10 الفصل

زمشت جيسيكا جفنيها وتطلعت حولها.

"هل ما زلت هنا؟ هل لم أمت بعد؟" قالت بهمس خافت، وقد صار الموت هدف حياتها الآن.

نظرت إلى سقف الغرفة طويلاً وهى بيد مشغولة بضمادة الإبرة الوريدية. بقيت صامتة دون كلام أو حركة، تمتع بلحظات هدوئها بمفردها وهى تفكر.

قضت اليوم كله دون أذى واحد من أكسل. مرتاحة؟ بالتأكيد. شعور بالسلام والحرية لديها، حتى ولو كانت في غرفة موصدة.

"أصبحتِ مستيقظة؟" لما أرادت جيسيكا أن تأخذ نفس من الارتياح، عاد أكسل ودخل الغرفة. اتسعت عيون جيسيكا بمجرد أن رأت الرجل الذي كانت تحترمه في السابق.

"ماذا تريد مني؟" سألت جيسيكا.

"ماذا أريد؟ بالتأكيد أن أراك وأنت تعانين،" أجاب أكسل.

"لماذا لا تقتلني وتنهي أمر كرهك هذا بسرعة!" قالت جيسيكا.

"قتلك؟ ليس في قاموسي أن أجعلك تموتين بسهولة. ألم أقل من قبل أنك لا يجوز أن تموتي إلا بإذني،" قال أكسل.

"أنت مجنون!"

سمع أكسل كلمات جيسيكا وهى ممدة على الفراش، فانفجر ضاحكاً. استمتع برؤية جيسيكا وهى تلعنه، وهذا يعني أنه جعل المرأة تكرهه حقاً.

خرج أكسل من غرفة النوم، مشغولاً بإعداد شيء لجيسيكا. نعم، سيعطيها عملاً آخر. العذاب لن يتوقف حتى تعاني بالجسد والروح، لأن ما فعلته جعل أكسل يفقد المرأة التي أحبها.

🌹🌹🌹

أفاقت جيسيكا مبكراً، متعافية بالكامل بعد تناول الطعام والشراب وراحة يوم كامل.

"ماذا سأفعل اليوم؟" تحدثت جيسيكا مع نفسها بصمت.

أتى أكسل بكرسيه المتحرك إلى الحديقة الخلفية.

"هل ترغب سيدي في أن أقوم بتنظيف المسبح مرة أخرى؟" سألت جيسيكا.

"أترى أشجار التفاح لدي؟ ألا تبدو جميلة؟ أجمل بكثير مما أنت عليه. اقطفي التفاح، اغسليه وأحضريه إلى المخزن هناك" أمر أكسل.

حصاد التفاح؟ الأعمال التي يطلبها تصبح أغرب فأغرب - هكذا فكرت جيسيكا.

بعد إعطائها التعليمات، انصرف أكسل وترك جيسيكا في الحديقة. استعدت جيسيكا بقبعة وسلم لجمع التفاح.

بدأت بالعمل ببطء على شجرة. من فوق الشجرة، لاحظت أن الحديقة الخلفية لأكسل كبيرة جداً. لكن شيئاً آخر جذب انتباهها - جزء من السور الخلفي ليس مرتفعاً جداً.

يمكنني العبور عبر الجدار بواسطة هذا السلم - فكرت جيسيكا.

واصلت جيسيكا عملها حتى وصلت بالسلم إلى الجدار. بلا خوف، نظرت إلى الوراء قبل أن تقفز بسرعة فوق الحاجز.

"آمنة، لقد نجحت في الخروج" - مع قبعة وقناع من منديل مطوي على شكل مثلث، سارت على الطريق المحاذي للعشب الطويل خلف العمارة.

"يجب أن أجد الطريق السريع، ثم أبحث عن مواصلة، كي أذهب إلى مدينة أخرى. يجب أن أختفي بسرعة من أمامه" - هذه الخطط ملأت رأس جيسيكا طالما نجحت في الهروب.

سارت على الطريق الصغير ولم تلاحظ وجود جدول ماء خلف العمارة حتى رأت الطريق الرئيسي يمر فيه بضعة سيارات.

"سأكون حرة قريباً" - تمتمت جيسيكا.

عندما وصلت إلى الطريق الرئيسي، رأت سيارة سوداء فلوحت جيسيكا بيدها متمنية أن تتوقف السيارة لتساعدها.

فُتح باب السيارة الخلفي ودخلت جيسيكا على الفور معتقدةً بأنها ستجد المساعدة. ولكن، عندما جلست، اتسعت عيناها لأنها رأت أكسل واثنين من مساعديه.

حاولت جيسيكا فتح الباب ولكن دون جدوى لأنه مقفل. واصلت الضغط على الباب لكنها لم تفلح.

"أتظنين أنك ستنجحين في الفرار مني؟" قال أكسل بنظرة ساخرة وحادة.

لصقت جيسيكا جسدها بالباب، لا تحب النظرة التي في عيون أكسل الآن.

"للعمارة!" أمر أكسل.

وجه إريك السيارة للعودة إلى العمارة. كانوا في الأصل ذاهبين لمقابلة عميل أعمال لكنهم وجدوا جيسيكا عن طريق الصدفة وهى تلوح بيدها على جانب الطريق.

🌹🌹🌹

"اذهبا أنتما الاثنان، جيم، ريك. سأبقى لأراقب تلك المرأة الخداعة هنا"، قال أكسل.

"لكن، سيدي؟"

"اذهبا بسرعة!"

رحل جيمي وإريك وتركا أكسل وحده في العمارة مع جيسيكا. جيسيكا الآن محبوسة في غرفة نومها.

"آرغ!!" صرخت جيسيكا وهى تشد شعرها. تشعر بأن حياتها لن تكون أبداً حرة طالما هى في محيط أكسل.

الحرية مستحيلة والموت أيضاً مستحيل. ماذا يمكنني أن أفعل؟ - فكرت جيسيكا.

جلست على الأرض وانحنت ركبتيها والتصقت بصدرها، وضمتها بذراعيها وأخفت وجهها.

كلكك

فُتح باب غرفة جيسيكا، وظهر شخص في عتبة الباب.

"أكسل؟" لم تستطع جيسيكا تصديق ما رأت. أكسل واقفٌ على قدميه، بدون كرسيه المتحرك.

"هل يمكنه المشي؟" تمتمت جيسيكا.

ضحك أكسل بسخرية ونظر إلى جيسيكا بنظرة حادة، "أتعجبين أن تريني أسير؟ في قلبك هل كنت تأملين أن أظل مشلولاً وجالساً في كرسي متحرك؟"

صمتت جيسيكا وراقبت كيف يقترب أكسل منها. عندما اقترب أكسل، قامت جيسيكا على الفور وابتعدت. لم ترغب بالقرب من أكسل، خاصة عندما لا تحب الجو الذي يحيط به.

"من سمح لك بالهرب ها؟!!"

واصل أكسل الاقتراب.

"لن تستطيعي الذهاب إلى أي مكان، لأني لن أسمح بذلك. لقد دمرتِ حياتي، دمرتِ كل أحلامي!" صرخ أكسل وانتزع جيسيكا بالقرب من الجدار حتى لا يكون هناك مكان للتراجع.

"أحلامك؟! هل ترضى بحياة مع امرأة زانية؟" سألت جيسيكا بصعوبة.

ارتفعت حدة نظرات أكسل. لم يعجبه حديث جيسيكا عن عشيقته بأنها كانت زانية.

بوم

رمى أكسل جيسيكا على الأرض، فأصدرت أنيناً من الألم في ذراعها.

"لا تتحدثي عنها بالباطل، لأني لن أقبل ذلك!" صرخ أكسل مردداً.

"لماذا؟ هل تخاف من أن ما أقوله هو الحقيقة؟ ناتاشا كانت دائماً تخونك، تعلم لماذا؟ لأنها قالت إنك لم تعطها ما تريده. دائماً كانت ترغب في المزيد من العلاقة معك، لكنك دوماً كنت تعذر بأنك تريد جعل ليلتكما الأولى تبقى مميزة"، قالت جيسيكا.

دق

لم يتمكن أكسل بعد ذلك من سماع كلام جيسيكا. التقط الرجل جيسيكا وقذفها على الفراش.

🌹🌹🌹

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***