لا يمكنها إدراك ما نقوله"

أعادت نظرها مجددا لإبنتها بغضب

" اعتذري لقد كان يُحادِثُكِ السيد 'سوانغ' و لم تُجيبين، تصرفي كفتاة بالغة عاقلة و لو لمرة بحياتك "

إنها دائما تصرخ بوجهها هكذا غير مكترثه لخجلها الذي تتعرض له أيضا من قِبَلَها

" تصرفي معي كوالدة تهتم بي رجاءً "

قالت بنبرة منخفضه مُركِّزة بمرمى بصرها للأرض، نهضت من مكانها رافعة رأسها لوالدتُها

زفرت 'لي تشوا' و هي تُدير بعينيها

" ما ذنبي أن أُنجِب فتاة مثلك عاصية لأوامري ! تتصرف بطيش و عدم احترام "

لم تتمالك الأُخرى أعصابها

" و ما ذنبي أنا لتجعليني أنفصلُ عن چيمين بسبب ماضيك مع والده!؟ ، ألا يعد هذا غير عادلا!؟"

شَهق من بالغرفة و توسعت أَعيُنهم و كذلك والدتها المُنصدمة منها، كأَن دلو من المياه المُثلج سقط فوق رأسها

لم تشعر 'لوڤين' سوى بحرارة وجنتها اليُسرى

" كَفى "

صاحت 'لي تشوا'

كانت أنفاسها مُضطربة أما 'لوفين' تحسست وجنتها و التقت أعيُنها مع جيمين ذات النظرات القلقه مُختلطه بالصدمه

" أُغربي عن وجهي الآن "

مشيتْ بسرعه قاصدة الغرفه، تركُض برؤيتها المُشوشه بسبب الدموع المُتجمعة بعينيها

اقتحمتْ الغُرفه سريعاً و ألقت بجسدها علي الأريكة

"لا أعلم لِم الحياة قاسيةٌ معي"

..

استمعتْ إلى طَرق الباب

نهضت من مكانها لتفتحه

" مرحبا آنستي أنا 'سيونغي' عامل النظافه ..."

ابتعدت دون أن تنظر لوجهه حتى او ليُكمِل كلماته

دخل و أغلق الباب، توجه إلى مَكتب والدتها فوراً بينما توجهتْ هي لغُرفتِها، لقد استغل عدم تواجد والدتها كما أن تلك الفتاة هناك ما يؤرقُها لذلك لن تكُن منتبهة معه

فتح الدُرج و هو يبحثُ بأرجائه

" هل وجدته ؟؟"

تحدث الرجل ليُجيبه تايهيونج بخيبة أمل بنبرته

" كلا .... إنه غير موجود "

" تباً "

صاح الرجل بغضب ثم تنهد ليُهدئ من نفسِه

" حسناً ... أنت تعلم ما عليك فعله الآن صحيح؟ "

تكلم بهدوء

" أجل "

أردف عليه 'تايهيونغ' ببرود

أَغلَق المُكالمه، تنهد فقد حَسِم الأمر و هو مُقبِل الآن على فِعلُه

تأكد من مسح المكتب بعنايه ليست بنيَّة التنظيف و لكنها بنيّة أكثر خُبثا لحرصه على عدم ترك أي بصمة أو علامة تُدل عليه

دفع عربة المُنظفات ليخرج سريعًا فليس لديه مُتسع من الوقت، أوشكت الحَفل على الإنتهاء

كاد أن يَفتحُ الباب و لكن استوقفته هي بكلماتها

" بهذه السرعة إنتهيت؟ "

هو نسى بكونها فتاة ذكية كما قِيل عنها و لكن دهاؤه أعلىٰ، لم يستدِر و ظَل بظهرِه مقابلا لها

تحمحم ليعطي لنفسه مهربا بِرَد سريع

"عذرا سيدتي فقد نَفِذ المُنَظّف سأذهب لإحضار غيره ، كما أنني قد لا أتمكن من العوده لأن مُدَّتي من العمل انتهت "

أومأتْ بتفهم لم يراها و لكنه غادر سريعاً خِشية قُدوم والدتها

__________

جلست 'لي،تشوا' على الكُرسي

" عذراً .... لن نُكمل... اجتماعنا اليوم "

قالت باهتزاز بنبرتها فلا زال موقِفها مع ابنتها يدور بعقلها

انحنى الجميع و غادرو بينما هي تنظر للأسفل بشرود

" هونِ عليك "

همس لها والد جيمين أثناء خروجِه

بينما 'لي تشوا' ظلت وحدها بالغرفه وضعتْ مِرفقها علي احدي مَسانِد الأريكه و اسندت برأسها علي راحة يدها "لم تفعلين بي هذا !؟"

تحدثت لنفسها، نهضت قاصدة الجَناح الخاص بها فهي تريد أن تتحدث مع إبنتها الوحيده لعلها تتفهمها بشكلٍ أوضح

__________________

أسرع 'تايهيونغ' بتبديل ملابس العامل و تخلص منها بالقمامه ليستبدلها ببذلة أنيقه ذات الطُراز الحديث

مشّط شعره ، ناظراً لنفسِه بالمرآه يتأكد من مظهره ليغادر بسرعة

..

..

طَرق الباب بأدب وانتظر قليلا حتى أتاه صوتها

لتفتح الباب له و لا تزال الدموع الجافه أثرها علي وجنتيها

" نعم ... هل يُمكنني مساعدتك؟"

انحنى لها سريعا

" أُدعي بيكهيون انني سائق جديد سأُقِلُّكِ إلى منزلك فقد أمرتني والدتُك بذلك "

عبستْ باستغراب

" ماذا !؟ لكن والدتي قالت بأننا سنبقي هنا لليلة واحده و نغادر بالصباح "

" لقد غيّرت رأيها آنستي "

تحدث بصرامه ليُعطيها ابتسامة خفيفه جاعِلها تَثق به، و هي بالفعل قد فعلت

" حسنا ... انتظرني دقيقة"

..

..

دَلفت إلى غرفتها لتنتشل حقيبتها الصغيرة تتواجد بداخلها هاتفُها و المناديل الورقيه برفقة المرآة الصغيرة و مِلقاط التزيين

" من هنا آنستي. "

قال بينما يرشدُها للطريق، إنه يسلك طريقاً آخر فقدْ عَلِم أن والدتها قد تقابلهما صدفة و لن يستطيع التَمَلُّص من ذلك، لذا فهو اقتصر هذا كُله

فَتَح لها الباب الخلفي للسيارة الفاخرة التي أعارها له هذا الرجل المُخطط للأمر برُمَّته

اتجه إلي مقعده ليُشعل المُحرك ، تنفس الصعداء فقد سارت خطته بشكل جيد

" مهلا أين السيدة مين كيونغ؟ "

" هاه !؟ "

استفهم كَونُه لم يضع بحُسبانه هذا الأمر ليتوتر قليلا، ظن أنها حمقاء و لكنها ليست بذلك السوء

" 'مين كيونغ' لِمَا لَم تأتي؟"

" كانت تود اللحاق بِكِ، لكن استوقفتها والدتُك لأنها تريدها بأمر هام"

لقد كذب و تمني أن تنطَلي عليها، لا يأبه إن اكتشفت ذلك لاحقاً هو يود أن يقود بأقصي سُرعة لكنه لا يريد أن يكون مثيراً للشك

أومأت هي بتفهم رغم أنها لم تتأكد ، انشغالها بوالدتها و جيمين و خطيبته كان أكبر فقد أعمي بصيرة ذكاؤها

..

..

ابتسم 'تايهيونغ' فورا عندما إبتعَد عن الفندق

أصبح بأمان الآن

ظلت شاردة بما تمر السيارة عليه، أعمدة الإنارة تضئ وجهيهما بين الثانيه و الأخرى، سَلَك الآن الطريق السريع

..

..

انهاه و انعطف يسارا لتظهر معالم البيوت الغير مألوفة لها

جعدت حاجبيها و جميع أفكارها تبخرت لتعود إلى الواقع

" ما بك بيكهيون ؟؟؟ لِم تسلُك هذا الطريق ؟؟ إنه الطريق الخاطئ"

" إنه أقصر مسافة عن الآخ.."

" ما الذي أقصر مسافة؟؟ إنك انعطفت يسارا و من المفترض أن تنعطف يمينا فهذه طُرق رئيسية لاوجود لأُخرى"

بترت حديثه لكنه لم يرد و أكمل سيرُه

"... بيكهيون .... هل تسمعني؟ حسنا ربما أنك جديد هنا قد يختلط الأمر عليـ..."

"لوڤين"

لم تُكمل كلامها لأنه نطق اسمها بحده دون ألقاب أو احترام

" توقفي عن الثرثرة "

" بل أنتَ توقف عن المُزاح السخيف أوقف السيارة و دعني أنزل هنا حالاً"

صَرخت ليغلق عينيه و يفتحها مجددا، هنا قام بقيادة السيارة بسرعة جنونية و مع ازدياد السرعة تسارعت نبضات قلبها لتشعر بالخوف يجتاح جسدها العاجز عن أي حركة و حلقها الجاف

" بيكهيون ..... أنا أأمرك بأن تتوقف"

نظر لها عبر المرآة

" آسف يا فتاة و لكنني لستُ بيكهيون"

ارتعدت لتشعر باختناق و توسُّع عيناها

أتتصورين بأن تركبين سيارة لا يوجد بها سواك بينما هي تعبر أمام منزلكم بأقصي سرعه و سائقها يضحك لك بالمرآه و يخبرك بأنك لن ترين أُسرتك مجدداً

هذا ما عانيته

"أ... أرجوك تـ..توقف.. سأعطيك ... المال"

كانت دموعها تنذرف بهدوء غير واعيه، تشعر بالبرودة بساقيها " أمي ساعديني"

قالت بداخلها

ابتسم 'تايهيونغ' أخيرا ناظرا لها عبر المرآة

" توقفي عن قول هذا الهُراء أنا لا أريد مالُك"

" مـ...ماذا تريد إذا؟"

صمت قليلا ليُهدئ سُرعة السيارة

" أُريدُكِ أنتِ؟ "

####_________________####

يتبع......

الجديد

Comments

رهف رهف

رهف رهف

✨اُريدك انتِ✨

2023-12-26

3

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon