لم يهتم أكسل بحالة جسد جيسيكا التي كانت حجرًا تعود من المستشفى بالأمس. استمر في إصدار الأوامر للمرأة ذات السبعة والعشرين عامًا لتنظيف المنزل. حتى أن أكسل أمر جيمي وإريك بنقل الخدم إلى مكان آخر، دون أن يعرفوا إلى أين.
"اعملي! لا تقفي محدقة إلى الفراغ!" صاح أكسل جالسًا على كرسيه المتحرك وموجودًا على التراس مراقبًا نشاطاتها.
لم تكن جيسيكا محدقة إلى الفراغ، بل كانت تفكر في كيفية الهروب من منزل أكسل. خططت للفرار لأنها تعتقد أنها لم ترتكب ذنبًا. وبعد أن رأت ميول أكسل الحقيقية، ندمت على مساعدته للإفلات من شراك امرأة تدعى ناتاشا، التي كانت صديقتها الخاصة.
*كان يجب ألا أساعده أبدًا. دعه يبقى مع ناتاشا. إنهما خُلِقَا لبعضهما. أحدهما يحب الخيانة والآخر بلا مشاعر. كان يجب ألا أساعده!* - فكرت جيسيكا في نفسها.
بالكاد فكرت جيسيكا هكذا حتى جر شعرها أحدهم إلى الخلف بعنف شديد.
"آه!" صرخت جيسيكا.
"لا تتلفظي بسوء حتى وإن كان في سرك. لن أغفر لك أبدًا!" لم تَدْرِ جيسيكا أن أكسل دفع كرسيه المتحرك قربها.
"أنا لم أطلب منك المغفرة! وفي النهاية أنا لست مذنبة إذا كنت تظن أني قتلت ناتاشا. نعم، أخطأت بقيادة السيارة بسرعة عالية. ولكن، هل تعرف لماذا فعلت ذلك؟"
"السبب؟ لست بحاجة إلى أعذارك التافهة للدفاع عن نفسك. أنتِ قاتلة، خائنة. لستِ امرأة صالحة"، همس أكسل في أذن جيسيكا وهو لا يزال يشد شعرها.
"أنت شرير! قاس! أكرهك!" صرخت جيسيكا في وجه أكسل. مما جعله أكثر غضبًا ودفعها حتى وقعت أرضًا.
في ذات الوقت، عاد جيمي وإريك بعد نقل الخدم إلى مزرعة أكسل التي تقع على أطراف المدينة. وقد هددوا الخدم بعدم نشر أي خبر عن أكسل وجيسيكا خارجًا وإلا سيندمون.
"احملوها إلى المخزن واقفلوا الباب!" أمر أكسل، "إريك، اصطحبني إلى غرفتي ولا تنسى تعطيني المفاتيح، جيم."
أخذ جيمي نفسًا عميقًا ثم ساعد جيسيكا. لكن جيسيكا نظرت إليه شزرًا لأنها لا ترغب في المساعدة أبدًا.
دخلت جيسيكا إلى المخزن الواقع في الجزء الخلفي من المنزل. دخلت وعلى الفور أغلق جيمي الباب وأقفله.
جلست جيسيكا المتعبة من العمل منذ الصباح واختارت مكانًا تستند إليه. حاولت أن تغمض عينيها بعد تنفيس غضبها على أكسل.
**
"هل وصلت، يا أكس؟" سألت جيا التي استقبلت عودة أكسل.
دعت جيا ابنها للعودة إلى المنزل الرئيسي لأنها اشتاقت إليه جدًا. ودعت جيمي وإريك للدخول والراحة.
"شكرًا لك، سيدتي."
"تفضلوا. أنا ممتنة جدًا لأنكم تعتنون بابني"، قالت جيا بابتسامة.
نقلوا كرسي أكسل المتحرك إلى غرفة الطعام لأن جيا طلبت من الخدم تحضير أطباقه المفضلة.
"سوف تبيت هنا، أليس كذلك؟" القت جيا بنظرة حزينة.
أومأ أكسل الذي يحب جيا كثيرًا ولا يريد أن يجعلها حزينة برأسه.
"شكرًا يا حبيبي"، عانقت جيا أكسل من الخلف.
أمضى أكسل ذلك اليوم في منزل والديه، وكذلك الليل التالي. أبدًا لم يتذكر أن جيسيكا كانت محجوزة داخل المخزن. وكان مشغولين مساعدينه الخاصين بالعمل في الشركة.
في منزل أكسل، حيث كانت جيسيكا محتجزة داخل المخزن. حاولت جيسيكا خفق الباب ببقايا قوتها. لم تأكل طيلة يومين، ولا شربت. جسدها كان مرهقًا جدًا. حاولت أن تغمض عينيها لتنام ولكن لم تتمكن.
خارج المخزن، كان المكان هادئًا ولم يسمع أي صوت. حتى أن جيسيكا لم تسمع صوت صراخ أكسل أو الاثنين المساعدين.
"هل قاموا بحبسي وتركوني؟ هل كانوا يرغبون في قتلي هنا؟" هَمَسَتْ جيسيكا، "لعلها ستكون النهاية إن كان يجب أن أموت، فعلى الأقل سأكون حرة من هذا كله."
في اليوم التالي، عاد أكسل وجيمي وإريك إلى المنزل لأنهم سيلتقون بأحد العملاء الذين كان أكسل يتمنى أن يلتقي بهم منذ زمن.
عندما دخلوا إلى المنزل الخالي، تذكر أكسل فجأة شيئًا.
"جيم، تحقق من المخزن!" أمر أكسل.
أسرع جيمي، الذي تذكر هو الآخر ذلك، ليأخذ المفاتيح من الدولاب المجاور لغرفة أكسل. بعد أن أخذها، ركض إلى المخزن الخلفي وفتحه.
دون أن يفكر، حمل جيمي جسد جيسيكا الذي كان مستلقيًا على الأرض شاحبًا. كان يثق أنها ليست بحال جيدة لأنها لم تأكل ولم تشرب شيئًا لمدة يومين.
"ليست في وعيها، سيدي" قال جيمي وهو يرى أكسل لم يدخل حتى غرفته.
"ألم تمت بعد؟" سأل أكسل بلا مبالاة.
"لا. أعتقد أنها لا تزال حية. سأنقلها إلى المستشفى" قال جيمي.
"لا داعي. استدعِ طبيبًا ليفحصها هنا. لا أريد أن يظن المستشفى أني أعذبها، خاصةً وأنها عادت لتوها من المستشفى" قال أكسل.
نقل جيمي جيسيكا إلى الغرفة ثم وضعها على السرير. اتصل بطبيب يمكن أن يساعدهم.
**
"هي تعاني من الجفاف والإرهاق الشديد"، قال الطبيب بعد فحص جيسيكا. وضع لها محلولًا وصف لها بعض الفيتامينات لتسريع شفائها.
"شكرًا يا دكتور. سأذهب لاستلام الوصفة فورًا."
غادر الطبيب بعد أن انتهى من الفحص والوصفة. شعر بلوعة من نظرة أكسل الحادة إليه ورغب في الرحيل من هناك سريعًا.
"ما أكثر الإزعاج!" تمتم أكسل وهو ينظر إلى جيسيكا ممددة على السرير. كان قد استعد بقميصه وسترته لأنه سيذهب إلى اجتماع.
"تركها واذهب، جيم! الآن أتمم باقي مهامك. ويا إريك، جهز السيارة فورًا، سنتوجه الآن" قال أكسل.
"حاضر، يا سيدي"، قال جيمي.
وبينما خرج جيمي من غرفة جيسيكا، دفع أكسل كرسيه المتحرك ليقترب أكثر. تأمل وجه جيسيكا الغائب عن الوعي. لم يظهر على وجهه أي تعاطف أو شفقة تجاهها. في قلبه شعر بأن جيسيكا تستحق كل ما حل بها، بعد ما اقترفته في حق ناتاشا.
🌹🌹🌹
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
114تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments