بيوررر
عاد الهواء البارد لينسكب على جسد جيسيكا المنكمش فوق سرير قد بليت مرتبته. استفاقت على حين غرة لتجلس وهي تمسح وجهها المبلل بالماء.
"استيقظي! أتظنين أنكِ هنا السيدة؟ استفيقي كما يحلو لكِ!" كم تمنت جيسيكا أن تصم أذنيها. كانت تأمل أن ما سمعته مجرد عابر. ولكن فجأة، دفقت دلوًا كبيرة من الماء عليها مرة أخرى، بل وصار الدلو يغطي وجهها.
باك
شعرت أذنا جيسيكا بالطنين إذ ما لبثت أن شعرت بالدلو يضرب. سرعان ما رفعت الدلو عن رأسها وظهر أمامها أكسل في كرسيه المتحرك. وبجواره خادم يستعد بدلو آخر مليء بالماء.
لم يكن هناك ساعة حائط في الغرفة، ولكن جيسيكا متأكدة أن الشمس لم تشرق بعد لأن الظلام كان دامسًا.
"نظفي المسبح فأنا سوف أستخدمه اليوم! أفرغي الماء بواسطة هذا الدلو واملئيه مرة أخرى بهذا نفسه"، قال أكسل مشيرًا إلى الدلو الذي كان يغطي وجه جيسيكا.
*تفريغ المسبح بدلو؟ ما هذا الهراء! ألا يوجد في منزله نظام ترشيح آلي؟ أم أنه يقصد إزعاجي.* - تفكر جيسيكا.
لم تصدر جيسيكا أية اعتراضات. كل ما في الأمر أنها كانت تمتعض في داخلها لأنها لا تود سماع صوت أكسل ولا النظر إلى وجهه البغيض.
ارتدت جيسيكا زي الخادمة الذي قُدم لها. أخذت الدلو وتوجهت نحو المسبح دون أن تنظف نفسها. تفكر "على أية حال سأتسخ وأتبلل مرة أخرى، لذا دعه يكن"، هكذا كانت تعتقد جيسيكا.
تابع أكسل جيسيكا نظرته الحادة حتى خرجت من الغرفة التي كانت في السابق غرفة فارغة تملكها من قبل صاحب سابق انتقل للعيش في الخارج وباع كل ممتلكاته وثروته في مدينة لندن.
مشت جيسيكا بلا حماس إلى الحديقة الخلفية وهي تحمل دلوًا. الآن، وقفت عند المسبح الذي بدا واسعًا جدًا. التفتت ورأت أن أكسل يقف في التراس الخلفي يراقبها.
*أنا أكرهك جداً!* - فكرت جيسيكا.
استمرت في استقاء الماء من المسبح دلوًا بعد دلوٍ وصبه في مجرى مياه في الجانب. بعد حوالي نصف ساعة، لم تشعر أن مستوى الماء في المسبح قد قل على الإطلاق.
*آه! ما أغباك، جيس! كان عليك أولاً إيقاف عمل الفلتر. إن استمررت في صب الماء بالخارج، ستعود المياه إلى المسبح مجددًا بعد التنقية!* - فكرت جيسيكا.
وهكذا توجهت إلى الجانب القريب من الشجر حيث وجدت غرفة تحكم تتولى إدارة كل أنظمة المياه في المسبح. بعد أن أوقفت النظام، عاودت استقاء الماء لتفريغه من المسبح باستخدام الدلو.
شعرت بالتعب. ذراعاها وساقاها كما لو أنها محطمة. كيف تمنت أن تعارضه لكن الرجل كان دومًا يهددها بتدمير شركة السيد جوردي المالكة.
على الرغم من أن السيد جوردي لم يعد يعدها كابنته، إلا أنه كان يمثل العائلة الوحيدة بالنسبة لجيسيكا. لم يكن بمقدورها أن تؤذي عائلتها في أي حال من الأحوال.
ارتفعت الشمس وكانت جيسيكا واثقة أن أكسل سيأتي إلى المسبح كما قال لكنه لم يظهر حتى بعد مرور ساعتين.
وأخيرًا في الساعة الرابعة عصرًا، بينما كانت جيسيكا تزيل الحشائش في الحديقة الخلفية، وصل أكسل برفقة مساعده الشخصي جيمي ومجموعة من الرجال يرتدون ملابس تشبه ملابس الفنيين.
"أريد تنظيف مسبحي وتعقيمه! لن أنزل إليه حتى يموت كل الجراثيم والفيروسات الموجودة هناك، وبخاصة تلك المخلوقة القذرة التي دخلت إليه قبل قليل!" أمر أكسل.
دق
كانت جيسيكا قادرة على سماع جميع كلمات أكسل لأن الرجل كان يصرخ. ربما كان أكسل يصرخ عمدًا لتسمعه جيسيكا.
تشدّقت يدا جيسيكا وهي لا تزال متمسكة بالأعشاب. شعرت بأنها أمضت وقتًا في عمل لا طائل منه. وحتى أنها وُصِفت بأنها مخلوقة قذرة من قبل أكسل.
*ربما يجب أن أقتله. هو يراني قاتلة، أليس كذلك؟ فليكن. حتى السجن يبدو أكثر راحة من هنا.* - فكرت جيسيكا.
**
في هذه الليلة، لم تستطع جيسيكا النوم بهدوء. جسدها المنهك شعرها بصعوبة في النوم.
فوق ذلك، راودتها الذكريات الفجائية للحادثة التي وقعت وللأحداث التي سبقتها، مما جعلها تشعر بالرعب.
*أنا أكرهك! أكرهك حقًا!* - استفاقت جيسيكا مرة أخرى والعرق يتصبب من جبينها. وجه ناتاشا الذي ظهر فيه الكراهية بشكل واضح استمر في الاستقرار في ذهنها وأصبح يطاردها في كل ليلة.
"هل يجب أن أستمر في دفع ثمن خطأ لم أرتكبه أبدًا؟ نعم، كنت أقود السيارة بسرعة كبيرة، لكن تلك لم تكن رغبتي"، همست جيسيكا وهي تغطي وجهها بكلتا يديها.
أخيرًا، خرجت جيسيكا من غرفة نومها وتوجهت إلى المطبخ. كانت تريد أن تشرب الماء على الأقل لتهدئة شعورها بالقلق. ولكن، قبل أن تبتعد كثيرًا عن غرفة نومها، أوقفها نظرة أكسل الحادة وجعلتها تتوقف.
🌹🌹🌹
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
114تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments